الإنقاذ الأقوال والأفعال ( ليت البشير يسمع أو يقرا هذا )

الإنقاذ الأقوال والأفعال ( ليت البشير يسمع أو يقرا هذا )
فتح الرحمن عبد الباقي
[email][email protected][/email]
يوم أمس الجمعة 15/ يونيو / 2012 وفي فترة سكون وقعت عيناي عبر بعض المكتبات على خطاب البشير ، في 30 / يونيو / 1989م وهو خطاب الثورة رقم ( 1 ) والذي أذاعه في صبيحة يوم الجمعة ، هذا الخطاب جعلني كالمجنون ، أسأل نفسي وأجيب على أسئلتي ، لأنها بكل صراحة ، أسئلة ساذجة ، وتحمل ، إجابتها في طياتها ، ومن ضمن أسئلتي هل قرأ ، أو استمع البشير يوما لهذا الخطاب ، الذي يمثل محكمة له ولنظامه ؟ فإن كان قد استمع يوما لذلك ، فيا للمصيبة والفاجعة ، فماذا ينتظر هذا الرجل ؟ وان لم يستمع إليه فالفاجعة أكبر .
دعونا إخوتي القراء تناول بعضا من هذا الخطاب ، ولنبدأ بأول فقرة فيه ( قد عايشنا فى الفترة السابقه ديمقراطية مزيفة ومؤسسات دستورية فاشلة وارادة المواطنين قدتم تزييفها بشعارات براقة مضللة وبشراء الذمم والتهريج السياسى ومؤسسات الحكم الرسميه لم تكن الا مسرحا لاخر قرارات السادة ومشهدا للصراعات والفوضى الحزبية وحتى مجلس رأس الدولة لم يكن الا مسخا مشوها اما رئيس الوزراء قد اضاع وقت البلاد وبدد طاقاتها فى كثرة الكلام والتردد فى السياسات والتغلب فى المواقف حتى فقد مصداقيته . هذه الفقرة التي تحدث فيها البشير عن هذه التجربة الديمقراطية ، والتي وصفها بالمزيفة ، لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات ، فانقلب عليها البشير ، ولم يتركها تثمر ثمارها ، وليرى منها المواطن ، الذي أدلى بصوته لممثليه ، ليرى منها شيئا ، وليحكم عليها سواء بالفشل ، أو بالنجاح ، كما وصفها البشير ( أي تلك الحقبة الديمقراطية ) بأنها قامت بشراء الذمم ، لنجد أن من أهم إسترتيجيات الإنقاذ ، وما قامت به ، وأسمته بالحكومة العريضة ، والجمهورية الثانية ، وما قامت به من تعيين أبناء السيدين الصادق المهدي ، ومحمد عثمان الميرغني ، لم يكن سوى شراء ، أو محاولة إقحام اكبر حزبين سياسيين ، في السلطة ، وامتد الأمر لكثير من الترضيات ، لمختلف قوى الضغط التي رفعت السلاح ، أو حتى من ينوي رفع السلاح ، فقد دخل إلى القصر الحمهوري مستشارا للسيد الرئيس ، فكان هؤلاء المستشارين ، كما ذكر البشير بخطابه ، بكل الحق مسخا مشوها ، ولا يعدو كونهم ، ديكورا من ديكورات القصر الجمهوري .
