أخبار السودان

بركاوي الرئيس وقنديلة السفيرة .. كنت حاضرا

أبو الحسن الشاعر

انشغل الناس بالبركاوي الذي صرفه الرئيس البشير للسفيرة البريطانية لكنهم لم ينتبهوا إلى نوع وتفاصيل البركاوي الذي حملته السفيرة في حقيبتها ولم تدر إلا مؤخرا وأوغر صدرها بعد سنوات لتجمع ” الحركة الثورية ” كي تنتقم لكبريائها وشعبها .. لن أدخل في تصنيف البركاوي كنوع من الـ hard dates حيث لقنها الرئيس درسا قاسيا ” taught her a hard lesson ” حتى ندمت على اليوم الذي ولدت فيه وصاحت بأعلى صوتها ” ?I wish I had never been born at all ولن نجادل مصطفي البطل إذا ما كان بركاوي الرئيس يصنع منه العرقي بعد أن أجهد البطل نفسه وأرهقها أيما رهق ، وهو الذي رافق الرئيس في الرحلة الميمونة، ليرفعه لدرجة التمور الجيدة ومعه نتفق ، لكنه ركب مركبا صعبا في ” الدفاع عن الغلط ” لجهله بطبيعة الرئيس رغم ادعائه الدولاري الماكر.. فالرئيس تعودنا من ألفاظه أنه لا يحسن تجويد خطابه ولا يختار محاسن الكلام بل يلتقط أسوأه وذاك ما عناه بأنه صرف لها ” بركاوي صاح ” أي ” أداها في التنك ” .. من أسوأ ما في خزانته وأردأ ما في بضاعته من ألفاظ .. وذلك من طبعه لا تطبّعه رغم أنف البطل..
كنا قليلين وكنت حاضرا ما قاله الرئيس الهمام للسفيرة حيث غاب البطل .. فالسفيرة قالت باختصار ” سيدي الرئيس .. وأنا أودع هذا البلد الطيب أهله .. أشكركم على كريم الاستضافة .. لكن لدي بعض الملاحظات التي تتمنى بلادي الأخذ بها للخروج بالسودان من أتون الحرب والفقر والجوع والمرض التي أزهقت أرواح الملايين.. وفوق ذلك الفساد المستشري والاستقواء بالسلطة في كل ذلك ، نحن بلد يهمه أن تسود الديمقراطية وحرية التعبير والتداول السلمي للسلطة وسنبقى على استعداد لمساعدتكم لكننا نرى أن شهيتكم للحرب مفتوحة وأن القوة المفرطة التي تستخدمونها ضد المتظاهرين والتلاميذ غير مبررة كما أن حقوق الإنسان في بلدكم مهدرة تماما ولا وجود لما يسمى بحرية التعبير حيث تمتليء السجون بسجناء الرأي والضمير.. وهذا قليل مما لاحظته وخاطبناكم بصدده كثيرا.. وإن بلادي ستظل تراقب سجل حقوق الإنسان ومسار الحرب والفساد في بلادكم ، آملين أن تضعوا نصب عينيكم أن هذه الأمور ستؤدي بالدولة للانهيار في حال استمرارها “.
وهنا ما كان من الرئيس إلا أن انتفض واقفا وانفجر غاضبا حيث نثر كنانته بين يديه فعجم عيدانها فوجد أمرّها عودا وأصلبها مكسرا فرماها به .. وسأروي لكم ما قال سيادته باللفظ بعد تلك الغضبة المضرية حيث حدج السفيرة بنظرة ازدراء وسخرية قائلا ” شوفي يا مرا هوي .. أنا سمعت كلامك كلو .. وأوعك تقاطعيني .. ” واستحضر الرئيس شريط ازدرائه للرئيس بوش قائلا ” أولا عاملة وشك المكرفس دا .. إنت قايلاني أنا شغال عند أبوك .. أنا رئيس .. والله انت ورئيس الوزراء بتاعك كلكم ” تحت جزمتي ” .. وكنت حا أقدم ليك هدية من ” جلد النمر ” لكن الظاهر ما بتستاهلي حتى ” جلد كديس “.. لأنو جلد الكديس أحسن منك ” بستفيدو منو بيعملوا منو جزمة ” زي ما قلت لي بوش في دارفور .. شوفي يا بت الناس أنا والله لا خايف منك ولا من المحكمة الجنائية الدولية وأنا عارفكم شغالين مع المعارضة من شذاذ الآفاق وأولهم الحركة الشعبية وأنا وصفتهم قبل كدا بـ ” الحشرة الشعبية ” زي ما سمعتي والعالم كلو سمع .. وقلت للمعارضة ” نحنا جبناها بالبندقية والدايرا يجيها بالبندقية ” و لو ما عارفة لازم تعرفي نحنا بتاعين ” قشو قش .. ما تجيبوا حي !! ” .. عايزا انتي تهددينا ؟ انتي فاكّة منك ولا شنو ؟ وبعدين إنت مالك ومال السودان ؟.. الشعب مبسوط ورضيان .. أنا ” العلمتو أكل الهوت دوق والبيتزا ” وزي ما قال مصطفى عثمان وزير خارجيتي السابق ” الشعب دا كان شحاد .. قبل نحنا ما نجي.. ” وشابكاني كتلتو الناس وهجرتو الناس بالملايين !! يا كضابين .. مصطفى وزير الخارجية نفسو قال ما كتلنا في دارفور ” غير عشرة ألف بس ” والباقين ما يجوا خمسة ألف والجنوب الحمد لله طار مننا وارتحنا ” لكين مش بقاياهم ديل من المعارضة بنجمهم ليكم نجام صاح “.. وكمان نائب الرئيس الحاج آدم .. قال نحنا ما بنكتل الناس بالبندقية بس بالساطور لحدي ما سموه الحاج ساطور .. نحنا زيكم يا بتاعين أسلحة الدمار الشامل ؟ وكمان نافع وغيرو قال إنو الناس قبل الإنقاذ كان الصابون والكبريت ما لاقنو .. تصدقيهم ولا تصدقي المعارضة؟ انتو ما بتقروا ولا بتسمعوا ؟ ” ووزير المالية قال الناس ” تاكل الكسرة ” لكن الناس ما عايزا لأنو علمناهم أكل الرغيف .. يعني نسوي ليهم شنو ؟ وبرضك تقولي لي السودان والزفت والمعارضة .!! وأقولك حاجة لو بتقدري تلحسي كوعك بتقدري تسقطينا .. يا مرا هوي أخير ترعي بي قيدك .. وبطلي شغل الدغمسة دا ..
ثم نظر الرئيس من النافذة وأخذ نفسا عميقا وتلفت يمنة ويسرة والسفيرة ترمقه وتبحلق في عينيه والشرر يتطاير منها فانتابها الخوف والفزع وهي ترى المترجم عاجزا أو حائرا أو خائفا عن نقل معظم ما يقول الرئيس .. ثم عاد من النافذة وحدق فيها مليا قائلا : ” والله انتي لو لقيتي ليك واحد جعلي …… كان عرفتي الله واحد وما نسيتي السودان طول عمرك وكتبتي في الإنقاذ قصايد ” !! ثم التفت لمرافق السفيرة من وزارة الخارجية قائلا: “أوعك تبقى لينا زي الترابي تمرق الكلام دا .. هي ما فهمتو .. ما تترجموا ليها” .. و” ضحك الحاضرون ” وسرت نشوة الانتصار وقال أحد المنافقين ” كفاها يا ريس .. دي عمرها ما بتنساك ” ..
وتنفست السفيرة الصعداء .. بعد أن رأت أساريره تنفرج ومن حوله يضحكون وخشيت على نفسها وانتهزتها فرصة لتهرب بجلدها وتبسمت في وجه الرئيس شاكرة حسن المقابلة.
وقبل أيام تذكرت السفيرة الحادثة حين قابلها أحد من كانوا حاضرين ذلك الموقف وقد تم الاستغناء عنه فقال لها ” تعالي أوريك الرئيس لما ودعك اليوم داك قال شنو إنت ما فهمتي خاصة موضوع الجعلي !! تعالي دا شمار حار ” وقص لها الحكاية بإنجليزية استعان فيها بحاذقين وفجأة لبست شبشبها وقالت ” فتشوا لي ناس الحركة الشعبية والمعارضة السودانية وين .. الراجل دا كان الليلة ما وريتو المكشن بلا بصل ” وطارت إلى باريس وجنيف وبرلين ونسقت واجتمعت بالحركة الثورية وذلك ما أغضب الرئيس وذكره ” أيام البركاوي “!! .
ما جاء أعلاه كله مأخوذ من حصائد ألسنة الرئيس وزبانيته وما نرى في خزانته من بركاوي غيرها .. فإن رأى مصطفى البطل غير ما نرى فليأخذ بيد الرئيس لقاموس الدبلوماسية التي نعرف أنها صعبة عليه بعد كل هذا العمر المديد في السباب وقد شاب ولن ينفع معه تلقين الكتّاب .. وكل بركاوي وأنتم أحباب وأذناب أيها البطل..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اقترح ان ان تجمع مقالاتك الشيقة في كتاب ليقرأه الشباب في المستقبل ليعرفو من كان يحكمنا الصعاليك وذوي العاهات زمن الانقاذ….اقترح ان يكون اسم الكتاب
    (حكاوي شيوخ الخلاوي في حضرة تاجر البركاوي..ولك التحية.

