مقالات سياسية

عهدنا مع آخر نظرات النقيب طيار محمد أحمد الصادق

د. حامد برقو عبدالرحمن

(١)

نحن..!

و أعني بعض مكونات غرب السودان؛ و تحديداً ( سكان جبال النوبة و سكان منطقة شمال غرب أقليم دارفور) لدينا تاريخ يمتد لأكثر من أربع قرون في مجابهة و هزيمة الجنجويد و أحفادهم على اختلاف المسميات و الحقب . بإستثناء معركة واحدة حظيت بإسناد جوي حكومي و تواطؤ بالخيانة من قبل صديق بدولة مجاورة (و حولها تباينت نتائج تقييم الناس )؛ فإن جميع تلك المعارك انتهت على نسق معركة أم صميمة و التي أذهلت العالم بموهبة العدائين الذين تذخر بهم مليشيا الدعم السريع ؛ حيث ترك مقاتلو المليشيا مدرعات الكفيل الخليجي ليسبقوا سيارات الدفع الرباعي للجيش و القوات المشتركة بأرجلهم ( ماراثون ام صميمة).

علمنا التاريخ بأن هذا الصنف من خلق الله تعالى لا يفهم غير اللغة التي يتم تلقينها لهم منذ ان غادرت حركات الكفاح المسلح مقاعد (الحياد الصوري) لتعبر عن غضبها و تعلن انتصارها لنساء و اطفال و عجزة السودان ، متلاحمة مع الجيش الوطني الذي كان في يوم من الايام عدو لها. ببساطة لأن الوطن لا يقبل القسمة الا على واحد لتصبح النتيجة الوطن نفسه ، دون أي سوء أو حتى خدش يصيبه ..!

(٢)

عندما أقتحمت قوات حركة العدل والمساواة مدينة أم درمان في مايو ٢٠٠٨ بعملية الذراع الطويلة ( و بغض النظر عن تباين مواقفنا من العملية نفسها) فلم يتعرض المقاتلون لأي مواطن أو مواطنة أو حتى الممتلكات العامة أو الخاصة. ليس الوازع الديني وحده الذي منع المقاتلين من اقتراف اي تجاوز أو جرم ؛ انما روح الانتماء إلى تراب هذا الوطن كانت لها كلمة الفصل بصرف النظر عن من اي إقليم ينحدر من يجلس على كرسي الحكم أو من يعارضه.

على نقيض مقاتلي مليشيا الدعم السريع و الذين أكثر من نصفهم أجانب من دول غربي افريقيا بينما النصف الاخر نفسه فإن جلهم قد دخل السودان أبان موجات المجاعة التي ضربت منطقة وسط و غرب أفريقيا في السبعينات و الثمانينات القرن الماضي، فنالوا الجنسية السودانية بالاستيطان ( و ذلك حق قانوني، بحسب القانون الدولي ). نالوا الجنسية إلا أنهم عجزوا عن نيل حب هذا الوطن. لأن لا جين لهم بين أتربة و ذرات تراب (النيلين، التاكا ، كادوقلي، و مروي ، وادي هور ، الباقير ، السرحان ، الكرمك و النعيمة ، بارا ، و الطينة، الباوقة .. و غيرها). أي أنهم ليسوا منا و نحن لسنا منهم.

ليس من الطبيعي و لكن من المتوقع أن يتصرفوا على البهيمية التي نراها.

(٣)

نظام الإنقاذ الذي اوردنا كل ما نعيشه من المحن و التي منها كارثة الدعم السريع لاشيء يجعلنا نذكره بغير لعنة. برغم ذلك فإن ما قدمه البشير و نظامه الإجرامي من إحسان في حق الجنجويد لم يسبقه فيه احد ، حيث نال (أنصاف المتعلمين) منهم و غير المتعلمين أعلى المناصب بالدولة الي سقف نواب رئيس الجمهورية، بجانب وزراء متنفذين إلا أن جميعهم نسي الجميل و انحاز للمليشيا المتمردة على أمل بائس لتكوين دولة عشيرة واحدة على أنقاض سودان الحضارة و التاريخ الممتد لأكثر من خمس ألف سنة.

أرأيتم من هم و كيف يفكرون ؟!

مع حفظ تقديرنا لكل من المملكة العربية السعودية و قطر و مصر بالرباعية العربية؛

الا انه لا أحد في هذا الكون يستطيع تركيع الشعب السوداني للجلوس مع من لا عهد و لا خلق و لا دين له. ذلك حتى إن شكلوا مائة حكومة اسفيرية برئاسة من هلك و سكن القبور ، أو برئاسة آخر باع أشواق شعبه بالخمور.

(٤)

أي سطر في سفر الجنجويد كبيرة لا تغتفر لكن لمأساة الشهيد النقيب طيار محمد أحمد الصادق فقرة تقاوم النسيان.

في نهار ١٥ ابريل ٢٠٢٣ عندما هاجم الغزاة قاعدة النجومي الجوية في جبل الأولياء أقلع النقيب محمد احمد العشاي بمروحيته الابابيل حتى لا تحرق .

بينما هو محلقاً في الأجواء ؛ اتصل به زميله الرائد طيار (الجنجويدي) محمد موسى ليخبره أن المليشيا قد انسحبت و عليه أن يهبط قبل نفاذ الوقود. وثق الشهيد في الزمالة و عشرة السنين و القسم الذي بينهما ؛ فهبط

بطائرته. فور خروجه من كابينة المروحية باغته الجنجويدي محمد موسى برصاصة في رجله ثم رمي به في ظهر سيارة تايوتا لينزف حتى لحق بالصالحين( إن شاء الله)

في الحرب التي فرضت على أمتنا من قبل قوى الشر فقدنا الكثير من الأطفال و النساء و الرجال ، و لكل واحد منهم قصة.

