أخبار السودان

سيلفاكير في تل أبيب.. جناية مَنْ !

محمد خروب

قبل أن ينتهي العام الحالي, عام العواصف والربيع بل الفصول الاربعة, الذي تفصلنا عنه ايام معدودات, سيهبط فخامة الرئيس سيلفاكير ميارديت رئيس دولة السودان الجنوبي, أو الدولة رقم 193 في الأمم المتحدة, في مطار بن غوريون (اقرأ اللد) في زيارة رسمية (وعلنية) لاسرائيل تضع حداً لكل الشائعات والتسريبات السابقة وتؤسس لتحالف استراتيجي بينهما, بجدول أعمال «اقليمي» ينهض في الاساس على نظرية «الثأر» والانتقام من كل ما هو عربي, وربما لاحقاً الانخراط في بناء احلاف سياسية واقتصادية وعسكرية تجعل من «فكرة» عودة الجنوب الى الشمال (التي يروّج لها سياسيون وقادة احزاب مأزومة في الشمال تريد الغمز من قناة الجنرال البشير) بمثابة المستحيل, حيث يُستعاض عنه بالبديل الجاهز وهو الدعم الاسرائيلي والرعاية الاميركية والتكتلات الافريقية, ذات الطابع العسكري المكرّس لمحاربة الارهاب بما هو الوصفة الاميركية الجاهزة, لتبرير تواجدها العسكري الميداني في تلك الدول, التي تعاني الفقر والمديونية والحروب الاهلية والتمردات المتواصلة ناهيك عن افتقارها للبنى التحتية والخدمات ودائماً وصاية الصندوق والبنك الدوليين على اداراتها المالية والاقتصادية..
ما علينا
زائر اسرائيل «الجديد» فخامة الرئيس أو «الجنرال», قاد قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان تحت زعامة جون قرنق، قبل ان يصبح رئيسا للحركة بعد اغتيال قرنق في حادث طائرة «مروحية» ما يزال الغموض يكتنفه حتى الان وبخاصة ان الرجل الذي لم يكن انفصال الجنوب اولوية على برنامجه بقدر ما كان معنياً ببناء دولة مدنية، ديمقراطية وتعددية تقوم على اساس المواطنة ولا تمنح ميزة لمسلم على حساب مسيحي او تفضل عربيا شماليا على جنوبي وفي الدرجة الاولى تفصل الدين عن الدولة ذلك «الفصل» الذي قاومه زعيما ثورة الانقاذ عمر البشير وحسن الترابي بل ذهبا في حماستهما الدينية (الظاهرة على الاقل) حدا لم يبلغه قبلهما الديكتاتور (او الرئيس المؤمن) جعفر النميري، ليعلنا عزمهما فرض الشريعة الاسلامية على اهالي الجنوب مسيحيين ووثنيين على حد سواء.
لماذا نعود الى نبش هذه المسألة؟
ثمة وجاهة في طرح السؤال كما ايضاً في وجود مبررات تسمح بالوقوف على ارتكابات نظام الانقاذ في ايصال الامور بين «شطري» السودان الى الحال السيئة الراهنة واستمرار العداء والاحتراب حتى بعد حصول شعب جنوب السودان على حق تقرير المصير واعلان دولته وقبولها عضوا في الامم المتحدة.
جاءت ثورة الثلاثين من حزيران 1989 (زعماً) لانقاذ السودان من مشكلاته المتفاقمة والمتصاعد منذ الاستقلال بعد ان عبث الجنرالات بالبلاد وشعبها, واقاموا انظمة ديكتاتورية هددت وحدة السودان واشعلت فيه الحروب والانقسامات الافقية والعامودية، ولم يكن احد ليُصدق ان جنرالا وشيخا يمكن ان يكون «اداؤهما» افضل من سابقهما وبخاصة انهما اطاحا حكومة منتخبة بصرف النظر عن رأينا في اداء هذه الحكومة وقدرتها على التصدي لمشكلات البلاد لكنها كانت منتخبة.
مسيرة سنوات الانقاذ «الطويلة» واضحة «وانجازاتها» مكتوبة على الحائط وأحد ابرز هذه «الانجازات» هو تقسيم السودان وانفصال الجنوب دون ان ننسى دارفور والنيل الازرق واخواتهما من «الولايات» التي توشك ان تنفصل او تتمتع بحكم ذاتي, بهذه الصيغة او تلك.
اين من هنا؟
في غياب التأثير العربي أو قل سيادة الانحطاط العربي فلا مفاجأة كبرى, أن يصبح نظام سيلفاكير صديقا لاسرائيل, فهو يسير على خطى «ثوار» ارتيريا بعد استقلالهم, كما هي الحال مع نظام اسياس افورقي الذي خلف نظام منغستو هيلا مريام وايضا في «رهط» الدول الافريقية التي هرولت لاعادة علاقتها المقطوعة باسرائيل بعد ان بات الطريق الى واشنطن يمر بها.
ليت علاقات سيلفاكير باسرائيل تنتهي عند مجرد زيارة بروتوكولية، لكنها في واقع الحال ليست كذلك, ويد اسرائيل كانت «طويلة» في الجنوب حتى في ظل حكم «الانقاذ» وقبله ايضا.. وهي مفتوحة لتعاون أوسع وأعمق تُنفّذ اسرائيل من خلاله خططها الاستراتيجية وفي مقدمتها محاصرة مصر «وإعطاشها».
انتظروا اذا خطاب نتنياهو «نعم نتنياهو» في برلمان جمهورية السودان الجنوب عندما يزور (جوبا) الشهر المقبل بعد عطلة الايام في جولة افريقية واسعة تؤشر على «عمق» النفوذ الاسرائيلي في القارة السوداء.
[email protected]

