أسف العرب على ربيع العرب!

د. علي حمد ابراهيم
ما تقوم به العناصر القبلية الجاهلة فى اليمن وفى ليبيا من فوضى عارمة لم يترك لشعوب هذه البلدان غير الحزن على ربيع كان أملا مورقا فى الافئدة قبل ان يرحل ويزاول الروض و لما يكتمل بدر تمامه .
لقد أملت شعوبنا العربية فى أن يكون مقدم ما اطلقت عليه الدوائر الاعلامية الغربية صفة الربيع العربى ، أن يكون فاصلا بين عصرين ، عصر غابت فيه الارادة و المشاركة الشعبية، و عصر يستلزم حضور الارادة و المشاركة بما يتوافق مع ديدن الحياة فى عصر الالفية الثالثة المشحون بكثير من الايجابيات والمنذر ، فى نفس الوقت ، بالكثير من السلبيات بسبب ارتفاع سقف الطموحات الوطنية على المستويين الرسمى و الشعبى فى طول المعمورة وعرضها . لقد فوجئت شعوب الربيع العربى بسلوكيات شباب اتضح انه شباب معطل الذهن ، ضحل التفكير، سهل القياد والانقياد ، يقتل نفسه ويهدم بلدانه مقابل لا شئ ، ولا قدرة له على التمييز بسبب الحياة المنغلقة التى عاشها هذا الشباب فى واقعه السالب القديم الذى لم يتح له رؤى ثاقبة ، توفر له سبيلا ينفذ به الى فضاءات أرحب من التفكير السليم . لقد كفى تلك الشعوب حزنا أن تشاهد الشباب اليمنى والشباب الليبى ، مثلا ، أن تشاهده على مدار الساعة وهو يحمل معاول الهدم بدلا من معاول البناء، ويشرع فى تدميرالقليل الموجود بطبيعة الحال ، دون أن يسأل الواحد منهم نفسه سؤالا بسيطا : لمصلحة من يفعل هذا. ان هؤلاء المساكين عقليا ، و المسيرون كما تسير قطعان الضأن الخاملة عن الحجى ، لن يحيروا جوابا على سؤال مثل هذا. فهم ليسوا فى عير الفهم السياسى . و لا فى نفيره ، لكى يدركوا انهم صاروا مجرد ادوات فى أيدى قوى ذات اجندة خفية تحركهم كما تحرك قطع الشطرنج . والنتيجة العائدة من هكذا فعل لا تساوى الدماء الغزيرة التى سالت فى ساحات ثورات الربيع العربى ذات يوم عربونا لواقع جديد تبحث عنه الشعوب التى نامت طويلا فى بياتها الشتوى. صحيح إن الأمانى تعز عند الطلب . لقد كانت أمانى الشعوب التى ثارت و فاجأت الطغاة الحاكمين على حين غرة حتى استسلموا منهزمين ، و اصبحت تلك الامانى قاب قوسين او ادنى ولكن الطغاة المتمرسين سرعان ما استعادوا زمام المبادرة بحكم خبراتهم الممتدة فى الحبك والتوليف . لم يمض وقت كبير حتى تمكنوا من لملمة الربيع و طيه .
ان ما يفعله الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح باليمن اليوم هو ذبح كامل لامانى الشعب اليمنى دون اعتبار للدماء والدموع التى سكبت .
رسالة الرئيس اليمنى السابق للشعب اليمنى تقول ” إما فيها وإما أطفيها “. و لما تبين له أنه لا يمكن أن يكون فى جحفل الثورة ، فقد قرر أن يطفى جذوة الثورة عن طريق استقدام الحوثيين . لقد نجح الباطل مؤقتا ، مع الأسف الشديد.
اخي الحبيب علي لك كل الود . انا وانت عشنا بعض ايام الادارة البريطانية . كانت خير من كل الحكومات الوطنية . استهلت حكوماتنا الحياة . بمذبحة اول مارس ومذبحة اهلنا في جودة . وتوجت كل ذالك بانتفاضة الجنوب والمذابح .
ان اسرائيل عندما تحتل ارض عربية ،يجد سكان الضفة الغربية الامن والاقتصاد المتطوز بالرغم من الكبت السياسي . واليوم في امكان اسرائيل ان تسرح نصف جيشها. فلقد قام العرب بادارة الحرب عوضا عن اسرائيل وهزموا انفسهم . والعرب رائعون في تسبيب الدمار . هل مارس الاسرائيليون الاغتصاب في الاراضي العربية ؟ الذي مارسه السودانيين داخل بلادهم . انها العقلية الخربة . كتبنا وقلنا ان جنود الامم المتحدة من افريقيا سيغتصبون وسيمارسون الفساد . لان فهمهم ملتوي . وجنود العالم الثالث تعليمهم بسيط او معدوم . وهم من دول يعتبر فيها العنف والاغتصاب مكمل للحياة .
التحية للاخ علي حمد,أن علي عبدالله صالح لا يختلف كثيرا عن عمر البشير كلاهما حطم ودمر احلام الوطن,وان العمل الممنهج الذي قادهـ المؤتمر الوطني في مذبحة سبتمر ماهو الا اجهاض لمسيرة الحرية والتطور والانعتاق من جاهلية وعقلية وقبلية المؤتمر الوطني