الا ان نظرات الشهيد النقيب طيار محمد أحمد الصادق العشاي و هو يرى ما حل بقاعدته و ما أصابه من زميله قبل أن يغمض عينيه شهيدا وحدها تمنعنا الجلوس مع مليشيا الدعم السريع.

اسأله الكريم الجواد أن يبني له و لجميع شهداء معركة الكرامة و أهاليهم و مناصريهم و كل من على دربهم من الأحياء بيوتاً متجاورة في الجنة.

المجد لأمتنا

و النصر لنا

[email protected]

‫6 تعليقات

    1. نظام الإنقاذ الذي اوردنا كل ما نعيشه من المحن و التي منها كارثة الدعم السريع لاشيء يجعلنا نذكره بغير لعنة
      لا انكر اهتمامي بكتابات حامد برقو، لسبب واحد هو تتبع عقلية الفلنقاي على طول مدة الحرب.
      اليوم عرفنا انه يعتقد و بصورة سطحية كالعادة ان نظام الإنقاذ انتهى و جعله يذكره، اي الانغاز، بغير لعنة!!
      هراء اليوم اطرب البلابسة و الطير. كل من وقع تحت تأثير تداعيات الحرب في تاريخ ١٥ أبريل و ما بعده، و عزل تفكيره عن كل ما سبق ظهرت فيه كل أمراض المواطن المتربي في ظل الانظمة الشمولية أنظمة الجهل و التخلف و الفقر فظلت اعناقهم لها خاضعين للذل و مثار للسخرية لدى الاخرين

    2. هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه وما لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء تهليل تكبير ، الله اكبر الله اكبر هههه يلعن ابو من جمعكم شوايقة حرامية وزعاوة عبيد كيزان بندقجية وعرب وحلب انتهازية مع من غلب

  1. دكتور حامد عبدالرحمن برقو
    رغم اختلافي معاك
    لكن اليوم مضطر ارفع لبك قبعتي
    شكرا على كلماتك
    ايوااا ياخي امشي في الخط ال يجمعنا

  2. أنا بستغرب في أبناء دارفور من القبائل الأفريقية أمثال هذا البرقاى تبعيتهم لاسيادهم الجلابة، يا المدعو برقو خليكم احرار انشدوا الحرية، زمان بعد تحرير العبيد، قالوا العبد سيده بقول ليهو أنت حر خلاص أمشي شوف ليك حياة حرة، يقول لى سيده ماعارف حياة غيرك ويظل مع سيده إلى أن يموت هؤلاء هم نوعية برقو دا لايمكنهم الفكاك من اسيادهم الجلابة حتى لو قام الدعم السريع بتحريرهم.

  3. التاريخ لا يرحم يا عزيزي برقو وانت تحاول تزوير التاريخ هنا بمقال ينم حالة نفسيه وسلوك تعويضي ناتج عن الهوان والهزائم التي لحقت بكم كقبيلة امتهنت مهنة قطع الطريق والسرقه والهمبته علي مر التاريخ وخالت انك السرقه والهمبته وقطع الطريق كافية لإيصالها لما تحلم به من اقامة دولة الزغاوة الكبري الي ان تبدد ذلك الحلم في معركة قوز دنقو وانتهي في معارك الخوي والدبيبات والحمادي بهلاك عبدالله جنا واغلب قيادات المشتركه ومعهم اسيادهم الكيزان ايضا.
    انت تقول ان لديكم تاريخ يمتد (لأكثر من أربع قرون في مجابهة و هزيمة الجنجويد و أحفادهم على اختلاف المسميات و الحقب) ولكن التاريخ القريب يكذبك ادعائك، فلو عدنا ل 50 عاما مضت لوجدنا ان اجداد الجنجويد الذين تزعم هزيمتهم كانوا يقيمون الزرائب ويضعون فيها اجدادك وحبوباتك واطفالهم حماية لهم من سيدك تاجر الرقيق الزبير باشا الذي كان يغير علي دارفور ومعه فرسان الشايقيه ويسبون اهلك رجالا ونساء واطفال ويبيعونهم كرقيق في اسواق الخرطوم وشندي ومروي ودنقلا وكريمه والقاهره! فكيف تدعي هزيمتهم في وقت لم تكن تعتبر فيه اكثر من عبد آبق وكل من يجدك يسترقك؟ ولدي سؤال بسيط هنا يدلل ينسف كذبك هذا من اساسه ويبرهن ان اجدادك لم يكونوا قبائل مقاتله ابدا عبر تاريخ السودان وانما قبائل تمارس النهب وقطع الطريق والسرقه متخفيين. والسؤال هو هل تملكت انت او اي من اجدادك الاحياء والاموات حصان اصيل وعدة حرب من الحراب بأنواعها وسيوفها؟ هل تستطيع ان تفرق اصلا بين الحصان الاصيل وحصان الكارو؟
    انت يا عزيزي مجرد مدعي بطولات وليس لك تاريخ في السودان لا قبل 400 عاما او حتي قبل 40 عاما ولا تملك حاكورة حتي اليوم بإسمك قبيلتك في اي بقعه من السودان اطلاقا وانت ايضا وافد للسودان وتنتمي للفولاني في النيجر ونيجيريا مثلك مثل غيرك من السودانيين وحتي الجنجويد اكثر اصالة منك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..