الكل يتحدث ، هل هناك من يسمع ؟ا

الكل يتحدث ، هل هناك من يسمع ؟!

صوفيا حسن
[email protected]

أتعجب مما يدور فى السودان ، أرى جل المقالات والإعلام يتحدث عن الفساد فى قمة السلطة الحاكمة ، وأن الأخبار فى مجملها لاتسر حيث الفقر والمرض والجهل ، ذلك الثالوث القاتل الذى بأى حال من الأحوال يعكس الوجه المظلم للبلاد . وأمام هذا الكابوس الذى كنت أظن أن قمة هرم النظام ستتفاعل معه لإيجاد الحلول اللازمة للتقليل أو إيجاد حلا مناسبا للأزمة ، ولكن ما أراه وياللعجب أن السلطة وكأنها قد سدت هذه بعجينة وتلك بيطينة وبين هذه وتلك يمرض البشر ويموت من يموت بفضل نظام صحى متدهور ويتعمق الجهل بفضل تعليم قد وصل الدرك الأسفل . ولما لا والأموال تتحول إلى مرتبات وحوافز للقائمين على أمر إدارة الوزارات . فالوزراء باتوا يعلنون وبدون خجل أنهم يخصصون الأموال لحوافزهم كما فعل وزير التربية والتعليم بحافز مقداره 165 مليون فى العام . أما وزير الزراعة الذى يحاول ان يبرر مايقوم به بقوله ” انا استثمر مع إخوانى وليس فى ذلك عيبا .. وعلى الناس ان تعلم ان هناك مايسمى بالمنجمنت تكنولوجى أى تكنولوجيا الإدارة ” والوزير قد حاول أن يجيب الديب من ديلو بما يبرر أفعاله التى لاتمت للإدارة فى شئ ! ثم هناك وزير الخارجية الذى قام بشراء ذلك المبنى فى الخرطوم بحرى بمبلغ 85 مليون دولار ! وعند سؤاله عن من أين لك هذا؟! قال ولم يطرف له جفن ” أنا دفعت 50 مليون دولار فقط والباقى سيتم تقسيطه على ثلاثين سنه” وياللعجب ، فهل من كان دبابا قبل بضعة سنوات قد تمكن من جمع 50 مليون دولار كاش ثم من أين سيوفر مبلغ 35 مليون دولار ؟ أى بما يعادل أكثر من مليون دولار فى العام؟! وذاك الوزير الذى صادق لموظف عام براتب شهرى مقداره 18مليون جنيه و72 مليون بدل ملابس و90 مليون مخصصات أخرى فى بلد بات معظم سكانه يندرجون تحت خط الفقر !!! وبالطبع هذا ليس كل شئ فما خفى أعظم !!! وذاك الذى قيل أنه قد باع أراضى مشروع الجزيرة !!! وأخر قام ببناء عمارة وإنهارت ونال على ذلك ترقية ولم تشكل له محاسبة عن أسباب إنهيار البناية !!!فمن منصب وزبر الداخلية إلى تولى وزارة الدفاع !!!! وياله من جزاء على (خراب ) العمل !!!
حيال كل ذلك أمر السيد الرئيس بتشكيل لجنة للكشف عن الفساد !!!! هذا بالرغم من أن أولئك المفسدون يكشفون عن فسادهم وكأنهم يقولون (نحن مفسدون فهل هناك من يستطيع محاسبتنا ؟!!!) أو بالأحرى أنهم يقولون ( هذا حقنا الذى كتبه الله لنا ونحن له آخذون ) بعد أن بات الدين لدى هؤلاء شماعة يعلقون عليها أعمالهم أو لافته يسرقون وينهبون من تحتها غير عابئين بمحاسبة من أحد وبالطبع فهم لايخافون الله !!!!
حيال كل ذلك نتساءل: هل هناك أحد فى النظام الحاكم فى السودان يلقى بالسمع لكل ماقيل ويقال أم ليست هناك من أذن تسمع بعد أن تعامت الأعين والقلوب عن عمد أو بدون قصد حيث لاسلطان للحاكم على مايقوم به أولئك المفسدون؟!!!
أتلفت يمنة ويسره علىّ أجد مسئولا واحدا يشعر بما يقوم به هؤلاء وبالتالى بآلام الناس وهم يشاهدون أموالهم وحقوقهم تنهب وتغتصب جهارا نهارا وليس هناك من ردة فعل من أحد ولاهناك من محاسبة !!!
أن يفخر الإنسان بعمل يضمن للشعب حقوقه ويصون ممتلكاته هذا هو عين الصواب وهذا ماهو متعارف عليه عالميا ، أما أن يسرق السارق أموال الشعب ويقول هانذا قد سرقت حقوقكم ، فماذا أنتم فاعلون ؟!!! فهذا والله مالم نعهده ولم نسمع به من قبل لامن عدو أو صليح !!! والعجب العجاب أن النظام يرفع راية الإسلام !!! ويحاول تسويق ذلك للعامة والخاصة !!
رأينا السلطة تجلد النساء على آساس الزى بحكم النظام العام !!!وكأن جسد المرأة هو العورة ، أما أن تحرم المرأة من حقها فى العيش الكريم فهذا فى نظرهم ليس بالشئ المهم ، حتى وإن لجأت للدعارة لتطعم نفسها وتجد قوتا لأسرتها طالما هناك دارا للقطاء تسمى ” دار المايقوما ” ولطالما هناك من يفتى بإستخدام ” الواقى الذكرى ” للتقليل من عدد الأطفال مجهولى الأبوين ! هذا بدلا عن إيجاد وتمهيد سبل العيش الكريم لكل مواطن وحماية الفتيات والنساء من الإنزلاق فى الرذيلة !!!ومن الغريب أنهم يرفعون شعار “تجوع أوتموت الحرة ولاتأكل بثد ييها” ولم يسألوا أنفسهم لماذا العوز إلى حد الموت ؟! وأين كفالة الرعية تحت حكمهم الإسلاموى؟!!! ثم مابال السلطة تسرق وتنهب قوت الشعب أمام الشباب وجيل المستقبل وكأنها تربى الجيل الجديد على السرقة والنهب وأكل المال العام !! فأى مستقبل هذا الذى ينتظره النظام من جيل يرى النهب جهارا نهارا ؟!
أمام كل مايحدث ، أليس هناك من عاقل فى هذا النظام ؟!! أليس هناك من يقول هذا يكفى وقد آن الأوان للمحاسبة الحقيقية لرد الأموال لأصحابها ، أى للشعب الذى بات يتضور جوعا ولآكثر من عقدين من الزمان ، وآن له أن يجد سبيلا للعيش الكريم؟! هل هناك من يرى ويسمع ويقرأ عن كل الإخفاقات التى يواجهها النظام ؟! أشك أن يكون هناك من يقرأ الأخبار اليومية التى يتناقلها الإعلام المحلى ، حتى إن كان ذلك الإعلام مدجن موالى للنظام أو يعانى من تسلط القوى الأمنية التى تراقب مايكتبه البعض من الوطنيين خوفاً من كشف المستور. أليس هناك من عاقل فى هذا النظام يتصدى لمنع ملاحقة وإعتقال ومحاكمة أصحاب الرأى من أولئك الذين ملوا سيطرة النظام وفساد المفسدين فى قمة الهرم السياسى؟! .
إلى أولئك الذين فى قمة السلطة أقول: هاؤم إقرأوا كتابيه ، عسى أن تعودوا إلى رشدكم إن كان لديك رشد أو فيكم من رشيد!

