تقلبات السياسة أم.. سياسة التقلبات؟!

حين صدر قرار إعفاء الفريق صلاح عبد الله من منصبه كمدير لجهاز الأمن والمخابرات في العام 2009 كان واحدا من أكثر الناس سعادة.. الفريق طه عثمان المدير السابق لمكتب الرئيس.. وحين أصدر رئيس الجمهورية قراره المفاجئ بعد نحو تسع سنوات بإعادة الفريق صلاح لمنصبه مديرا لجهاز الأمن والمخابرات.. كان أيضا واحدا من أسعد الناس الفريق طه عثمان.. هل هي تقلبات السياسة أم سياسة التقلبات..؟
مياه كثيرة جرت تحت الجسور.. منذ قرار الإعفاء وحتى قرار العودة.. شهر العسل بين الفريقين محمد عطا وطه عثمان لم يدم طويلا.. ولا شك أن الفريق صلاح كان سعيدا بذلك.. خروج الكبار مثل علي عثمان ونافع كان أصلا فكرة الفريق أول صلاح عبد الله حين كان نافذا.. وطرحها بالفعل.. ولكن.. لم تجد طريقها للتنفيذ.. بل وبدلا من ذلك.. كان قد خرج هو.. فكان أولئك الكبار له بالمرصاد.. فلم يتركوه لحاله.. ولكن الخروج الكبير.. كان قد تحقق في عهد طه إن (جاز التعبير).. في مفاجأة لم تقل عن مفاجأة خروج الفريق صلاح إن لم تفقها وقعا.. في فاتحة أعمال مؤتمر الحوار الوطني.. ونحن على فضائية النيل الأزرق وعلى الهواء.. ننتظر خطاب الرئيس.. الذي عرف لاحقا بخطاب الوثبة.. سألني الأستاذ الطاهر التوم عن المفاجأة التي يحملها الخطاب.. فقلت له دون تردد.. لا مفاجآت.. المفاجاة وقعت منذ زمن.. وتمثلت في خروج علي عثمان ونافع.. وأحسب أن حدسي كان قد أصاب ليلتها..!
ثم مياه كثيرة جرت تحت الجسور.. منذ خطاب الوثبة وما تلاها وما قبلها.. محطة مهمة كانت لافتة وقفت عندها مطولا.. ولا أدري كم من الناس وقف عندها مثلي.. تذكرون ذلك الحوار الشهير.. أو الحوار الضجة كما يقول أهل الرياضة.. وعلى ذكر الرياضة فنسأل الله أن يقيل عثرة المريخ من هذا المجلس المستجلب.. الشاهد أننا في ذلك الحوار الذي أجريناه مع الفريق طه عثمان مدير مكتب الرئيس يومذاك.. أنا والأستاذ مزمل أبو القاسم رئيس التحرير.. نسأل الله له عاجل الشفاء.. كنّا قد سألنا عن اتصالات جرت بين الفريق محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني يومها وبين مسؤول أمريكي وأثر تلك الاتصالات على رفع العقوبات.. توقعنا كل شيء إلا تلك الإجابة الصاعقة التي قذف بها الفريق طه في وجوهنا.. دون أن يرمش له جفن.. قال: (دا اتصال بتاع علاقات عامة ساكت الاتصالات الحقيقية عملها صلاح قوش).. كانت تلك الإجابة مدهشة ومربكة.. حتى أنني أعدت السؤال للتأكد: صلاح قوش؟.. فلم يزد الفريق طه عن كلمة.. نعم..!
هل كانت تلك من تقلبات السياسة أم هي سياسة التقلبات..؟
لكن المهم بالنسبة لي أن الفريق طه يومها كان قد اختار أن يخرج بمعركته إلى العلن.. ولكن المفاجأة.. أنه قد خسرها سريعا.. بل بأسرع مما توقعها أي شخص.. فقد جاء الخروج المدوي للفريق طه عثمان.. وسواء أصاب أو أخطأ فقد ظل الرجل على قناعة بأن الفريق عطا لم يكن بعيدا من ترتيبات خروجه المدوي ذاك.. لذلك أحسب أن الظن باحتفائه بعودة الفريق صلاح ليس إثما..!
أما الذي يدهشني حقا الآن فهو قول البعض إن عودة صلاح تفتح الباب أمام عودة الحرس القديم.. ظني أن العكس صحيح..!
لا أنوي مزيدا من الإرباك.. ولكن إن قلت لكم الآن إن الأسباب التي أطاحت الفريق طه عثمان هي ذات الأسباب التي عادت بالفريق صلاح قوش.. فهل تصدقون..؟
إذن.. سترون..!
اليوم التالى

تعليق واحد

  1. هل هذا تحليل سياسى ام شمارات تستدعيها من الذاكرة.
    بعودة الفريق قوش تنضب مصادرك من الامنجية السابقين.يلا ورينا مقدرتك كمحلل سياسى كما تدعى………. وسيبنا من قال لى وقلت له…..قال محلل سياسى.

  2. هل هذا تحليل سياسى ام شمارات تستدعيها من الذاكرة.
    بعودة الفريق قوش تنضب مصادرك من الامنجية السابقين.يلا ورينا مقدرتك كمحلل سياسى كما تدعى………. وسيبنا من قال لى وقلت له…..قال محلل سياسى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..