إذا لم تقتل الحكومة السودانية خليل فمن قتله إذا ؟ا

إذا لم تقتل الحكومة السودانية خليل فمن قتله إذا ؟
عبدالعزيز النور
[email protected]
تراجعت الحكومة السودانية عما كانت قد تبنت من إغتيال الدكتور خليل زعيم حركة العدل والمساواة السودانية والذي أغتيل إثر غارة جوية أشبه بتلك التي أصابت مصنع الشفا التابع للإنقاذ بمنطقة الخرطوم بحري في أغسطس 1998م وحينها وصف وزير داخلية الحكومة السابق ووزير دفاعها الحالي عبدالرحيم محمد حسين على شاشة التلفاز الحكومي الجهة التي أصيبوا منها رافعا يده ” البتاعة دي جات من كدة ، وضربونا بي مية وإليفن ” ، أو بشكل أدق هذه الحادثة أي مقتل الدكتور خليل تبدو مطابقة لحادثة الدكتور جون قرنق دي مبيور زعيم الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في أواخر يوليو 2005م ، والذي حتى الآن لم يكن أحد يعلم تفاصيل مقتله ? او على الأقل عامة الشعب السوداني – ، بينما يأتي وجه الشبه ، في طريقة وتزامن التصفية مع قرب نهاية المؤتمر الوطني على يديهما ، وكذلك في تبني الرجلين قضية قومية عادلة مع فارق الطرح والآيديولوجيا ، وإذا كانت الحكومة إعتبرت أن الله تركها واقتص من خليل ـ الذي لم يقتل مآت ألآلاف ولم يشرد الملايين ولم يغتصب في المنطقة الذي يقاتل فيها لمدة الثماني سنوات ـ كما جاء على لسان البشير ، بل وأكدت ” الحكومة ” أنها كذبت ولم تقتله لأنها لم تكن هناك بخلاف ما قال ناطق الجيش الرسمي الصوارمي خالد سعد ، فمن الذي قتله إذا ولماذا ؟ ، وهل هناك أي علاقة بين موت الزعيمين ؟ ثم هل ستتوقف المسألة عند هذا الحد أم أن هناك آخرين ؟ .
كما تبنى د.جون قرنق قضية الهامش السوداني بشكل عام ” الإجتماعي ، السياسي ، الإقتصادي ، الثقافي ……….الخ ” ، تبنى د.خليل إبراهيم قضية المهمشين سياسيا في السودان عامة ، وكليهما كانا يسعيان لحل تلك القضايا في إطارالمشكل السوداني والسودان الموحد ، على عكس ما ظلت تخطط له حكومة المؤتمر الوطني وحلفاؤها ومعاونيها من تقسيم السودان إلي عدة دويلات حتى تتمكن هي الأخرى من إنشاء دولة المشروع الحضاري العنصرية في وسط الدولة الحالية ، الرؤية التي تتطابق مع العديد من الدول الإستعمارية التي تخشى من الدور الذي قد يلعبه كل منهما ” الدكتورين ” في عملية الوحدة في السودان ومن ثم في إفريقيا بشكل عام حيث لاتزال بعض قوى الإستعمار ترفع أعلامها و تحكم السيطرة في معظمها بطرق مباشرة أو غير مباشرة ، فلا تزال الموارد الطبيعية الإفريقية تؤخذ بحالتها الخام دون تصنيعها خصوصا المعادن والمواد البترولية ولا تزال إفريقيا تعتمد بصفة أساسية في المصنوعات على العالم خارجها ، وهذا ما كان جليا في الماراثون الذي باتت تقوم به بعض الدول للضغط على الجانبين ـ السودان وجنوب السودان ـ للتوصل وبصورة عاجلة في حل القضايا العالقة بين البلدين حتى تباشر العمل في ما تسعى إليه الشئ الذي ، لا يمكن أن يكون في الزمن في الحالي إلا بوضع حد لعملية الصراع الدائر في السودان بكافة الوسائل ولو لفترة تمكنها من تحقيق أهدافها ، وهذا ما كان قد حدث للرئيس الكنغولي السابق الجنرال لورانت كابيلا في يناير 2001م ، و الجنرال جوناس سافمبي زعيم الثورة في أنقولا فبرائر2002م .
