مقالات وآراء

 يا آلهة جبل أوليمبوس، ليس بالرئيس تبنى الدول!!

بدون تطرف في الرؤية فإن الانسان أو البطل هو مجرد (أداة) يستخدمها التاريخ لتحديد مساراته، فكل الذين غيروا مسارات التاريخ هم في حقيقة الأمر أدوات أنتجتها شروط وتحديات مرحلة، ينتخبهم التاريخ من بيننا فهم ليسوا آلهة. فلا بد من لاعب يسجل الهدف، بينما المباراة يقودها فريق من اللاعبين ومن الطواقم الفنية والطبية والإدارية وألوف الجماهير البسيطة. ولكننا نتاول التاريخ بعقلية أبو زيد الهلالي ورونالدو من أجل التسلية والهروب من الواقع عِوض مواجهته، لذلك نظل نصنع كل يوم إله ونمرود وفرعون، فكل الاعناق الآن تشرئب لمجالس آلهة جبل أوليمبوس من سيادة وحكومة، والكل زعلان وحردان ولسان حالهم ومقالهم (أريد أن أكون إلهً).

لن تكون الحكومة القادمة سوى أداة ضمن أدوات أخرى يستخدمها المجتمع لقضاء حوائجه، والأداة تظل أسيرة مستخدمها، ما لم يتحلى المجتمع بالوعي الكافي فستنقضي سنوات الحكومة رغم ما فيها من كفاءات وهي غارقة في الفساد (السلطة مفسدة) وتلعن في الدولة العميقة التي حتماً ستضع كافة العراقيل للحيلولة دون نجاح الحكومة، فالدولة العميقة ليست هي المؤتمر الوطني فقط، وإنما هي كل ما من شأنه أن يعيق مسيرة التطور، فهي كل العقليات القديمة من أصحاب المصالح الضيقة من موظفين ورؤساء أقسام وغفراء مؤسسات وأئمة مساجد وسائقي بصات وأصحاب رقشات وأطباء وتجار وأساتذة جشعين ومواطنين كسولين، هي أنا وأنت مالم نتغير.

يحكى أنه التقى ثلاثة جراحين أصدقاء في إجازة على شاطئ البحر، فقال الأول: “صادفت رجلاً فقد ساقيه في الحرب. فركبت له ساقين اصطناعيتين وقد صار بعدها أشهر عدَّاء في العالم!” فقال الثاني: “هذا لا يقارن بما حصل معي، فلقد صادفت امرأة احترق جسدها بالكامل، فأجريت لها عملية تجميل. وعلمت بعدها أنها أصبحت ملكة جمال العالم!”. أما الثالث فكان متواضعاً وقال لم أفعل شيئاً يذكر، وتحت اصرار صديقيه قال: “جاؤوني برجل مقطوع الرأس، فوقعت في حيرة من أمري، وسارعت إلى الحديقة أحاول أن أفكر في شيء، وفجأة وقعت عيني على (قرعة)، فأخذتها وزرعتها مكان الرأس المقطوعة، هل تدرون ماذا حدث؟ لقد صار ذلك الرجل رئيساً لدولة!”.

لعن الله الجهل والجهلاء أرباب الخرافات من مقطوعي الرؤوس!!!!!!

صديق النعمة الطيب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..