خريف الوجع

بسم الله الرحمن الرحيم

سهير عبدالرحيم
[email][email protected][/email]

مأساة آدم افردت مساحات للألم داخل السودان وخارجه عشرات المكالمات الهاتفية والرسائل علي بريدي الالكتروني حملت تساؤلات عن تلك الفاجعة والقصة المؤلمة .
اكثر الرسائل كان اصحابها غير مصدقين الوقائع ويتسائلون ان كانت القصة حقيقية ام هي من نسج خيالي .
وان هذا لعمري لهو اقوي دليل علي فداحة ماحاق بآدم من ظلم وجور يصل لمرحلة مستوي القصص الخيالية حيث لا احد يصدق ان هذه المأساة من لحم ودم دارات تفاصيلها في عقلنا الواعي وليس عقلنا الباطن.
اكثر الرسائل استطاع صاحبها نقل الماسأة في ابيات من الشعر جسدت معاناة آدم بالحرف واللحظة كانت من تأليف الاستاذ فواز عبدالحليم عبدالله
آدم?
خريف الوجعه والموت الشنيع

تاريخ الوجعه 13 رمضان
تاريخ الفجيعه .. وقفه العيد
تاريخ المغسه.. الي يومنا هذا..

آدم طفل يادوب صغير
إلاهو ماعاش المرح..
ضايق مرارات العذاب
الفي طرف جسمو انطرح..
وابوهو عشمان فيهو خير
داير يكون ليهو الفرح..
وداهو خلوة شيخ فلان
قرآن ودين قلبو انشرح..
دايرنو في المنبر دروس
يكبر يداوي الانجرح..
مصحف مرتل ومسجدين
وابوهو في الاحلام سرح..
* *
ماعارف آدم هسي وين؟؟
في الخلوه ماكان مستطاب..
عايش عذابات السنين
حلمو الكبير اصبح سراب?
جبروهو ضعاف النفوس
لقضيه سموها اغتضاب..
واتزله لامن قال كفي
غزاله في وسط الذئاب..
مجبور وماليهو الانين
مظلوم وختولو العقاب…
ربطوهو بي قيد الحديد
ضاق شتي انواع العذاب?
ما الشيخ ولا بيظلم احد
لكنو غشوهو الكلاب…
* *
في مره والليل في التلت
فتح عيونو من النعاس..
ما اصلو ماضاق المنام
عاين وراهو ومافي ناس..
قدامو كان نايم الكبير
فتش طريقةً للخلاص..
يشرد بدون ما ينكشف
والدنيا كانت ليل كباس..
مخنوق ولا جرب بكا
والعبره حاميها اليباس
* *
ابعد بعيد من المسيد
جرجر قيودو وملصه..
انجمه في ضل التعب
اتمده في قيزان حصى..
جيعان ومالاقيلو قوت
لا حالتو قادر يفحصه..
آلام مؤخرتو وقفاو
جراح قليبو الما انحصى..
والشارع اخطر بي كتير
من خلوه قاسيه ومخلصه..
وفكر وقرر مرتين
طاوع قرارو وما عصى..
استغفر الله وليهو تاب
والنيه صافيه واخلصه
* *
شمس الصباح ارجاها حي
ما النوم صبح ليهو الغفير..
بي همه قام شقه البلد
تاوق من الجسر الكبير..
استنشق انفاس الصباح
لكنو ما عاود زفير..
من غير تردد في البحر
تلب ولا هاميهو غير..
كان نيتو صادقه الانتحار
لكنو ما قابل نكير..
شافوهو ضابط وعسكري
لحقوهو بي قدرة قدير..
ودوهو لي ناس الرعايه
كان يلقو في موضوعو خير..
وحده رعاية الاسره قال..
ديل أمة ما ظن فيها خير..
* *
ودوهو محكمة الطفل
واحدين تمانيه هي مادتو..
سموهو محاولة انتحار
قانون عقيم شن فايدتو..
جدوعو في قلب السجون
واقدارو ليها القادتو?
جيعان وماكل خاطرو بس
ولسع مطوله قعدتو…
دورين ولا ماكلو زاد
خايف علي يوم مرقتو..
مهرود قفاهو وقلبو دم
وحظوظو لي وين ودتو..؟
* *
محكمتو قالو الليله جات
بالدفره من الارض قام..
والقاضي طالب راي طبيب
قال عقلو امكن ماتمام..
