عندهم نفسيات !!

(1)
> أجزم أن الكثير من الأرقام والنسب التي يطلقها المسؤولون في الكثير من الأمور غير حقيقية ، أو غير دقيقة.
> أحياناً يحدث ذلك من باب شغف المسؤول على التهويل وعلى الإعلان عن (الخطر) والترهيب منه.

> هذا لا يعني أن الواقع الذي نعيشه الآن (مطمئنا) ، ولكني أظن أننا لا يمكن أن نصل إلى تلك الأرقام التي تنشر في الصحف عن الكثير من الكوارث والأزمات التي نعاني منها.
> ندعم قولنا ذلك أن الأرقام التي نقرأ عنها لا سند لها ولا إحصاء (علمي) اتبع للوصول إليها ، وإن صدرت من (وزير).
(2)
> وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مامون حميدة خلال مخاطبته الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية أمس الأول كشف عن معاناة 30 % من طلاب ولاية الخرطوم من أعراض الإصابة بأمراض نفسية، ونوه حميدة الى أن 50% من المرضى يذهبون للمشعوذين والشيو ، فيما يتعالج 10 % فقط من المرضى عند الأطباء والمستشفيات النفسية.
> لا أعتقد أننا وصلنا هذه الدقة في حسبة النسب وتقديمها… إن كنا بهذا القدر من الرصد والإحصاء يبقى لا خوف من الأمراض النفسية وإن ارتفعت نسبتها وسط الطلاب إلى 100 %.
> الأخطر من ذلك ان وزير الصحة يتحدث عن مرضى يتلقون علاجاً ، وهذه مرحلة متقدمة من المرض ، لأن أغلب الذين يشكون من الأمراض النفسية لا يتعالجون منها ولا يعترفون بها ، فان كانت تلك هي نسبة الذين يتعالجون من المرض فإن الذين لا يتعالجون منه أضعاف هذه النسبة التي أعلنها السيد الوزير.
> أمر آخر يدعم (فوضاوية) هذه النسبة ? ان قبلنا من السيد وزير الصحة الولائي ان يحدثنا عن النسبة التي تتعالج عند الأطباء والمستشفيات النفسية (10 %) ، من أين لمامون حميدة إخراج نسبة الذين يترددون على المشعوذين والشيوخ التي حددها بنسبة 50 % من إجمالي المرضى ، أي نصفهم.
> لذلك نقول إن الأرقام التي أعلن عنها السيد الوزير أرقام غير دقيقة ، بل أرقام غير حقيقية.
(3)
> نحن تعودنا على مثل هذا الحال عند الاحتفال باليوم العالمي للحدث ، عادة يخرج المسؤول في ذاك اليوم ليقدم للناس أرقامه ونسبه الصادمة تلك.
> لو تعاملنا (رياضيًا) مع تلك النسبة الكبيرة التي أعلنت عنها وزارة الصحة في ولاية الخرطوم فذلك يعني ان بين كل ثلاثة طلاب طالبا يعاني من مرض نفسي.
> وبنفس الحسبة ذلك يعني ان أية اسرة عندها (6) طلاب في المراحل الدراسية المختلفة في ولاية الخرطوم عندها (طالبين) من أفراد الاسرة يعانيان من مرض نفسي.
> يمكن ان يختلف التوزيع فيزيد في مجموعة ويقل في أخرى ، لكن مع ذلك فان (التقريب) لا يبعد من ذلك الذي أشرنا إليه.
(4)
> من بعد دعونا نتعامل مع هذه النسب كحقيقة واقعة ، ماذا قدمت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم لتتعامل مع (الأمراض النفسية) التي قال عنها حميدة انها تمثل في ولايته 40 % من إجمالي الأمراض.
> هذه النسبة تفرض على الوزارة بل على الولاية كلها ? بل على الحكومة نفسها زيادة الوعي في التعامل مع هذه الأمراض وزيادة المستشفيات (النفسية) وأطباء المرض النفسي ، إذ كان هذا يحدث في (العاصمة).
> وتجعلنا النسبة نسأل ايضاً …وماذا قدمت وزارة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم اذا كان ثلث طلابها يعانون من أمراض نفسية؟.
> الوزارة تقدم (التربية) على (التعليم) في مهامها ، فكيف لها ان تجعل الأمراض النفسية تصل لهذه النسبة؟
(5)
> هذه الأمراض النفسية لا علاقة لها بالرسوم التي تفرضها المدارس في ولاية الخرطوم على طلابها.
> ولا علاقة للعمود بمباراة القمة التي تجمع بين الهلال والمريخ مساء اليوم في اليوبيل الفضي لصندوق دعم الطلاب!!.
> نرجو أن يخصص صندوق دعم الطلاب نصف ميزانيته لعلاج مرضى طلابه من المرض النفسي.

الانتباهة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..