الراي

تعليق واحد

  1. اييييه اسرائيل

    الجنوب حر فى مصالحه

    مالذى راه من المسلمين غير حرب جهاديه يراد بها سحق اهله

    وتحويله الى كائنات لا تملك لنفسها شيئا

    فصل الجنوب هو احد نتاج الاسلام السياسى

  2. وانت مال اهلك يقيم علاقة مع اسرائيل ولا يزور تل ابيب ماهو العرب من اقصى الغرب -المغرب وموريتنيا الى اقصى الشرق – سلطنة عمان وقطر عندهم علاقات مع اسرائيل بقت بس على جنوب السودان؟

  3. ليس ثمة ما يدعو التقييؤ – كما قال الطيب مصطفى- ولكن على الكيبورد الا الحديث الممجوج عن اسرائيل
    جميع العرب الاعداء المفترضون لاسرائيل لديهم سفارات او علاقات .. ام العرب الجديدة قطر اسألو العم قوقل قطر رحبت باسرائيل في كاس العالم 2022 وفي علاقات تجارية وفي مؤتمرات وووووووووووووووووووووووووووووو هؤلاء هم العرب لذلك عندما تقيم موريتانيا التي نصفه فلاتة وربعها سنغاليينن وعشرها مغاربة عندما تقيم هذه الدولة اللحم راس علاقات مع اسرائيل وتقوم الدنيا امر يحير وماذا عن مصر والاردن وووووو ام انها علاقات للتقريب بين فلسطين واسرائيل في مفاوضات السلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟( )
    الحديث عن جنوب السودان واسرائيل غريب اليس الجنوب حرا في ما يفعل منذ الاستفتاء بل منذ التوقيع على نيفاشا فلماذا السكاليب والعويل والنحيب
    لاقربك يريحني ولا بعدك يفرحني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    بلا اسرائيلة بلا نيلة

    تزعلو من فرعون يستحيي نساءهم وتجمعو التبرعات ضدهم وفي الخرطوم كم مشرد وكم مايقوما وكم ماسورة مكسورة وكم طلاب يفترشون الثرى وكم فصل تحت الشجر وكم موقف مواصلات (……) الباقي تموه خيال
    اما الولايات دي ما عندي بيها شغلة هي العاصمة دايرة بلا ولايات بلا بلوة

  4. كاتب المقال أكيد عايش فى كوكب تانى غير الارض – دولة الجنوب بل وحتى دولة الشمال ليس لهم مشاكل مع اسرائيل – فما المشكلة اذن – كل يوم محمود عباس بيجتمع مع الاسرائيليين – أصح للون يابطل .

