تكنولوجيا والكترونيات

بعد جدل خسارة المتابعين.. هل تخلى فيسبوك عن المؤثرين؟

فوجئ مستخدمو فيسبوك بانخفاض ملحوظ في عدد متابعيهم، وهي الأرقام التي يسعى كل منهم لزيادتها باستمرار ويتابعها يوميا. والبعض يلجأ لدفع الأموال لزيادة هؤلاء المتابعين. بالتالي شكّل انخفاض هذا العدد بشكل مفاجئ صدمة لهم.

تساءل عدد كبير من المستخدمين عن سر اختفاء المتابعين، وذهب البعض للاعتقاد بأن هذا نتيجة هجوم سيبراني روسي على شركات بالولايات المتحدة، وآخرون اعتقدوا بأن هذه سياسة جديدة لفيسبوك قرر تطبيقها ليظهر فيه تخليه عن المؤثرين (صناع المحتوى)، وهم أصحاب الحسابات الأكثر نشاطا ومتابعة على المنصة.

لم تعلن أيا من روسيا أو الولايات المتحدة عن هجوم سيبراني، كما لم تعلن شركة “ميتا” المالكة لمنصة فيسبوك عن تعرضها لأي نوع من الاختراق. بالتالي فإن النظرية الأولى الخاصة باختفاء المتابعين نتيجة هجوم سيبراني مستبعدة.

• هل تخلى فيسبوك عن المؤثرين؟

النظرية الثانية القائلة إن فيسبوك قرر التخلي عن المؤثرين لا تبدو هي الأخرى حقيقية؛ لأن شركة “ميتا” نظمت في 20 سبتمبر الماضي، حدثا كبيرا في أحد أضخم فنادق القاهرة -حضره محرر هذا التقرير- جمعت فيه المؤثرين المصريين وتحدثت إليهم عن خططها المستقبلية، كذلك عن دعمها الكبير لهم خلال الفترة المقبلة.

في حدث “ميتا” الكبير بالقاهرة، تطرق المسؤولون في “ميتا” للحديث عن أهمية المؤثرين ودورهم بصناعة المحتوى في بقاء عدد أكبر من المستخدمين على المنصة لأطول فترة ممكنة، كما تحدثوا عن دعمهم الكبير للفيديوهات التي ينشرها هؤلاء المؤثرين من خلال حساباتهم الشخصية، سواء عن طريق نمط “الريل” أو “اللايف”.

• ما سبب اختفاء المتابعين على فيسبوك؟

أجرت “الشروق” تجربة لمعرفة حقيقة خسارة المؤثرين لعدد كبير من المتابعين، وتبين الآتي:

– أولا لم يخسر أي من المؤثرين متابعيهم، الأمر فقط كان “خطأ فني” بسيط في فيسبوك تسبب في إظهار عدد منخفض من المتابعين في الحسابات لكن في عمليات البحث الرئيسية كانت أعداد المتابعين طبيعية.

الخطأ الفني ذاته تعرض له مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك، وظهر عدد متابعيه 119 مليونا في عملية البحث الخارجية عن حسابه، بينما ظهرت داخل الحساب 10 آلاف تقريبا، وبالتأكيد ستبدأ حل هذه المشكلة الفنية تدريجيا دون أن يؤثر الأمر على عدد المتابعين.

• تقليص عدد المتابعين للصفحات

أحد أبرز الإجراءات المتعارف عليها في فيسبوك بالنسبة لمالكي الصفحات الكبرى، هو تقليص المتابعين بشكل يومي تحت مسمى “Deactivated or memorialised account removals” وهي عملية إزالة للحسابات غير المفعلة على المنصة، التي هجرها المسؤولين عنها، وهذه عملية آلية تقوم بها المنصة بشكل يومي.

