الثروة الحيوانية … جوع ومرض

خالد علي محمد خير
ونواصــل … ………..
ونحــكي ………….
عن كمال حلقات تدمير قطاع الثروة الحيوانية وموارده واكتمالها عبر تلك الممارسات والتبريرات التي يسوقونها من أجل تصدير إناث الأنعام وذلك من أجل تحقيق غايتهم وأهدافهم الشخصية وضربهم لاقتصاد البلاد والعباد في أعز ما يملكه شعبها من ثروات ولعل تبرير الجوع والمرض لهو أكبر دليل علي فشلهم متناسين أنهم يجلسون علي دفة الحفاظ علي ثروات البلاد والعباد ولم نوكلهم من أجل التخلص من ثروتنا الحيوانية وافقار البلاد .. ولعل فشل السياسات في قطاع الثروة الحيوانية وإدارته من قبل من ليس متخصصين لم يجلب سواء الدمار والفشل وإهدار الموارد .
طيلة السنوات الماضية وفي ظل تدفق الأموال من الدولة وتخصصيها للميزانيات والاعتمادات وكل الأموال التي تدعم بها الهيئات والمنظمات الدولية الاقليمية وما يدفعه المصدرين من أجل تطوير القطاع وتنميته لم تظهر اثار كل هذه الأموال والمشروعات في ظل ضياع وانهيار علي كافة المستويات في المحاجر والمسالخ وكل ما يتعلق بقطاع الثروة الحيوانية في ظل فساد إداري ومالي .
ولعل أبلغ تلك الممارسات التي تدمر قطاع الثروة الحيوانية ومواردها المختلفة وظهرت اثارها علي السطح في ظل عدم اهتمام من قبل الدولة والتي يجب عليها عمل مراجعات علي سياسات الصادر و الممارسات التي تجري ومنها :
1-قرارا تصدير إناث الانعام وما يمثله من تهديد حقيقي للقطاع في ظل ممارسات جارية تهدد قطاع الثروة الحيوانية وتفقده ميزته التفضيلية في الاسواق الخارجية .
2-الممارسات السالبة التي تحدث في صادر الثروة الحيوانية في ظل انعدام المحاسبة وحماية المفسد وما يشكله ذلك من استمرار تلك الممارسات .
3-الرسوم الغير قانونية والمفروضة من قبل وزارة الثروة الحيوانية التي ساهمت في كثير من المشاكل للمصدرين وزيادة التكلفة في ظل انهيار كافة معينات العمل بالمحاجر والمسالخ وتدهور بيئتها .
4-فقدان عائدات الصادر حيث بلغت جملة الفاقد من عائد النقد الاجنبي (300) مليون دولار نتيجة للممارسات السالبة في عملية التصدير .
5-فقدان العائدات الضريبية والزكويةالتي بلغت جملتها (150) مليون جنيه سوداني وذلك نتيجة لدخول تجار العملة وتلاعبهم في عمليات التصدير .
6-أرتفاع قيمة المواشي داخلياً التي تمثلت في ارتفاع اسعار اللحوم وغلاء مواشي الصادر بمناطق الانتاج .
7-اغراق الاسواق الخارجية بمواشي قيمة وانخفاض اسعار المواشي السودانية في الاسواق الخارجية نتيجة لكثير من الممارسات التي تحدث في طرق الدفع المقدم عبر البنوك التجارية .
8-سيطرت تجار العملة علي قطاع صادر الثروة الحيوانية وتعديهم علي النسب المخصصة للدواء والاستيراد بصفة عامة .
9-انحسار دور وزارة التجارة الخارجية في عملية الصادر مما أدى إلى ظهور كثير من الممارسات والمشاكل والتي كانت تطلع بها
وتعمل علي معالجتها عبر آلياتها المختلفة مما أوجد ذلك فراغاً كبيراً .
10-استمرار عمليات ذبيح الاناث في المسالخ والمساطب بنسب كبيرة مما يشكل إهدار في القطيع القومي حيث يتم ذبحها وفي بعضها أجنة .
11- استمرار تصدير الحملان الصغيرة والتي هي إهدار للموارد وذلك بسبب عدم مقدرتها على تحمل مشاق عمليات التصدير وارتفاع نسبة نفوقها وضعف مناعتها .
ولعل ما يحدث لأمر يشيب له الولدان في ظل ضعف واضح في كل الجوانب الوزارية إدارياً وتنفيذياً مما يلقي كل ذلك الوضع بظلاله علي المواطن والوطن وضياع مكتسباته و ضياع عائداته المحلية والأجنبية وارتفاع اسعار الاحتياجات الكلية للمواطن في معايشه وعلاجه وتعليمه .
وعندما يفقد الاقتصاد السوداني أهم ميزة تفضيلية في تصدير ثروته الحيوانية وأهم مورد لجلب العملات الاجنبية في ظل منافسة عالمية في ظل تراجع المحاصيل النقدية الزراعية وعندما يفقد العاملون في هذا القطاع العريض والذي يعمل فيه في آخر إحصاء (110) من اصحاب المهن والذين يتعايشون عليه من اصحاب المهن المختلفة ولولا ضيق المساحة لذكرتهم فردا فردا في اكبار واجلال لكل من يعمل في هذا المجال العام ولا شك إن ما يحدث من تدمير لهذا القطاع ومكتسباته لأمر خطير والمؤسف أن يتم ذلك من قبل وزارة الثروة
الحيوانية والتي هي المعنية بالحفاظ علي هذه الثروة وعائداتها وعدم التساهل في حمايتها وضرب المتلاعبين والمفسدين من منسوبيها وعدم حمايتهم الأمر ليس مجال عواطف وإنما هو أمانة تكليف فالذي يسرق وينهب ويهرب ويرتشي ويدمر ويساعد علي الفساد إنما يسرق
قوت الشعب وعائدات القطاع التي ينتظرها كل مواطن في العلاج والصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية ..
ولعل الممارسات التي ذكرناها سابقاً لهي واقع نعايشه من خلال وجودنا وممارستنا لعمل الصادر وفي ظل عدم رفع العقوبات الأمريكية الاقتصادية وتماطل الإدارة الأمريكية والتي سوف تواصل في سياستها الجائرة ضد السودان وانشغالنا بمحيطنا الخارجي وإهمالنا لمشاكلنا الداخلية تناسينا قوله تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَالَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَالَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيّ ٍوَلاَنَصِيرٍ }صدق الله العظيم سورة البقرة الآية (120).
ولعلي احسب أن في ذلك خير وعلي الدولة أن تلتفت إلى ما لديها من كروت ضغط متمثلة في مواردها وثرواتها الزراعية والحيوانية والعمل على تطويرها والإستفادة منها لما فيه خير البلاد والعباد …
ونواصل …….
ولاحول ولاقوة إلا بالله ،،،
خالد علي محمد خير
مقرر شعبة الماشية السابق