احلفوا بى غيرنا وحياتكم

حتى لا …….. ننسى
منى الفاضل
كنا فى زيارة صديق عزيز لدينا فى وقت ما ونحن مجموعه اصدقاء ، وفى زيارتنا له جلس معنا والده جميل الأخلاق وعذب الحديث فشدنا فى الحكاوى وجميعها طيب ، فعندما آثرنا الذهاب فى نهاية الزيارة قال لنا عمنا الكريم اطال الله فى عمره : ( تقعدوا تتغدوا بدون تتوبوني واقوم اعملها ) فدخلتنا إندهاشة من حديثه فقلنا : (ماذا تقصد يا عمنا بى تتوبوني ) فحكى لنا قصة أكثر ما لفت نظرى لها قوة عزيمته وإصراره على مبدأه فيها واحييه فمهما حدث من الأمر قد تمسك بمبدأه ، فإزددت له إحتراما وتقديرا واردت حكايتها لكم ولتكن للجميع وعظ وإعتبار وخصوصا ( اخوانى الرجال ) .
قال العم المقدر : كنت فى بيت مناسبة لبعض الأقارب والمعروف عني انني لا اتعاطى (الخمور ) فقام واحدا من اقربائي بتقديم كأس لى وطلب مني أن اشربها ، فقلت له معزرة انت تعلم أننى لا (أتعاطى الخمور) فقالها بإصرار وأمام الجميع ولفت انظارهم جميعا ( على بالطلاق الليلة تشرب !! وشوفوني الليله اشربوا ليكم ولا لا ، عايز تغلبنا أها حلفت طلاق الليله يا تشرب او قريبتك مطلقه ) فقلت له : كان عايز تطلق ما تفتش بي سبب وأبقى قدر كلامك ما يبقى ساى .. ومشيت .
واستطرد حديثه وعاد فى كرسيه للخلف بألم وقال : حقيقي حزنت منه لماذا وضع حياته وزوجته وبيته فى كأس خمر وتحدي غير مقبول !! وتحولت المناسبة الى داري ،، حيث جاء كل الحاضرين ومن سمع بما حدث وواصلوا جميعا فى (تحنيس لى إن شاء اشرب جقمة ) وانا رفضت ، فوقع الطلاق ، وبقينا فى الطريقة البترجعوا لى زوجته ، حيث عندما علمت هى بذلك رفضت الرجوع إليه (زعل وحماقة ونكاية فيه ) إلا ان تحول الجميع من اجاويد لشربى للكأس الى اجاويد للزوجة لتقبل بالرجوع وقد تم ولكن بعد ان تحولت مناسبة الزواج لتوتر غريب . انتهت القصه .
ماذا يلزم من كل ذلك ؟ وما دخل الطلاق والأسرة والبيت والزوجة ووضعهم فى حافة الأمور وقلقلة عش الزوجية والزوجة بحلفان وإصرار حتى على أقل الأمور وادناها لتكون مصير منها مصير أسرة ومشاعر زوجات يضعهم ازواجهم على مهب ريح غضب ثائر دون معنى او لازمه .
الحلفان بالطلاق حسب علمى لا توجد بلد يتميز به سوى السودان والسودانيين !! حسب علمى والله اعلم ، لكن حتى وإن كانت عند بقية الجنسيات أظنها ميزة غير جميلة أن تكون الزوجة للنقاشات والمهاترات والحلفان وقد يكون غير صادق وخصوصا لدى التجار والبائعين ، فمن غير المعقول ان ندخل فى حرام ونحن لا ندري بحجة أن لا يرد لنا طلب .
وحليفة الطلاق هل هى للمباهاة بأن زوجتك أغلى ما تملك ؟؟ إن كانت كذلك لماذا تعرضها للموقف او الشخص الذى يستوى او لا يسوى وضعت حياتك واسرتك بين يديه، إما يقبل حديثك او تطلق زوجتك !! ، معنى ذلك انت وضعت زوجتك فى رحمة شخص غيرك وما الداعي؟ هل هو حلفان الضعيف ، الذى يخاف ان لا يطاع حديثه ؟؟ ام انت الرجل الوحيد الذى تزوج ، فالجميع الذين تحلف عليهم قد يكونوا متزوجين . أم أنه لا يهم تطلقها لتأتي بغيرها وخصوصا إذا هي اخذتها الحماقة ورفضت الرجوع وكثيرا حدثت مثل تلك الحماقات بسبب حلفان لا داعي له .. أم أنك ترى عزيزى الحالف أن المرأة ليست شئى مهم او شئى يمكن التفريط فيه بكل سهوله؟؟
اسئلة كثيرة جدا تخطر للذهن من ما هو الهدف من الحلفان بالطلاق والإستهتار بالأسرة وقدر الزوجة الذى تذكره يوميا للعلن وللقاصي والدانى وذلك إن دل للمرأه اظن يدل أن رجولتك لا تكتمل إلا بها لا تفسير غير ذلك ،، لماذا تظهر رجولتك بقوتك على المرأة وأن مصيرها بيدك طول اليوم ، وتسبب لها روع مستمر ، هل هذه حياة ؟
الحلفان الكثير فى أى امر قد يكون دليل لعدم الصدق فى الأمر. والخوف من معرفة الحقيقة فيه . او لعدم قدرة على الإقناع او لا يثق الرجل فى مقدراته بالتالى لا يمكنه تحقيق ذلك إلا بأمرين ، حلفانه على الزوجه أن تطيعه فى امر ما ، او تطليقه لها وذلك ضعف امامها فلا وسيلة يجبرها بها إلا الطلاق والإجبار فى حد ذاته يدل على أن الأمر لا يحتاج كل هذا الإعتراض وإنما لدكتاتورية فى نفس يعقوب .
والأمر الثاني أنك لا تملك تقدير وجبر خاطر على من تحلف عليهم أو تشعر أنهم لا يضعون لك تقدير إلا بأن تعرض بيتك للدمار ، وهنا قد تصيب او تصل لمبتغاك ، فأنت أمام شخصين ، احدهما مثل عمنا صاحب القصة وهو صاحب مبدأ فأنت الخاسر ، والثانى والله اعلم قد لا يعنيه أمر بيتك تخربه او تتركه ، فى كل الأحوال أنت الحالف الخاسر ، لأن المرأة إذا أصرت على موقفها على عدم الرجوع ذلك يعني أنك سقطت من عينها بمهاتراتك ، من الخاسر ايضا ؟؟؟؟
لا تحلفوا بنا فلسنا دائما نكون فى مزاج رايق وقد نأخذها مبدأ كرامة ، فمن يفرط بنا فى كل صغيرة وكبيرة لا يلزمنا فهو غير كفؤ لنا .
ودمتم …………..