في بعض الأوقات تتجه المنصة للإعلان أنها ستقوم بحملة كبيرة لإزالة هذه النوعية من الحسابات. وهو ما حدث من بداية أكتوبر الحالي. حيث لاحظ المسؤولين عن الصحفات الكبرى تقليص أعداد متابعيهم بشكل يومي بنسب متفاوتة. وفي هذا الصدد، أعلنت عدد من الصحف الأمريكية عن خسارتها متابعين بينهم صحيفة USA Today، التي قالت إنها خسرت ما يقرب من 25 ألف متابع في يومين. ونال “حساب جريدة الشروق” حظه من هذا الأمر وخسرنا منذ بداية أكتوبر حتى الآن ما يقرب من 15 ألف متابع.

• ما سبب الشكوك المستمرة في إدارة فيسبوك؟

الرواج السريع لأي مشكلة فنية بسيطة في فيسبوك يوضح أن هناك شكوكا مستمرة في الإدارة، واقتناع داخلي لدى المتابعين بأنهم قد يتلقوا ضربة من فيسبوك في أي لحظة، وهذا الأمر له عدة أسباب، من بينها عملية تسريب البيانات الشهيرة والمعروفة باسم فضيحة “كامبريدج أنالتيكا”، التي أخضعت مارك زوكربيرج إلى جلسات عدة داخل جلسة الكونجرس الأمريكي عام 2018.

أمر آخر عزز الشكوك في إدارة فيسبوك، وهي عمليات التحديثات المستمرة التي تعلن عنها المنصة من حين لآخر، التي تؤثر على الكثير من المستخدمين ومالكي الصفحات، والتي يرى البعض دائما أن هذه التحديثات مرتبطة بانتهاكات محتملة لقواعد بيانات المستخدمين، الأمر الذي دفع المحكمة الاتحادية في ألمانيا إلى إعلانها السماح قريبا لمنظمات حماية المستهلكين بمقاضات شركات بينها فيسبوك بسبب انتهاكات محتملة لقواعد البيانات، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

ما عزز الشك في فيسبوك مؤخرا، تنبيه شركة “ميتا” في 8 أكتوبر الجاري إلى أن مليونًا من مستخدمي “فيسبوك” بادروا إلى تنزيل أو استخدام تطبيقات هاتفية بريئة ظاهريًا لكنها مصممة لسرقة كلمات مرور حساباتهم على الشبكة الاجتماعية، وحذرت الشركة خلال مؤتمر صحفي لمسؤول الأمن السيبراني بالشركة، من أنها “ستخطِر مليون شخص بأنهم قد يكونون تعرضوا لهذه التطبيقات، لكنّ هذا لا يعني بالضرورة أن حساباتهم اختُرقت”.

أحد الأشياء التي عززت الشكوك في فيسبوك مؤخرا هو العطل الفني الكبير الذي أصاب المنصة طيلة 6 ساعات كاملة في أكتوبر من العام الماضي. وهو أمر لم يحدث في تاريخ فيسبوك أو أي منصة أخرى، والتي أعلنت فيسبوك بعدها أن ذلك كان بسبب تغيير في إعدادات الخوادم.

• فيسبوك يتراجع ومارك يخسر أمواله

ذكرت وكالة “بلومبرج” للأنباء، أن سهم شركة التكنولوجيا العملاقة “ميتا” فقد 57.1% من قيمته منذ بداية العام الحالي، وهو الأمر ذاته الذي ورد في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية تحدث عن تراجع إيرادات الشركة لأول مرة في تاريخها بقيمة بلغت 28.8 مليار دولار، ما دفع مؤسسها مارك للقول إنه “على المجموعة أن تحقق أكثر بموارد أقل”.

أرجعت وكالة الصحافة الفرنسية تراجع “ميتا” إلى عدة عوامل، أهمها منافسة منصات أخرى بينها تيك توك، وخفض المعلنين موازناتهم بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة. وأشارت إلى أن تطبيقات تيك توك ويوتيوب تبوأت صدارة المنصات الترفيهية الأكثر استقطاباً للمراهقين الأمريكيين سنة 2022 (ما عدا ألعاب الفيديو)، بينما تراجع عدد مستخدمي فيسبوك بين صفوف هذه الفئة العمرية خلال السنوات الأخيرة، وفق ما أظهرت دراسة أجراها مركز “بيو” للأبحاث.
المصدر: صحيفة الشروق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..