سيكون لحمنا مراً

سيكون لحمنا مراً

عبد الحفيظ مريود

* الذي لم يقله السيد علي كرتي، وزير الخارجية، في حديثه الذي لم يعجب الشقيقة مصر، هو أن الشقيقة لم يعد لديها شيئاً تفعله في الشأن السوداني، ليس زهداً منها، وليس دعماً للوحدة أو للإنفصال، ولكن تفتقر الشقيقة للدور المناسب، بسبب أنها باتت تفتقر الى أشياء كثيرة، أهمها الاحترام.

* فالكتابات الضاجة، والملفات الكثيفة على أيام مباراة مصر / الجزائر، التي جعلت الإخوة في الشقيقة يتساءلون : لماذا يكرهوننا ؟ كما لو أن الشقيقة هي الولايات المتحدة صبيحة الحادي عشر من سبتمبر، سؤال لم تقف الشقيقة جيداً لتتلقى الأجابة عليه، والتي كانت ? على الأرجح ? ستكون صفعات متتالية من الأشقاء العرب، و الافارقة على حد سواء .

* ذلك أن خلق الأوهام، وتصديقها هو الذي أفلحت الشقيقة في صنعه لنصف قرن من الزمان وأكثر، مستكثرة على الآخرين جميعاً أن يكتشفوا أن الإخوة “موهومون” كفاية ويجب على أحد ما، أن يعمل على أخراجهم – بالحسنى أو غيرها ? من غياهب الوهم ذاك، حفاظاً على ” المصلحة العامة”.

* وكون وزير خارجية الشقيقة، أحمد أبو الغيط، يخرج شاهراً كذبته البلقاء، ومصدقاً إياها، بأن ” حدود مصر الجنوبية معروفة ” بما يفهم صراحة وليس ضمناً بأنه رد ? يفتقر الى اللباقة ? على حديث رئيس الجمهورية ، في إطار زيارته لبورتسودان بأن حلايب سودانية، يصب في الموجة الأخيرة التي ضربت الشقيقة فقراً في الخيال ، وفقراً في الجوار وفقراً في الإخوة العربية الافريقية.

* كنت ? على أيام كتابة الزميلة أسماء الحسيني بهذه الصحيفة ? قد تناولت تعقيباً على كلمة لها ” مصر والفرصة الأخيرة لإنقاذ السودان ” أن سياقات أحاديث الدكتور جعفر ميرغني ، عضو وفد السودان المفاوض برئاسة وزير العدل حينها محمد عثمان يس، مقابل الوفد المصري المفاوض برئاسة وزير الخارجية حينها عمرو موسى، تشير الى ان هناك عروضاً مصرية تم تقديمها للسودان بشأن حلايب، تتنافى مع الصوت الجهير، ذاك الذي خرج به أحمد أبو الغيط، قبل أيام، أو ذاك الدبلوماسي المصري، رفيع المستوى الذي فضل عدم ذكر أن حلايب مصرية، وأن ثمة ” اسلاميين ” داخل المؤتمر الوطني يسعون الى تخريب “العلاقات ” .

* لكن سعادة وزير الدولة بالخارجية كمال حسن علي يلطف تيار الهواء الساخن القادم من تلقاء الرئيس، وهي عادة سياسية ينبغي أن يكف عنها موظفو الخارجية، حتى ولو كانوا بدرجة وزير دولة.

* وحين نقلت وسائل إعلام الدنيا كلها كلمة للرئيس الايراني أحمد نجاد يقول فيها إن اسرائيل ورم سرطاني ينبغي أن يزول من الوجود حاول سفير ايران في باريس أن يجد تبريرات ” لسياق أحاديث الرئيس ” لكن الرئيس الايراني استدعاه وأعفاه.

* مراجعة الوضع هنا، تقتضي ترابية السيادة هذه والحفاظ على الصورة الرئاسية، فالرئيس في بورتسودا ، واو، ألسكا أو غيرها، لا يهرف، ولا يتحدث ” خارج دوائر صلاحياته واختصاصاته ومسؤولياته ” . وحين يقول إن حلايب سودانية، فهو لا يعني ? قطعاً ? الإجابة على أسئلة هامشية طرحها مواطنو بورتسودان، ليس ثمة سياق ينبغي تبريره هاهنا لأحاديث الرئيس، من صغار موظفي الخارجية أو كبارها، أو مسؤولي ملف العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني . كما لو أن الرئيس سيغير أقواله في مكان آخر وهو يحتسي الشاي في صيوان عزاء.

