تردي الخدمات وانعدام التنمية …جنوب طوكر.. مناطق خارج التغطية!!

جنوب طوكر التي تبعد حوالى (205 كلم) عن عاصمة الولاية بورتسودان قرورة، هي آخر مدينة تقع على الشريط الحدودي مع دولة إريتريا جنوب ولاية البحر الأحمرن حيث تقع في مناطق جنوب مدينة طوكر وتتبع إدارياً إلى محلية عقيق .
توجهت إليها للوقوف على حجم الخدمات الموجودة هناك وعن حركة التجارة، وعن أكبر مشكلة تواجه المنطقة وهي توقف العمل عن إكمال الطريق الرابط بينها وبين محليتي طوكر وبورتسودان الذي توقف لمدة تزيد عن العشر سنوات حسب مواطنين بالمنطقة.
خاصة أن المدينة تشهد حراكاً كبيراً في التجارة وزيادة نسبية في أعداد المواليد مما يزيد من الدفع بمطالب زيادة الخدمات فيها. ودائماً تعيش في انعزال عن محليات الولاية الاخرى في موسم فيضان خور بركة كل عام، وتقاوم المدينة التهميش في كل شيء، واضطر اغلب المواطنين لشد الرحال الى أطراف بورتسودان وطوكر وسواكن بسبب سوء الخدمات. وتعتبر (عقيق) الأكثر نسياناً في كل الحقب وتعيش في غياب كامل لكل الخدمات الصحية والتعليمية، ورغم توقيع اتفاق شرق السودان وما وجاء فيه من نصوص كثيرة عن تنمية وإعمار المناطق المتأثرة بالحرب ورصد ميزانيات كبيرة، إلا ان جزءاً بسيطاً من هذه الاتفاقية لم ينعكس على المنطقة وأهلها، بل الحال اصبح اسوأ مما كان عليه، إضافة للغياب الكامل للخدمات الصحية والتعليمية والمياه ووعورة الطريق.
أوضاع مأساوية
وفي افادات خاصة قال المواطن محمد ضرار: (ان محلية عقيق تعيش أوضاعاً مأساوية وكل شىء معدوم لا كهرباء متوفرة ولا مياه صالحة للاستخدام الادامي، وشح في السيولة ونقص كبير في المواد البترولية، مما تسبب في توقف عربات الاسعاف للحالات الحرجة (خاصة الحوامل)، وبعض الشفخانات الموجودة في المنطقة تعمل بواسطة مساعد طبي في منطقة او منطقتين، أما الماء الصالح للشرب فلم يكن في خيالنا، وحتى اذا اردنا استجلابه فوعورة الطريق وبعد المسافة تجبراننا على ان نكون على قدر حالنا البسيط).
نقص المواد الغذائية
وفي سياق متصل اشار محمد ادريس محمود إلى نقص في دقيق المخابز وارتفاع سعر الرغيفة، إضافة إلى عدم توفر القمح والدخن لدى أصحاب المطاحن كبديل للرغيف، واذا توفر في بعض الاحيان تكون هنالك ازمة بسبب ازمة الوقود، وقال: (يضطر أبناؤنا الى الذهاب إلى المدرسة وهم جياع نسبة لعدم وجود بدائل غذائية أخرى متاحة بخلاف الخبز والطاحونة، وعندما نسأل لماذا الازمة يكون الجواب دائماً إن الحصص تقلصت او عدم وصول العربة الناقلة لكمية الوقود والدقيق، وهذا الوضع أدخلنا في معاناة كبيرة، ونتمنى ان تكون هنالك مراعاة خاصة لهذه المحلية بإرسال حصة اسبوع كاملة تقديراً لظروفنا وتوفيراً للزمن، وأما المياه فهي بعيدة جداً عن السكن، ونتعامل مع مياه الآبار الارتوازية والسطحية والمضخات، ولا يوجد اي نظام لمعالجة المياه قبل الاستعمال مثل الكلور او غيره).
