مقالات وآراء

حتى لا نفقد الوطن

عبدالعزيز عبدالباسط

 

كل من حمل البندقية او اسس أحزباً سياسياً على وسائل التواصل وزعم انه وطني يدافع عن حقوق الناس جاء الى الخرطوم تحت مظلة سلام جوبا بغية أخذ ثمن نضاله المزعوم من لحم السودان الحي بل ومن عزته ومن كرامة جيشه الوطني ولكم في امراء الحرب القادمون من دارفور خير دليل فما ان استقرت الامور لهؤلاء ووجدوا المكاتب والمكيفات وركبوا العربات الفارهة وبدلوا الجحور التى كثيرا ما لدغوا منها الوطن بالبيوت المرفهة حتى تحالفوا مع البرهان الإنقلابي ونائبه الجنجويدي المجرم وسكتوا عن تسليم المخلوع عمر البشير للجنائية الدولية وسكتوا عن قاتل اطفالهم وزير الدفاع عبدالرحيم حسين الذي اباد اهلهم بالانتنوف وغضوا الطرف عن احمد هارون صاحب مقولة “عايزين شغل نضيف أضرب ما تجيبو حي” وصار همهم الاوحد هو تثبيت اقدامهم وتوسيع نفوذهم بمنح الوظائف لاقربائهم وتوزيع الرتب العسكرية (زي حلاوة قطن) كما سمعنا وتناسوا تماماً قضايا المشردات والمغتصبات من نسوة دارفور ولو كن امهاتهم او شقيقاتهم وهذه حقيقة يجب ان نعترف بها.
امراء حرب دارفور اصيبوا بسوء الخلق واصبح عدم الاخلاق عندهم موضه ومرض عضال لن تصلح معه علاجات ولا مسكنات لان ضمائرهم ماتت.
هؤلاء تحركهم ايادي خفية واصبح الابتزاز هو وسيلتهم واصبح اتباعهم الصغار على دينهم فهم لا يستحون ولا يبالون من احد بعد ان غابت عنهم المحاسبة والقائمون على امر السودان اصابهم صمت القبور بتقبلهم لهؤلاء تحت زعم السلام وعدم العودة الى الحرب وتناسوا شئ اسمه القانون وانعدمت عندهم المحاسبة واصبحت العدالة عمياء وبدأت الدولة في التفسخ والمجتمع في الانحدار.
فيا شرفاء جيشنا العظيم .. لا يجب ان يثبت هؤلاء أقدامهم ولا يجب ان يسمح لهم بتوسيع نفوذهم ولا يجب ان يسمح لهم بمغادرة الخرطوم فاي نفوذ او ثراء‮ يحققونه بطريق‮ غير‮ ‬مشروع واي قوة يحصلون عليها لا يعني ذلك غير‮ حقيقة واحدة هي ان ‬الفساد أخذ ‬ينخر‮ في ‬مجتمع‮ ‬الدولة وعلى الدولة ومجتمعها السلام.
مصلحة الوطن الحيوية القصوى لن تتحقق ما لم يتحرك شرفاء جيشنا للقضاء علي لوردات الحرب هؤلاء بإجتثاثهم من جذورهم الخبيثة فهم ليسوا سوا مبتزون يهددوننا بالعودة الي حمل البندقية ما لم نستجيب الي حقوق لا يستحقونها.
وعلينا ان نهذب نفوسنا ونصلح العلاقة فيما بيننا ونضعها في مسارها الصحيح ونرتقي بها إلى مستوى التسامح للاستفادة بها في خدمة الوطن ومن أجل التخلص من هؤلاء باي ثمن مهما كانت التضحيات حتى لا نفقد الوطن الذي اصبح مطمع لدول اقليمية تعرفونها وصار يتآكل من اطرافه..

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..