طوق النجاة المفقود..!!

من الجيد جداً والمهم طبعاً أن تهتم قيادات الدولة من المسؤولين الكبار بمتابعة القضايا التفصيلية التي تهم المواطنين، وفقاً لآليات الجهاز التنفيذي المختلفة حتى ولو كان جانب شكلي من هذا الاهتمام يظهر في تحركات شخصية محدودة من كبار المسؤولين في الدولة لأغراض معنوية لا أكثر، وبشرط أن لا يكون ذلك النشاط المعنوي على حساب دورهم الأساسي في معالجة ومباشرة القضايا الكلية الكبرى التي ليس هناك بديل لهؤلاء المسؤولين الكبار في متابعتها واتخاذ القرارات اللازمة فيها .

فالأهم من متابعة تغذية الصرافات الآلية بالنقود هي متابعة سياسات وبدائل وخطط توفير هذه النقود من الأساس، والأهم من مباشرة معتز موسى لمتابعة ملفات مثل ملف اعتماد البطاقة الإلكترونية لشراء الكهرباء، مراجعة كفاءة الخطط المعتمدة واتخاذ القرارات الكبرى السريعة والصحيحة لتلافي الانهيار .

قضايا كثيرة برغم أهميتها لكن الجيش الجرار من المسؤولين والوزراء والتنفيذيين والمديرين هم المعنيون بمتابعة تنفيذها ورصد المشكلات التي تطرأ هنا وهناك .

وليس معنى أن يكون المسؤول الكبير في بلد تواجه أزمات اقتصادية بالغة التعقيد، متواصلاً مع المواطنين أن يترك المهام التي لا يقوم بها أحد سواه وينشغل بالمهام التي من المفترض أن يكون هناك من هم مسؤولون بشكل مباشر عنها .

نحتاج لجهود رئيس الوزراء والنائب الأول لرئيس الجمهورية في وضع خطط وحلول كلية للمشاكل والقضايا الكبيرة ومراجعة وتقييم وتقويم سياسات وإجراءات اقتصادية تم اتخاذها وتطبيقها لكننا لا نرى علامات نجاح لتلك السياسات حتى الآن ..

نحتاج منهم أن يسخروا كل طاقتهم ووقتهم بالكامل لعملية البحث الدؤوب عن طوق النجاة لإنقاذ هذا البلد، لا وقت للكاميرات الآن ولا للفعاليات السياسية والحشود .

فلو طالع رئيس الوزراء برفقة الخبراء والمختصين يومياً، تقارير تقييم لسياسات الدولة وإجراءاتها الاقتصادية فقط لما كفاه الوقت في بلد قلت قبل أيام إن فيه ثلاثة أسعار يومية للدولار واستدركني العزيز الدكتور مزمل أبو القاسم في مقال أكد فيه أن للدولار ستة أسعار يومية وأزيده من الشعر بيتاً أن هذه الأسعار تتغير خلال اليوم الواحد فيكون كل تغيير يعني أسعارا جديدة في نفس اليوم ..!

هذه هي القضايا الكبيرة والسياسات لا تتحمل الانتظار حتى تنتظر بها الحكومة أشهراً قادمة يأتي بعدها موعد تقييمها الدوري وإصدار الحكم عليها بأنها كانت فاشلة أو على الأقل لم تحقق الهدف المخطط لها .

لو انشغل كبار المسؤولين بقضايا العلاقات الخارجية وتحولوا إلى وزراء خارجية معاونين لوزير الخارجية أو متعاونين معه لكسر (عارض) الانفتاح على العالم اقتصادياً ومالياً، فإن تلك وحدها بوابة كبيرة لمعالجة كل الأزمات والعثور على طوق النجاة المفقود .

لا يفوتني أن أسأل عن والي الخرطوم الجديد أين هو؟.. وأين وزراء معتز؟.. وماذا يفعلون أو ماذا ينتظرون؟ هل ينتظرون خريفاً إعجازياً في الشتاء القادم؟ ..

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..