التسعة (9) الطويلة في ظل غياب دولة القانون !!!!!

حمدي حاج هلالي
بعض الكتاب على صفحات جريدة الراكوبة يحاولون أن يجدوا العذر لمن يسرقون بالاكراه في الشوارع أو لما يسمون بالتسعة طويلة (9 طويلة) … كأن يقولوا بأن هؤلاء اللصوص فقراء ومعدمين ، فهل هذا يبرر لهم السرقة بالاكراه ومن من؟ من سيدات وفتيات لا حول لهن ولا قوة ومن اين لهم بالموترات ان هم اصلا فقراء … فهؤلاء الاجرام يجري في عروقهم مجرى الدم وإلا لكانوا قد بادروا الى سرقة الاغنياء … فاللائي يُسرقن في الطرقات راجلات في وضح في وضح النهار دون وسيلة مواصلات خاصة بهن ايضا فقراء وإلا لما سِرن بارجلهن … فالمسألة هنا هل يجوز قتل من يحاول سرقتك … فأقول نعم في ظل دولة تفتقد للقانون … فهؤلاءاللصوص اخذوا القانون بايديهم فظلوا يمارسون اللصوصية بعيدا عن اي قانون يردعهم في ظل السيولة الامنية السارية في السودان الآن … فأين القانون واين رجال القانون واين القوات الامنية التي تحمي المواطنين … فكيف إذن تحمى الناس أعراضها ومالها في ظل التسيب الأمني المنتشر، فكأني بالشرطة وهي تقول للناس (أحموا أنفسكم وممتلكاتكم إن إستطعتم، مش دا المدنية اللي انتو دايرينها؟)… في هذه الحال فالمواطنون مضطرون (مكره أخاك لا بطل) لحمل ما استطاعوا للدفاع عن شرفهم وممتلكاتهم وإلا لذهبت أموالهم وشرفهم وربما أرواحهم أدراج الرياح… قال تعالى (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوكم….)… فالقوة مع أثمال هؤلاء هي السبيل الوحيد لردعهم عن غيهم… فحق الدفاع الشرعي عن النفس مكفول لدفع كل فعل يعتبر جريمة على النفس. الدفاع الشرعي عن المال يبيح استعمال القوة لرد أي فعل يعتبر جريمة).
كما يجوز قتل اللص شرعا اذا صاحب السرقة إكراه كما في احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك منها :
عنْ أَبي الأعْوَر سعيدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرو بنِ نُفَيْلٍ، أَحدِ العشَرةِ المشْهُودِ لَهمْ بالجنَّةِ، ، قَالَ: سمِعت رسُول اللَّهِ ﷺ يقولُ: منْ قُتِل دُونَ مالِهِ فهُو شَهيدٌ، ومنْ قُتلَ دُونَ دمِهِ فهُو شهيدٌ، وَمَنْ قُتِل دُونَ دِينِهِ فَهو شهيدٌ، ومنْ قُتِل دُونَ أهْلِهِ فهُو شهيدٌ وعنْ أَبي هُريرة، ، قالَ: جاء رجُلٌ إِلَى رَسُول اللَّه ﷺ فَقَال: يَا رسولَ اللَّه أَرأَيت إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: فَلا تُعْطِهِ مالكَ قَالَ: أَرأَيْتَ إنْ قَاتلني؟ قَالَ: قَاتِلْهُ. قَالَ: أَرأَيت إنْ قَتلَني؟ قَالَ: فَأنْت شَهيدٌ قَالَ: أَرأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ رواهُ مسلمٌ.
من هنا نؤد القول بان قتل اللص الذي يحاول سلب مالك بالاكراه هو ليس حلالا فقط ولكن عملية تؤجر عليه لانك بذلك تقي المجتمع من شر محدق بهم كما تنقذ أرواحا بريئة كانت ستسفك لو بقي ذلك اللص دون قصاص على قيد الحياة والسرقة عملية دنيئة ومنبوذه وافساد للمجتمع … أفلا ترون كيف ان نظام الانقاذ بسرقته قد ترك البلاد فيما ترون هشيما تذروه الرياح (لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى) … وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡيٞ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾… فالقتل هو خزيهم في الحياة الدنيا وفوق القتل ينتظرهم عذاب عظيم … لذا نناشد المجتمع كل من يقع عيناه على لص يحاول سلب ما لديهم بالاكراه أن يقتلوه ولا ياخذكم به شفقة أو رحمة فالذي لا يرحم لا يُرْحَم … فهذا اللص لا يكتفى بما سلبه ولكن يقتل للذي سُلِب منه ماله اذا حاول ان يقاومه…. فالذي يسرق دون إكراه أو دون استخدام قوة مفرطة فعقابه قطع اليد فكيف بالذي يقتل ويسرق .