طيران دارفور ?.مزيد من العزلة

مديحة عبد الله
إرتفع سعر التذكرة من الخرطوم الى الجنينة الى 2140 جنيها ذهابا وايابا , ووصل سعر التذكرة من الخرطوم الى نيالا 1750 ذهابا وايابا , ومن الخرطوم الى الفاشر 1540 جنيها ومن الخرطوم الى بورتسودان 1040 جنيها .(صحيفة التغيير 25 نوفمبر الجارى)
السبب واحد وراء انفلات اسعار تذاكر السفر تلك , وهو زيادة أسعار الوقود , القائمون على أمر البلاد ظنوا أن (رفع الدعم عن الوقود) ستقف حدوده عند محطة معينة , وتجاهلوا حديث الخبراء حتى من الأصدقاء الذين ذكروا أن زيادة أسعار الوقود لن ينجم عنها سوى دوائر متداخلة لا نهائية من الارتفاع المتصاعد فى أسعار كل السلع والخدمات , مما يهدد الانتاج على قلته والخدمات على ضعفها .
لكن النظام ببلادة لايحسد عليها مضى فى طريقه الضال نحو تنفيذ سياسته غير الراشدة بزيادة أسعار الوقود . المشكلة ان المواطنين هم من يدفعون ثمن أخطاء الانقاذ مباشرة ويقع شر أفعال السلطة أضرارا مباشرة على أموالهم وصحتهم وحركتهم واستقرارهم .
حركة الطيران لدارفور أصبحت ضرورة اقتصادية وصحية واجتماعية لأهلها بعد أن تقطعت بهم سبل التنقل عن طريق البر بسبب الأوضاع الأمنية التى تحرمهم من حق التنقل حتى بين ولايات دارفور بل حتى بين أجزاء الولاية الواحدة , ارتفاع أسعار التذكرة سيصيب حركة المواطنين بالشلل خاصة أولئك الذين ترتبط مصالحهم التجارية بمدن السودان الأخرى والذين هم فى أمس الحاجة للعلاج والذين يدرسون فى العاصمة أو المدن الأخرى والذين يودون الخروج من سجن الانقاذ فى دارفور بحثا عن حياة أفضل , إنه وضع اشبه بالحصار على سكان دارفور .
مايحدث فى السودان الآن خارج نطاق أى خيال يمكن أن يتصور وضع شعب فى ظل نظام دكتاتورى , هو وضع شعب سجين القهر والفقر , وما يبعث على الثقة ان شعب السودان يملك إرادة الحياة وإرادة المقاومة وإرادة أن يتعلم من درس الحاضر لينظر للمستقبل ويعمل للتغيير مهما كان الثمن .
الميدان
علينا أن ندعو الله أن يخلصنا من الطغاة المتجبرين علي الله قبل الشعب!
والمولي سبحانه وتعالي ما بخلي عباده!
هو أعلم بحالنا من هؤلاء!