مقالات سياسية

الزواج من آخر ..!

«ما طلبت من الله في ليلة القدر سوى أن تكون قدَري وشرِّي، سقفي وجدران عمري، وحلالي ساعة الحشر» ..
أحلام مستغانمي ..!
صحيفة عربية شهيرة أجرت تحقيقاً دسماً عن سلبيات النظرة الاحتفائية بالطلاق كحدث اجتماعي في موريتانيا .. معظمنا – بطبيعة الحال – يعلم شيئاً عن وضع المطلقة الإيجابي في المجتمع الموريتاني.. وكيف أن بعض الرجال يفضلونها على البكر التي لم يسبق لها الزواج ..!
لكن منطق التحقيق بدا لي جاذباً – وجديراً بالتعليق – لأنه أبرز الوجه الآخر «الأضرار الاجتماعية الجسيمة المترتبة على سطوة هذا العرف الفاسد».. ومبعث الفساد هنا ليس التعايش السلمي للمجتمعات مع فكرة الطلاق، بل إفراطه في تدليل المطلقة، والطبطبة عليها حد نشوء عرف اجتماعي يمنعها المطالبة بحقها وحق أطفالها مهما بلغت درجة ثراء الزوج، أو درجة فاقة أهلها، لأن ذلك سيفسر على أنه ضعف ودلالة على فشل عائلتها في إعالتها ..!
ترى ما هو رأي نساء السودان – قبل رجاله – في التقاليد الموريتانية التي تستقبل المرأة فيها لحظة النطق بالطلاق بالزغاريد؟! حيث يوم الطلاق عند النساء الموريتانيات هو من مناسبات انتصار المرأة على الرجل التي تستقبل فيها النسوة المهنئات اللاتي يدخلن عليها بالدفوف وهن يرددن أغاني شعبية تحمل مفردات العزاء والمواساة ..!
ومنذ لحظة إعلان الطلاق تحاط المطلقة – حديثة العهد – بدعم الأهل، ويتنافس أبناء عمومتها والمعجبون في تقديم الهدايا، والتقرب إليها، متظاهرين أمامها برغبتهم فيها، وذلك من باب رفع المعنويات .. بينما تتكفل أسرتها بالإنفاق عليها، والعمل على تعويضها عن المكانة الاجتماعية التي فقدتها بعد الطلاق ..!
وهذه – بالطبع – مصيبة اجتماعية كبرى، حيث تتغول سلبية المجتمع التي لا تلزم الرجل بتبعات الانفصال على دور القانون والقضاء، وبالتالي يتفاقم التسرع في اتخاذ قرار الزواج، وتتمرد النساء على الحياة الزوجية، ويصبح الطلاق – الذي هو أبغض الحلال – قراراً لا كوابح له ولا ضوابط لاتقاء شروره ..!
وهكذا.. بينما تشكو الأخريات في بقية المجتمعات العربية النظرة السلبية إلى المطلقة، يعاني المجتمع الموريتاني من ثقافة إظهار الفرح العارم عند حدوث الطـلاق .. وهذا الاختلاف والتطرف ينطبق عليه تفسير ابن رجب للجملة النبوية الكريمة «سددوا وقاربوا .. الحديث».. فالتسديد هو القصد والتوسط وعدم التقصير فيما أمرنا به، وعدم احتمال ما لا نطيقه ..!
فأحب أحوالنا إلى الله ما كان على وجه السداد والتيسير، دونما تكلف أو اجتهاد أو تعسير.. ولعل في الدرس الرباني العظيم المتمثل في زواج سيد الرجال والخلق أجمعين من أرامل ومطلقات كانوا نساء لرجال قبله – ماعدا السيدة عائشة – عبرة لبعض المتنطعين، ومواساة لبعض المستضعفات، وصفعة لغرور بعض سادتنا الرجال، وتفعيلاً لمبدأ التسديد والمقاربة، دونما إفراط أو تفريط ..!