* حلايب سودانية في كل سياق جاء كلام الرئيس، وكلام كل سوداني تهمه البلاد وسيادتها ، ولن نخطب ود أحمد أبو الغيط، أو مصر كلها بتبرير كلام الرئيس أو إيجاد سياقات له، كأن حديثه ليس من الحقائق المسلم بها.

* وكما كان يقول محمد طه محمد أحمد، رحمه الله، من هنا الى حلايب .. سيكون لحمنا مراً.

صحيفة الحقيقة

تعليق واحد

  1. رحمة الله على محمد طه الرجل الشجاع الضرغام ..ونعلة الله على رجال الخارجية الاقزام
    لك الود اخى ود مريود

  2. اه ثم اه ثم اه ماتفعله مصر فى السودان من تدمير بكل الوسائل لم تفعله اسرائيل بفلسطين وحتى لايكون اتهاما فى الفاضى سوف اذكر بعض الحالات وارجو من المتبابعين اتمامها لاننى اعرف بعض اعمال مصر وليس كلها
    اولاً ابدا بالبعثة التعلمية المصرية بالسودان اولاً هى ليس بتعلمية لانها كانت بعثة تدميرية واسف اذا كانت هنالك بعض الاخطاء فذلك لاننى حريج هذه البعثة . والحمدلله على اننى قضيت معهم ثلاثة سنوات ولااقول درست لان البعثة المصرية لم تكن بها دراسة وانما هى فوضى وتدمير للناشئة . سوف احدثكم عن الامتحانات هل سمعتم بامتحانات يدخل الطلاب ومعهم كتبهم ليس للمذاكرة قبل الامتحان ولكن للاستعانه بها فى حل الامتحان وهذا مقصود حتى لانتقدم وهو اسلوبهم فى كل الدول العربية التى يعملون بها وعندهم مثل فى احدى البلاد العربية التى كان يعمل بها صديقى كانوا يقولول لهم خلى ال………. حمار حتى يطلع ولدك معار. واعود للسودان وانا خلاال الثلاثة سنوات فى الثانوية كما يقولون لم افتح الكتاب الا فى السنة الاولى قبل الامتحان الاول نصف السنة اجتهدت وذاكرت ولكن مع بداية الامتحانات تركت المذاكرة لماذا لان الامتحان يطلب منك ان تجاوب من الكتب ومن الطرائف ان امتحان اللغة الفرنسية جاء استاذ المادة وقراء الاسئلة ثم قراء الاجابة ثم ملى الاجابة حرف حرف وانتيجة كل الطلاب حصلوا على علامات كبيرة نظرياً ولكن فعلياً كان صفر كبير وعن الامتحانات هاكم هذه فى احدى الامتحانات عاب صديق عن مادة لانه نام ووصل متاخراً ولم يدخل الامتحانات وعند ظهور النتجة طلب من صديقه ان يحضر له النتجة وجاء هذا الاخير غاصباً بعد ان احضر النتجة اتعرفون لماذا لان صديقه الذى غاب عن مادة وامتحنها هو صديقه احرز درجات اعلى منه والله هذه ليست بنكته ولكنها حقيقة وكفاية كده لكن هنالك موضوع الجامعة وسرقت الاثار السودانية ونزيف التاريخ انشاء الله فى مرات قادمة

  3. رئيسنا زي في اللقاءات الجماهيرية زي الواحدة لمن يدقوا ليها الظار نازل رقيص وكلام خارم بارم ولغة ركيكة. لكن الجماعة الماسكين بزمام الامور عاوزنه كدا ومافي زول شغال بالكلام البقول فيهو

  4. يا عبد الحفيظ مريود .. خلي العنترية الفارغة .. كنت سأحترم كلامك جدا لو لم يأت تطبيلا لكلام حكومي … أي إنك تقول فقط ما يسمح لك النظام بقوله وفي الوقت المناسب له تماما ؟!! هل تستطيع أن تكتب ما كتبت لو كانت العلاقة مع مصر سمنا على عسل ؟ هو حلايب دي احتلت الليلة ولا أمبارح ؟؟….لماذا كان لحمك المر هذا حلوا طيلة هذه السنوات من عمر الاحتلال ؟… يا جماعة الكيزان ديل ما يزايدوا عليكم بحلايب لما تكون المسألة مع مصر بايظة ..(راجع في ذلك مقالات جميع ماسخي جوخ السلطان )….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..