إن الشعب مسنود بإنحياز قواته المسلحة قد أسس ديمقراطية بنضال ثورته فى سبيل الوحدة والحرية ولكن العبث السياسى قد افشل التجربة الديمقراطية واضاع الوحدة الوطنية باثارة النعرات العنصرية والقبلية حتى حمل ابناء الوطن الواحد السلاح ضد اخوانهم فى دارفور وجنوب كردفان علاوة على ما يجرى فى الجنوب من مأساه وطنية وانسانية تحدث البشير وفي خطاب الثورة الأول عن الوحدة الوطنية وعن النعرات العنصرية والقبلية ، والتي أدت إلى حمل أبناء الوطن الواحد السلاح في وجه بعضهم البعض ، فهل نظر البشير اليوم ماذا ، حدث ؟ وماذا فعلت ثورة البشير تجاه السلاح المرفوع لأبناء الوطن الواحد ؟ وماذا فعل البشير من اجل إزالة العنصرية والقبلية من أبناء الوطن الواحد والديانة الواحدة ؟ يا ترى هل سأل البشير نفسه ، وهو قد قضى في حكم السودان لمدة ( 23 سنة ) بالكمال والتمام ، وهل يكمن حل مأساة الجنوب الوطنية ، ببتره من أوصال الوطن الواحد ؟ هل جلس البشير يوماً مع نفسه ليسأل نفسه ، ويقيم تجربته ، خلال هذه المدة غير القصيرة .
وكما فشلت حكومات الاحزاب السياسية فى تجهيز القوات المسلحة لمواجهة التمرد فقد فشلت ايضا فى تحقيق السلام الذى رفعته الاحزاب شعارا للكيد والكسب الحزبى الرخيص حتى أختلط حابل المخلصين بنابل المنافقين والخونه وكل ذلك يؤثر سلبا على قواتكم المسلحة فى مواقع القتال وهى تقوم بأشرف المعارك ضد المتمردين ولا تجد من الحكومة عونا على الحرب أو السلام هذا وقد لعبت الحكومة بشعارات التعبئة العامة دون جد او فعالية . لقد فشلت الحكومة السابقة ، في تحقيق السلام ، وهنا والحق لابد أن يقال علينا أن نورد بعض الاتفاقيات التي تمت خلال فترة الديمقراطية التي انقلب عليها البشير فقد كانت اتفاقية الميرغني قرنق ، والتي كانت أهم بنودها التمسك بوحدة البلاد ، شعبا وترابا ، ومن ثم قيام المؤتمر الدستوري ، وفي مارس من العام 1989م ، وقعت الأحزاب السودانية ، على ميثاق لتكوين حكومة قومية ، بينا رفضت الجبهة الإسلامية ، فرفضت الجبهة الإسلامية هذا الميثاق بحجة ، إلغاء الشريعة الإسلامية ، أو تعطيل بنودها ، وفي ذلك الوقت وقف الجميع تعاطفا مع الجبهة الإسلامية ، كما اتهم البقية هذه الأحزاب بأنها كافرة ومرتدة لأنها لا تريد الحكم بما انزل الله ، فهل سالت نفسك سيدي يوما ، كم جلست وأنت تدير حكم البلاد ، وانك ما زلت تعطل وتلغي الشريعة الإسلامية ، التي رفضت بها التوقيع مع تلك الأحزاب لتكوين الحكومة القومية ، والتي من بوابتها عبرت إلى الحكم ، وعبر انقلاب عسكري ، وهاهي الأحداث والأيام تدور رحاها ، وقد أمضيت ( 23 سنة ) فلم تطبق الشريعة ، وقد حاولت الرجوع إلى الحكومة القومية ، وقد أسميتها الحكومة العريضة ، ولكن للأسف بدلا من الحكومة العريضة الرشيقة أتيت لنا بالحكومة المتضخمة المتكررة . فكنت سببا في عدم تكوين الحكومة القومية ، والتي اعترفت بأنها المخرج ، من خلال سعيك للحكومة العريضة .
