أشياء صغيرة…أشياء كبيرة

كان السير في شوارع الخرطوم سهلاً ، البرندات تغطي الروؤس بالظل و الأرصفة مستوية ولا توجد متاريس او موانع تغير أو تعطل سيرك !الآن يرفع أصحاب المتاجر مستويات أرصفة البرندات بحيث يتعزر إجتيازها !آخرون يغلقونها تماماً بوضع حواجز لمصالي و هكذا .عندماتحاول المرور من جهة أخري ، تجد العربات سادة للعبور و تضطر للسير في قلب الشارع و مخاطر التعرض للدراجات و المواتر أو العربات التي ينشغل سائقوها بالموبايلات.
نطلب من الذين وضعوا أنفسهم في مكان المسئولية أن يكونوا قدرها …عليهم أن يجربوا السير في السوق ! سيأتي اليوم الذي يفقدون فيه السلطة و يسيرون بين الناس و يتذوقون العذاب و سيندمون علي إضاعتهم لفرص الإصلاح و التغيير! و سيكون حالهم كحال المايوي الذي أُدخل إلي سجن كوبر و هو يعض أصبع الندم ” قلنا ليهم كيفوا السجن” ! لا نطلب منهم أكثر من إعادة الشوارع و الأرصفة إلي وضعها قبل مجيئهم ! إلي سيرتها الأولي !وهو غاية المني !أعيدو مشروع الجزيرة إلي سيرته الأولي ! السكة حديد ! الخطوط الجوية و النهرية و البحرية ,…!للخلف در و مافيش فايدة!
مركز الخرطوم:
عندما تم إغلاق سوق الخضار و اللحوم و تحويله من قلب الخرطوم و هو الموقع الحالي لمول الواحة ،كان الأمل بأن يُترك مساحة خالية ليتحول إلي ساحة خضراء و واحة حقيقية ليمتد مع ميدان الأمم المتحدة و الذي تم التغول عليه و أختفت اللافتة الدالة عليه و نسيه الناس !لكن هل تنسي الأمم المتحدة ؟ الأمم المتحدة لديها إرشيف و سوف تكون الفضيحة كبيرة عندما ينبشون هذا الموضوع و يبحثون عن ميدانهم الذي إختفي !
كان العشم أن تتوسع المساحة الخضراء في قلب العاصمة علي الأراضي المجاورة و التي تهالكت مبانيها و يتم تعويض أصحابها في مواقع أخري تعويضاً مجزياً حتي تتمكن العاصمة من إستعادة حيويتها و عافيتها ليعود نابضاً بالحياة و تمتد منه خطوط المواصلات إلي كافة الأطراف و ربما محطة مركزية للترام الموعود ! و لكن غلبت النظرة الأمنية و نسي هؤلاء بأن أجلهم إذا جاء لا يؤخر ساعة لو كانوا يعلمون !
البروفسير بالجامعات السودانية:
تسمع المذيع أو المذيعة و هو يحاور ضيفه و يسبغ عليه صفات و ألقاب يظنها كبيرة ،كأن يصف ضيفه بالبروفسير و أستاذ العلوم الإستراتيجية بالجامعات السودانية ! بينما البروفسير البريطاني أو الأمريكي علي يتمتع بمثل هذا اللقب- يقولون بروفسير بكلية القانون بجامعة كولومبيا أو أوكسفورد ! كيف يتأتي لأستاذ أن يعمل بالجامعات السودانية كلها ؟ البعض من سيئ الحظ قد عمل في عدد من الجامعات عقب فصله عند مجئ الإنقاذ و أضحي مضطراً للعمل هنا و هنالك ليحصل علي ما يسد أوده !
عندما سئل بروفسير /عبدالله الطيب عما يرغب من ألقاب لمخاطبته :بروفسير،أستاذ، دكتور، شيخ إختار عبدالله الطيب لقب أستاذ و أبدي زهده فيما عداه.
يلزمنا مراجعة للشهادات العليا التي منحت في هذا العهد الزاهر ، خاصة درجة بروفسير و التي ضلت طريقها إلي مواقع عجيبة.نحتاج إلي معيار دقيق و معقول! كيف نطلب بمواصفات للخبز و نترك أهم منتج لنا ؟ ولتكن مراجعة شاملة لا تترك الدرجات الدنيا مثل الدبلومات و البكالريوس..لنشيد مؤسسة تشبه الهيئة السودانية للمقاييس و المواصفات وأن نضع فيها أفراداً مؤهلين .الموارد البشرية أهم من أي منتج آخر !!

المؤسسات الضِرار:
مع وجود مجلس أعلي للتدريب المهني و التلمذة الصناعية نبل للوجود مجلس آخر للتعليم التقني و التقاني ! ولو أنك سألت القاعد عليه لعجز عن التمييز بين كلمتي تقني و تقاني و لفشل في توضيح أهداف مجلسه الجديد و الذي ركد عليه وهو يحسب أنه قائم علي أمره ولو سُئل عن مؤهله لذلك الموقع، لصمت !
كلا المجلسين فشلا في تحقيق الأهداف المرجوة وهو تنظيم المهن و تسجيل العاملين و إعتماد الشهادات لمختلف الأعمال: ميكانيكا السيارات، قيادة السيارات، صيانة الأجهزة الإلكترونية و أجهزة التبريد و غير ذلك.
عندما تذهي للميكانيكي أ تعلم تصنيفه في سلك الميكانيكا، تماماً كالأطباء-طبيب إمتياز، عمومي، نائب أخصائي، أخصائي وإستشاري.و حتي هذه المهنة المحترمة لم تسلم من الفوضي خاصة بعد درجة نائب أخصائي.
إبحثوا عن المؤسسات الضِرار !! وحتي الوزارات الضرار:وزارة للعمل و أخري للموارد البشرية !

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..