ودوهو مستشفى الجنون..
لكن لزوم الاحترام..
لابد يدفع حق كشف
واتعاب لجان ناس النظام..
من وين يجيب ليك القروش
عائش كئابه وانهزام..
وآخر عشم فضل معاو
دار لي رعايه واهتمام..
بي كل مشرد ومنقطع
لكن مديرهم ما تمام..
قال ما بجيب ادم هنا
مطرود ولا داير كلام..
جابوهو راجع للسجن
زنزانة اشباح الضلام..
يومين وباقي العيد يجي
وادم ولا خايف الملام..
ماعيدو في جنة عدن
والمولي ما بظلم غلام..
* *
من جوه قطبان السجن
تاوق وشاف شلة ولاد..
من نفس جيلو ولي تحت
ناعمين ولا ضاقو اجتهاد..
ماشين علي السوق الورا
دايرين هديماتاً جداد..
والفرحه في عيونهم بدت
بي وجود ابوهم كم سعاد..
قبل وشيهو علي الجدار
وتكلو طوبةً للرقاد..
راجع شريط الذكرات
الكلو اسود وليهو عاد..
واستغفر الله مرتين
سامحني يا رب العباد..
مظلوم وطالب للسماح!
وكم فينا اولاد الرماد
ظالمين ولا بيطرو الاله
كيفن بتنصلح البلاد..
* *
وعيونو ضماها الحزن
متناسه آلآم السنين..
ولسانو لسع ماقف
من ذكر رب العالمين..
مرات يرتل في السور
مرات يعاود للحنين..
في بالو خلوة شيخ فلان
همسات كلام الوالدين..
الكبري وامواج البحر..
مأساتو والوضع الحزين..
لاااامن جبد اخر نفس
خلاهو في الرئتين سجين..
سلم رويحتو بكل سلام
والدنيا ناطقه شهادتين..
* *
فارق ولا فارق معاو
ما اصلو ميت من زمان..
فارق بقول شكراً كتير
لي كل خاين او جبان..
شكراً تخاذل المجتمع
في كل منظمه او كيان..
شكراً رعاية الطفل هوي
ما كنتو لي ملجأ وأمان..
شكراً علي بلدي الحنين
علمني كيف غدر الزمان..
شكراً علي الجرعني سم
شكراً جزيلاً وامتنان..
اتهنو بالعيد انتو بس
وانا ماشي لي رب الجنان..
* *

فواز عبدالحليم عبدالله(ابو ساجد)
الخرطوم 17/10/2014

تعليق واحد

  1. الوضع الحالي ، الوطن الان ينزلق من بين ايدينا ، فلا وقت للجدل . فانبدأ العمل.
    فنحن نواجه الكذب، استهبال ، تقتيل ، قطع ارزاق ، اقتصابات ، نهب المال العام ، دعارة ، لواط ، حرق القرى و مساكن المساكين ، حرق اشجار و مزروعات اهلنا الطيبين عشان يموتو بالجوع و المرض و يتبادو زي الهنود الحمر . التعليم لاولاد الاغنياء فقط ، العلاج للقادرين بالخارج ، السكان عايشين على تحويلات ابنائهم المغتربين. مافي وظائف بالبلد . كل هذا اسمة المشروع االاسلامي الحضاري.مافي انتاج لا زراعي لا صناعي كما كان قبل الانقاذ. يعني ارتكاب كل الكبائر باسم الله! هذا هو دينهم الجديد ، دين الترابي صاحب السفلي. ما فيهم راجل واحد.
    على الشباب بالداخل تكوين خلايا المقاومة المسلحة.
    على الشباب المغترب تمويل السلاح و العتاد لابطال الداخل.
    على الحركات المسلحة تسريب مقاتليهم لداخل العاصمة. سيجدون الحاضنة القوية من احرار العاصمة ومن ابناء اقاليمهم بصفة خاصه. سكان العاصمة هم ابناء الاقاليم جاءت بهم الظروف الاقتصادية السيئة.
    وثورة حتى النصر، لحرق بيوت الكيزان و كلاب الامن بالاحياء.
    القوة الديمقراطية هي كل حزب أو كيان أو جماعات منظمة أو أفراد تؤمن بالتغيير وتدعو إلى إسقاط النظام الشمولي الحالي

