مقالات سياسية

أخطأ ت يا غندور.. وربح “الحفّارون”.. بلا ضمير

🛑 حينما يشتد “الحفر” بين السياسيين تتهاوي الوزارات:

🔵 لوبيات المؤتمر الوطني: سيادة الدولة وهيبتها.. في كف عفريت..

✍ قيل أن أحدهم، دعا صديقين له لوجبة غداء، وقام بإعداد “صحن فتة”، ووضع كمية كبيرة من اللحم في أعلى الأرز، فبدأ الإثنان في الأكل، وفجأة وقع اللحم كُلّه في جانب أحدهم، فقال مداعباً صديقه: “عرف الخير أهله فتقدم”، فرد عليه صديقه في الحال: “بل كثُر النبش تحته فتهدّم”.

✍ النبش والحفر الوزاري، هي نتاج للدسائس والمؤامرات السياسية، حينما تغيب المؤسسية والمنهجية عن السياسيين بالحكومة، وتصبح لغة منافع اللوبيات ومصالحهم الذاتية هي القانون السائد، ضاربين بالمصلحة العامة والوطنية عرض الحائط، فتتفشى ظاهرة انتقام اللوبيات فيما بينهم، قيادات “تحفر” لبعضها البعض، وتحيك المؤامرات فيما بينها منصرفة بذلك عن التنمية وهموم الوطن، الى صراعات جانبية تزيد أوضاع البلاد سوءاً وتدهوراً.

✍ ما فعله بروف غندور وزير الخارجية أمام البرلمان، أدخل الوطن والدولة في “عنق زجاجة”، وأسقط هيبة السودان، بين الدول، وتظهر في موقفه “سياسة الحفر” واضحة، فبعد أن صمت الرجل شهور متحملاً، المأساة التي تعيشها وزارته، أنهي صبره هذا بتصريحات أمام البرلمان، قصمت ظهر الدولة خارجياً، وكشفت سوءة القائمين على بنك السودان وعجزهم عن حلّ أبسط الأمور وهي استحقاقات ومرتبات منسوبي وزارة الخارجية بمختلف البلدان.

✍ فشل المؤتمر الوطني في أن يُشكّل منظومة واحدة متحدة تعمل في تناسق وانسجام، وقد أقرّ بهذا الفشل د.فيصل نائب رئيس المؤتمر الوطني حين قال: “تاني البحفر حفرة لأخوه بندفنوا فيها”..
وتحمل هذه العبارة مفهوماً واضحاً أن صراع اللوبيات داخل الحزب قد اشتدّ وزاد وطيسه، وحميت ناره.

✍ وفي رأي الشخصي أن د.فيصل لّخص الوضع بكل تجرّد ونكران ذات، ولم يخفي الحقيقة، والتي أيضاً لم يُخفيها وأظهرها غندور أمام البرلمان، ولكن جاء تصريح غندور مُجرّداً من الحس الوطني العالي، باعتبار ارتباط وزارته بالسياسة الخارجية، وقد أدخل تصريحه هذا الوطن في أزمة دولية حقيقية ستؤدي لعواقب اقتصادية مُدمّرة، وربما تؤدي لتغيير سياسات بعض الدول مع السودان، بعد أن علمت هذه الدول بعدم مقدرة الدولة على الإيفاء بالتزامات وزارة الخارجية.

✍ غندور، ليس هدفه المرتبات والاستحقاقات التي تحدث عنها، فهو سياسي مُحنّك، ورجل نقابي من الطراز الفريد، ونجح في موقعه كوزير للخارجية وحقق نجاحات عديدة، ولا أظُنّه جاهلاً بعواقب كلمته أمام البرلمان، حين جلس أولاً في مكتبه لإعدادها وتجهيزها، فبالتأكيد خبرة الرجل السياسية ستجعله مُلّماً تماماً بعواقب أي كلمة يتفوه بها أمام البرلمان الذي يحتشد فيه جميع النواب البرلمانيين بالمجلس الوطني، فلا يعقل أنّ رجلاً برجاحة غندور وعلمه وخبرته الادارية السياسية، أن يقوم بطرح مشكلة أمام البرلمان باحثاً عن حلّها، ومناشداً بالتدخل لحلّها، وهو يعلم تماماً أن طرحه لهذه المشكلة سيتولّد عنه مشكلات وأزمات سياسية أكبر من المشكلة التي طرحها، لذلك فإنه قد يكون بنسبة كبيرة جداً، أنّ حديثه جاء كتنفيذ لبعض سياسات “الحفر” بين قيادات المؤتمر الوطني،

✍ أشدّ ما يُؤلم، أنّ بروف غندور رجل ناجح في عمله، وصادق في ادارته، وأضاف الكثير للخارجية السودانية، وقد كسب ثقة رئاسة الجمهورية حين أوكلت له ملف الخارجية الذي نجح تماماً فيه، غير أنه تسبب بتصريحه الأخير هذا في خلق أزمة جديدة أدخلت البلاد في مشكلة جديدة.

✍ المؤتمر الوطني، أصبح من ظاهره إصلاح الدولة والحرب على الفساد، وباطنه من قبله صراع اللوبيات والأجندة الخفيّة، التي بلا شك ستشتدّ، في الأيام المقبلة، وربما تتصاعد لمزيد من الاخفاقات التي قد تمس سمعة الدولة وهيبتها، لذا نتمنى من الحادبين على مصلحة الوطن من جميع الفئات السياسية، من الحزب الحاكم ومن حكومة الوفاق الوطني، التكاتف والوحدة الوطنية في لقاء جامع للوصول الى ثوابت سلميّة تحفظ للبلاد حقوقها ومصالحها العامة، من أجل الخروج بها من هذا النفق الضيّق الذي دخلت فيه، والعبور لدرب السلامة.