وإثر مقتل زعيم حركة العدل والمساواة في 22 ديسمبر 2011م ، بإستثناء البعض تعاطي معظم الكتاب والصحافيين والساسة مع الحدث بطريقة وبمنهج الأمر الواقع ، فذهب البعض في تمجيد الدكتور خليل على شاكلة الطريقة السودانية ” أذكروا محاسن موتاكم ” وهذا لايعدوا كونه لازم فائدة ، بينما ذهب البعض الآخر متلفحا وشاح الوجل مستنكرا ما حدث خوفا من تداعيات ذلك على الصعيد الميداني ، في موقف لا يختلف كثيرا عن المؤتمر الوطني الذي لا يمكن لقواته حتى مجرد إعتراض موكب الثوار وما صيف أم درمان 2008م ببعيد ، ولكن ما يهم حقيقة هو ـ وإذا كان إستراتيجية المؤتمر الوطني هي تقسيم السودان ـ لا بد من معرفة الجهات التي لها مصلحة في تفتيت السودان حتي لايطول نواحنا على الحادبين على مصلحة ووحدة السودان من أمثال المذكورين أعلاه عندما يسقطون على أيدي نظن أنها مجهولة ولكنها تجاهر المؤتمر الوطني العداء حتى نعتقد أنها صليحة الشعب السودان بمنظور ” عدو عدوك صليحك ” ، إنها القوى التي إغتالت الدكتور جون قرنق لا لشئ إلا لحرصه على وحدة السودان ، نفس القوى التي ما زالت تحرص على أن تكون القضايا السودانية يجب أن لا تناقش في طاولة موحدة ، إنها ذات الجهات التي دعمت شق الصف الثوري في غرب السودان بعد تقاعس المتبطلين عن الميادين الذي إختارها الدكتور خليل ليعلن للجميع أن لاشئ يخاف عليه دون كرامة الإنسان ، وإذا كانت هذه القوى ستستمر في مخططها هذا بالتعاون مع المؤتمر الوطني وقصيري النظر ضيقي الأفق ممن تأبطوا موكب التغيير ، فما الذي يجب فعله لوقف هكذا إستهداف ؟ .
علينا كسودانيين النظر إلى ما يدور بوطننا بشئ من الجدية والوقوف عنده بعقول علمية تتعاطى مع الوقائع بمسسبباتها ومعالجتها من هذا المنطلق ، حتى نضع حد للمخططات اللا نهائية التي تأتي من حيث نظن أننا لاندري ، لنصبح قادرين على رسم مستقبلنا نحن أنفسنا بدلا من رهنه على أيدي القدر ، حتى لا نبكي على خليل آخر في مثل حوجتنا والوطن لخليل هذا كما كان الدكتور جون قرنق ، ولنجعل من رحيل أبطالنا وقود تترجم طاقته في مقدرتنا على بناء سودان يكون الولاء له والكرامة لشعبه .
fبارك الله فيك و فيما كتبت. دار بخاطري اوجه الشبة بين مقتل الزععيمين قرنق و خليل. لكن هنالك نقطة ، سافمبي فى انقولا كان رجل عصابات و اجير و قط لم يتبني اي قضية تخص شعبة. هو عكس قرنق و خليل و كابيلا و توماس سنكارا و جميعهم بقامة العملاق باتريس لوممبا.
كان سيدنا علي من صفاته اذا تكلم أسمع وأنت اخي عبد العزيز الحقيقهاأسمعت ياريت ومن جوه قلبي كل السودانيين نظر للحادثه بالوصف والتحليل بتاعك كان قطعن شوط طويل في اتجاه حل كل القضيه السودانيه;)