مقالات سياسية

مآسي المعلمين

خلال الـ28 سنة الماضية فقد الملعم مكانته العظيمة في الدولة بسبب سياسات الحكومة تجاه التعليم عموماً، وهم اليوم يتعرضون لظلم يبدو أنه متعمد يتم مع سبق الإصرار والترصد. المعلمون هم القطاع الوحيد الذي يعاني من تأخير صرف المرتبات والحقوق الأخرى ويواجه صعوبة في صرفها حتى وإن توفرت، رغم أنَّها تعتبر الأضعف في الدولة، بل ويتم منحها لهم بالتقسيط المريح للحكومة، هذا غير مشاكلهم الأخرى ومشاكل المدارس والطلاب. ومنذ سنوات وهم يشتكون لطوب الأرض ولا حياة لمن تنادي، رغم أنَّ صوتهم لم يرتفع إلاَّ بعد سنوات من الصبر والاحتساب غير المبرر، وحقيقة ما أسهل أن تحل مشاكلهم، ولكن يجب أن يتخلوا عن الاحتجاجات الخجولة، ويصبحوا أكثر جرأة في المطالبة بها فهم أصحاب حق.

بالأمس قرأتُ منشوراً انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي باسم لجنة المعلمين التي أعتقد أنَّها تكونت بسبب فشل النقابة في مناصرة قضاياهم، ولا أدري مدى صحته، ولكن المنشور ذكر كل المآسي التي يعاني منها المعلمون في جميع أنحاء السودان وتكتب عنها الصحف كل يوم وآخرها كان أمس، حيث لم يصرف أكثر من 500 معلم جديد رواتبهم لمدة ثلاثة أشهر، واتهم النقابة بالفشل والانشعال باستمرار ببقاء الحكومة، رغم أنَّ هذا شأن لا يعنيهم وأن ما يهمهم هو مصالحهم ومصالح البلد، وليست مصلحة حكومة فشلت في توفير الحد الأدنى لهم وطُرحت أسئلة مهمة، هي أين حقوق المعلمين في أرباح الاستثمارات الضخمة التي تم استقطاعها من راتب المعلم الهزيل؟ أين بقية المتأخرات المتراكمة عبر السنوات؟ أين منحة عيد الأضحى المبارك الجزء الثاني؟ أين فروقات الترقية لكثير من المعلمين؟

في بداية العام الماضي اتهمت لجنة المعلمين النقابة باستغلال المعلمين والتلاعب بمشاعرهم في موقف قالت إنه صارم لا يقبل التسويات وأنصاف الحلول، بعد أن تراجعت المالية عن التنفيذ الفوري لاستحقاق طبيعة العمل، وظلت النقابة تفاوض وتستجدي المالية شهوراً طويلة إلى أن توصلت إلى اتفاق غير مرضي، ومع ذلك لم تلتزم به المالية وتراكمت عليها حقوق أخرى، وما زال التراكم مستمراً والتجاهل سيد الموقف.

أعتقد أنَّ الحال الذي آل إليه وضع المعلمين والتعليم العام لم يعد يقبل أنصاف الحلول ولا المجاملة، وبما أن النقابة أصبحت جسماً حكومياً بامتياز فعلى المعلمين التضامن مع بعضهم، والقيام بإجراء قوي من شأنه أن يقلب الموازين ويضع الحكومة أمام خيار واحد فقط، وهو الاستجابة لجل مشاكلهم وكل مشاكل التعليم. وعليهم أن يتأكدوا تماماً أن الحكومة قادرة على حلها تماماً، فهي تصرف على برلمان لا يقدم أية خدمة وعلى مسؤولين عاطلين عن العمل وعلى مخصصات دستوريين غير مهمة، وحوار وهمي وعلى الكثير من الأمور الفارغة ولن تعجز عن الصرف على التعليم إن أجبرت. وأقترح عليهم التوقف عن العمل من بداية العام القادم، وأن لا ينزلوا العمل ما لم يتم حل جميع مشاكلهم وتوفير الضمانات اللازمة لعدم تكرارها. وعليهم أن لا يتراجعوا حتى ولو استغرق الأمر عاماً دراسياً كاملاً، فذاك خير لهم وللتعليم ليمضي في الطريق السليم، وإذا تم إجبارهم على التراجع عليهم أن يقدموا استقالاتهم بصورة جماعية، حينها لن تجد الحكومة حلاً غير الاستجابة، وستفهم أنها أمام قوة، وإلا فإنهم يظلمون أنفسهم ويظلمون معهم الشعب.
التيار

