الفيمنست في زمن لوشي .. تأملات على هامش ضريح الكديسة

(مقال ما قبل ضرس العقل)

و لوشي يا سادتي الكرام الإ بقناة سودانية42 سيئة الذكر… كانت بوابتها الى القناة وسائل التواصل االجتماعي لتقدم بها برنامجا اقتصاديا ضعيف المحتوى جيد التنفيذ كغالبية برامج القناة … فجعت في قطتها الاثيرة ذات صباح كالح فأثار حزنها النبيل موجة من السخرية اللاذعة من الجماهير العريضة

و محمد فتحي أيضا كما ولابد انكم تعلمون اعلامي آخر بنفس القناة دخلها هو الاخر يمتطي صهوة شهرته الاسفيرية .. ليقدم بها برنامجا ساخرا هو الاخر ضعيف المحتوى جيد التنفيذ .. أثار منظر شعر رأسه مشاعر من الغضب العنيف لدى جماهير عريضة اخرى بدعوى عدم موافاة منظر الرجل الصالح في العرف والتقليد ..

وبما أن الشك لا يداخلني البتة أن صورة المرأة الصالحة في ذات العرف و التقليد .. لم وربما لن تتضمن كيانا سنوريا ذو فراء الناعم على هوامش الاطار .. فانه من عدم العدالة عدم اتهام لوشي بما اتهم به محمد فتحي …
اما القناة سيئة الذكر .. فقد اوقفت محمد فتحي)(لحلاقته )حيث انه ربما يضر بمظهر القناة على ما يبدو ولما تضار لوشي البتة (اللهم طبعا الا من فقد قطتها تقبلها الله وعوض أهلها خيرا) فلا خطر يتهدد (مظهر) القناة فيما يبدو

و العقلية التي قامت بفصل احمد فتحي من القناة .. هي ابعد ما تكون عن العقلية التجارية … فالقاصي والداني يعلم أن الجدل الذي أثارته حلاقة محمد فتحي سيزيد بكل تأكيد من مشاهدات البرنامج مستقبلا … مما يعني نجاحا ماليا للقناة

فقد كانت عقلية ايدلوجية بامتياز .. لا أعني ايدلوجيا اسلامية.. (فهذا مما عرف عن اعلام الانقاذ بالضرورة) .. ولكن أعني ايدلوجيا ذكورية .. ترى أن للرجل الحق مظهرا عاما ال
يزيغ عنه الا(باطل) .. وان صورة الرجل السوداني (ود البلد) لا ينبغي لها ان تعاني الشروخ بسبب محمد فتحي و امثاله…. اوأن تؤت (الرجالة) من قبله ..لا قدر الله ولا سمح الطاهر حسن التوم

فبرنامج لوشي الجاد يا سادتي .. مجرد فقرة ترفيهية تعليمية من باب االسلوب العلمي المتأدب التلفزيوني .. حيث تعرض المعلومة (الهادفة) في قالب (ملوش) لتصبح سهلة الهضم …

لتصبح مكانة لوشي من الاعراب نائب فاعل مرفوع ل(سمحاته) متمم متحرك للديكور المبتزل المصمم بعناية رديئة .. وسيلة لأغراض التلوين مثلها مثل العرض الالكتروني الضحل الذي تقرأ منه …

وأما برنامج محمد فتحي (الساخر) يا سادتي … فهو فقرة جادة لتقديم برنامج هادف في السياسة مثله الاعلى برنامج باسم يوسف رحمه الله…

وربما كانت هذه هي خطيئة محمد فتحي .. فباسم يوسف ساخر (ببدلة وكارفتة) لاحلاقات مشبوهة وتيشيرتات ماركة (ولو أنه قدر لباسم ان يكون كذلك فلربما كان بالامكان غير ما
قد كان)

وهكذا فإن السخرية الجادة كانت أكثر تزمتا من جدية الكيتش الاقتصادي… وإنه أمر لو تعلمون (ملوش) وداير وزنة ان لم يكن مفتولا لا تسمن سمكرته ولا تغني عن اسبير

انه لمن سخرية القدر … أن ينم عدم الظلم عن ظلم افدح …فالعقلية الذكورية حتى عندما تدعي (الانفتاح) غير قادرة على التعامل مع المرأة بجدية ابدا… وإن شئت فقل بإنسانية… فهي اما تضاريس أيروسية لا مكان لها من الإعراب الا اللواشة و اما (درة مصونة) لا مكان لها أصلا
… شاهدنا ذلك على امتداد التاريخ الرأسمالي في العالم وما نشاهده اليوم على يد برجوازيتنا الطفيلية في ادارة سودانية42 …

و إن لك – عزيزي القارئ- أن ترجع البصر في هذا (الانفتاح) على طريقة الطاهر حسن التوم فهل ترى من (لواشة)؟

ثم ارجع البصر كرتين يستحيل التناقض مفهوما اذا ما قرأته في اطار البرجوازية الطفيلية من أنصاف المتمدنين الرافلين في نعمة من عمى البصيرة وعنة التفكير النقدي

فالحرية الشخصية و البلد (في شاشة) يضيق ماعونها عن (تسريحة شعر)… اما (لوشي) فمجرد دمية تستخدم للفت الانتباه والتلويش بالمشاهدين

الشريف الهندي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..