
غازی محی الدین عبد الله
تتكون المجتمعات عادة من عدة شرائح مختلفة ومتنوعة حيث ينبغي أن تتكامل مع بعضها البعض لتشكل في نهاية المطاف النسيج الإجتماعي لكل مجتمع . تتنوع هذه الشرائح في التصنيف العمري ، النوعي ، القبلي أو الإثني أو الثقافي الخ .. ولا شك أن لكل شريحة من هذه الشرائح حقوق وواجبات باعتبارها مكون من مكونات المجتمع .. ولا شك ان الشباب أحد هذه الشرائح المجتمعية المهمة جدا في المجتمع وقد قيل عنه أنه نصف الحاضر وكل المستقبل وبالطبع هذه الأهمية لا تلغي بقية شرائح المجتمع العمرية منها وغير العمرية. وبالنظر الى المجتمعات المتقدمة التي تتفوق علينا بالعلم والمنهج والأداء وبكيفية إدارة مصالح المجتمعات نجد أنها قد أسست لمجتمعها منظومة سياسية تتمثل في الدولة الحديثة التي تقوم على أسس عامة نجملها في المدنية والتي في عمومياتها تقر بالتنوع وتوفر الحقوق المتساوية لكل أفراد المجتمع حيث ينعدم فيها التمييز على اساس النوع او العرق او الدين او اللغة الخ وتصبح المعايير العلمية والصحية هي أساس الاختيار للمواقع في الخدمة العامة ويقوم نظام الحكم فيها على اساس التعددية الحزبية والتدوال السلمي للسطلة ونظام اجتماعي فيها يقوم على التنوع ، المساواة ، الحرية ، السلام والعدالة..
بدأ تتطور الصراع السياسي في السودان خصوصا بعد إنقلاب 25 أكتوبر 2021 والغاء وثيقة الشراكة بين قوى الثورة المدنية التي كانت تمثلها قحت والقوى العسكرية والتي كان يمثلها المجلس العسكري بدأ يأخذ شكلا شاذا ففي الوقت الذي انعدمت فيه الثقة بين المكون المدني والعسكري تدهورت فيه العلاقات بين مكونات الثورة المختلفة وتباعدت بينهم الخطى رغم إتفاقها في الشعارات السياسية المرفوعة (لا شراكة ، لا تفاوض ، لا مساومة) كل وفق فهمه لهذه الشعارات . وواضح جدا انه في فترة ما قبل الانقلاب وما بعدها استطاعت قوى الثورة المضادة دق اسفين بين المكون المدني والعسكري من جهة وبين لجان المقاومة والاحزاب السياسية من جهة أخرى فبعد أن نجح نظام الانقاذ البائد من قيادة الدولة لثلاثين من خلال تطبيقه لسياسة فرق تسد التي كانت تقوم على القبلية والإثنية بدأت هذه القوى الظلامية تطبيق نهج جديد الهدف منه خلق صراع بين الشباب وبقية شرائح المجتمع ودفع بعضهم نحو ضرورة تكوين حزب سياسي شبابي ولعمري أول مرة أسمع بحزب يقوم على أساسي عمري فالمعروف ان الحزب السياسي حزب شامل لكل الشرائح المجتمعية من ناحية الفئة العمرية او العرقية او الدينية الخ ولذلك جاء في نصوص العقود الاجتماعية للمجتمعات المدنية مانعة لاي حزب يقوم على اساس ديني او عرقي او فئوي الخ … واضح الان ان الثورة المضادة تكرس كل مجهوداتها في خلق صراع جديد طبعا بعد ان جربت الصراعات القبلية والدينية الخ وكسبت منها نقاط في احداث شروخات في الجسم الثوري حاليا تحاول خلق صراع جديد في نوعه بين الشباب وبقية المجتمع من الفئات العمرية الأخرى حيث بدأت الترويج لحق الشباب في تكوين حزب شبابي وتولي قيادة البلاد وعزل بقية الفئات العمرية بإعتبارها هي المسؤولة عن الفشل الذي صاحب أداء الدولة السودانية منذ الاستقلال .. ولكن بالنظر الى الواقع والمنطق العلمي يجد ان فشل أداء الدولة السودانية كان سببه الديكتاتوريات العسكرية التي حكمت البلاد لاكثر من 52 سنة من جملة 66 سنة هي عمر استقلال البلاد وفيها اكثر من 5 سنوات حكومات انتقال أي ان جملة الحكم الديمقراطي طيلة فترة الحكم الوطني لم تتعدى ال 9 سنوات فقط وهي فترة حكم الأحزاب التي تحاول الثورة المضادة شيطنتها بعد خروج حزبها (المؤتمر الوطني) من العملية السياسية في الوقت الحالي. إن التجربة والخبرة السياسية الضعيفة لمعظم شباب الثورة الذين لا تتعدى خبرتهم و نضجهم السياسي في أفضل الاحوال لاكثر من 3 سنوات استطاعت حملة شيطنة الاحزاب ان تؤثر على أحكام كثير من هؤلاء الشباب لدرجة خروجهم من المرحلة المدنية الى المرحلة الديكتاتورية بمعاداتهم للحزبية التي هي أساس الدولة المدنية ومحاولة فرض رؤيتهم الشبابية على كل المجتمع ولعمري هذه دكتاتورية مدنية جديدة.
