روافع خارجية

دعوات للتفكير خارج الصندوق ودعوات (رسمية) للإصلاح والدعوة للإصلاح فيها إقرار بالفساد وسوء الإدارة ، ولاتزال الدعوات معلقة ولم تتحول إلي أجندة عملية وبل الأسوأ أن كثير من الممارسات تدل علي إستمرار ذات المنهج الذي أفضي إلي الأزمة ، وحتي الإفراج الجزئي عن بعض المتعقلين يبدو أن الرسالة موجهة للخارج أكثر من الداخل ، والتغيرات النوعية التي حدثت علي مستوي بعض الأجهزة (الحساسة) أيضاً تأتي إستجابة لشروط خارجية قبل أن تكون حسابات داخلية ، صحيح قد تكون هناك أسباب أخري داخلية ولكن الحكومة السودانية (مهمومة) بالخارج وبالمنح والقرووض أكثر من إهتمامها بالداخل وبمعاناة المواطن ، الهم الأساسي الحصول علي أموال لتسير جهاز دولة ( مترهل) وللصرف علي بنود وقطاعات غيرانتاجية ولاتعود بأي نفع علي الاقتصاد وعلي معاش الناس ، والمؤشرات التي تدل علي أن دعوات الإصلاح سوف تذهب أدراج الرياح كثيرة ،علي سبيل المثال حديث الحكومة عن إطلاق سراح جميع المعتقلين تحول إلي إفراج جزئي ومشروط بشهادة ( حسن سير وسلوك).
وتحول تحسين الوضع الاقتصادي المنهار إلي تهديدات وحرب علي (الصغار)، واكتفت الأجهزة والقطاعات المعنية بالشأن الاقتصادي بمنشورات بين الحين الآخر وظلت المعالجات الأمنية للشأن الاقتصادي الثمة البارزة ، التفكير خارج الصندوق يعني أن تعيد الحكومة النظر في الإجراءات السابقة وأن تنظر إلي الداخل وتتصالح مع الشعب قبل توجيه الرسالة إلي الخارج ، تهيئة الملعب في الداخل أهم من انتظار (هبات وودائع الخارج) ، رفع القيود عن الحريات السياسية وحرية الصحافة و وتفعيل مبدأ سيادة حكم القانون والمؤسسات ورفع الظلم وتقريب المسافة بين المواطن وأجهزة الدولة بالإنصاف والعدل لا بالشعارات والمؤتمرات التي لاتغني ولاتسمن من جوع.
إذاكانت الرسالة الحكومية من إطلاق سراح (بعض) المعتقلين موجهة إلي (بريد الخارج) فقط ودون أن تكون الحكومة لها إرادة سياسية حقيقية لتصحيح وتعديل الممارسة السياسية التي يتحكم فيها الحزب الحاكم ويعمل علي تسخير كل إمكانات الدولة للسيطرة والمنع وإطالة عمر السلطة بأي ثمن ، تكون الحكومة قد أخطأت التقدير ..وجربت المجرب .. والذي أورد البلد موارد الهلاك لدرجة أن الحكومة ظلت في حالة ترقب متواصل للعون الخارجي للصرف علي أجهزة دولة مترهلة وغير منتجة ولاتملك أي أفق لإصلاح حقيقي .
الحكومة تعمل علي إعادة إنتاج كل الأشكال والحلول المجربة والتي فشلت في إصلاح الحال المائل قبل سنوات ولانتوقع لأفكار فشلت قبل سنوات مضت أن تحقق أي قدر من النجاحات في واقع تدهور وتراجع (ألف مرة) بسبب ذات الأفكار وذات الأشخاص ، السودان يحتاج قرارات جديدة تعمل علي تعديل ظروف وشروط الممارسة السياسية الحالية والتي تحاول فيها مجموعة (معينة) إحتكار الحقيقية واستخدام كل الأساليب والوسائل للمحافظة علي السلطة القائمة .

حسن بركية
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..