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. هذا كلام غير مقنع ولايمكن تصوره وفيه كثير من المغالطات . ما الدافع من الزواج الذي يؤرق حلم كل فتاة تحلم بسعادة وحياة هانئة مع فارس احلامها ثم تفض تلك الشراكة محتفلة بالاهازيج والزغاريد عندما تنال الطلاق وما الذي يدفع فتاة اخرى لخوض غمار تجربة معلومة لجميع النساء بان الطلاق يكون يوم المنى

  2. منوية في السودان برضو -بالذات الجعليين – بقولو الطلاق عز بنات الرجال لكن مازي ناس موريتانيا بيلزمو الراجل بي نفقة عيالو وكراعو فوق رقبتو
    انت اتاريك ثقافتك بخصوص المجتمعات السودانية ضحلة لكن فالحة بس في ثقافة المجتمعات الاخري …ده نتاج تربيتك في السعودية…اها ياضل الدومة

  3. شوفي يااستاذة ان الله لايبعث في قوم نبيا او رسولا الا اذا تفاقم ضلالهم وخرجوا عن الفطرة السليمة فاوشكوا علي الهلاك وشارفوا علي الفناء فيرحمهم الله برسول يصلح لهم حالهم ويخرجهم من الظلمات الي النور
    ان العرب في الجاهلية وصلو حد الهلاك وضلو ضلالا كبيرا فصاروا يوئدون بناتهم وهن رضيعات وهذا لعمري فعل الضالين والابالسة …فاشفق الله عليهم وبعث فيهم محمد عليه الصلاة والسلام فكان اخر قوله وهو يودعهم في حجة الوداع ان استوصوا بالنساء خيرا

  4. وهل عندما منع الرسول عليه افضل صلاة وتسليم علي كرم الله وجهه من التعدد بعد زواجه من ابنته فاطمة وخيره بين الطلاق والتعدد هل كان المصطفي متنطعا

  5. لاتندهشي يابت ابوزيد مما يحدث في موريتانيا ولا تتعجبي لأن مسألة الزواج
    والطلاق اساسا جايطه من زمن الرسول صلي الله عليه وسلم رغم انو ربنا جل وعلا
    قد أوضح للرسول كل شىء حتي لايكون في نفسه حرجا حين قال :

    يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. (الاحزاب 50) صدق الله العظيم.

    تتحدث الآية عن تصنيف نساء النبي محمد والشروط التي فيها يتزوج النبي من نساء أمته ، وهن على سبعة أصناف :
    الأول / زوجات النبي الشرعيات .
    الثاني / مُلك اليمين ويعني السبايا من حروب الفتح ( !!! ) .
    الثالث والرابع / بنات عمك وبنات عمتك ويعني نساء قريش .
    الخامس والسادس / بنات خالك وبنات خالتك ويعني نساء بني زهرة .
    السابع / وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ويعني كما يقول الزمخشري
    وأحللنا لك من وقع لها أن تهب لك نفسها ولا تطلب مهرا من النساء المؤمنات .. ويفسرالزمخشري مضمون الآية فيعني أي سيدة ( مؤمنة ) ممكن أن ينكحها النبي أذا وهبت نفسها له فقط وتدخل في ضمن القائمة الطويلة لزوجات النبي ، وأربعة نساء دخلن في بيت النبي من هذا الباب ، هن :
    – ميمونة بنت الحارث .
    – زينب بنت خزيمة الأنصارية .
    – أم شريك بنت جابر .
    – خولة بنت حكيم .
    ليكون العدد الكلي لزوجات النبي تسعة عشر زوجة مع اللواتي توفين في حياته أو طلقهن ليكون العدد الصافي تسعة زوجات في أخر أيام حياته ( !!! ) .

    وفي هذا الصدد قد جاء في المنقول عن السيدة عائشه زوج الرسول صلي الله عليه وسلم
    وأم المؤمنين والتي كانت شديدة الغيره عليه انها قالت للنبي :

    ( يا رسول الله أني أرى ربك يسارع في هواك ) وهو حديث متفق عليه عند الرواة الأربع ومعناه كما يفسره الزمخشري أنك يا محمد تضاجع من تشاء وتترك مضاجعة من تشاء وتطلق من تشاء وتمسك من تشاء.

    سار الخلفاء الراشدين والصحابة الغر المحجلين علي نهج الرسول صلي الله عليه وسلم
    في مسألة الزواج كالتالي :

    أبو بكر: 4 زوجات .
    عمر بن الخطاب: 9 زوجات .
    عثمان بن عفان : 9 زوجات .
    علي بن أبي طالب : 9 زوجات .
    الزبير بن العوام : 9 زوجات .
    عبد الرحمن بن عوف : 20 زوجة .
    سعد بن أبي وقاص : 11 زوجة .