✍ أسوأ ما في قيادات هذا الوطن جميعها من كل الأحزاب السياسية، أنها تعتقد أن الخروج من هذا المأزق لا يكون إلا عبر الإقالات والإزاحة، متناسين أن الحلول السلمية وتنفيذ برامج الإصلاح، قبل أن يكون اقالة او ازاحة من مناصب، هو في الأصل تنفيذ سياسات اصلاحية على أرض الواقع والعمل علي تثبيتها والالتزام بها، خوف السياسيين من الحرب على الفساد ومن المحاسبة، دفع بالكثير منهم للجوء لقاعدة “عليّا وعلى أعدائي”، فصار بعضهم يحرق محالج القطن، وبعضهم البصات السياحية، وغيرها من تصرفات تعكس تماماً خوفهم من أن تطالهم يد الحرب الفساد.

✍ الجهات الأمنية بالبلاد هي المنوط بها الآن اليقظة والحذر والاجتهاد قدر الإمكان لايقاف هذا العبث السياسي، والوصول بأقصى سرعة لمكامن الفساد وتعطيلها، قبل إحراق ما تبقى من معطيات أو تلفها، مما يعجّل بمزيد من الخسائر الإقتصادية وتصعيد هذه الأزمة.

✍ السادة أعضاء المؤتمر الوطني: أما فيكم رجل رشيد..؟!

[email][email protected][/email]

20-4-2018م.

تعليق واحد

  1. سيدنا نوح طل يدعو قومه للإيمان بالله 700 سنة ولما قنع منهم دعا لهم بالهلاك لأنهم سوف لن يلدوا إلا فاجرا كفارا،، وغندور ظل يطالب بحقوق ومرتبات طاقمه وهم خارج السودان منتشرين حول العالم 7 شهور دون رد لم يترك رئيس الجمهورية ولا وزارة المالية ولا بنك السودان وصار الكل يمد لسانه لمطالبه المشروعة،، كل ذلك كوم وتهميش وزارته كوم آخر فقبل شهور أرسل البشير رسالة إلى الإمارات وإستدعى مصطفى عثمان إسماعيل وهو مجرد سفير لحمل الرسالة،، كان على غندور تقديم إستقالته في ذلك الوقت لأنه يمثل طعنة مباشرة في كفاءته.

  2. (( لجهات الأمنية بالبلاد هي المنوط بها الآن اليقظة والحذر والاجتهاد قدر الإمكان لايقاف هذا العبث السياسي، والوصول بأقصى سرعة لمكامن الفساد وتعطيلها، قبل إحراق ما تبقى من معطيات أو تلفها، مما يعجّل بمزيد من الخسائر الإقتصادية وتصعيد هذه الأزمة. ))

    كلامك هذا كالمستجير من الرمضاء بالنار.
    الجهات الامنية في السودان تتمتع بما تريد من غير ان يسالها احد , و هذا في حد ذاته فساد!!!!

  3. السلام عليكم في رأيي الشخصي المتواضع غندور فعل ما يريح الشعب السوداني من سؤال هل أفلست الحكومة …وهل هي جادة في محاربة الفساد أم هي مجرد جرعات بنج .. ما يهمنا كمواطنيين إعطاء البراءة للبروف غندور علي البيان الدمقراطي الشفاف أمام المجلس الوطني عكس ما تدعيه الحكومة في دستورها و مخرجات حوارها .. ونرجو من كل الوزراء والمسؤولين إراحة أنفسهم وتقديم مثل ما فعل غندور .. … والخروج عن هذه الحكومة بماء الوجه .

  4. سيدنا نوح طل يدعو قومه للإيمان بالله 700 سنة ولما قنع منهم دعا لهم بالهلاك لأنهم سوف لن يلدوا إلا فاجرا كفارا،، وغندور ظل يطالب بحقوق ومرتبات طاقمه وهم خارج السودان منتشرين حول العالم 7 شهور دون رد لم يترك رئيس الجمهورية ولا وزارة المالية ولا بنك السودان وصار الكل يمد لسانه لمطالبه المشروعة،، كل ذلك كوم وتهميش وزارته كوم آخر فقبل شهور أرسل البشير رسالة إلى الإمارات وإستدعى مصطفى عثمان إسماعيل وهو مجرد سفير لحمل الرسالة،، كان على غندور تقديم إستقالته في ذلك الوقت لأنه يمثل طعنة مباشرة في كفاءته.

  5. (( لجهات الأمنية بالبلاد هي المنوط بها الآن اليقظة والحذر والاجتهاد قدر الإمكان لايقاف هذا العبث السياسي، والوصول بأقصى سرعة لمكامن الفساد وتعطيلها، قبل إحراق ما تبقى من معطيات أو تلفها، مما يعجّل بمزيد من الخسائر الإقتصادية وتصعيد هذه الأزمة. ))

    كلامك هذا كالمستجير من الرمضاء بالنار.
    الجهات الامنية في السودان تتمتع بما تريد من غير ان يسالها احد , و هذا في حد ذاته فساد!!!!

  6. السلام عليكم في رأيي الشخصي المتواضع غندور فعل ما يريح الشعب السوداني من سؤال هل أفلست الحكومة …وهل هي جادة في محاربة الفساد أم هي مجرد جرعات بنج .. ما يهمنا كمواطنيين إعطاء البراءة للبروف غندور علي البيان الدمقراطي الشفاف أمام المجلس الوطني عكس ما تدعيه الحكومة في دستورها و مخرجات حوارها .. ونرجو من كل الوزراء والمسؤولين إراحة أنفسهم وتقديم مثل ما فعل غندور .. … والخروج عن هذه الحكومة بماء الوجه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..