المقالات والآراء

طالب الصيدلة الذي قرر الانفصال من دولة الانقاذ

طالب الصيدلة الذي قرر الانفصال من دولة الانقاذ

سيف الدولة حمدنا الله عبد القادار
[email protected]

بموقع سودانيز اون لاين الاسفيري ، نشر الصحفي خضر عطا المنان رسالة مؤثرة وصلته عبر البريد الاليكتروني من طالب الصيدلة هيثم الوسيلة فضل المولى محمد ، الذي كان قد تقدم برسالة ممهورة بتوقيعه لوزارة الداخلية يطلب فيها شطب قيده من سجل المواطنين السودانيين .

قصة الطالب المكلوم (هيثم) هي قصة مواطن قرر الانفصال عن دولة الانقاذ لا عن دولة السودان ، او بالاحرى هي قصة دولة قررت الانفصال عن مواطن ، هي قصة مواطن قرر مصيره بيديه بعد ان تلاشى لديه الامل واصبح يتنفس اليأس ، هي قصة تلميذ من عامة الناس في مواجهة جهاز دولة ظالم وفاسد لا يأبه الا بخاصة الناس .

بدأت حكاية (هيثم) قبل عشرة اعوام (2001) بقرار من مسجل كلية الصيدلة بجامعة امدرمان الاسلامية بتجميد قبوله بالكلية قبل ايام من بداية امتحانات نهاية العام ، بعد ان امضى في الدراسة بالكلية فترة ستة شهور بدعوى عدم اكتمال اجراءات تحويله من الجامعة التي كان يدرس بها بجمهورية الهند التي قدم منها ضمن برنامج اعادة الطلبة الدارسين بالخارج الذي انتهجته الدولة في تلك الفترة ، وطلب منه مسجل الكلية ان يستجم في بيته ويعاود مواصلة دراسته في العام القادم ( انشاء الله ) ريثما تتمكن الكلية من تكملة الاجراءات .

ازعن ( هيثم ) استراحة عام كامل بأمر المسجل دون ان يكون لديه حتى خيار الاحتجاج ، ثم عاد لمواصلة دراسته في العام التالي بنجاح حتى بلغ الصف الثالث بكلية الصيدلة ، ثم فوجئ بقرار آخر ، هذه المرة بفصله نهائيًا من الكلية بزعم ان شهادته الثانوية كانت من المساق العلمي (رياضيات) وليس (احياء) ، وقد شفع عميد الكلية قرار الفصل بنصيحة منه للطالب (هيثم) دعاه فيها لمحاولة الحصول على ( استثناء ) من حضرة وزير التعليم العالي .

لم يترك ( هيثم ) بابًا من ابواب السلاطين الا طرقه ، كتب لوزير التعليم العالي بعد ان فشل في مقابلته ، ثم كتب الى علي عثمان ثم الى عمر البشير ، واهملت مراسلاته و لم يتلق عليها ردًا من مسئول حتى بتطييب الخاطر ، فاستجار بعدالة الاسلام ، فلجأ الى القضاء ورفع دعوى قضائية ، ولا تزال دعواه تتخبط من محكمة الى اخرى منذ ذلك التاريخ دون ان تصل الى نتيجة في تعويض التلميذ المكلوم عن خسارة مستقبله بالكامل .

ادرك ( هيثم ) انه كمن يحارب قطيعا من الاسود ببسطونة ، وقرر ان يرفع راية الاستسلام ويعلن هزيمته وانتصار دولة الانقاذ ، فكان خطابه لوزير داخليتها ، يعفي فيه الدولة من كافة حقوقه عليها ، ويعلن انفصاله عن دولة الانقاذ ، ويبقى في البلاد بصفة ضيف زائر كشأن 3 مليون آخرين من غير المواطنين الى ان يأذن الله في امره .

من جملة خطابات ( هيثم ) التي ارسلها لسلاطين الدولة خلال محنته ، لم يتلقى ردًا الا من سعادة اللواء شرطة بابكر احمد الحسين ، مدير المكتب التنفيذي بوزير الداخلية ، يفيده فيها بان دولة الاسلام قد وافقت على طلبه باسقاط الجنسية عنه شريطة تقديمه لما يفيد بقبوله كمواطن لدى دولة اخرى ، ثم مضى اللواء بابكر الحسين في شرح اسباب قراره للمواطن (هيثم) فقال فيه : ( عدم قبولك بواسطة دولة اخرى سوف يخلق حالة انعدام جنسية وهو امر حظرته المواثيق الدولية )

لم يرهق اللواء الحسين نفسه ببيان المواثيق الدولية التي تمنعه من تحرير (هيثم) من مواثيق دولته التي اهدرت مستقبله واحالته الى تائه بلا مصير ، ولعل حضرة اللواء معذور في ذلك ، فجملة الطلبات التي ترد مكتبه يتقدم بها مواطنون مرفهون قبلتهم دولا اخرى ( معظم طلبات اسقاط الجنسية ترد من سودانيين مقيمين بدول مجلس التعاون الخليجي التي تمنع قوانينها ازدواج الجنسية ).

ماذا دهى هذا الوطن الذي بات يهدي الينا كل صباح سببًا يزيد به من عذاباتنا !!! ، ان حكاية الابن (هيثم) هي وصمة عار في جبين العصبة التالفة التي تحكم البلاد باسم الدين ، عصبة يختار فيها الفاشلون والراسبون من اولادها وبناتها الجامعات التي يفضلونها ويبتعثون لنيل الشهادات العليا في البلاد التي يختارونها دون ان تكون للبلاد حاجة لهم ولا لدراساتهم .

