بالرغم من الاحتجاجات التي تشهدها البلاد تنادي بالسلمية إلا إنها ألقت بظلالها على الحياة العامة التي تكاد تكون شبه متوقفة أو مصابة بداء التوترات الأمنية التي أربكتها تماماً لاسيما المدارس التي تعتبر المتضرر الأول من هذه الاحتجاجات وطالما إنها سلمية يجب أن يستبعد طلاب المدارس منها حتى لا يتأثر العام الدراسي بها في ظل الأعيرة النارية التي حصدت (24) قتيلاً من الشباب وفق لجنة مختصة بالتحقيق في تداعيات الاحتجاجات حيث أن الوفيات كانت 9 حالات بالقضارف، و6 في نهر النيل، و3 في كل من الولاية الشمالية، والنيل الأبيض والخرطوم.
ومن خلال حديث النائب العام ان يتم الإسراع في إجراءات التحقيق بالبلاغات التي تم فيها التعرف على الجناة للشروع في إكمال رفع حصانات المشتبه فيهم يبدو إن هنالك قواتاً نظامية متورطة في إطلاق الرصاص على المواطنين ويبقى السؤال ماهي الحالات التي تستدعي إطلاق النار في حالة المواجهة مع شخص أعزل؟ وهل إطلاق النار يتم بأمر أم تقديرات الشخص المطلق للرصاص؟ والاهم هل تستوجب هذه الاحتجاجات التعامل بأدوات فض الشغب أم بالقتل؟! بلا شك فإن هذه التصرفات العنيفة في فض المتظاهرين ساهمت في تفاقم الأزمة فأصبحت الاحتجاجات تنادي بالقصاص لدماء الشهداء ورحيل الحكومة.
ما نشهده من احتجاجات في فرنسا من اصحاب السترات الصفراء تدل على سلمية الاحتجاجات وتعامل السلطات معهم تلك المجموعة التي لم تؤثر احتجاجاتهم على الحياة العامة رغم القلق الذي يعيشه المجتمع الفرنسي لم تتوقف الدراسة ولم تغلق المحال التجارية أبوابها فالحياة مستمرة ما نعاني منه إن البعض يعتقد أن الاحتجاج هو الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة وتدمير المؤسسات الحيوية
وعلينا الاعتراف إن ما تعيشه البلاد الآن من اضطرابات أمنية سببه الفساد بأنواعه المختلفة الذي وجد الأرض الخصبة وانتشر كما السرطان والفساد ظاهرة خطيرة تكمن في سوء استخدام الموقع العام لتحقيق مصالح شخصية.
أما المقاومة السلمية أو المقاومة الشعبية هي أسلوب كفاحي سلمي يستخدم عند عدم تكافؤ موازين القوى و تجدي نفعاً خصوصاً إذا كانت شاملة لأفراد الشعب عامة وكانت هناك قناعة بها والتفاف حولها وعلى المواطن أن يكون مدركاً لأهدافه بعيداً عن العنف وسد الباب أمام كل من يحاول استغلاله.
حديث أخير
أستمرار الدراسة مهم أما تصريحات المسؤولين الاستفزازيه لن تزيد الوضع الحالي إلا سوءاً.
التيار
