النص الدرامى السودانى المتعدد

يكاد المجتمع السودانى ان يكون من اكثر المجتمعات فى العالم تعقيدا . وان كان من الصعب تسميته مجتمعا لاختلا مواضعه جغرافيا بين سكان القرى والحلالات والحضر والمدن , الا ان هنالك مجموعة من الخصال المتعددة تجمع بين مواطنى هذه البلاد , فان بحثنا فاننا لانجد مواطنى المدن اكثر تمدنا من مواطنى القرية ولانجد مواطنى القرية بمثل ترييفه السابق نتيجة لتمدد الحضرية وقيم الاستهلاك وتمدد الراسمالية التجارية فى انحاء السودان على حساب الراسمالية الزراعية
كون الراسمالية التجارية قد تمددت ومدت معها قيم الاستهلاك والتشيؤ , خلق جوا من الجفاء الاسرى بين الاسر السودانية , كما خلق جو التنافس القاسى نحو المكاسب , ونتيجة لانحسار قيمة الكسب والشقاء الموجودة فى الزراعة , قامت الراسمالية التجارية بمد قيم السرعة والاستعجال وعدم الدقة , فانتشر التعليم الخاص والتجارى والسعى لنيل الشهادات بغير الحرص على المعرفة , كما انتشرت اخلاقيات التعنت والاجحاف , والعنف اللفظى والسلوكى بين الشباب ,فى منافساتهم البسيطة كالرياضة ومشاجراتهم , والمجتمع السودانى بذلك مجتمع متداخل تتعدد فيه السيناريوهات , بين احباط الكبار واحساسهم بالحسرة واحباط الشباب والصغار واحساسهم بالغبن , والتفارق الطبقى , الشئ الذى وصل الى المقولات اليومية والماثور الشعبى الجديد المستخلف للامثال والماثورات القديمة التى كانت تدعو للتكافل والتضامن.
بذلك يمكن القول ان المجتمع السودانى صاحب نصوص متعددة فى الحياة , متغيرة ربما الى الاسوا منذ الفترة بعد الاستقلال , حيث يسعى الفرد فى هذه النصوص الحياتية للبحث عن فرص الحياة والكسب والنجاح والحفاظ على هويته الثقافية والاجتماعية بعيدا عن الضربات المتتالية التى صنعتها فشل الديمقراطيات , وظلم الديكتاتوريات العسكرية , وان كانت المؤسسات الفنية والابداعية فى السودان كما الكتاب والمبدعين كذلك لم يسعوا لتوثيق ومواكبة حجم التغيير بكثافته وحجمه وسرعته نتيجة للرقابة القبلية والبعدية , الا ان حجم التغيير كذلك غير واضح لكثير من المشتغلين فى حقل النقد الاجتماعى والثقافى , فذر العيون بتعداد حالات النهب والفساد الاقتصادى والادارى فى حكومات السودان المتتالية من قبل الافراد والمجموعات الحاكمة , لايكفى عن دراسة التغييرات الاجتماعية والظواهر السلبية الناتجة عن الفقر المسبب بسبب هذا النهب والفساد , الظواهر التى تبدا صغيرة ثم ماتفتا ان تكبر لتضع بنفسها فوة بقوة الخيال او قوة المنطق الحياتى العنيف لتجعل من باب الحياة بابا مفتوحا على مصراعيه لمزيد من من التغييرات والقولبات , دافعة باللغة المحكية كل يوم الى نوع من العنف اللفظى ولغة عنيفة تصنع الايحاء بوجوب السعى نحو تثبيت الذات بالقوة وبنفى الاخر صديقا ام عدوا , كبيرا ام صغيرا , فاتحة الباب لسيطرة المال والسلطة
[email][email protected][/email] الايام