    والآن نأتي للصحابيات الجليلات اللائي سرن علي النهج المحمدى في مسألة الزواج وبما لايخالف شرع الله وهو مايعزز طلبنا للكاتبه بت ابو زيد ان لاتندهش ولاتتعجب
    مما يحدث في موريتانيا ويحدث ايضا عندنا في السودان حتى لو انكر الناكرون:

    -عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نقيل (ابنة عم عمر بن الخطاب) تزوجت خمس مرات من:
    عبد الله بن أبي بكر ، عمر بن الخطاب ، طلحة بن عبيد الله ، محمد بن أبي بكرالصديق ،عمرو بن العاص .

    -أسماء بنت عميس الخثعمية تزوجت خمس مرات من كل من:
    حمزة بن عبد المطلب ، شداد بن الهاد ، جعفر بن أبي طالب ، أبو بكر الصديق ، علي بن أبي طالب .

    -أم كلثوم بنت عتبة بن أبي معيط تزوجت أربع مرات من كل من:
    زيد بن حارثة ، الزبير بن العوام ، عبد الرحمن بن عوف ، عمرو بن العاص.

    -سهلة بنت سهيل بن عمرو تزوجت أربعة مرات :
    أبو حذيفة بن عتبة ، عبد الله بن الأسود بن مالك ، الشمّاخ بن سعيد بن قائف ، عبد الرحمن بن عوف .

    -أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تزوجت ثلاث مرات من كل من:
    عمر بن الخطاب ، عون بن جعفر الطيار بن أبي طالب ، أخاه محمدا.

    -أسماء بنت عميس تزوجت ثلاث مرات من كل من:
    جعفر الطيار بن أبي طالب ، أبا بكر الصديق ، علي بن أبي طالب.

    -أم أسحق بنت طلحة بن عبيد الله تزوجت ثلاث مرات من كل من:
    الحسن بن علي بن أبي طالب ، الحسين بن علي بن أبي طالب ، محمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر.