  2. شكراً الشاعر محمد الفوز…. فقد حملتنا إلى ذرف دموعنا في تلك الصباحية الباردة، دموع مالحة علها تغسل خطايانا…. علها تشفع لنا أمام رب العالمين جراء اشتراكنا الضمني في تلك الجريمة البشعة التي حاقت بآدام……… ليت كل شعراء بلادي يشاركون الناس في أوجاعهم وأتراحهم وأفراحهم………

    أقترح أخذ بعض الابيات من المقدمة ومن الصدر ومن الخاتمة، على أن تلخص كلها في عشرة أبيات تلك المأساة ثم الدفع بها إلى أحد المطربين الشباب لتصبح أيقونة يومية يرددها الناس تماماً كقصيدة الحاجة للشاعرالفذ صلاح أحمد إيراهيم وقصيدة عم عبد الرحيم للشاعر المرحوم محمد الحسن سالم حميد، أو قصيدة أم شوايل لشاعر البطانة بشرى……… إن لم يخدم الشعر قضايا الناس فهو ليس بشعر.

  3. العزيزة ماساة ادم ابكت كل من مر عليها بالمقال وقد صادفني صديق وهو وسالته قال لي ( اليوم بالمكتب بكيت بكا يستر جنازات ) لك الشكر وقارني بين ادم ويهودي عجوز فرض له سيدنا عمر رضي الله عنه فريضة من بيت مال المسلمين تقيه المساله الاسلام ليس نصوصا ولا لصوصا وانما روح النصوص لارواح العباد والنسيج الاجتماعي !!!لك المعزة والتقدير وهذه مسالة تستحق العمل من اجلها العمل الجاد المنظم من اجل رعاية هؤلاء في بلد راحت منه الرحمه منذ ربع قرن يتكلم عن الاسلام مزارع وعمارات وليس سلوك ووعي وفهم !!!

  4. تحياتى أستاذة سهير ، تستحقين رفع القبعات والقيام من أجلك فهكذا حواء السودانية تبحث عن مكامن الوجع لعل أدم السودانى يتحرك لتغيير واقع حياتنا المذرى !!!

  5. ألإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله

    جل من لا يسهو…

    أولاً الشكر موصول للأستاذه الصحفية سهير عبدالرحيم .. فهي بعد بمقالها الأول عن قصة الصغير آدم التي تمي القلوب آلماً وحزناً ملأت قلبي بما يكفي من الأسى حتي سكبه مجبراً في هذه الأبيات أعلاه… وإن أخطأت في الإسم ثم عدلته بعدها من (محمد الفوز ل فواز عبدالحليم) المتمثل في شخصي الضعيف وكما أسلفت جل من لا يسهو ..أطنان من الحزم والأسى في قلوبنا فكل الذين علموا بالقصة كتبوها في دواخلهم بيراع الحزن ومداد الألم على رقاع الفجيه وكل ما فعلته أنا هو ان الحزن أملأها أياي فكتبتها لكم…|

    الشكر لكل الذين يقفون سداً منيعاً لنشر الوعي ومحاربة الجرائم المجتمعية fبمختلف أشكالها خصوصاً تلك التي يروح ضحاياها في المقام الأول والأخير “بناة المستقبل” الأطفال

    وفقكم الله وسدد خطاكم..

    [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..