تعليق واحد

  1. المعلمون “رضوا بالدون والعلياء اقسمت ألآ تدين يوما لراضى النفس بالدون” .. ايام الديموقراطيه كانوا عاملين فيها قنادف! بس المؤسف ان اول وزير تربيه فى العهد الانقاذى (الله يرحمو) بعد استشارتو لزميلو وزيرالاعلام.. كسر شوكتهم بضعفو وتخاذله لتنفيذو الاوامر اللى جاتو على ورقة فلسكاب بدون توقيع بابلاغ 12 من كباررجال التعليم(هم وكلاء المراحل التعليميه ومديرو التعليم فى الاقاليم ورؤساء الادارات المساعده اللى كانو فى اجتماعات مستمرة لمدة اسبوعين قبل الجمعة الحزينة..اُمِر بابلاغهم بقرار(ماكانش معروف صدر من منووو؟ بالاستغناء عن خدماتهم واحالتهم على المعاش وهم كانوا يستعدون لبداية العام الدراسى فى الاسبوع التانى من يوليو 1989. ولما مشى سيادتو يسأل اجابه بقوله نائب رئيس ما سمّى مجلس قيادة التوره”يعنى شنو يااستاذ لوالثوره شالت ليها”دستة” مدرسين (ممكن نجيب غيرُم)ونزّلتم المعاش! هو ياخى موش كتّر خيرنا اديناهم معاش!
    *اها شُفتو كيف كان رأى الانقاذ من اسبوعها الاول فى التعليم و فى كبارالمعلمين ناهيك عن سُغارُم(مااكتر من دستة مدرسين ليس الآ ممكن بجيب غيرُم”! واتخذ سيادة الوزير شعار”اعادة صياغة الانسان السودانى شعارا شخصيا له(وفضل ينَقَزبو)ثم بدا تكوين اللجان المتعدده”لآسلمة المناهج”! شفتو كيف! بس المدرسين كيف يعنى يمنعوهم مواهيهم ومستحقاتم!وهاهى اللى كانت”وزارةالمعارف”بِقت محل للترضيات والمعادلات الحزبيه..يجيبو ليها الوزراء وكمان الوكلا من خارجها!و المدرسين قاعدين يعاينو منتظرين التفضّل عليهم بمواهيهم وبدل الوجبه!.. يا حليل رياض التعليم الغنّا! لمّا كان السودان كلّو بيها يتغنّى!

  2. الاخت أسماء صباح الخير … أنا معلم ورأي من رأيك ولكن المعلمين للأسف ما بيتخذوا أي قرار قوي لذلك لن ينصلح الحال

  3. المعلمون “رضوا بالدون والعلياء اقسمت ألآ تدين يوما لراضى النفس بالدون” .. ايام الديموقراطيه كانوا عاملين فيها قنادف! بس المؤسف ان اول وزير تربيه فى العهد الانقاذى (الله يرحمو) بعد استشارتو لزميلو وزيرالاعلام.. كسر شوكتهم بضعفو وتخاذله لتنفيذو الاوامر اللى جاتو على ورقة فلسكاب بدون توقيع بابلاغ 12 من كباررجال التعليم(هم وكلاء المراحل التعليميه ومديرو التعليم فى الاقاليم ورؤساء الادارات المساعده اللى كانو فى اجتماعات مستمرة لمدة اسبوعين قبل الجمعة الحزينة..اُمِر بابلاغهم بقرار(ماكانش معروف صدر من منووو؟ بالاستغناء عن خدماتهم واحالتهم على المعاش وهم كانوا يستعدون لبداية العام الدراسى فى الاسبوع التانى من يوليو 1989. ولما مشى سيادتو يسأل اجابه بقوله نائب رئيس ما سمّى مجلس قيادة التوره”يعنى شنو يااستاذ لوالثوره شالت ليها”دستة” مدرسين (ممكن نجيب غيرُم)ونزّلتم المعاش! هو ياخى موش كتّر خيرنا اديناهم معاش!
    *اها شُفتو كيف كان رأى الانقاذ من اسبوعها الاول فى التعليم و فى كبارالمعلمين ناهيك عن سُغارُم(مااكتر من دستة مدرسين ليس الآ ممكن بجيب غيرُم”! واتخذ سيادة الوزير شعار”اعادة صياغة الانسان السودانى شعارا شخصيا له(وفضل ينَقَزبو)ثم بدا تكوين اللجان المتعدده”لآسلمة المناهج”! شفتو كيف! بس المدرسين كيف يعنى يمنعوهم مواهيهم ومستحقاتم!وهاهى اللى كانت”وزارةالمعارف”بِقت محل للترضيات والمعادلات الحزبيه..يجيبو ليها الوزراء وكمان الوكلا من خارجها!و المدرسين قاعدين يعاينو منتظرين التفضّل عليهم بمواهيهم وبدل الوجبه!.. يا حليل رياض التعليم الغنّا! لمّا كان السودان كلّو بيها يتغنّى!

  4. الاخت أسماء صباح الخير … أنا معلم ورأي من رأيك ولكن المعلمين للأسف ما بيتخذوا أي قرار قوي لذلك لن ينصلح الحال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..