    أها مارأيك يابت ابو زيد ؟ هل هناك عجبا في سلوك الموريتانيات ؟

  6. تعقيبا على ذلك اقول بان ما يحدث في هذه المجتمعات مثل المجتمع الموريتاني بعيدا كل البعد عن المعنى الحقيقي الذي اراده ديننا من الزواج فالزواج علاقة سامية لا يمكن ان ننحدر بها لهذا الفهم الذي يسود في بعض المجتمعات وللسف انها مجتمعات اسلامية وبهذا فقد كتبت مقالا عن الزواج:
    الزواج :
    يحس الفرد بالوحشة إذا ما وجد نفسه وحيداً ويتضح هذا الشعور لدى الصغار ذكوراً وإناثاً وبمرور الزمن يجذبه الشوق لمن يشاركه الفرح ويؤنس وحدته ويشجعه على تذليل العقبات ومن هنا تبرز الحاجة للزواج الذي لغة يعني الاقتران او الازدواج واصطلاحا هو العلاقة التي تجمع الرجل والمرأة وهي علاقة متعارف عليها ولها أسس وهي بناء اسرة وإنجاب الاطفال من اجل الحفاظ على الجنس البشري وقد مثل كل من آدم وحواء اول زواج بين كائنين بشريين في تاريخ البشرية وتطور ذلك بتطور المجتمعات وعاداتها وكان للأديان تأثير في ذلك فأصبحت للزواج قوانين وشروط وهو نعمة من نعم الله وقد جعل الاسلام الزواج علاقة متميزة فقال صلى الله عليه وسلم (إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج) وقد حرص الاسلام على هذه الرابطة وجعلها محمية بسياج الدين وكل من الرجل والمرأة في حوجة للزواج وهذه غريزة طبيعية في كل منهما أي انهما يتساويان في ذلك وقد ورد ذكر ذلك في القرآن إذ قال تعالى (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ] (البقرة: 187) وللباس هو الستر الذي يستر الانسان به عوراته لذا فان كل من الزوجين هو ستر للآخر وهنا نورد ما ورد عن شيخنا الوقور الشيخ فرح ود تكتوك حينما اراد ان يفهم بنته هذا المعنى وذلك عندما كانت على خلاف مع زوجها واتت اليه ليخلصها منه فطيب بخاطرها وأرسل للزوج وعندما كان الزوج موجود معه ومعه كذلك ابنه شقيق الزوجة ودخلت عليهم نزع منها قرقابها الذي كانت تستر به عورتها فسارعت الى الاختفاء وراء زوجها خجلا من ابيها وأخيها فرد عليها الشيخ قرقبها وقال لها البسي وامشي مع سترك وغطاك كذلك فهو يشمل القرب والملاصقة والغطاء والمتعة والوقاية من الحر والبرد ويسمو بالمشاعر عن المستوى البهيمي في نفس الوقت يلبي متطلبات الجسد فكلا الزوجين من هذا المنطلق يلبي حاجة الآخر بنفس القدر لذلك جاء في قوله تعالى (َمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الروم: 21). والمودة والرحمة هي اسمى معاني الحياة والزواج امتثال لأمر الله الذي شرعه وأمر به وهذا الأمر شامل الذكر والأنثى كذلك من أهداف الزواج هو إنجاب الذرية واستمرار النسل وهذا يخص الرجل والمرأة كما أن من أهدافه تحقيق السكن النفسي والروحي وأيضا ذلك يشمل الاثنين معا كما أن هنالك أهداف اخرى تتحقق من الزواج للرجل والمرأة على حد السواء لذا فهما يتساويان في الحوجة للزواج والزواج حصن ضد الممارسات اللا اخلاقية وقد اتفقت في ذلك جميع الاديان والشرائع السماوية فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى (ولا تقربوا الزِّنَى إنَّه كان فاحشة وساء سبيلاً)
    ولكن فلننظر لعادات الزواج في مجتمعنا السوداني والتي اخرجته من مفهومه الشرعي هذه الايام بالمغالاة في المهور والبذخ غير المبرر مما جعل تكلفة الزواج لا يستطيعها الكثيرون من شبابنا فعزفوا عن الزواج ونتيجة لذلك حدث ولا حرج ففي الماضي القريب كان المجتمع متكافل في تسهيل الزواج فقد كان الشاب يقدم على الزواج وهو لايملك الخمسة او العشرة جنيهات وقد عشنا ذلك ورأيناه ونحن في مقتبل العمر وتكون الدعوة او الوليمة ومن مشاركة الاهل المادية في هذه الوليمة يستطيع العريس تجهيز كل مستلزمات الزواج اما اليوم فالعكس الوليمة في معظم الاعراس تكون وبالا وخسارة على العريس وأهله كذلك من العادات التي تتسبب في عرقلة الزواج في مجتمعنا الفهم الخاطئ والربط بين الموت والزواج حيث يعتقد البعض من ذو العواطف البعيدة عن العقل والمنطق انه في حالة موت احد افراد الاسرة فان ذلك يعطل الزواج ولا يعرفون ان الموت كما يقولون كأس دائر لا يتوقف وقد يأخذ احد العروسين المرتقبين أو كليهما اما في حالة اتمام مراسيم الزواج الشرعي وليست زواج المباهة والبوبار كما يقولون قد ينتج عن هذا الزواج من يخلف هذان الوالدان في الحياة ويحمل اسمهما بدل ان يموتا عقيمين والموت هو سنة الله في خلقه كذلك الزواج هو سنة فالموت يؤدي لنقص اعداد البشرية بينما الزواج يعوض هذا النقص بإنتاج بشر اخرين وهذه سنة الله في كل المخلوقات وهذا هو التوازن الطبيعي حتى في الكائنات الضعيفة على سبيل المثال الحشرات فعندما يختل هذا التوازن الطبيعي تحدث الانفجارات لذا نناشد اهلنا وبالذات الامهات والأخوات والبنات ان يتقوا الله في شبابنا ولا يكونوا حجر عسرة في اتمام أي زواج مهما كانت الاسباب لان الله سبحانه وتعالى سيحاسبهم على ذلك وكذلك سيفعل بهم المجتمع الواعي المدرك لرسالته الانسانية والله من وراء القصد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..