محلية أمبده .. خطوات نحو التنمية

الخرطوم – عبدالرحمن العاجب

ما بين الماضي الذي يعود إلى عهد الدولة المهدية التي أصدر خليفتها عبدالله التعايشي أوامره للأمير أمبدة بحفر بئر تكفي جموع الوافدين لصد العدوان الثاني على السودان انذاك، والتي حفرت في موقعها الذي يقع امام بوابة مستشفى الرخا، وشمال المدرسة القرآنية بالحارة الخامسة أمبدة، وما بين الحاضر الذي تعيشه محلية امبدة التي تعتبر سودان مصغر، تتطلع المحلية إلى مستقبل مشرق لمواطنيها الذين ينشدون مزيداً من التنمية والخدمات.

وتعتبر محلية أمبدة واحدة من أكبر محليات ولاية الخرطوم وتقدر مساحتها بحوالى (2,695) كلم2 وبحسب التقديرات يعادل سكانها ثلث سكان ولاية الخرطوم تقريباً، ويبلغ تعداد سكانها حوالي أربعة ملايين نسمة، وتضم محلية أمبدة كل أجناس وأعراق وثقافات أهل السودان، كما إنها تستوعب كل الحراك السكاني والهجرة والنزوح بشكل مستمر من كل ولايات السودان.

الكثافة السكانية العالية التي تشهدها المحلية جعلتها بحاحة متجددة للخدمات الضرورية من (تعليم ، صحة ، مياه، مراكز شرطة …الخ) الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود التنفيذية والاهلية المكثفة في ظل غياب الجهود السياسية والتشريعية.

وتقسم محلية امبدة إدارياً إلى أربعة قطاعات أو وحدات إدارية هي : وحدة الأمير الإدارية، ووحدة البقعة الإدارية، ووحدة السلام الإدارية، ووحدة الريف الغربي الإدارية وبها (139) حارة ومربعاً و(124) قرية بالريف الغربي، وبها مخططان سكنيان حديثان هما التيسير والريحان.

المدير التنفيذي لمحلية امبدة هو الضابط الإداري مستور أحمد عبدالماجد، وهو ينتمي للدفعة (37) وعمل في كافة اقاليم وولايات السودان لاكثر من (36) عام، مستور هو خريج جامعة الخرطوم، وحاصل على ماجستير دراسات السلام وتنمية المجتمع وفض النزاعات.

وتولى مستور إدارة محلية امبدة في شهر مايو من العام 202‪2م ووجد وقتها المحلية لديها ميزانية مجازة بكافة فصولها وتفاصيلها في مشروعات تنمية، بجانب أن المحلية لديها رئاسة اكتمل تشييدها، وقام مستور بتشييد اكبر واضخم استاد في المحلية، وهو إستاد خاص برياضة المصارعة، فضلاً عن تنفيذ عدد كبير من المشروعات التنموية في مجال التعليم والصحة والمياه ومراكز الشرطة.

وفي السياق أكد مستور في حديثه لصحيفة (الجريدة) أن حكومة الولاية تعمل الان على (3) ملفات مهمة وهي ( الأمن ، الخدمات ، معاش الناس) مؤكداً أن محليته رفعت شعار لهذا العام (محلية امبدة بدون عطش) وذلك بحفر عدد أكبر من الأبار في مناطق السكن، وكشف عن حقيقة مفادها أن منطقة الريف الغربي التابعة لمحلية امبدة بها عجز بلغ اكثر من (1300) معلم ومعلمة بالاضافة للعجز في الاجلاس والكتب، واشتكى من الظواهر السالبة في الاسواق.

وفي إطار احتفالها بالعيد ال(٦٧) للاستقلال افتتحت محلية امبدة الاسبوع الماضي عدد كبير من مشروعات التنمية، وفي محور مشروعات التعليم قامت المحلية بافتتاح مدرسة الحامداب بالريف الغربي، ومدرسة مربع (٧٢) دار السلام، وتشييد (٦٢) فصل، وتشييد (٣٨) مكتب، وتشييد (٦) سور، وتشييد (٣٧) دورة مياه، وتشييد (١٥) برنده، بجانب توفير الاجلاس والكتاب والزي المدرسي.

وفي محور الطرق والبنية التحتية قامت محلية امبدة بتشييد (٨) كباري، وتركيب عبارات خرسانية، وأعمال الخريف، وتشييد كبري قرية أبوبكر الصديق، وفي مجال البنيان المؤسسي قامت بتشييد وصيانة عدد من المباني وإفتتاح مبنى رئاسة المحلية، وعملت في محور تحسين بيئة العمل ومشروعات التقنية والربط الشبكي والارشفة الإلكترونية.

وبالنسبة لمحور الشئون الصحية والبيئية قامت المحلية بافتتاح مركز صحي قرية الإخلاص، وإفتتاح مركز صحي مدينة الريحان، والمساهمة في تشييد مشرحة امبدة، وفي محور الشئون الأمنية قامت المحلية بافتتاح قسم شرطة أم حروت، وإفتتاح بسط أمن شامل بالريف الغربي، ووضع حجر الأساس لنقطة ارتكاز سباق الهجن.

وفي محور شبكات الكهرباء والمياه قامت المحلية بانارة (٧) ميادين، وإنارة (٤) شوارع، وحفر عدد (٤) بئر بدار السلام مربع (١١) و(٢٩) وبئر مربع (٤٥) العامرية، وبئر ام كليوة بالريف الغربي، وفي محور الشباب والرياضة قامت المحلية بتشييد إستاد المصارعة، وتشييد مركز شباب الحارة (١٨) وتوزيع شاشات مشاهدة كأس العالم، وفي محور وسائل النقل قامت المحلية بشراء (٣) دفارات و(١٤) ركشة، وفي محور الشئون الزراعية والثروة الحيوانية قامت المحلية بشراء تقاوي وبذور وشتول ولقاحات.

وارتبط ذكر امبدة بسوق ليبيا الذي نشأ في الثمانينيات وهو من أشهر أسواق ولاية الخرطوم وينقسم إلى قسمين: سوق ليبيا المربعات، وسوق أبوزيد الذي يشتهر بالمصنوعات الجلدية والمواد الغذائية، وسوق الأخوان الذي يباع فيه الملابس المستعملة والأثاثات، وقد سمي سوق ليبيا لأن العربات المحملة بالبضائع كانت تأتي من ليبيا، وتقف عند هذا السوق لتوزيع البضائع.

ومن أشهر أسواق امبدة سوق (قندهار) الذي يزوره المئات من محبي اللحوم الحمراء سواء كانوا أجانب أو سودانيين، مع وجود حوالى (182) ألف رأس من الثروة الحيوانية بهذا السوق، ومن أسواق امبدة الشعبية الشهيرة سوق كرور.

الجريدة