الطائرات بدون طيار لا تقتل الا المتشددين في اليمن!

مقتل ثمانية يشتبه في انهم من عناصر تنظيم القاعدة في مأرب ليرتفع عدد القتلى إلى 25 على الأقل خلال اسبوعين.
صنعاء – من محمد الغباري
الابرياء يدفعون الضريبة
لقي ما لا يقل عن ثمانية أشخاص يشتبه أنهم متشددون من تنظيم القاعدة حتفهم في اليمن الخميس في هجمات شنتها طائرات بدون طيار ليصل عدد من قتلوا بهذه الطائرات في أقل من أسبوعين إلى 25 قتيلا على الأقل.
وتأتي الهجمات في أعقاب إعلان اليمن الأربعاء عن إحباط مؤامرة لتنظيم القاعدة للسيطرة على منشآت للنفط والغاز وعاصمة إحدى المحافظات في شرق البلاد.
ودفعت تحذيرات من هجمات محتملة واشنطن إلى إغلاق مقرات عدد من بعثاتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط ودفعت الولايات المتحدة وبريطانيا لإجلاء عاملين بسفارتيهما من اليمن.
وقال شهود ومسؤولون محليون في مأرب – وهي منطقة في جنوب شرق البلاد أغلبها صحراوية ويتخذها المتشددون معقلا – إن طائرة بدون طيار قصفت مركبتين يعتقد أنهما تقلان أعضاء في تنظيم القاعدة عند الفجر مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص.
وشاهد السكان العربتين وقد اشتعلت فيهما النيران وجابت الطائرة سماء المكان لفترة بعد الهجوم.
وقال مسؤولون محليون إن شخصين آخرين قتلا في محافظة حضرموت شرق البلاد.
وقتل ما لا يقل عن 25 شخصا يشتبه أنهم متشددون منذ 28 يوليو/ تموز عندما قتلت طائرة بدون طيار أربعة من أعضاء جماعة أنصار الشريعة اليمنية وهي وحدة تابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أحد أنشط أفرع التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن.
وذكرت صحيفة وول ستريت جرنال ان فرع القاعدة في اليمن وليس زعيم التنظيم ايمن الظواهري، يقف وراء خطة شن هجمات على مصالح غربية دفعت الولايات المتحدة الى اطلاق انذار امني على نطاق واسع.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي لم تكشف هويته ان مخطط هذه الهجمات هو ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الذي يتمركز في اليمن.
وكشف الاتصال الذي التقطته الاستخبارات الاميركية بين الظواهري ومسؤولين في القاعدة في اليمن، ان الظواهري لم يقم سوى بالموافقة على هذه الخطة.
وقال مسؤول للصحيفة ان “مباركة الظواهري للعملية امر يختلف جدا عن اصدار امر بنفسه بالخطة او عن قدرته على شن هجوم من نوع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر” 2001.
واذا تأكد ذلك، فان هذا الدور الهامشي للظواهري في خطة الهجمات يعزز تأكيدات الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي قال الاربعاء ان “النواة المركزية للقاعدة في طريقها الى الهزيمة”.
الا ان اوباما دعا الى اخذ التهديدات الاخيرة للمتطرفين “على محمل الجد”.
وكان متحدث رسمي يمني اكد الاربعاء ان السلطات اليمنية احبطت مخططا كبيرا اعده تنظيم القاعدة للسيطرة على مدينتين في الجنوب وعلى منشآت نفطية ولاستهداف غربيين يعملون فيها، وذلك في ظل استمرار الاستنفار الامني في هذا البلد تحسبا لوقوع هجمات.
وشهد شمال اليمن المزيد من أعمال العنف الخميس حينما لقي خمسة متشددين حتفهم في كمين نصبه سكان شيعة.
ووقع الهجوم في مدينة صعدة الواقعة قرب الحدود مع السعودية وعلى مسافة 130 كيلومترا شمالي العاصمة صنعاء. وتخضع صعدة لسيطرة المتمردين الحوثيين الشيعة منذ عدة أعوام.
وقال سرور الوادعي المتحدث باسم السلفيين في صعدة إن السلفيين الخمسة كانوا يستقلون مركبة عندما تعرضوا لإطلاق النار في كمين أسفر عن إصابة اثنين آخرين.
واليمن من الدول القليلة التي تعترف الولايات المتحدة باستهداف متشددين فيه بطائرات بدون طيار رغم أنها لا تعلق على الأمر علنا.
وأبلغت مصادر أميركية أن الاتصالات التي تم رصدها بين أيمن الظواهري زعيم القاعدة الذي خلف بن لادن والجناح اليمني للتنظيم كانت ضمن المواد الاستخبارية التي أدت إلى التحذير الصادر الأسبوع الماضي والذي دفع إلى إغلاق السفارات.
والأمن في اليمن مبعث قلق عالمي كبير فهو يضم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعتبر أعنف أفرع تنظيم القاعدة الدولي وتربطه حدود طويلة مع السعودية حليفة الولايات المتحدة وأكبر مصدر للنفط في العالم.
وتدعم الحكومة الأميركية القوات اليمنية بالمال والدعم اللوجيستي.
وأصدرت السلطات اليمنية بيانا في وقت مبكر الثلاثاء أوردت فيه أسماء 25 “إرهابيا مطلوبا” وقالت إنها تعتزم شن هجمات أثناء عيد الفطر. وعرضت كذلك خمسة ملايين ريال يمني (23 ألف دولار) لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليهم.
ميدل ايست أونلاين