بـت الفكـــــــــي في الخالــديــن

بـت الفكـــــــــي في الخالــديــن
.. والناس تحتفل بيوم الأم.. تمر 24 عاما على وفاة أمـي “بت الفكي” رحمها الله.. وكنـتُ قد كتبتُ التالي في أخيرة “صحيفة الانقاذ الوطني “في ذلك الحين .
أستيقظت مبكرا في ذلك الصباح الذي هالني فيه كثيرا إختفاء نجيمة الصباح الباكر و التي أعتدت ان أشاهدها يوميا و منها أستمد فرحي و عطائي لم أجدها ” تساءلت أهكذا تأفل النجوم ” ؟ .. وكان ذلك يمثل لي نذير شؤم ، لان نجيمة الصباح تربطني بأطيب الذكريات و أجملها على الإطلاق تذكر مُنذ سنوات خلت عندما تأتي والدتي العزيزة وهي تحمل إلينا طبقا كبيرا من اللقيمات الدافئة مع شاي الصباح أو عندما نتحلق نحن حولها مثل ” النجوم حول القمر” .. كانت تسقينا الطيبة مع الشاي في فنجان واحد كلماتها تنزل علينا حنانا دفاقا لا حدود له ، نعم نجيمة الصباح التي أفتقدتها ذاك الصباح كانت ينبوع الذكريات الجميلة عندما تودعنا بالدعوات الصالحات في كل لحظة فراق و تزرع في دواخلنا الحق و الجمال و الفضيلة و الآمال و الطموحات الكبيرة.
حضرت الى مقر العمل يتملكني الحزن على غياب نجيمة الصباح ولَم تكن لي رغبة بالعمل على غير العادة وقبل أن البث قليلا جاءني النبأ الفاجعة ” رحيل أمي” أعز ما أملك على الارض رحلت الى المُلأ الأعلى بهدوء و بلا مقدمات جاء الخبر قاسيا و مؤلمًا حد الانهيار لولا لطف الله تعالى .
في الجزيرة “العزازي ” وحدت البواكي وقد أمتلات بهن الساحات و الحواري ، حتى كانت المساحة من المنزل والى ” الشيخ أحمد ” مقبرة المنطقة ، تغرقها الدموع الحارة دموع الرجال و النساء و الولدان، يبكون من لم تشهد الأرض لها خصاما أو خلافا مع أحد كيف تختلف معهم و هم الذين يتحاشون ذكر إسمها مجردا ” بلد النبـــي الفكــــي محمد جمـال الديـن” بل كانت نداءات يمة و حبوبة لحنا عذبا لا ينسى وحتى أولئك الغرباء لا ينادونها باسمها مجرداً بل كانوا يكنونها بإسم بت الفكي.. و الفكي والدها “محمد ” ألذي كان حافظا و مجودا و معلما لعلوم القران الكريم و الحديث ، عاش محط أنظار الناس و إعجابهم بمختلف قبائلهم حتى أسس قريتين باسمه ” القلعة جمال الدين وأ شديدة جمال الدين” .. خلاف أفراد القبيلة بالجزيرة و غيرها من المناطق.. كانت الوالدة دائما تحدثنا عن إكرامه للضيوف حتى ذاع صيته كل الإرجاء في ذلك الزمان.. وتذكرنا بمصاحبته الأماجد و فعل الخيرات ، وهي ممسكة بمسبحتها ناصعة البياض .. برحيلها نفتقد عمادا قويا كنّا نتكئ عليه في الأفراح و الأتراح ، وينبوعا فياضا يداوي الجراح .. و هكذا يغيب عنا صوت دعاء الصباح و المساء ” أنا عافية منكم ” .. هكذا علمتنا و عاشت سراجا يضيئ الظلمات الحالكة و ملجأ لكل صاحب مظلمة.
لا نملك الا أن نمتثل لقضاء الله وقدره.. و نردد قول الحق ” بشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون ” صدق الله العظيم.
نسال الله ان يجعلها من أصحاب اليمين و يدخلها في زمرة الصديقين و الشهداء في جنات النعيم و نسأله الصبر الجميل.

– – – – – – – – – – – – – – – – –
تم إضافة المرفق التالي :
مصطفى محكر.JPG

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..