ياسر جعفر.. الموت في الوطن المنفى

ياسر جعفر
الموت في الوطن المنفى
الاستاذ عبد الله موسى
بداية اود ان اعتذر عن اي حزن يسببه هذا البوست لاخي العزيز ياسر عرمان وللاصدقاء بجناحي الشعبيه
ياسر
حقيقة لم اقابل ياسر جعفر غير مرة اومرتين وعلى عجل وبالتالي فليس لي معه ذكريات شخصيه…ولكن..
ترك ياسر سيرة عطره لمناضل جيفاري صلب ومن سيرته نستمد اجمل الذكريات واحزنهن
ياسر المثقف التقدمي الذي ناضل طالبا في صفوف الجبهه الديمقراطيه ثم امن ببرنامج الحركه الشعبيه فالتحق بها في احلك ظروف القتال مقاتلا في صفوفها راميا خلفه دعة الحياة في العاصمه
كان يمكنه ان يجلس في احد مقاهي الشارع السياسي راطنا بالشعارات الجاهزه مطلقا الاحكام المسبقه التحضير كما قال ابو النجوم
بكم كلمه فاضيه وكم اصطلاح
يفبرك حلول المشاكل قوام
ترك كل ذلك واتخذ الخيار الاصعب بارتداء الكاكي ودخول الادغال منازلا النظام باللغة التى يعرفها
كان ياسر في طليعة قلة قليلة من ابناء الشمال اختارت القتال بالسلاح مع تنظيمات الهامش الحركه اولا ودارفور والشرق بعد ذلك
وهنا نتوقف عند نقطة تتطلب ان نستجليها وهي لماذا تزايد عدد المؤيدين للحركه الشعبيه قولا واعلان مواقف بالشمال بينما تناقصت اعدادهم عمليا في جبهات القتال بحيث لم يكن لهم وجود كمتطوعين للقتال بنفس حماسهم للتاييد اللفظي
هل صحيح مايقال ان نخب الشمال ليس في ثقافتها السياسيه المعارضه عبر الكفاح المسلح فهي تفضل الوسائل السلميه التى خبرتها بحكم التاريخ والجغرافيا…
ام ان دافعا خفيا لايظهر الا في حالات نادره يعنقد بان مجرد تاييد هؤلاء القوم فرض كفايه ان قام به البعض سقط عن الباقين كما هو حاصل في مناسبات مهمشي السودان حيث يكتفي البيضان بالجلوس في الواجهات مبتسمين تفضلا ومنة
وقد يقول البعض وماذا وجد شماليو الحركه نتيجة تضحياتهم تلك؟
نقول من المؤكد ان اوائك المناضلون قد انحازو الى الحركه وفق قناعاتهم كمناضلين وليس لاي سبب اخر وهذا صحيح جدا
بقي ان نسال وبنفس الصراحه كيف تعامل المهمشون انفسهم مع اولئك المناضلون؟؟
باسر جعفر العفيف النزيه وجد نغسه بعد الانفصال في وضع شديد التعقيد فالوطن الذي كان من رموز وحدته قد انقسم الى بلدين
الوطن الجديد يرحب به ضيفا
والوطن القديم يصنفه خائنا
فهو بمشاعره مقسم هنا وهناك
ولكنه وبلا تردد واصل انحيازه لقضايا الهامش بعد انصراف الجنوب
واستمر مقاتلا بجبهة جبال النوبه وقد وصل الى رتبة اللواء باقتدار..
ولكن تطل المشاكل ويجد معظم شماليو الحركه انفسهم خارجها في طبعتها الجديده
وتخيب الامال فيعود من يعود ويتجول في الافاق من سمحت له الظروف بذلك
اما ياسر فيعود الى وطنه المنفى جنوبا تقطع قلبه الحسرات وهو بشاهد الجيش الذي بناه مع قرنق يشرزم قبليا ورفاق الامس في الجنوب يغرقون ويغرقون بلدهم الحديث الاستقلال في اتون الحرب الاهليه
فهل سال ياسر نفسه في ليالي المحاق والمدافع تقلقل سكينة المساء
هل كان كل ذاك النضال عبثا؟؟
هل هذا هو الجيش العقائدي الذي كان يعتقد بانه سيكون نواة جيش السودان الجديد؟؟؟
الجيش الذي سيزيل مظالم العصور حيث يتلون الطابور بالوان السودانيين بجاة وجنوبيين وعربا ا ونوبه وفلاته وانقسنا وكل اطياف اثنيات السودان
….اي حزن عصر قلب ذاك المقاتل العتيد وايامه الكالحات لاترحمه فينقسم التنظيم الذي بقي بالشمال وينحاز غالب الجيش وشعب النوبه للحلو ويبقى عقار في جزء من ارضه ومعه ياسر الاخر الذي وجد نفسه وحيدا كوحدة السنهوري في ليالى جوبا
الا ان ياسر الثاني مازال يعافر محاولا جمع شتيت اضحى عصيا على التجميع فقد انفجرت كل ظلامات العصور ليس في وجه النظام الاسلامي فحسب بل حتى في وجه مايمثله ياسر الاخر بالرغم من اندغامه بالكامل في مشروع السودان الجديد حتى كادت عربيته وهو العربي الاصل تنقلب الى عربي جوبا
واين جوبا…وايام جوبا
ومقاتلو الاحراش يشيرون اليها من معسكراتهم وهم يهتفون جوبا وييي وعندما دخلو جوبا و جد ياسر نفسه غريبا فلاهو دينكا ولا شلك فجلده شمالي وقلبه يخفق بحب الجنوب
ومن يابه للغة القلب
عندما يشتد اوار الحرب الاهليه
فلم يتحمل قلب المحارب العظيم الذي لم يقهره نظامان عسكريان
. فقهره حزنه….
وبالامس توحد طرفا الحركه الشعبيه لحظة موته لكي يبكيا معا فارسا من الزمن الجميل
ولا اشك لحظة ان عزيزي عرمان قد زرف الدمع وهو يودع احد رموز زمن قرنق ايام كانو يشرئبون نحو افاق بعيده…معا.
واتخيل عبدالعزيز الذي اعرفه طيب القلب قد نظر ساهما في الافق الجنوبي والحزن يعتريه وهو يسترجع ايام القتال الصعبه في الجبال والرفيق سنهوري يقف في وجه القصف شامخا
…ايها الرفاق
انا افهم تماما عمق الخلافات وحجم المرارات فقد عايشتها واوقن ان دعوات الوحده طيبة القلب لن تجدي نفعا
فالمطلوب هو نقد ذاتي صادق وعميق ومرير
حتى لايموت ياسر اخر في جزء سوداني جديد هرب من رمضاء الاسلاميين الى نار الحرب الاهليه
اليوم يعود ياسر جعفر الى مدينته الخرطوم في تابوت تحمله اكتاف رفاق لطالما حمل مسؤولياتهم
ليتنا لاندفن معه حلمنا القديم في وطن يتسع لتنوعنا وتعددنا
ارقد بسلام الرفيق سنهوري