كل شئ هنا يغلى نحو الجنون

كل شئ هنا يغلى ( نحو الجنون )

استيلا قايتانو

مازال صرير بوابة السجن الكبير يزن فى أذنيها عندما لفظها السجن من جحيمه الى جحيم المدينة ، إختلط الصرير بشخير البص القديم الذى يئن تحت وطأة السنين والشوارع الخربة .
أيقظ فيها أنين البص ذكريات كانت غرقى فى ثبات عذابات أخرى ، هى تحاول فى تلك اللحظة بتر ذكرى عمرها ثلاثه أشهر ، نمت كعضو زائد فى جسد حياتها ليس منه فائدة غير التشوه. كانت تحاول بترها أو إذا كان بالامكان جمعها وصرها ثم إخفاءها بين المستجدات التى سوف تطرأ.

السجن الكبير (حوش البقر) كما يطلق على المكان الذى كن مسجونات فيه .. ثم الزنازين فى حالة العصيان وعنبر أمهات الاطفال والمراحيض الطافحه دوماً .. حموضة قراصة الفتريتة التى تفجر اللعاب وتخدر الاسنان ، دخان الاخشاب الرطبة التى اضعفت الابصار والتى يستعملنها عند طهى القراصة الحامضة ، ليالى لم تنمها عندما تجهش النفس بالفجيعة، صباحات بواكر أيقظت بصفير التمام وسياط المجندات، ذاكرة مزدحمة بصداقات وشجارات ، أغنيات ونحيب جماعى .. امنيات وحكايا عن السجينات اللائي جئن من المدن وأرياف المدن ، قاتلات وداعرات ، مشردات وستات شاى ، متظاهرات وصحفيات وخادمات متهمات بالسرقة وبائعات خمور ..
كانت تقسم ان ليست هنالك إمراة خارج الأسوار من كثرتهن . يقتلن الوقت فى صنع القهوة و(المشاط) والرقص ? كل قبيلة تطبل وترقص والأقليات يتفرجن ويعلقن ضاحكات حتى المجندات كن يرقص معهن أحياناً وكما كن ينسجن الشائعات حول السجينات، شائعات بوجود الجن والأرواح والثعابين ، شائعات بأن هنالك فتيات فقدن عذريتهن داخل السجن ويأشرن همساً إلى ذاك او ذاك . الآن تسكنها الأسماء بشدة .. من شدة تكرارها عند مواعيد الزيارة .. اشول دينق .. ميرى جون .. برونيكا وانى .. ناجق .. روزة .. أكيج .. حليمة سهريج .. فطينة .. ميمونة .. كلتوم طبنجة .. كيجى لينو .. فونى .. كاتور .. عواطف كهرباء .. أسماء وأسماء عشعشت فى الذاكرة بنفس طريقة خروجها كسيحة الحروف من ألسنة المناديات. يهز كيانها لقاءات مجنونة بين أخوان وبين أمهات وبناتهن وأطفال يولدون وآخرون يموتون . قساوسة طالبى الاعتراف ليعطوا الغفران فى أيام الآحاد .. مسؤولين حكوميين يحملون لهم وعوداً فقاعة مليئة بالحاءات بإصلاح الحال فقط ان تركوا تجارة الخمور وكانوا لا يجودون بشئ سوى (الكشات) وتحطيم الطين الذى بنوه بدافع التخطيط. أنتزعتها طرقعة أصابع (الكمسارى) من غياهب ذكرياتها نظرت إليه فى بلاهة .. طرقع مرة أخرى .. انتبهت بأنه يطالبها بالنقود .. تذكرت بأنها منذ ثلاثة أشهر لم ترى نقوداً ولم تمسها .. ثلاثة أشهر ملئ بعسكر وصفير التمام ودموع ، حاولت ان تجازف معه اللغة كى تعتذر بأنها لا تملك وأنها خارجة من السجن للتو .
فتكسرت اللغة على لسانها ، غضب (الكمسارى) وتمتم فى خفوت وإستياء .. إستاءت هى ايضاً. كل من فى البص ينظرون إلى السجينة الطازجة الخارجة الآن .. منهم من تعاطف ومنهم من سخط. كانت تعد خفقات قلبها .. عندما تتذكر الزوج الذى تركته غارقاً فى السل ويصارع الهزيان والتوأم والغرفة الوحيدة .
وصلت المدينة الكبيرة التى كانت تمور ببشرها الكثر .. عمال .. وموظفون .. عسكر .. وعاطلون .. مشردون .. طلبة مدارس .. عرباتها الفارهة التى يجرى خلفها الاطفال المتسولون .. عمارات تحتها مليون مأزوم ومجزوم معطرون برائحة بالوعات المدينة التى تتقيأ على الشوارع . اتجهت الى بص آخر وقبل ان تستقله استأذنت (الكمسارى) حتى لا يفعل ما فعله ذاك ، تعاطف وأركبها ، جلست تنفست الصعداء .. تحركت العربة نحو ضواحى المدينة .. تاركة إياها تمور بمشرديها وجنودها ومجانينها. فى الطريق استدرجت ذاكرتها مرة أخرى تتذكر ذلك اليوم الذى انفجرت فيه باكية ونادبة والسجينات لايعرفن ماتحس به فى تلك اللحظة .. لقد احست بأنها فقدته .. ولكنها توطأت مع نفسها وانكرت احساسها ومازالت تتوطا حتى هذه اللحظة .. لذا كان قلبها يخفق بشدة كلما اخذت فى الاقتراب . وصلت المحطة الاخيرة التى كانت بداية محطات اخرى نحو اطراف الضواحى .. كانت تضج بالحمير وهى تجر عربتها (الكاروهات) يسوقها اطفال مراهقون بالاضافة الى عربات (البوكس) استاذنت الصبى الذى وافق بسرعة ركب معها عدد من مواطنون تلك تالاطراف ، وبدأ اللقاء قريباً ، كانت تسمع دقات قلبها ولاتستطيع السيطرة على اضطراب اعضائها ومنلوجها الداخلى صار واضحاً وواضعاً بصماته فى شكل استفهامات أخذت تنمو . كيف ستجدهم ‼ كيف سيكون استقبالها ..‼ هل فكروا فى زيارتها يوماً ولم يستطيعوا ‼ كيف جاراتها ..‼؟.

