أخبار السودان

حسن نافعة : المجتمع الدولي عاجز عن التدخل بسوريا لأسباب استراتيجية

الشرق القطرية

الدوحة

أكد الدكتور حسن نافعة ان الملف السوري خرج من الاطار الاقليمي الى المجتمع الدولي العاجز عن التدخل في سورية لأسباب استراتيجية ولمصالح دولية ولارتباط الازمة السورية بالبرنامج النووي الايراني والوضع في لبنان وفلسطين وان سقوط النظام السوري سيؤثر استراتيجيا على هذه القضايا والملفات.

وقال في تصريحات للشرق ان علينا ان ننظر الى العراق بعد اسقاط النظام، حيث تم تدميره ولم يتعاف من ازماته حتى الآن وان من الضروري التمييز بين حق الشعب السوري في التخلص من نظامه الديكتاتوري المستبد وبين الظروف الاقليمية المحيطة بسورية والتي لاعلاقة لها بإقامة النظام الديمقراطي ولا بإنقاذ الشعب السوري من محنته.
واضاف اننا لا نعرف بالضبط ماذا سيحدث في المشرق العربي بعد سقوط النظام السوري الذي يعد اكثر بشاعة من عدد من النظم الاستبدادية في العالم العربي وان الدم الذي يسيل لايمكن لأحد ان يظل صامتا تجاهه، داعيا الى عدم تكرار الصمت العربي حتى لا يملأ حلف الناتو الفراغ العربي كما حدث في الحالة الليبية وان ليبيا اليوم وبفعل الطريقة التي تم بها التدخل باتت وكأنها معرضة للانقسام.
واشار الى ان ضرب اسرائيل لإيران سيخلط الاوراق ويضع الدول العربية امام وضع ستنقاد فيه في النهاية الى مايحاك لها وما يخطط له في المستقبل.
وقال ان النظم الديمقراطية في العالم العربي لم تستقر بعد حتى في الدول التي تمكنت من الاطاحة بالنظم القديمة لأن هذه الدول لم تتمكن بعد من ترسيخ نظم ديمقراطية حقيقية واننا في مرحلة انتقالية يصعب معها التنبؤ بما سيجري لا على المستوى الداخلي ولا على المستوى الاقليمي وعندما تنتهي هذه التغيرات وتصل الى النتيجة التي تتطلع اليها الشعوب وتستقر نظم ديمقراطية حقيقية سنجد عندها الحكومات الديمقراطية تتعامل مع النظام الاقليمي العربي ومع الجامعة العربية بمنهج مختلف، وكما ستكون هناك دولة مؤسسات في الداخل ستكون هناك مؤسسات اكثر فعالية على مستوى الاقليم وسيدار النظام الاقليمي بمنطق مختلف كما يحدث في اوروبا اليوم.
الرأس غائب
وقال نافعة ان رأس العالم العربي لايزال غائبا وان هذا الرأس هو مصر، وان تدخل الدول الكبرى الاجنبية يحدث ارتباكا شديدا في العالم العربي علينا ان تكون لدينا رؤية اوضح وان نكون على يقظة شديدة لما هو قادم وان ندرك ان التغييرات القادمة على مستوى الشعوب مهمة وهائلة وان كل طرف اقليمي يحاول ان يوظف هذه التغيرات لصالحه. منوها بان الشعوب العربية كافة تنظر الى الدور المصري منذ فترة طويلة ولكنها لم تأت بعد.
واكد ان مصر لن تستعيد دورها حتى تستقر اوضاعها مشيرا الى جملة من التغييرات في المشهد السياسي المصري يمكن اجمالها في القول بأن شهر العسل بين الاخوان وبين المجلس العسكري قد انتهى، وقال ان مايحدث في مصر ليس وليد اللحظة ولكنه تراكمات لأخطاء سبق ونبه اليها وان ما يتم حصده هو نتيجة الاشواك التي تمت زراعتها من قبل وان على الذين تسببوا فيها ان يتحملوا مسؤوليتهم.
واضاف ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة هو المسؤول الاول عما يحدث الان من ارتباك يليه في المسؤولية جماعة الاخوان المسلمين التي كانت تستطيع بحكم الظرف الخاص الذي جعلها تتصدر المشهد السياسي كانت تستطيع ان تدير العلاقة سواء مع القوى الوطنية الاخرى او مع المجلس العسكري بشكل افضل يسمح لها بلعب دور مهم في انتشال مصر الى وضع افضل ولكنها للاسف الشديد تتحمل المسؤولية الاساسية في ادخال البلاد الى مناخ التوتر، وان مصر تبدو محاصرة بين المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تصرف باعتباره جزءا من النظام وامتدادا له ووكيلا للثورة وبين جماعة الاخوان المسلمين التي فضلت مصالحها الشخصية كتنظيم ومصالح جماعتها على المصلحة الوطنية العامة وبالتالي فإن الاخطاء التي ترتكب من جانب الاثنين أدخلتنا الى ما نحن فيه الان. وان الخروج من هذا المأزق يتطلب الاستقامة في الرؤية والتخلي عن المصالح الخاصة لكلا الطرفين. والنظر للمصلحة المصرية الوطنية اذا كانت هناك رغبة في الخروج من هذا المأزق.
وقال ان سيطرة الجماعة على الانتخابات الرئاسية والبرلمان والحكومة من شأنها الغاء دور القوى السياسية الاخرى والهيمنة على كل الامور وان نوايا الإخوان بدأت تتكشف لرجل الشارع العادى وظهروا للجميع فى الانتخابات البرلمانية التى حاولوا بها السيطرة على أكبر قدر من المغانم ويسعون لتكريس هذه السيطرة بخوضهم الانتخابات الرئاسية بعد ان كانوا قد تعهدوا بعدم الدفع بمرشح لهم في هذه المرحلة، مؤكدا ان الانتخابات الرئاسية ستعقد الازمة في مصر ولن تحلها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..