ربع قرن للوراء

رداً على سؤال طالب الثانوي الشهير نقول “والله يا ابني نحن ما عارفين جو ينقذونا من شنو .. والأدهى أنو ناس الإنقاذ نفسهم الآن ما عارفين جو ينقذونا من شنو .. ” لأن كل المبررات التي ساقوها لانقلابهم المشئوم من فساد المسئولين وأزمة اقتصادية وسياسية وشح في المواد التموينية وسوء العلاقات الخارجية وغيرها ، كل هذه الأشياء تحدث الآن وبمقياس كبير جداً ( Large Scale ) .
نظام المؤتمر الوطني أفلس إفلاساً تاماً بمقاييس أهل الدنيا ، وبمقاييس أهل الآخرة فقد ضرب هذا وشتم هذا وسفك دم هذا … فماذا بقي له سوى الجحيم …
النظام الآن ليس لديه رؤية ولا حل لأي أزمة تعصف بالبلاد ابتداءاً من الأزمة الاقتصادية في الداخل والأزمات السياسية في الداخل والخارج والأزمات الإنسانية في أطراف وأواسط البلاد . القائمون على أمر الناس حالياً ليسوا مؤهلين لإدارة قرية ناهيك عن بلد مثل السودان متعدد الأعراق والموارد . وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الذي ليس لديه إحساس بأنه رئيس جمهورية ، يتحدث كما يتحدث عامة الناس ، وكما نقول في عاميتنا ” بتكلم ساكت ” وليته كان ساكتاً فعلاً . قال رئيس الجمهورية في أحد لقاءاته مؤخراً أن عميلاً سحب من أحد المصارف مبلغ 90 مليار جنيه . لم يفكر رئيس الجمهورية في عاقبة مثل هذا الكلام الذي أثار الهلع وجعل الناس يتدافعون بالمناكب في صالات البنوك لسحب أرصدتهم ، وما تلى ذلك من تقييد لسقف الصرف وتجفيف لأجهزة الصرف الآلي ، ومثل هذه التصريحات لا تحصى لتؤكد أن الرئيس ” بتكلم ساكت ” .
في غالب الأحوال تصبح الشائعات عندنا حقيقة لأنها يتم تسريبها من حاشية المسئول ، وقد سرت مؤخراً شائعة عن نية النظام تبديل العملة لإعادة السيولة للبنوك وإعادة تسميتها بالدينار ( ولمن لا يعلم فمسمى دينار فارسي وليس عربي ولا إسلامي ) ، أليس هذا بالضبط ما حدث في أوائل تسعينات القرن الماضي ؟؟ هل هذا تأكيد لأن التاريخ يعيد نفسه ؟؟ وهنا يرد السؤال : ما الذي جنيناه من تلك المعالجات العقيمة حتى نكررها مرة أخرى ؟؟ ألم أقل لكم أنهم أفلسوا …

عمر يوسف محمد
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..