لقد تدهور الوضع الاقتصادى بصورة مزريه وفشلت كل السياسات الرعناء فى ايقاف هذا التدهور ناهيك عن تحقيق اى قدر من التنمية فازدا دت حدة التضخم وارتفعت الاسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم اما لانعدامها اولارتفاع أسعارها مما جعل كثيرا من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة وقد ادي هذا التدهور الاقتصادى الى خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطل الانتاج وبعد ان كنا نطمح ان تكون بلادنا سلة غذاء العالم اصبحنا آمة متسولة تستجدى غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسؤولين بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء الفساد والتهريب والسوق الاسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوما بعد يوم بسبب فساد المسؤولين وتهاونهم فى ضبط الحياة والنظام أخي البشير ، هل قمت يوما من الأيام بمقارنة الوضع الاقتصادي الذي وجدته ، وأتيت لتنقذنا منه ، وبين الوضع الاقتصادي الحالي ، من ارتفاع نسبة التضخم ، ومن غلاء فاحش ، ولقد أسميت السياسات السابقة بأنها سياسات رعناء ، وقد قادت إلى هذا التدهور ، فماذا تسمي سياساتك التي انتهجتها ، والتي قادتنا وأوردتنا المهالك ، ولقد اعترف قادة المؤتمر الوطني وسياسييه وعلى رأسهم وزير المالية ، بخطورة الموقف ، وقد أدت سياسات من سبقوك ، بأن يعيش أبناء السودان على حافة المجاعة ، فأسألك بالله أين نعيش اليوم ؟ وكيف وجدت مشروع الجزيرة ، وكيف حاله اليوم ؟ وماذا حدث لمؤسسات الدولة في القطاع العام ؟ وماذا عن الفساد الذي اعترفت به ، وكونت له مفوضية ، ليصمت الجميع ، وماذا يقول المراجع العام سنويا ؟
قد امتدت يد الحزبية والفساد السياسى الى الشرفاء فشرد تهم تحت مظلة الصالح العام مما ادى الى انهيار الخدمة المدنية وقد اصبح الولاء الحزبى والمحسوبية والفساد سببا فى تقدم الفاشلين فى قيادة الخدمة المدنية وافسدو العمل الادارى وضاعت على ايديهم هيبة الحكم وسلطات الدولة ومصالح القطاع العام إني أستميحك عذرا بعدم قراءة هذه الفقرة ، ولقد شككت في مصدر الخطاب ، أيعقل أن يكون البشير قد قال هذا في صبيحة الجمعة 30 / يونيو / 1989م ، أم أن هذه الفقرة قد دست في خطاب الرئيس ، وأنه كان هنالك صالح عام ، مثلما فعلت الإنقاذ ، ولقد اعترفت سيدي الرئيس بنفسك في أكثر من موقع ، بأن سياسة التمكين التي انتهجتها الإنقاذ في مقبل أيامها قد أضرت بالخدمة المدنية ، وأن الولاء ، قد قدم على الكفاءة ، فشهدت الخدمة المدنية أسوأ فصول سوء الإدارة والتخبط ، على مدى سنين الخدمة المدنية في السودان ، ولقد قمت سيدي الرئيس ، بإنشاء مفوضية بدلا من لجنة الاختيار للخدمة العامة ، لحل المعضلة ، ولكن ما زالت الخدمة المدنية ، تهيمن عليها سياسة التمكين ، التي تحولت ، بعد أن فقدت الإنقاذ ، مفاصلها الرئيسة من التمكين الحزبي ، إلى التمكين القبلي .
الأخ الرئيس البشير ، أتمنى أن تستمع إلى هذا البيان ، الذي تجمهر الناس حولك ، بعد سماعه وصفقوا لك ، وهللوا وكبروا ، وبذلوا الغالي والنفيس ، فأتمنى أن تفتح قلبك قبل أذنك لتسمع هذا البيان الذي سمعناه قبل ( 23 سنة ) ، وإن كان في أذنك شيئا ، فخذ نظارتك ، وافتح قلبك قبل عينك لتقرأ هذا البيان ، لتخرج بعده ببيان جديد يرضي ضميرك ويريح بالك .
فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة
16/6/2012
[email][email protected][/email]
استاذ فتح الرحمن ان من يقراء هذا اتخطاب لا يساوره ادني شك ان البرنامج الذي طبقته الانقاذ هو بالضبط ما وجهته من انتقادات للحكومة الديقراطية وكانهم كانوا يقراءون ما انتقدوه ويفومو بتطبيقه دون اي نقصان وان هذا الخطاب هو المرجعية لكل ما نفذ
الخطاب يعبر عن الوضع اليوم .. كأن البشير كان ينظر إلى الغيب ويقرأ منه ..