عندما اخذوا فى الاقتراب والدخول الى الحى والعربة تهدهدهم مثل الاطفال .. لاحظت التغير لقد اختفت الشوارع القصيرة الضيقة مثل الثعابين ، بيوت جزت لتصبح امكانها جرداء .. بئر ارتوازى يرتفع بشموخ فى مكان الطاحونة المائية .. هنا وهنالك تنمو وتتهدم ، ماذا جرى ؟ كارثة ؟ كبرت الاسئلة إزداد القلق والاضطراب ، سألت قالوا إنه التكسير لاعادة التخطيط ، تنهدت واخرجت لهيباً حاراً من انفاسها .. قفز سؤال يفضح تواطئها مع نفسها ، ماذا لو لم تجدهم ‼؟؟ قد يكون هنالك سوق او مدرسة او ميدان قد حل محل الغرفة ..
وصلت .. نزلت واخذت فى الهرولة وجسمها النحيف يتلاعب به الريح ، لم تجد شئ .. وقد بنيت فى مكان غرفتها زريبة لتجار يبيعون البلح والحطب والخميرة بهتت ، وابصرتها وهى تقف امام الزريبة هرولت اليها تعانقها باكية ومهزية .. عزتها فى زوجها قفز الاحساس مكتملاً احساس الفقد الذى انكرته من قبل ، إذن فقد مات ولم ينتظرها , مات فى ظل المطر والطفلان يتدفيان بحمته والغرفة كانت كانت ضحية التخطيط والتوام لا احد يعرف اين هما ؟ دمدمت مثل السماء وبرقت عينيها صرخت صراخا” لم الحى كله وايقظه من سكرته وغيابه وبكت وولولت بكل اللغات التى تعرفها .. ناحت وانت كل خلية فيها طفرت دموع جرفت حزن العالم كله وغضب الدم وغبن القلب . تلملم الناس كانوا ياتون ببطء مثل اشباح قامت من الموت ويحيطونها .. جوعى وسكارى , اطفال عراة ذوى دموع مالحة جفت على الخدود النحيفة , نسوه هدهن دك الارض والرشاوى والسجون واحزان تتجدد , منهم من جلس ومنهم من وقف كانت هى تقف فى الوسط ترتجف من الفجيعة بكت معها النسوة فى حرقة ثم أخذت تسب وتلعن .. سبت الشماليون وسبت الجنوبيين , ثم كورت كفها وامسكت معصمها فى حركة بذيئة وسبت مؤخرة أم حرب .. وسقطت مغشى عليها . فى لاوعيها اتاها زوجها” ..باهتا” مثل الرماد يحمل صديده وينفض عن جسده الدود .. واساها واعتذر لغيابه المبكر ولكن روحه لم تتحمل البقاء فى جسد فانى ومتعفن .. فخرجت ولم اترك للتوأم سوى دفء ودمعتين . ثم امرها بالنهوض والبحث عن التوام ودعها ثم اختفى للابد . عندما استيقظت من غيبوبتها ..سبت نفسها ثم حزمت ثوبها فى وسطها وسألت عن قبره , الكل يتلفت الى الذين حوله دون إجابة .. سالت عن الطفلين فاخذت الاسماء تقفز فى الهواء منهم من رآهم فى طردونا ومنهم من رآهم فى جبرونا وتتالت الاسماء . طردونا … جبرونا ..راس الشيطان .. كوشة الجبل مندلا .. انقولا .. كرتون كسلا .. و.. و… دارت راسها كادت تفقد الوعى للمرة الثانية من اين تبدأ ؟؟