  5. So what,, he s coming from USA, so what!!, ya all know America is through Israel, beside Israel promised the Southerners to build a PIPELINE through Kenya & pay all expenses for 5 to 10 years till the line is finished,, So so What!! it’s not like the Arab who want to block the pipe line,, you miss it No way to cry, you your self did this,, stop winning be a man,,

  6. بمجرد وصول الزعيم سلفا كير الى اسرائيل . اقسم لكم انه لن تنطلق رصاصة واحده ولو عن طريق الخطأ نحو دولة جنوب السودان من قبل قوات امير المؤمنين المهزومه ابدا .. انه منطق القوه .. اما اهلنا المسيريه نقول لهم سيتنازل امير المؤمنين قريبا عن ابيى بلا شروط .. انه منطق القوة ايضا .. تحالف جنوب السودان مع الاقوياء فاصبح قويا .. ما العمل يا تجار الدين ؟

  7. العقل أحسن ، الانشغال بحلحلة مشاكلنا أفضل ، ترك ( الناس ) فى حالهم خاصة

    بعد أن ( فرزوا عيشتهم ) أجدى لمن يريد أن ينجز شيئا لبلده .

    أليس هذا ما بشّرت به ( الانتفاشة ) ، وهى فى الخط الآن ، ( تردح ) فى الوجود

    الاسرائيلى فى جوبا .

    ماهى مصلحة سلفا فى الطيب مصطفى ؟

    واحسب بحساب المصالح ما يجنيه من زيارته لامريكا ومن بعدها اسرائيل

    عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالم ( وهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم )

  8. معليش عندي مداخلة بسيطة …..نفسي اعرف مشكلة محمد احمد السوداني الأغبش الجعان والعيان الحفيان شنو مع إسرائيل ؟السودانيين المحددين اليوم بالجواز السوداني الاخضر او الألكتروني الجديد هم ليسو سو أسلاف عبيد مختلطة بتجار عبيد في اكثرهم تبجح بالعروبة او نقاء العرق ….السودان نفسه كوجود سياسي هو نتاج مباشر لحمي تجارة العبيد الي إزدهرت قبل ثلاثة قرون وكان العثمانيون من روداها وفي الاساسي هي السبب الاساسي لحملة محمد علي ….بالعربي كدا ….مافي اي منطق يدعم مقاطعة إسرائيل ناهيك مجاهرتها بالعداء ؟إنتو المفروض تبوسو اقدام الإسرائيلين كونو رضو إنو يحترمو ليكم تاريخكم المصطنع المكلفت والمرتجل دا ويعرفوكم بحسب الجواز الوهمي المعروف بالسوداني والي إنشاءالله حينقسم لإثناشر كيان مستقل في القريب المنظور …
    شوفو ليكم صرفة وحاولي تلقو لنفسكم تعريف هوية اول شي حتن تناطحو في ناس هم شعب الله المختار دي ارضهم منذ الازل ….إزا الفلسطينين اسياد الوجعة مسترزقين منهم تمام التمام وعايشين احسن من اجعص إنقاذي او أي إمام إسترتزق عند اسيادو العرب في الخليج ومتنعم سايق عربية اوتوماتيك في شوارع الخرطوم القيبحة .

    شوفو ليكم قضية …شوفو ليكم ناس فعلا المفروض تعادوهم …ناس زي أنفسكم ….وامرقونا من الخرف الفارغ البلا طعم دا ….قال معادين إسرائيل قال

  9. كفاية إنه إسماعيل هنية نعت دولة الجنوب بإنها (الدولة اللقيطة في جنوب السودان) …
    بعد كدة أنا لو محل سلفا كير أقول للإسرائيليين تعالوا من غير فيزا و كان دايرين توصلوا الموية بأنابيب إتفضلوا شيلوا ….

    ياخ العرب الكضابين ديل كلهم عندهم علاقات مع إسرائيل و كمان علاقات إستخباراتية عديييييل مش إقتصادية … بقت علي الجنوبيين ؟ ديل ناس عندهم بلد براهم و هم أحرار يعملوا العايزنهم ,, يعني إنت داير العرب أبان عقالات و طرح يضحكوا و ينكسروا و يتملحسوا لإسرائيل لكن سلفا كير يقاطعهم ؟؟؟؟ عالم غريبة…

    بالمناسبة شفت وثيقة ويكيليكس القال فيها الطفل المعجزة لأمريكا ما عندنا مانع نعمل علاقات مع إسرائيل ؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..