ينبغي ان يعلم الجميع ان كل فرد في المجتمع له الحق الكامل في التقديم لاي من الوظائف العامة في الدولة وفقا لمعايير التوظيف العامة وفيما يخص جهاز الدولة السياسي يحق لكل مواطن الترشح او إعتلاء اي من مناصب الدولة العليا دون تمييز للفئة العمرية سوى النضج والحالة الصحية.. من المهم جدا ان تتنوع الفئة العمرية لطاقم الحكومة بحيث تكون مزيج من الخبرة والعطاء الشبابي والمعايير الاهم هى الكفاءة ، القدرة ، الحكمة والاستقامة والنزاهة ، إمتلاك عقل وفكر سياسي ، قدرات إدارية وقيادية ، كازيما وحضور دائم في المشهد العام ، القدرة على التفكير المنهجي والإستراتيجي الخ.. وبالنظر الى حولنا من الدول المتقدمة لا نشاهد اصلا صراعا على السلطة يقوم على اسس الفوارق العمرية بل اصول الصراع على السلطة في اي دولة متقدمة يقوم على البرامج و الأفكار والإستراتيجيات والقيم الاجتماعية وغيرها من المصالح المشتركة ولكن ان يكون أصل الصراع قائم على القبلية والعنصرية والتمييز العمري او النوعي فهذا هو التخلف الحقيقي.
واخيرا أقول ان معظم القادة الذين حققوا نجاحات باهرة لدولهم ووضوعها على مصاف الأمم الراقية كانت أعمارهم فوق الستين وبعضهم في السبعين وآخرين في التسعين فعندما حققت الهند نهضتها الإقتصادية كان يقودها العالم الاقتصادي والسياسي مانمهمان سينج رئيسا للوزراء وهو في التسعين من العمر والمستشارة الألمانية انجيلا التي حكمت المانيا قرابة عقدين من الزمان كانت فوق الستين وقائمة اعمار رؤساء اهم دول العالم اليوم ابتداء من جون بايدن رئيس الولايات المتحدة 79 سنة ، فلاديمير بوتن رئيس روسيا 69 سنة الى بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا 57 سنة ، واصغر رئيس اوربي حاليا هو رئيس فرنسا بعمر 44 سنة . اذن نرجع لمقولة الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل فماذا تعني تلك المقولة ان دخول الشباب مرحلة التجربة والممارسة لاكتساب الخبرة يعتبر نصف الحاضر وعند بلوغهم سن الخمسين وما فوق يكونون كل المستقبل وهكذا يكون وجود العنصر الشبابي في كل مجال من مجالات الحياة أمر مهم بل واجب وذلك لتحقيق مقصد المقولة.
لا اريد أن أنسى ان كل الثورات الثي قامت في كل انحاء العالم قديما وحديثا كان الشباب هم وقودها فليس جديدا ان ثورة ديسمبر وقودها الشباب كذلك كانت اكتوبر و ابريل ومع ذلك لم تنشأ أزمة بين الشباب والشيب في أمر قيادة الدولة لأن ذلك اَمرا طبيعيا في كل ربوع المَعمورة ولكن يجب أن تعلم قوى الثورة ان هناك من يريد أن يخلق أزمة اولا بين الاحزاب ولجان المقاومة وثانيا بين الشباب والشيب لأن اي خلاف يدب بين فصائل الثورة مطلوب عند قوى فصائل الثورة المضادة.
بعد انفصال دارفور المحتوم، اذهب الى دارفور يا استاذ غازي لتطبيق نظريتك اما نحن فلن نعير اي التفاته لهذا الغثاء الذي والكلام البائر.
… أحزاب دارفور سيكون قوامها الحركات القبليه المسلحه..
… حزب الجنجويد…. قوامه قبيلة الريزيقات الاجراميه..
… حزب الزغاوه الإسلامي… جبريل إبراهيم
… حزب الزغاوه الاحرار … الطاهر حجر..
…. حزب الزغاوه القومي…. مني اركو مناوي
… حزب الفور…. عبدالواحد محمد نور…
… حزب المساليت… الهادي إدريس..
… هذه قائمه بعض الاحزاب الدارفوريه وهم كثر..
.. حلو عن سمانا يا غازي وأعلنوا قيام دولة دارفور المستقله
دكتاتورية شنو يا زلنطح؟ مقولة الشبا نصف الحاضر وكل المستقبل تعني أن شيب الحاضر ليس لهم مستقبل ولذلك فليتركوا الشباب يغصل مستقبله كما يريد لأنه سيعيشه وحده مع أطفالهم وهكذ دواليك! ولا تفتعل معارك مع طواحين الهواء! هل تريد أن تتعين في مداخل الخدمة العامة وأنت شايب؟ هذا أمر عادي بأن تشترط قوانين الخدمة العامة أن يكون مقدم الطلب للوظيفة خريج جديد خلال سنتين أو ثلاث ولا يتعدى عمره مرحلة الشباب العشريني. أما الموظفين الذين يحصلون على المؤهل الأكاديمي فيعدل وضعه إلى الوظيفة المناسبة ولا يعاد تعيينه في مدخل الخدمة! أمر معلوم ومعروف ولكنكم أصحاب غرض من عيونكم اللامعة غباوة وكأنكم تعلمون فوق علوم الناس!! بس جاري عشان تقول لينا دكتاتورية الشباب دي؟ ما يتدكتروا ! من حقهمّ
دكتاتورية الشباب !! ديل قدموا أرواحهم من حقهم يكونوا أباطرة