وضعت يديها متصالبة على راسها وذهبت .. اعطت ظهرها لهؤلاء .. الذين كانوا ينتظرون اليها باعين تقتلها الحسرة والقهر . بدأت رحلة البحث عن توام وقبر من طرف مدينة الى اطراف اخرى تمر بمحطات نهايتها بداية اخريات متشابهه فى كل شىء الحمير التى تجر العربات سائقيها اطفال ومراهقون , بيوت طينية بنيت فى زحمة الاحتماء من الهجير والمطر شوارع قصيرة مرتجلة تنتهى بطرق مسدودة دائما” .. روائح الخمر والبراز الجاف مدارس كنسية هنا وهنا يتسرب منها الاطفال نحو علب الورنيش وعربات الحمير لنقل البشر والماء ومراكز صحية تشبه بيوتهم توزع الكلور كوين والتتراسايكلين رغم ان المرض هو الفقر والنزوح والحرب. ابار ارتوازية تضخ مياه مالحة ودافئة بطعم الدم . اسواق من خرق معلقة تبيع إمعاء الحيونات واللحوم الميته مراحيض مكشوفة تحمل اسماء مثل ( فضيحة مافى ) لرفع الحرج . زرائب أخذت تنتشر لبيع البلح والحطب والخميرة .. تشابه غريب فى كل شىء حتى الاطفال يتشابهون والبيوت الاقرب الى الجحور التى تتحدى المعاول وتنمو باصرار مثل الطحالب , حتى الاغاثة والكشات كانت متشابه . كانت تحرك شفتيها لان منلوجها الداخلى بدأ يغلى ويخرج بخارا” .. كانت تسأل وتعلن وترحل من الاقاصى الى الاقاصى , تنادى صغيريها بكل جوارحها .ز ولكن دون جدوى .. تنام أينما يدركها النوم ثم تبدأ الرحلة مرة اخرى . وهكذا كبر المونولوج وانفجر اخذت تحكى الماساة باعلى صوتها وتذرف دموعا” وعرقا” ودما” يحترق وجسد يذوب .. تضرب أو تحتضن طفلين وهميين .. تهرب من اشباح العسكر .. حفيت .. اخذت تتعرى .. غارت العيون ليسكنها الجنون .. كانت تشتهى الرحيل على قدميها التى تشققت واصبحت تنزف وتتورم مضت ايام وليالى وهى تسأل وتلعن وترحل وعندما خرج لها طفلاها ذات يوم من بركة التشرد تصادفوا انكمشا منها وهربت هى منهما , وكانت تعض على أصابعها ولعابها يسيل فى غزارة دموعها .. هربت وهى تعرج فاصبحت مشيتها قردية وتغطيها بعض الخرق ركضا خلفها ولكنها هربت تبكى حينا” وتضحك حينا” يئسا وعادا متدحرجين الى بركتهما وغابا .. كما غابت هى فى طريق البحث وضاعت ولكن فى غيابها كانت دوما” تلعن وترحل وتسأل عن : قبر وبيت وطفلين يتيمين .