تعليق واحد

  1. اهو ده الكلام الواحد بيفهمو عايزين مقالات تتكلم عن حلول لمشاكلنا وتناقش التحديات البيعشها السودان مش نظريات تفكيك الدول وله رجوع الاستعمار زي افكار البروفسير الخيبان مزروعي واستاذة التاريخ المفروض تدرس الطلاب تاريخنا المجيد النضالي مش تقول نرجع الاستعمار وعلي كل نسأل الله لها الرحمه والمغفره
    اي كلام عن مكافحة الفساد في ظل نظام شمولي بيكون نوع من الحرث في البحر وضرب من ضروب الخيال نعم ففي ظل الانظمه الديكتاتوريه يترعرع الفساد وينمو لعدم وجود الفزاعه المسماه صاحبة الجلاله او السلطه الرابعه وايضا عدم وجود برلمان حقيقي به معارضه ذات انياب تستطيع ان تستدعي اتخن تخين في البلد بطلب احاطه اذا مشكلتنا كلها تتلخص في نستعيد الديمقراطيه مش نفكفك السودان ونستسهل الامور الوطن غالي واغلي من الروح يااستاذه
    بالنسبه لما يحدث من اضطهاد للمراه فده شئ عادي طالما كل الشعب مضطهد فالمراه جزء منه وده شئ مؤسف فتاريخ المراه السودانيه كان مشرق يكفي الكنداكات المرويات ورابحه الكنانيه ومهيره بت عبود وفاطمه احمد ابراهيم والمراه السودانيه عندما خرجت للعمل كان باقي نساء العالم العربي والاسلامي لابسين شادور وحبره ويشمك نعم اول قاضيات في الوطن العربي كانوا في السودان وبشهادة جميع الناشطات في مجال العمل النسوي العربي
    لكي العتبي حتي ترضي علي حكاية الماء المثلج ومقالك ده تستاهلي عليهو قالب باسكن روبنز مثلج ودمتم

  2. عين الحقيقة والواقع اننا ادمنا الكلام ولا شئ غير الكلام
    و اعتقد ان الاذن – الاضان – فى السودان جمدت – ان لم تكن تعطلت – وظيفتها لصالح اللسان وصار الحاكم والمحكوم تبع لالسنتهم فقط
    فلو ان الحكومة فتحت اذنها -اضانها -لتحقق جزء من الديمقراطية الا وهو سماع الراى الاخر وربما ربما كان لذلك اثر -ربما تقول فهمتكم فهمتكم مثل بن على
    ولو ان الشعب ترك الكلام بعد ان ضاع منه الكثير وجرب ان يستمع جيدا فربما فهم ان هؤلاء الذين يقهرونه اضعف من ذبابه وانهم لم يقهروه الا لانه ادمن الكلام وترك الفعل واهلنا زمان قالوا الحداث ما سواي
    دعونا نصمت قليلا ولنعمل قليلا ايضا وبعدها نقيس المردود الذى سنجنيه واكيد اكيد مردود افضل
    فلنصمت من هذه اللحظة ولنعمل

  3. احترت واحتار دليلى فيما اعلق؟وماذا اكتب؟مقالك هذا يجعل القلب ينفطر والدموع تتحجر فى العيون على ما آل اليه الحال….هناك من ترك الدراسه ومن ترك اهله وطفش …..ليتهم يطلعون على ما يكتب عنهم لعل وعسى ان يحرك ساكنا فيهم…….

  4. الأستاذ/حمزه المحترم
    أطيب التحايا
    شكرا على الآيسكريم . دعونا نقاتل هذا الطاغوت حتى نستعيد سوداننا المغتصب . مودتى

  5. الأستاذ/حمزه المحترم
    أطيب التحايا
    شكرا على الآيسكريم . دعونا نقاتل هذا الطاغوت حتى نستعيد سوداننا المغتصب . مودتى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..