يا سيدي والله أسوأ مما كان عليه يوم 30 يونيو 1989 وهو يحتاج إلى ثورة شاملة تقتلع كل هذا الفساد .. انفصل الجنوب وضاعت وحدة البلاد وبلغ الغلاء بالناس مبلغاً لم يحدث من قبل ، وصار التعيين بالولاء والترضيات وتم فصل الأكفاء للصالح العام وووووووووووو…
سيدي البشير .. اذهب عنا .. انتحر .. افعل أي شيء .. فهذا والله خير للوطن والمواطن من بقائك يوماً واحداً بعد 30 يونيو 2012م
اولاً التحية لك اخى فتح الرحمن ولقلمك الحق واضف الى ما كتبتة عن خطاب السيد الرقيص ( عفواً لم اجد شئ انتقدك فيه سواء ادبك الجم حينما تقول السيد الرئيس والمؤتمر الوطنى حيث الاول يناسبة الرقيص والثانى المؤتمر اللا وطنى )لان من يكذب على شعبه ويفرط فى ارضة وينفذ اجندة غيرة لا يستحق قلب الرئيس وكذلك الحزب الذى كلما اجمع على شئ كان بمسابة رصاصة الرحمه على الوطن والمواطن فلا يستحق ان يطلق علية وطنى لانه ابعد ما يكون عن الوطنية.
حيث قالوا لنا حينما جائوا الى السلطة واسموا انفسهم بالانغاذيون لو لا مجيئهم لوصل سعر الدولار الى عشرون جنية , والان الدولار وصل الى خمسون جنية , وقالوا حينما جئنا وجدنا التمرد قد وصل الى جنوب كوستى , والان ما يطلقون علية تمرد قد اصبحت دولة فى عهدهم , وقد ظهر تمرد جديد فى عهدهم اكثر شراسة حيث وصل الى العاصمة الخرطوم وسيطر على مدينة امدرمان لاكثر من سبعة ساعات, والان ولايتى النيل الارزق وجنوب كردفان خارج سلطة الخرطوم تماماً باستثناء المدن الكبرى , اما دارفور فحدث ولا حرج قوات الحكومة فى الحدود التشادية والتمرد قد وصل الى كردفان , اخى الكريم لا نملك غير ان نقول حسب الله ونعم الوكيل على هؤلاء الذين عاشوا طفولة بائسة وحياة ضنك وارادوا ان يستمتعون الان بالثراء الفاحش والزواج من حسنوات بلادى وهاهية نهايتهم قد دنت باذن الله وهم يوقعون على شهادة وفاتهم برفع الدعم عن المحروقات وسوف يحرقون بعون الله كما حرقوا دار فور وجنوب كردفان والنيل الارزق
دي حكومة (البشير) ام حمد..؟؟! ….جا يكحلا عماها….!!
كفيت ووفيت .
لقد اسمعت لو ناديت حياً ولا كالجماد من تنادي
“الأخ الرئيس البشير ، أتمنى أن تستمع إلى هذا البيان ، الذي تجمهر الناس حولك ، بعد سماعه وصفقوا لك ، وهللوا وكبروا ، وبذلوا الغالي والنفيس ، فأتمنى أن تفتح قلبك قبل أذنك لتسمع هذا البيان الذي سمعناه قبل ( 23 سنة ) ، وإن كان في أذنك شيئا ، فخذ نظارتك ، وافتح قلبك قبل عينك لتقرأ هذا البيان ، لتخرج بعده ببيان جديد يرضي ضميرك ويريح بالك .”
الخاتمة ليست جيدة- فمن الذي رحب به وهلل له وهو ينقلب على السلطة الشرعية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!