تعليق واحد

  1. اختنا استيلا قايتانو ( حمامة السلام )

    نعم كل شئ هنا يدعو للجنون والهلوسه فى ظل هذه الحياة العكرة بكل مشاكله الاجتماعيه واللانسانيه. ولكن الى اين الهروب يا استيلا وكل السودان اصبح جحيماً
    لا يطاق…

    نرجو مواصلة الكتابه لهؤلاء باسلويك الراقى حتى تشفى الجراح وترجع البسمه للشفاء قبل ان تموت للابد فى ظل هذه الكوابيس اليوميه التى تطل علينا عبــــر
    الساسه المخبولين من كل الوان الطيف…….

  2. الرائعه استيلا دائما نكون فى سحر كلماتك ..قصة نتاج الام جزء من هذا الواقع المولم…قصة من الاف القصص المدرجة لهذا الوطن المريض..

  3. اقتباس اول: (شائعات بأن هنالك فتيات فقدن عذريتهن داخل السجن ويأشرن همساً إلى ذاك او ذاك . الآن تسكنها الأسماء بشدة .. من شدة تكرارها عند مواعيد الزيارة .. اشول دينق .. ميرى جون .. برونيكا وانى .. ناجق .. روزة .. أكيج .. حليمة سهريج .. فطينة .. ميمونة .. كلتوم طبنجة .. كيجى لينو .. فونى .. كاتور .. عواطف كهرباء .. أسماء وأسماء عشعشت فى الذاكرة بنفس طريقة خروجها كسيحة الحروف من ألسنة المناديات.)

    اقتباس ثان: (ابار ارتوازية تضخ مياه مالحة ودافئة بطعم الدم . اسواق من خرق معلقة تبيع إمعاء الحيونات واللحوم الميته مراحيض مكشوفة تحمل اسماء مثل ( فضيحة مافى ) لرفع الحرج . زرائب أخذت تنتشر لبيع البلح والحطب والخميرة .. تشابه غريب فى كل شىء حتى الاطفال يتشابهون والبيوت الاقرب الى الجحور التى تتحدى المعاول وتنمو باصرار مثل الطحالب، )

    استيلا يا خَيَّة…

    حاجة فيك تَقْطَع نَفَس خيل القصائد
    تشبة اجراس المعابد
    حاجة فيك زي نقر الاصابع لما ترتاح للموسيقي
    حاجة فيك زي وتر المواني لما يصدح بالاكيدة

    حُوارية عند محرابك…
    تقف في صمت، متقطعة الانفاس..!!

    دهشة وانبهارا!!

  4. well done you are a splendid gifted writter you zoomed into the real missery of sudan we have to do somthing for the out cast and till that picture is wipped out we cannot say we are a free countery the truth is horrible we dont look and when we look we donot see to hell with both gabha and spla ;) ;) ;) ;) ;) ;) ;) ;) ;) ;)

  5. مدهش هو قلمك يخرج الحزن و الدموع من الاحشاء
    يا ربي التيران الحكمين البلد دي ما قاعدين يقرو ليك

  6. شكرا استيلا
    شكرا لهذه البكائية التصويرية التي ما حكت الا تفاصيل المرارة في سوداننا .
    شكرا الراكوبة فقد كنت ابحث وانتظر هذا الجزء من القصة لفترة طويلة فقد طالعت بداية القصة منذ اشهر وهأنذا التقيكم في اول يوم لي اتصفح الراكوبة اجد هذه التتمات لمواضيع ضاعت مابين لهث المدينة ومقصات المراقب الصحفي

