حرامية مية في المية

كمال كرار

المؤتمر الوطني مشغول بحكومته القادمة،والتسويات التي تضمن دخول أحزاب الفكة للوزارة والبرلمان،والمؤتمر الشعبي مشغول بمؤتمره العام وفكرة النظام الخالف،وأمريكا مشغولة بالملف الاستخباراتي مع السودان،والإتحاد الأوربي ينشغل بملف الهجرة إلي أوروبا والاتفاق مع المليشيات لقفل لحدود الليبية السودانية.
وقطر مشغولة بالآثار السودانية،طالما كان تهريبها تجارة رابحة،وكم من التماثيل السودانية والمصرية الآن في متاحف عالمية بعد أن سرقت من هنا وبيعت هنالك.
والسعودية التي تورطت في حرب اليمن،تنشغل بالمليون فدان التي منحت لها أعالي نهر عطبرة.
وكل الذين ذكروا أعلاه هم حرامية 100%،مشغولون بمصالحهم الخاصة،والتي لا تزدهر إلا بسرقة ثروات السودان وموارده الطبيعية.
والمواطن السوداني لا تشغله همومه اليومية ومعاناته عن الهم الكبير وهو السودان الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون.
العمال والموظفون في القطاعين العام والخاص،يعرفون أن الغلاء من صنع الحكومة،وأن الأجور لا تزداد لأن الأموال تصرف على ما يهم المؤتمر الوطني،وفي كل حين تراهم يضربون ويعتصمون أو يتظاهرون.
والطلاب يدركون أن سوء التعليم من سوء النظام الحاكم فيخرجون في المظاهرات للمطالبة بحقوقهم،ومن ضمنها إتحاداتهم النقابية والسكن اللائق والتعليم المجاني.
والمزارعون يرفضون سعر التركيز المنخفض لمحصولاتهم،ومن قبل رفضوا مؤامرة خصخصة المشاريع المروية وبيع الأراضي،ويدركون أن الحكومة هي عدو الزراعة.
وأصحاب الشاحنات والسواقين يعرفون أن القرار الذي صدر بحظر مرور المقطورات على الطرق السريعة،صدر لصالح شركات كبيرة تتبع للحزب الحاكم،وليس هدفه الحفاظ على الطرق .
وستات الشاى يعرفن أن الكشة،هي عمل سياسي الهدف منه التضييق على النازحات بالخرطوم،من أجل الضغط على حركات المقاومة بدارفور،أو لإجبارهن على الإستيطان في غير القرى الأصلية بمثل ما نصت عليه إتفاقية الدوحة.
والحرفيون الذين كانوا في سابق عهدهم عمال بالسكة حديد أو النقل الميكانيكي،ثم طردوا من وظائفهم عن طريق الصالح العام،اختاروا الشارع العام أمام نادي العمال ببحري،لممارسة مهنهم،فطردوا عن طريق البوليس،بعد هدم الرواكيب والأكشاك،وهم يعرفون أن الحكومة ترى أن الأرض في تلك المنطقة أهم من الإنسان،وأن وراء عملية طردهم جهة ما تريد أن تستولي علي مكانهم،فلم يستكينوا وفي كل يوم يتجمهرون في محلهم القديم لأن قضيتهم عادلة.
وناس امتداد الدرجة الثالثة بالخرطوم ومنذ زمن بعيد يرون أن الحرامية،وبأوراق رسمية ?حصلوا عليها باللولوة- إستولوا على شريط الأرض المميز الفاصل بينهم وبين الصحافات،إبتداء من(طرمبة)النحلة شرقاً وحتى محطة 7 غرباً،ومع ذلك لم يشبع السدنة فاستولوا أيضاً على ميدان الصحراء وقمعوا الأهالي بالقوة المسلحة.
والمعارك بين المواطنين والحكومة تدور في كل مكان،سواء في مناطق السدود بشمال السودان،أو في بورتسودان ضد بيع الميناء،أو كسلا ضد تدمير مسرح تاجوج،أضف النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور.
هذه التغيرات الكمية التدريجية تؤدي بالضرورة في لحظة معينة، إلى تحول على شكل قفزات من كيف قديم إلى كيف جديد..
ولن ينفع الأمن..ولا الجنجويد .

[email][email protected][/email]