  2. اقترح ان ان تجمع مقالاتك الشيقة في كتاب ليقرأه الشباب في المستقبل ليعرفو من كان يحكمنا الصعاليك وذوي العاهات زمن الانقاذ….اقترح ان يكون اسم الكتاب
    (حكاوي شيوخ الخلاوي في حضرة تاجر البركاوي..ولك التحية.

  3. لقد اخجلت تواضعنا و خسفت بالدبلوماسية السودانية فى مزبلة التاريخ و يا ليتها كانت تجيد اللهجه السودانية و تفهم كل كلمه ذكرتها و انت اسد افريقيا مين ذيك و ليس هذا بجديد عليك و لا ردت فعل لما طلبته منك كرئيس دولة و كان عليك يا هذا القطيم أن عرف خفايا الامور و ما يدور فى دهاليز الدبلوماسيه و التقارير المرسله الى بريطانيا يوميا و تحمل فى طياتها الكثير و الكثير و أدق التفاصيل و ما يدور خلف الابواب المغلقه و لا تعتبر نفسك حسيف و مشرم و مغرم و محتاط و لا أحد يدرى بما تخططون له و ما تنوون ؟
    لم تقدم للوطن و المواطن الا الدمار و الخراب و الاساءة الى المواطن و الوطن بتصرفاتك الرعناء و خروجك عن المألوغ و ما يمتاز به الشعب السودانى من خلق حباه بها المولى عز وجل للاسف يا ارعن !!!
    المعارضة باقية بقاء نظامك و سوف يأتى يوم تشهق ما تلحق و اصبر و الاتى أجمل يا ايها الرعديد و الحساب و لد و الفاسد الذى استشرى على يديك و زمرتك سوف نقضى عليه بأذن الله .

  4. يا فالح لو كان ماكتبته عن السفيره صادقا فمن الاولى اليوم بالوقوف معهم من يعانون القتل والتشريد والظلم بسبب من دعمتوهم بالامس من ابناء الحركه الشعبيه حكام جنوب السودان ام تريدنا ان نكون مثلهم لكن هيهات

  5. تحياتي أيها القراء الكرام
    أرجو ألا يختلط فهم الموضوع على بعض القراء وألا يذهب غير المتابعين لأقوال الرئيس بعيدا في فهم ما أردناه.. فقد قصدت أن أعطي صورة ” تخيلية ” لما يمكن أن يكون قد قاله الرئيس وهو ” يصرف البركاوي للسفيرة ” من خلال ألفاظ تعودنا على سماعها منه وهو مأخوذ كما أشرت من تصريحات مشهورة للرئيس والترابي وكلها مسجلة .. لمن شاء أن يرجع إليها ..
    وسلمتم

  6. السيدة التي سبّها (مدفع الدلاقين) ..

    هي السفيرة د. روزلند ماردسن الحاملة للقب ? Dame? و الذي منحته لها ملكة بريطانيا لدورها و خدماتها و مساهماتها الرفيعة، و السفيرة روزلند لكل من عرفها والتقى بها أمرأة تتميز بتواضع و نكران ذات عميقين علي الرغم من المناصب الرفيعة التي شغلتها، و هي خريجة جامعة اكسفود العريقة ولديها دكتوراه في الفلسفة و السياسة و التاريخ من ذات الجامعة .
    دكتوره روزلند تشغل الآن زميلة مشاركة في المعهد الملكي البيريطاني للعلاقات الدولية ? چتهام هاوس? و الذي إستضاف العديد من السودانيين كان آخرهم السيد الصادق المهدي ، و السيد ياسر عرمان ، ووزير خارجية النظام د.إبراهيم غندور ، كما أن السفيرة روزلند تعمل مستشارة لمركز الحوار الإنساني الذي يتخذ من جنيف مقرا له .

  7. يظهر إنه عندنا عنقاله من المعلقين ينطوا فى بص وماعارفينوا ماشى وين لأن الله لم ينعم عليهم بقليل من الفهم لمعرفه مجريات الكلام وبالتالى يكشفون عن الغباء المستتر.
    نصيحتى لهم يأخذوا حبه من نوع الحبوب التى أخذها اصحاب الكهف وما يمرضونا كفايه علينا البشير واهله.

  8. مقال رائع جدا، اقترح على الدرامين عمل اسكتش مقطع فيديو و المقال هو السناريو والعنوان ” بلاوي و حكاوي الواد بشة بتاع بركاوي”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..