  7. روعة…ما الفيك مني والمني فيك … فيني هالة من وجع الكلام … احلام اشرات وابتسام……. هذه واقعية قاية في الروعة ابدعتتها انامل رقيقة تتمتع بحس صادق ومشاعر تستحوز علي القلب قبل حتي ان يستوعبها العقل لانها تخاطب الاحساس البرئ لنقي … ما يحز في نفسي كيف يرضي هذا الشعب الشامخ الصامد لنفسه ان يستنشق هواء تفوح منه رائحة الفساد الكريه..ويتجرع من كوؤس الذل والهوان حد الثمالة… ويطعم من شجرة الزقوم هذه حنظلا يكاد يذيب الاجسام من مرارته؟؟؟؟ :mad: :mad:

  8. الأبنوسيه الوجع
    ايتها الأبونسيه الصادقة التعبير التى تسكنين بحروفك الصادقه فى ثنايا ذلك الروث الذى خلفه من إحترفوا (بزنس) العمل السياسى وفى غفلة إمتهنوا أقذر مهنه هامشيه فى الوجود مهنة الإرتزاق بإنسانية الإنسان تحت دعاوى زائفه يروجون بها بضاعتهم الوهم يدغدون مشاعر وعواطف الغلابه وتكون أمثال بطلت حكايتك الوجع هى إفرازات عفنهم يتبولون ويتغوطون فى بالوعات المجتمع القصيه تفرز اميبيا أشباح بشريه تهيم على وجهها تتغذى من فتات الفتات . وتتقيأ أمراض اجتماعيه . كلهم دون استثناء من يبيعون الوهم فى سوق النخاسه السياسيه سواء فى الأسواق المحليه أو الأقليميه أو الأسواق العالميه وحتى من يفتحون كناتين عشوائيه فى هذه السوق كما الدلاليات .نعم ايتها الأبونسيه الوجع الجميل الذى يمشى تائها فى حوارى وأزقة المنهكين من جشع تجار ساس يسوس . ابنائهم (خاصة تجار) بضائع المهمشين من عائدات تجارتهم يعلمون ابنائهم فى أرقى المدارس خارج البلاد ويتعالجون من الصداع خارج البلاد كلهم من نيمولى الى حلفا ومن سواكن للجنينه .دون إستثناء يا أبونستى الجميله الصادقه . وهذه العولمه السياسيه لكم الله معذبى بلادى بدمائكم يرشفون أنخاب صحتهم فى ملاهى وفنادق وساحات شوارع اصحاب الشان فى فيافى العالم بالليموزين وليس الكاروهات من منهم غبر رجليه او حتى عربته الفارهة بحرسه الشخصى ليرى هوام مجتمعه وليطمئن على زبائن سوقه
    طوبى لنا يا ابونستى

  9. ( روائح الخمر والفضلات الإنسانيّة السائلة والجافّة … مدارس كنسيّة هنا وهناك يتسرّب منها الأطفال نحو علب الورنيش وعربات الحمير لنقل البشر والماء ومراكز صحيّة تشبه بيوتهم توزّع الكلور وكوين والتتراسايكلين رغم ان المرض هو الفقر والنزوح والحرب والتلوّث المائي والبيئي وسوء التغذية )

    إذا جاز لنا أن نعلّق على هذا الكلام فنودّ أن نقول الآتي :-

    1- لا شكّ أنّ هذا مُنتهى الإبداع الإصلاحي الصادق الأمين ، الثابت الرصين ، الذين يقف على ساقين ، لُيثبت أنّ أستيلا الجميلة الأصيلة ، من المُهتمّين بأمر البني آدمين …… ومن لم يهتم بأمر البني آدمين ليس منهم وكأنّه لم يُخلق من نفس الطين .

    2- المقال فيه إشراقات توضّح أنّ مِشكل السودان لا يكمن في تغيير وتبديل الحكومات بالقوّة والسلاح والحرب والدمار وحرق الديار بالطائرات والأسلحة الأجنيّة ، من أجل التبديل والتغيير فقط لا غير ، إنّما يكمن في بناء مُدّن إقتصاديّة حديثة تهتم بالطفل السوداني كطاقة بشريّة متجدّدة …. بحيث لا يكون مستقبله تحت رحمة والديه ….. وتحت رحمة الآيديولوجيّات المفروضة …. وقوانينها المفروضة ؟؟؟

  10. الله عليك … الله عيك … الله عليك … أكاد لا أصدق! … روعة … روعة … روعة … بعد كده الواحد ممكن ينام مرتاااااااح…. كفاية اليوم.

