حرق المواتر وعقلية عجبني للمرقوت

الخطوة غير الموفقة ولا أقول الخرقاء تلطفا ، التي أقدمت عليها احدى الجهات الرسمية بولاية شمال دارفور والتي أسفرت عن حرق كمية من المواتر المتهم أصحابها بارتكاب جرائم بواسطتها ، لم أجد لهذه الخطوة وهذا التصرف مثيل الا في حكاية ( عجبني للمرقوت ) التي جرت مثلا ، والحكاية تقص عن إمرأة ريفية إحترق منزلها المشيد من القش الجاف أثناء وجودها خارجه، وعندما علمت بخبر الحريق وبدلاً من أن تلطُم الخدود وتشق الجيوب وتولول وتضرب السكليبة، قهقهت حتى كادت أن تستلقي على قفاها وقالت (كدي كدي، عجبني للمرقوت!!) تعبيراً عن فرحتها وإنبساطتها أربعة وعشرين قيراط من النهاية الفاجعة للمرقوت الذي استوطن عنقريبها المنسوج من الحبال ،وأقض مضجعها وأورثها الأرق والسهر والقهر ووجع الضهر ..هكذا بدا لي أن من أقدموا على حرق هذه المواتر انما فعلوها بمنهج وعقلية عجبني للمرقوت ..
لعهد غير بعيد لم يكن لهذه الوسيلة ( المواتر ) وجود يذكر في غرب البلاد، وربما لو أحصينا عدد المواتر الموجودة في كل الغرب فلن يتعدى مجموعها أصابع اليدين وفي المدن الكبيرة فقط، ولا وجود لها البتة في
أشباه المدن والأرياف قاطبة، ولكن مع الافرازات السالبة التي شهدها الاقليم الكبير جراء الحروب المتعددة والمتنوعة من إقتتال قبلي وهجمات الحركات والهجوم المضاد والنهب المسلح ونشوء وإنشاء المليشيات، ظهرت فيما ظهرت نتيجة لهذا الواقع المأساوي من ممارسات وثقافات سالبة على هذا الاقليم، ثقافة إقتناء الموتر فانتشر بشكل لافت وجود هذه الوسيلة حتى على مستوى الفرقان والقرى الصغيرة، ولكن للأسف لم يكن هذا الانتشار وليد الحاجة لوسيلة إتصال وتواصل ومواصلات التي من أجلها جاء إختراع الموتر، ولكن لمآرب اجرامية، إذ وُظّفت هذه الوسيلة لغير غرضها المعروف فأصبحت أداة للجريمة والإغارة هنا والنهب والسلب والقتل هناك وباتت وسيلة ليست للتواصل والتوادد والتزاور وإنما للكسب والثراء السريع حتى أن بعضهم جعل شعاره «موتر وكلاش مال وعيشة ببلاش»، وغني عن القول هنا أن السلاح بلغ درجة من الانتشار لم يعد معها مدهشاً أن ترى يافعاً لم يبلغ الحلم وهو يمتشق سلاحاً أكبر من حجمه وأطول من قامته…
صحيح أن المواتر غير المقننة أضحت وسيلة جريمة
ومصدر ازعاج وعكننة للسلطات وارهاب للمواطنين تستوجب وضع حد لاستخداماتها السالبة والمضرة ، ومن الجيد أن تنتبه السلطات لسوء استخدام هذه الوسيلة وتعمل على اتخاذ الاجراءات الكفيلة بضمان عدم استخدامها على أي نحو سالب ومضر ، ولكن الصحيح جدا بدلا من حرقها الاستفادة منها بأكثر من وجه ،وأول هذه الوجوه على سبيل المثال مصادرتها لصالح القوات النظامية من شرطة وجيش وعلى ذلك قس..
[email][email protected][/email]
اقتباس (ولكن الصحيح جدا بدلا من حرقها الاستفادة منها بأكثر من وجه ،وأول هذه الوجوه على سبيل المثال مصادرتها لصالح القوات النظامية من شرطة وجيش)
وهل يسرق أو يقتل في تلك البقاع إلا قواتك النظامية؟ يبدو أنك نائم نومة أهل الكهف.