تردٍ في الصحة
وفي ذات الاثناء اشتكى علي داؤود من نقص المعلمين والكوادر الصحية، حيث قال: (ان المستشفى الكبير تم افتتاحه قبل عام، وعند زيارة مسؤول يحضر الاصطاف، وبعد يوم لا نجد احداً، ولا وجود للاطباء سوى مساعد طبي واحد. وتفيد معلومات مؤكدة أن عربة اسعاف المحلية تعمل مشاوير مثلها مثل (اللوري والبوكس التجاري)، وعندما تأتي حالة يبقى المواطن في انتظار الاسعاف)، وفي ذات الاتجاه استطلعت الصحيفة عن امراض سوء التغذية، ولم تكن محلية عقيق وحدها لكنها الاكثر نسبة خصوصاً بين الاطفال الاقل من خمس سنوات وكبار السن، والوجبة الوحيد التي يتناولها الناس ان وجدت هي العصيدة المصنوعة من الذرة، وتؤخذ في غالب الاحيان مع الماء، واما الحليب فلا يمكن الحصول اليه بسبب (سعره الخيالي)، والخدمات الصحية بالنسبة للنساء الحوامل فقط بالدايات، ولا وجود لاختصاصي، مما زاد من ارتفاع معدلات الوفيات بين الحوامل، وهناك نقص مريع في خدمات برنامج التحصين الموسع، والامراض المزمنة كثيرة، وتم تشخيصها مسبقاً في المنطقة، واغلب المصابين غير قادرين على اكمال العلاج في بورتسودان، واما التعليم فلم يكن افضل من بقية الخدمات، فهناك نقص كبير في المعلمين بالمرحلتين الثانوية والاساس).
التعليم الأسوأ
على الرغم من قلة المؤسسات التعليمية وتردي البيئة الملائمة للدراسة في شرق السودان، الا ان الفترة الاخيرة قد شهدت تزايداً في انهيار النظام التعليمي بمناطق جنوب طوكر وأرياب، وتمثل ذلك في غياب الكادر التعليمي مما حول المدارس الى منشآت بلا جدوى بالنسبة للعديد من الطلاب وذويهم، فضلاً عن حالة التسرب البائنة وسط التلاميذ، ولا يعدو عدد الطلاب في فصل دارسي ان يتجاوز العشرة.
ويقول مدير مدرسة هوشيب الاساسية ان ما يحتاجون اليه بالفعل هو زيادة عدد المعلمين الاساسيين بالمدارس، بالاضافة الى توفير الكتب المدرسية وورش تدريب بالنسبة للمعلمين المتعاونين، مع التأكيد أيضاً على مساهمتهم في الدفع بالعملية التعليمية في المنطقة الى الامام.
ويضيف المعلم بمدرسة عدوبنا قائلاً: (إن معظم الفصول التعليمية بالمدرسة شبه خاوية لافتقارها للمعلم، مع ملاحظة جلوس الطلاب على الارض لانعدام الاجلاس، ويقطع تلاميذ بعض القرى المحيطة بالبلدة أكثر من عشرة كيلومترات يومياً من أجل الوصول لمدرسة الأساس الوحيدة).
أحد التلاميذ قال لـ (الانتباهة): (نضطر طوال أيام الدراسة إلى قطع هذه المسافة مشياً على الأقدام، وفى بعض الأحيان يقلنا أصحاب سيارات الشحن إلى المدرسة).
البلاد اشترها ال سلول بعملاهم المصريين واذنابهم المشوهين خلقيا وأخلاقيا لك الله يا مواطن
زمان طوكر كان بها بورصة موصلة بورصة لندن يأتي لها الانجليز لشرا القطن قصير التيلة الذهب الأبيض
بعد العفن الأسود اسودت الحياة وصارت كلها سودا بالقلوب
نسأل الله الرحمة لكم يا أهل طوكر ونحن لم ننساكم لكني مريض ملازم للفراش وان شا الله نزوركم ان كتب الله لنا العافية
افعسيتم ان توليتم ان تقطعوا ارحمامكم
نسأل الله لكم الفرج
ام العملاء المدنسون فلهم يوم مثلهم مثل فرعون وهامان. :)