هل رأت امريكا أن نظام الانقاذ يقترب من نهايته؟

التردي الاقتصادي الذي تشهده البلاد حالياً و من عجر في الميزان التجاري و عدم و خلو الصادرات السودانية تماماً من الاسواق الدولية، أدي بسببه الي ظهور نموذج جديد من الثورات و هي ثورة العصيان المدني الاخير.
يعتبر الماركسيون العامل الأقتصادي السير الرئيسي وراء نشوء ظاهرة الصراع الدولي وأن كل الحروب تحركها أسباب ودوافع اقتصادية بينما ترى نظرية الحرمان النسبي الذي تعاني منه بعض الدول والشعوب قد يكون من بين العوامل العامة الدافعة بها في اتجاه التمرد على النظام الدولي في محاولة منها للحصول على نصيب عادل من المزايا والتسهيلات التي يتبعها لأعضائه الآخرين .
ولهذا السبب فأن الحرمان بما يصحبه من مشاعر الإحباط يعد عاملاً رئيسياً في تخليق الميل إلى العدوان والعنق السياسي . كما أن التأثيرات الضاغطة لثورة التوقعات الزايدة تغذي بدورها السلوك العدواني للمجتمعات التي تعاني من هذا الشعور بالحرمان .
المتابع لمجريات الاحداث الاخيرة نجد بأن إدارة اوباما رأت بأن نظام البشير اصبح قاب قوسين أو أدنى من الانهيار بعد ان كانت تجرم تماماً بأن هذا النظام لا يزول ابداً، ولكن بعد نتائج العصيان المدني، رأت أمريكا بان النظام اصبح لا كيان له و لا حتى من أبناء الانقاد الأصلين و الذين لم تجمعهم سوي المصلحة المالية فقط و ليس هنالك حزباً اصلا انما مجموعة من المنتفعين فقط، لذلك رأت الحكومة الأمريكية ان ترفع الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوداني و ليس علي الحكومة، حتي يكون للإدارة الامريكية وجه جديد تقابل به الشعب السوداني بعد زوال النظام قريباً، كل هذا سببه يوم العصيان المدني الذي أوشكت فيها الأمور أن تفلت والأشياء أن تتداعى إذا حصل هذا مرّة فلن يمنعه مانع من أن يحصل مراراً و تكراراً، وعندئذ ستكون قد تشكلت سنّة من سنن التغيير”. الجديد للتعبير عن رفض الشعب السوداني للحكومة بأسلوب جديد و فريد حير العالم و تخوف الإدارة الامريكية من ان تحذوا بعد الدول الي مثل هذا الاسلوب.

ثانياً:
التوسع الصيني في السودان وحتى مطلع التسعينيات كان الوجود الصيني فى السودان محدوداً جداً، يتمثل فى منشآت شيدتها الصين كمنحٍ للسودان، منها قاعة مؤتمرات دولية تطل على النيل الأزرق فى الخرطوم. شُيدت القاعة سبعينيات القرن الماضي في عهد الرئيس السابق جعفر نميري، وحملت اسم “قاعة الصداقة”، تعبيراً عن العلاقة الوثيقة بين البلدين، بالإضافة إلى مصنع نسيج يحمل الاسم نفسه فى مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة وسط السودان.
وفي العام 1989، صادف انقلاب عمر البشير وإعلان الحصار الغربي على السودان مع بدء توسع ?التنين? الصيني فى دول العالم شتى، ما جعل من السودان موطئ قدم لمصالح بكين فى القارة الأفريقية، ما قوبل بالترحاب من الحكومة السودانية، التي كانت بحاجةٍ إلى حليف بقوة الصين الناهضة، يساعدها على مواجهة القوى الغربية التي تحاصرها.
لذلك رأت الإدارة الامريكية من خلال التوسع الصيني في السودان انها لن يكون لها نصيب في السودان في المستقبل وذلك باتباعها اسلوب الحصار الذي فرضته على السودان و على شعب السودان. لذلك رأت ان تفتح الافاق الاقتصادية للاستثمارات الامريكية بالتوغل في السودان يقول رينوقات : أن دولاً صغيرة الرفعة قد خلفت بفضل موقعها الجغرافي اثر في التاريخ لم تخلفه دول أكثر سعة مزودة بموارد أكثر تفوقاً يقصد بالموقع وقوع الدولة بالنسبة للماء واليابسة أي الموقع البري . وفي الواقع أن كل موقع جغرافي ثابت على الكرة الأرضية ولكن قيمته السياسية تتغير ، وذلك في أطار علاقة الإقليم (الدولة ) بجيرانه .
ثالثاً:
تعتبر المعونات الاقتصادية واحدة من أهم الأدوات الضاغطة ، التي تستخدمها الولايات المحتدة تجاه السودان في سياستها الخارجية تجاه و دول العالم الثالث ، فالهدف الرئيسي من وراء تقدم تلك المساعدات التحكم في السياساسة الداخلية للبلاد و رفع تقارير كاملة عن مجريات الاحداث في السودان ،
و تتمثل هذه المعونات الذي ربما نشهدها في فترة الستة اشهر المقبله التي وضعتها الولايات المتحدة هي قيام هذه حكومة الانقاذ بتطبيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتبني الاقتصاد الحر و هذا القرار له نتائج حاسمة في الميدان الأقتصادي والاجتماعي لما لهذه المساعدات من أهمية فائقة في التنمية وبعد ذلك من قبيل الضغوط التي تمارسها امريكا تجاه السودان .

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..