كانت الشرطة عندما تصادر معدات صنع المريسة و العرقي تبيعها في مزاد علني فيقوم بشرائها نفس الأشخاص الذين صودرت منهم وتدور الدائرة من جديد انا لا اؤيد حرق هذه المواتر لكن يجب ان تباع مرة اخرى وفق ضوابط تمنع استخدامها في ارتكاب الجرائم
لعل المكاشفي وكثيرون مثله من الصحفيين لا يعرفون مدى إجرامية هذه العناصر التي تستخدم المواتر فهم جلهم ممن تعتبرهم الحكومة من القوات النظامية وهم في الأصل ممن يعرفهم أهل دارفور بالجنجويد ..وتسميهم الدولة جبنا وتهربا أو تمويها بالمتفلتين وغالبا ما تغض الطرف عن أفعالهم بحق المواطنين ..وبنفس القدر يستخدمون سيارات الدفع الرباعي أيضا في نفس الجرائم وترويع السكان وإتلاف المزراع وخاصة أيام الحصاد..بخصوص اقتراح المكاشفي بمصادرتها لصالح الشرطة أو القوات المسلحة فلعله لا يعلم أن لاأحد من رجال الشرطة أو الجيش يستطيع استخدام هذه المواتر هناك في حال مصادرتها لصالحهم..فالجنجويد هناك فوق الجميع لا يسألون عمّا يعملون فهم فوق الشرطة وفوق الجيش وفوق أي مسؤول ..وحتى أن حادثة حرق هذه المواتر بدت للناس من الأشياء فوق العادة ..حيث أصبح الناس يتساءلون عن هذا الذي قام بهذا العمل المخالف لعرف وطبيعة تعامل الحكومة مع هذه الفئة المجرمة طوال أزمة دارفور..ويقيني أن من قام بإحراق هذه المواتر لم يبقَ طويلا هناك وربما صدر أمر نقله أو فصله في ذات..لنقول للأخ المكاشفي كان يجب إحراق أصحابها معها جزاء وفاقا لما ظللوا يرتكبون من جرائم في حق أهلنا هناك ..
هل تصدق يا أستاذ المكاشفي أن حرق مواتر المارقين و تدميرها هو الحل؟ ليكون ذلك الحرق عبرة للآخرين؟ ليت الحرق كان شاملا للذين يمتطون هذه المواتر لترويع المواطنين بالسلب و النهب!!
لعل المكاشفي وكثيرون مثله من الصحفيين لا يعرفون مدى إجرامية هذه العناصر التي تستخدم المواتر فهم جلهم ممن تعتبرهم الحكومة من القوات النظامية وهم في الأصل ممن يعرفهم أهل دارفور بالجنجويد ..وتسميهم الدولة جبنا وتهربا أو تمويها بالمتفلتين وغالبا ما تغض الطرف عن أفعالهم بحق المواطنين ..وبنفس القدر يستخدمون سيارات الدفع الرباعي أيضا في نفس الجرائم وترويع السكان وإتلاف المزراع وخاصة أيام الحصاد..بخصوص اقتراح المكاشفي بمصادرتها لصالح الشرطة أو القوات المسلحة فلعله لا يعلم أن لاأحد من رجال الشرطة أو الجيش يستطيع استخدام هذه المواتر هناك في حال مصادرتها لصالحهم..فالجنجويد هناك فوق الجميع لا يسألون عمّا يعملون فهم فوق الشرطة وفوق الجيش وفوق أي مسؤول ..وحتى أن حادثة حرق هذه المواتر بدت للناس من الأشياء فوق العادة ..حيث أصبح الناس يتساءلون عن هذا الذي قام بهذا العمل المخالف لعرف وطبيعة تعامل الحكومة مع هذه الفئة المجرمة طوال أزمة دارفور..ويقيني أن من قام بإحراق هذه المواتر لم يبقَ طويلا هناك وربما صدر أمر نقله أو فصله في ذات..لنقول للأخ المكاشفي كان يجب إحراق أصحابها معها جزاء وفاقا لما ظللوا يرتكبون من جرائم في حق أهلنا هناك ..
هل تصدق يا أستاذ المكاشفي أن حرق مواتر المارقين و تدميرها هو الحل؟ ليكون ذلك الحرق عبرة للآخرين؟ ليت الحرق كان شاملا للذين يمتطون هذه المواتر لترويع المواطنين بالسلب و النهب!!