أجنحة الكناري تتحول إلى مخالب

٭ أصدر الحاكم البريطاني لشمال السودان في حقبة الإستعمار قراراً وجه فيه كل المواطنين أن يعملوا على غرس العشرات من أشجار (النيم) في جميع الشوارع ، وقال إنه علم أن هذه الأشجار لديها قدرة خاصة على إفراز مادة طاردة للبعوض ، وأضاف أن ذلك سيمنحهم الحصانة كاملة من البعوض الناقل للملاريا ،المواطنون في الشمال لم يترددوا في تنفيذ قرار الحاكم العام وقد تلاحظ بعد ذلك أن حمى الملاريا غادرت منازلهم وأخذت طريقها إلى اتجاه آخر.
٭ أصر أحد السجناء وقد تم الإفراج عنه بعد قضاء مدة عقوبته في السجن استمرت عشرين عاماً أن يعود إلى السجن مرةً أخرى.. وقال في إصراره على العودة إن قلبه أصبح معلقاً بصمت الجدران، وأضاف أن صوت الحراس وهم يجوبون ردهات السجن أجمل لديه ألف مرةً من لحنٍ موسيقي.. إقترحت المحكمة أن يتم عرضه على طبيب نفسي، أكد في تقريره أن السجين أصيب بنوع من الخوف القهري من الشمس، وذلك بعد سنوات طويلة قضاها بين أحضان العتمة في السجن، وأشار إلى أن ذلك أدى إلى إصابته بنوع من الهوس جعله يتخيل أن طائر الكناري صارت لأجنحته مخالب.
٭ نقول دائما إن أغنيتنا السودانية غير قادرة على إختراق الآفاق العالمية والوصول بها إلى مناطق الثلوج في كل أنحاء العالم وإشعالها ناراً.. كان كثير من المهتمين بالأمر الفني يضعون الملامة على الأجهزة الإعلامية بإعتبار أنها قصرت كثيراً في حمل الأغنية السودانية على أكتافها والخروج بها من المربع المحلي إلى أفق العالمية، إلى أن جاء الدكتور الفنان عبدالقادر سالم فأكد على إسقاط هذه النظرية كسيحة الأبعاد وإعتبارها وهما.. والدليل على ذلك النجاح الساحق الذي حققه عالمياً، حيث قاد هذا الرائع كتيبة الإيقاعات الكردفانية الساخنة فأذاب الثلوج الأوروبية طرباً.
٭ هدية البستان
في عيون كمان ما تأمنن..تقل مشاعرك طمنن
اعمل حساب ما تغازلن..كان زعلوك ما تزعلن
آخر لحظة