المـحبـــطـــــــــون

فئة من الناس ” تتعملق” في إنتاج “الطاقة السلبية ” ، فهؤلاء تجدهم في حالة إستياء وغضب و”تأفف” ، على مدار الساعة ، لهم أراء “كارثية” في كل شيء ، يشبعون الوطن ” لعنات “، يطوقون إداراتهم في العمل بأبشع الصفات ، يرون في أنفسهم عباقرة غير أنهم يعيشون في دائرة الظلم .
تجد أحدهم ينبري متحدثا في الامور كافة ، يشخص الواقع وفقا لمنظوره “السوداوي” ، هؤلاء كثر في دوائر العمل ، الجامعات ، الأندية الرياضية ، الأحزاب السياسية ، ومثل هؤلاء حتى لو كان أحدهم عضوا في فرعية الحزب “بأم صفقا مقصقص ” ، تجده يتحدث عن رئيس الحزب بأنه لا يفهم ولايعرف كيف يسير دفة الامور .. بينما أستاذ جامعي يقف أمام طلابه وقبل أن يحدثهم عن العلوم التي من أجلها يجلسون يشبع الوطن “لعنات” ، قبل أن يسديهم النصح بــــــــ “المخارجة” من البلد ، وهو بإحباطه المتغلغل في نفسه ، يشيع “طاقة سلبية ” لا حدود لها ، وحينما يستمر هذا الحال فان المخرجات ستكون أجيالا “محبطة وفقا لمادرسته !.. وتتعدد النماذج وتطول الحكايات ، لنقف أمام واقع محدد أن هناك أشخاص تشبعوا منذ الصغر على “أجواء الاحباط” ، وهم ينكرون واقعهم ويلصقون التهم بغيرهم في الحال الذي يعيشون فيه .
مثل هؤلاء الأشخاص الذين “لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ” ، تجدهم لا يتخلون عن صفاتهم السلبية في أي مكان يحلون فيه، فتجدهم يوزعون انتقاداتهم في جميع الاتجاهات في الرياضة .. السياسة.. الثقافة ..الفن كل شيء.. وهم يكثرون من ” السب واللعن” يلعنون الحكومة والاحزاب والبلد وحتى في كاتب هذا “المقال” ! .. لهم نظريات في كيفية تسير الامور في وقت تعجز فيه نظرياتهم حتى عن تدبير شئونهم الخاصة .. حتى الذين غادروا الوطن من هؤلاء المحبطين تجدهم في ديار الاغتراب في حالة تذمر وعدم رضاء لا يهدأ ابدا.. فهم يسبون البلد المضيف ، ويتحسرون على الساعة التي نقلتهم اليه، وهم ذاتهم الذين كانوا بالأمس يلعنون وطنهم !.
مثل هذه الحالات والتي تنقل “طاقة سلبية” مدمرة للمحيط الذي يعملون أو يعيشون أو” يتسكعون ” فيه ، هم بحاجة لعلاج نفسي ، حتى ينصلح حالهم ويصبحوا أشخاص أسوياء .. وهذا لا يعني أن كل من ينتقد أفرادا أو حكومات يعني بأنه ينتمي لهؤلاء ،بل الذي نريد قوله أن هؤلاء لا يصمتون أبدا عن توزيع الانتقادات والتهم للأخرين ، ويتناسون واقعهم البئيس الذي أدمنوا البقاء فيه .
دعونا نشبع أنفسنا بـ ” الطاقة الايجابية ” ، ونسعى جاهدين لتحويل السلبيات الى إيجابيات ، وأن ننظر الى أي أمر على أنه إيجابي وخير طالما قدره لنا الله .. وظائفنا و”كسبنا من الله ولله ” .. نعم يجب أن لا نطارد الاخرين بأنهم أمس كيف كانوا .. وكيف أصبحوا اليوم ، وتبعا لذلك نشبعهم شتما وسبابا واتهامات بلا أسس .. فكثير من الفقراء أصبحوا أغنياء ليس لأنهم “لصوص” ..وأغنياء أصبحوا معدمين ، ليس هناك من ترصدهم حتى أفقرهم ولكنها سنة الله في خلقه .
علينا أن نسد الطريق أمام الذين يحرصون على غمر الأمكنة بطاقتهم السلبية الهائلة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..