أخادع نفسي بحبك!

صمت الكــلام
أخادع نفسي بحبك!
من المشاعر القاسية التي تجلب لصاحبها التعاسة والشقاء والنكد، هو الحب من طرف واحد. فالحب من طرف واحد مثل أن تعمل أعمال خير وحسنات في غيرك وكأنك لاتفعل ذلك، بل تلقي بها في أمواج البحر لتغرقها أي لا تجد من يحفظ الجميل لهذا العمل. الحب من طرف واحد مضمونه أنك تهيم حباً بأحدهم وقلبك متعلق به ومتيم لدرجة الوله، وتحصي نجوم الليل من حالات السهاد التي تعايشها بين الفينة والاخرى، وتعتريك حتى تسمع أذنيك شقشقة الطيور وترى ضوء الفجر يتسلل من النافذة التي تجلس قبالتها ساهياً شارداً، بينما الطرف الآخر ينعم بنوم هانئ واحلام وردية، فلاتخطر أنت على باله ولا يصاب بالقلق اذا تأخرت عن لقائه أو لم تسأل عن أحواله ولو قرابة الاسبوع وهو في ذات الوقت لا يعيرك اهتماماً كبيراً ولا يكلف نفسه أي عناء أو مشقة من أجلك في أي مسألة من المسائل المتعلقة بك، وعموماً كل الدلائل والبراهين المحيطة به تشير إلى أنك تزرع في ورود ولكن للأسف لن تحصد غير الاشواك، وأنّ حبك هذا مثل سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، وهو قطعاً ليس بماء، وانك معذب بهذا الحب ومكتوي بنيرانه. فماذا بعد هذا؟ اما آن لمثلك أن يعود إلى رشده وصوابه ويطرد من قلبه هذا الحب الذي لن يرى النور ابداً؟ بعض الناس يعيش في هذا الوهم فترة من الزمن، ولكن مع مرور الايام يتناسى وينسى هذا الحب الذي يحبه لغيره وهو ليس في ذاكرته ولا يحتل مكاناً في قلبه، وهذا شيء مألوف وطبيعي، فمن غير المعقول أن يضيع العمر سدى في نسج من الخيالات القرمزية التي تخيطها أيدي أولئك الذين يهوون غيرهم وهم لا يمثلون لهم شيئاً. فإن يحب طرف الطرف الآخر، فهذا ليس أمراً مشيناً ولكن الحب يحتاج الى تبادل كل شيء بين الأطراف، وان يرى الآخر أنه يحبه حتى ولو كان يمثل عليه ومن ثمّ يبدأ رويداً رويداً في الانسحاب من الحلبة ومشاهدة ما يفعله الطرف الآخر وهو يبتسم ابتسامة ترمي إلى التهكم والسخرية. فقبل أن يقع أحدهما في مثل هذه الوقائع عليه أن يتذرع بالصبر، وان لا يترجم اي كلمة أو عبارات يقولها له الآخر بأنها دلالة على حبه له، فما اسهل الكلام وما اسهل التمثيل وما اسهل الكذب!
نهاية المداد
ماعدتُ أعرفُ أيْنَ تهدأ رحلـتـــي
وبأي أرض ٍ تستريـــح ركابي
غابت وجوهٌ.. كيفَ أخفتْ سرها؟
هرَبَ السؤالُ.. وعز فيه جوابي لو أن طيفـاً عاد بعـــد غيـابــه
لأرى حقيقة رحلتـي ومآبــي
لكنه طيفٌ بعيدٌ.. غامضٌ يأتي إلينـــا
من وراء حجـــابِ رحل الربيعُ..
وسافرت أطيارُه ما عاد يُجدي في الخريفِ عتــابي
ويطل وجهُك خلفَ أمواج ِ الأسى شمسًا تـُلـَوِّحُ فى وداع ِ سحـابِ
هذا زمانٌ خانني في غفـلـةٍ مني..
وأدْمى بالجحــودِ شبـابي شيَّعتُ أوهامي..
وقلتُ لـَعَلـَّنـي يوماً أعودُ لحكمــتـي وصـوابي
فـايزة إدريس..
التيار
نعم ان للحب لسكرات لكن فقط الحقيقي الخالص ان وجد, والمصيبة هي عندما يكون من جانب واحد فليس من السهل التخلص منه ولا يستطيع اشهر سفاح ان يقتله بسهوله, وهذا بشهادة السفاح في فيلم احترس من الخط الذي صرح بذلك (راجع الفيلم), وكما قال احد الكتاب انه عندما يحب الانسان فان اثاره تظهر وتبدو جليه للعيان, لكن هيهات في زماننا هذا فانه لا يوجد حب حقيقي بل فقط مصالح وهذا مؤشر على سيطرة العقل على العاطفة, وربما يكون هذا في بعض الاحيان مفيدا وقد يجنب الاشخاص خطر الشاكوش.
ودمتم.
نعم ان للحب لسكرات لكن فقط الحقيقي الخالص ان وجد, والمصيبة هي عندما يكون من جانب واحد فليس من السهل التخلص منه ولا يستطيع اشهر سفاح ان يقتله بسهوله, وهذا بشهادة السفاح في فيلم احترس من الخط الذي صرح بذلك (راجع الفيلم), وكما قال احد الكتاب انه عندما يحب الانسان فان اثاره تظهر وتبدو جليه للعيان, لكن هيهات في زماننا هذا فانه لا يوجد حب حقيقي بل فقط مصالح وهذا مؤشر على سيطرة العقل على العاطفة, وربما يكون هذا في بعض الاحيان مفيدا وقد يجنب الاشخاص خطر الشاكوش.
ودمتم.