  11. استيلا قايتانو
    نقول فيكي شنو !:cool: :cool: :cool:
    هل أعلق عن روعة مقالك ! أم عن صدق وصفك ونقلك للمعاناة !
    وأنا اللي زيي ما بقييم كتاباتك
    الله يحفظك يا استيلا:cool: :cool: :cool:

  12. —————————————————

    بجد ماعارف ابكى ولا ———-
    ايضآ ماعارف اوصف جمال تعبيرك وابداعك
    بجد انا بكيت اول ماقريت ————————– دا
    ( ماحوظة الفراق الانا عاملو فى كلو سطر دا بجد لانو ماعارف اوصف او اقول حاجة )

  13. تصير واضح امأساة السودان وربنا يجازى اللى كان السبب واللى مادارى هو بيدير فى شنو ياناس البلد محتاجة للى يشوف الغلابة

  14. الأخت أستيلا ، تحياتي
    لقد أعجبت بكتاباتك بشدة ، فبدأت أبحث عنك حتى وجدتك وقرأت معظم ما نشرتية في مواقع أخرى ، وقد ربطت صور المعاناة والألم التى صورتيها عن الجنوب بصور المعاناة والألم في رواية أبك يا البلد الحزين ، فأن كان بكاء البلد الحزين أفرز نظاما ديمقراطيا وعدالة إجتماعية وسياسية في جنوب أفريقيا ، فطال بكاؤنا يا إستيلا لأنه سيترتب عليه إنفصال ، أليس ذلك مؤلما بحجم الألم الذي ستطرتية أعلاه ……… أرجو ان يتم جمع هذه التحف في كتاب يري النور ويفيد ويؤرخ لصفحة إجتماعية سوداء من تاريخنا …………شكرا إستيلا

  15. لقد بهرتنى لغة إستيلا ، تبدو كموسيقى حالمة ….. تخترقنا دُون عناء ! بصراحة وجدتُ نفسى تدوخُ فى عالم (إستيلا) ، كما إعتادتْ أَنْ تدوخَ فى عالم (أحلام مستغانمى ) ، لا فرق البتة !

  16. صباح الخير اخوانى واخواتى فى الراكوبه
    كرهت نفسى مليون مرة وانا اقرا هذا المقال الذى يستحق بكل صدق نوبل للاداب فانت رائعه حد الانتعاش وكلماتك وقعها اقوى من المدافع ويمكن ان تبعث الانتفاض فى مليون خانع واعترف لاول مرة افقد استرسالى فى الحديث واستخدامى الكثير للباك اسبييس للتصحيح فانت كما ابطال قصتك فى المكان والزمان الخطأ
    استيلا عليك الله ماتخلينا وتمشى ياسوقينا معاك وين ماتمشى
    ………….تصبحوا على وطن

  17. الاستاذة الكاتبة إستيلا
    لك التحية مني ومن كل زول بيعرف حقيقة الوطن الضياع لقد اوفيتي الوصف حقه عن أحوال سودانية متردية ومشاكل متراكمة من سجون وغصب بيوت وموت اقارب بالغبن وضياع اسرة بخطأ الغافلين

    استيلاااااااااااا الله يستر …………………..

  18. رائعة انت ايتها الابنوسية ، لقد امسكت بالعصب الحي ، اوجاع المهمشين والبائسين وما اكثرهم ، لكن ساستنا لايقراون واذا قراوا لا يحسون ولا يالمون، ولكن ستظل الاقلام الشريفة تكشف عوراتهم دائما ، فليذهب الساسة الى الجحيم

  19. والله قلبني البقولو يا جماعه
    كل البقدر اقولو استيلا الله اخليك لينا وما احرمنا منك يارب 0

  20. بقولوا في أديب سودانى راحل كتااب لكن يوم مالقينا قلوا فى بت سودانية كتابة

    وعملوا ليها قوماوقعدة لكن إنتي يابت السودان حتكوني ليك يد مشهورة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..