هون عليك ابننا الهيثم ، فقد سبقك الالاف من اعمامك واخوانك اختاروا الانفصال من دولة الانقاذ ، ولك اخوة واخوات في عمرك ، حرمتهم الانقاذ من اوطانهم فعاشوا مع ابائهم لاجئيين ومهاجرين ، لا يعرفون عنه الا ما تورده الصحف ووكالات الانباء ، فقد اضحى الوطن بلا شعب والشعب بلا وطن ، وان كانت عصبة الانقاذ قد حكمت عليك بضياع مستقبلك الدراسي ، فذلك لانها قد ادمنت تسبيب الهلاك لمواطنيها ، فالقسوة والتشفي تجري في عروقها مجرى الدم ، فقد اهلكت انفسًا وارواح ، قطعت اعناقا واوصال ، قطعت ارزاق نصف مخدومي الوطن وارسلتهم الى الطرقات اما عطالى او متسولين ، اهانت الكرام ، واكرمت اللئام وشذاذ الآفاق .

يا بني يا هيثم ، انظر حوليك ، كم ترى من الضائعين والضائعات ؟ العاطلين والعاطلات ، اليتامى والحيارى والتائهين ، عزاؤك يا هيثم انك لست وحدك الذي ضاع مستقبله ، فكلنا قد ضاع ، ووطننا قد ضاع .

الطالب المكلوم (هيثم) ، كتب برسالته فصلا جديدا من فصول الهزيمة ، وعزاؤنا انه مواطن قرر الانفصال عن دولة الانقاذ لا عن دولة السودان ، ولا حول ولا قوة الا بالله .

سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر

[email protected]

تعليق واحد

  1. قصتك ياهيثم شبيهة بقصتي اقول لك يااخي تشبث بالأمل وإنشاء الله سيأتي يوم يقتص لك من هؤلاء الظلمة الذين مستقبل الاف الشباب
    الثورة قادمة ورياح التغير قد هبت بشائرها

  2. إذا كان وزير داخليتنا غير سوداني كما تتحدث مجالس المدينة فقد ثيل أنه عندما كان طالبا بمصر كان رئيس اتحاد الطلبة الارتريين فكيف لا يقبل هذا الضابط العظيم انفصال هيثم من دولة الرسالة والتوجه الحضاري مع أن دول الاستكبار تمنح جنسيتها لكل مولود بارضها مهما كان لونه أو دينه …. وهم بصدد حصر الدولة في قبيلتين من قبائل السودان حسبنا الله ونعم الوكيل

  3. وما الجديد فى هذا الامر؟فى ظل الانقاذ توقع اسواء انواع الظلم 00الكل مظلوم ويحيط به الظلم من كل جانب وحتى زبانية الانقاذ ظلموا انفسهم وهم لايشعرون!! وكان ينبغى عليهم ان يتذكروا خالقهم (إذا دعتك قدرتك الى ظلم الناس فتذكرة قدرة الله عليك) الله00الله يالها من كلمات بليغة، ولتذكروا أن لاشال ولا مركوب او عمة او جلباب ناصع البياض سوف ينفعهم ولا تطاولهم فى البنيان سوف يشفع لهم سوءاتهم ،أما هيثم والشعب السودانى لهم رب سيعوضهم خيرا بإذنه تعالى،ولنتذكلر ما فعله جعفر نميرى وزبانيته وسدنته واين هم الان ؟ولا شك ان نميرى صار مصيره بين يدى القاهر الجبار المنتقم الذى لايظلم احدا من عبيده00هل سوف يتذكر اهل الانقاذ مثل هذا اليوم او حتى هى من اهتماماتهم بعد ان ذاقوا حلاوة الحياة وبعد ان وفروا لاسرهم كافة متطلبات النعيم واقصد نعيم الدنيافأنساهم الله انفسهم وتركهم فى غيهم يهمعون!! ويضرب لهم الرحمن امثالا علهم يتعظون ولكن هيهات!! ولا يتذكرون الذين قضوا منهم بمختلف الوسائل ولكنهم لايتذكرون ان الموت هو اقرب لهم من حبل الوريد وإلا لكان الاولى ان يعيشوا هم ايضا ويعتقدون ان الموت صمم لغيرهم وكتب لهم الحياة الابدية! ولذا لن يهتموا بقضية هيثم بل لن يهتموا بقضية أى مواطن!! ولاول مرة فى تاريخ انسان السودان تجد إسرائيل من يطرق ابوابها مستجيرة بها من ظلم حكامه!!0

  4. انه الوطن الذي لم يكتمل بنائه عزيزي (هيثم) سرقع قراصنة اتو من اين هذا هو التسأؤل الذي لم نجد له اجابة !!!! انه واقع حزين .

    وطن مجرد واطة لمت ناس

  5. الاخوة

    حقو كل السودانيين يتقدموا بطلبات للامم المتحدة وكل المحافل بسحب كل جنسيات هذه العصابة !!

    وياهيثم

    النور في الآخر حيطل الدار

  6. قال صيدله الاسلاميه قال من 2001 وقبلها فى الهند القرو صيدله الاسلاميه قبليك سو بيها شنو ياولدى مااخير تكسب زمنك:D :D

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..