استقالة من وزارة العدل

هشام طه مساعد

بسم الله الرحمن الرحيم
وزير العدل
يميزبين المعاق وغير المعاق في تولي منصب قيادي
ولا ينفذ قانون المعاقين واحكام الدستور فيما يخثص باحكام الاعاقة والاتفاقية الدولية للاشخاص ذوي الاعاقة

مقدمة عن الاستقالة :-
كنت ضابطاً ً في القوات المسلحة فاصبت بطلقة رصاص أثناء تأدية واجبي في أحد العمليات الحربية (في أوائل السبيعينات ) في منطقة الدادنقا في جنوب السودان (انذاك) فأحدثت شقاً بالنخاع الشوكي سبب لي شللاً نصفياً .
لم تلن تلك الأصابة من قوة عزيمتي وواصلت مسيرة حياتي بصورة طبيعية وعادية فالتحقت بجامعة القاهرة فرع الخرطوم انذاك وتخرجت بليسانس حقوق ثم حصلت على شهادة امتحان مهنة القانون ثم شهادة المحاماة .
في الجانب العملي التحقت للعمل بوزارة العدل مستشارا في عام 1978 بعد اعاقتي وتدرجت في السلم الوظيفي حتي درجة مستشارا عاما (ا لدرجة الاولي الخاصة ) ثم انتدبت للعمل بسفارتنا بموسكو للعلاج والعمل بالسفارة عدت بعد ذلك وحصلت على درجة الماجستير بعنوان (الشهادة وموقعها في الاثبات) ثم سافرت للمملكة العربية قي اجازة بدون مرتب وعملت في المركز العالمي الاسلامي للاعاقة بالرياض وقمنا بعقد مؤتمر عالمي بالخرطوم افتتحه النائب الاول لرئيس الجمهورية في عام 2001 واشتركت فيه اكثر من 25 دولة من مختلف دول العالم وقي اثناء ذلك حصلت على درجة الدكتوراة بعنوان (أحكام المعاق في الفقه مقارناً بالقانون ) .
في جانب الاعاقة ادخلت رياضة المعاقين في السودان في عام 1975 وحاليا امين عام اللجنة البارلمبية لرياضة المعاقين ومن مؤسسي الجمعية السودانية لرعاية وتاهيل المعاقين في عام 1976 وتوليت بها عدة مناصب قيادية وايضا من مؤسسي الجمعية السودانبة للمعاقين واصدفائهم يالمملكة العربية السعودية وكنت رئيسها وايضا من مؤسسي الشبكة السودانية للمنظمات العاملة في مجال الاعاقة وحاليا رئيس مجلس ادارتها كما انني كنت عضوا في عدد من المنظمات والمجالس القومية والاقلينية والدولبة .
ظللت في اثناء فترة عملي بوزارة العدل بادارة التشريع ومستشار غير متفرغ بوازة البئبة والغابات والتنمية العمرانبة فتخصصت في مجال التشريع وهذا مما جعلني مشرفا علي عدد من القوانين ومن ضمنها قانون اصحاب مهن الانتاج الزراعي والحيواني لسنة 2011 والذي كنت متايعا له لاكثر من عامين منذ ان كان فكرة وحني صدوره كقانون وقد نص هذا القانون علي تعين مسجلا خاصا لتنظيمات الزراع والرعاة , وهذا ما دفع اتحاد عام المزارعين والرعاة لترشيحي لاكون مسجلا لهم منذ شهر سبتمبر عام 2011 لالمامي التام بقانونهم .
ظل وزير العدل معطلا لتعين المسجل مما اثر في تنقيذ القانون وقد تحدث معه الاخوة في اتحاد عام المزارعين والرعاة عدة مرات لكنه تعلل لهم بانني معوق ورشح لهم بعض الاسماء
لكنهم لم يوافقوا عليها ولما علمت بذلك طلبت مقابلته عدة مرات فلم افلح فذهبت له في المنزل ولم اجده فتركت له رسالة طويلة تناولت فيها موضوع اعاقتي واوضحت له ما انجزته بهذه الاعاقة واكدت له ان تعين المسجل هي سلطته له ان يعين من يشاء لكنه لا يوجد سببا واحدا لتجريحي باعاقتي علما بانني لم اطلب منه اصلا تعيني مسجلا ولم ارشح نفسي لذلك .
في يوم 3ينائر 2012 فؤجئت بقرار وزير العدل بتكليفي مسجلا لتنظيمات الزراع والرعاة وقد ظننت ان تعيني هذا جاء لانه تفهم حديثي وكتابتي له حول الاعاقة , فشكرته علي ذلك , ثم بدات في اداء عملي الجديد باخلاص وتفاني وخلال ثلاث شهور قمت بوضع اللوائح الازمة لتنفيذ احكام القانون ووضعت كل الارانيك الازمة لاعمال المسجل وقد اشاد بها السيد الوزير. فؤجئت بعد ذلك بتعين مسجلا لتنظيمات المزارعين والرعاة علي اكون انا نائبا للمسجل واقوم بالاعمال القانونية علما بان المسجل اساسا يقوم يالاعمال القانونية وقد برر ذلك بانه يريد مساعدتي لانني معاق علما بان المسجل بالقانون له نائب ومساعدين بالولايات , فقد عمد السيد الوزير حرماني من هذا المنصب بسبب اعاقتي مخالفا المادة 12 من الدستور واحكام قانون المعاقين التي تمنع حرمان أي شخص من تولي أي منصب بسبب الاعاقة كما خالف احكام الاتفاقية الدولية للاشخاص ذوي التي بالاضافة لما ذكر اعلاه تمنع التميز بين المعاقين وغير المعاقبن , بناء علي ذلك كان لابد لي من نقديم استقالتي من منصب نائب المسجل لانني ظللت طول حياتي ادافع عن حقوق المعاقين فكيف اقيل لنفسي ذلك.
اردت ان تكون هذه المقدمة توضيحا لاسباب استقالتي لان المبادي اهم من أي منصب ,وفي الختام لا بد ان اشبد بجميع وزراء العدل السابقين الذين عملت معهم وجميع اخواني المستشارين والموطفين والعاملين يوزارة العدل فقد وجدت منهم كل عون ومساعدة واحترام وتقدير مما دفعني لتخطي العقبات وتحقيق الانجازات فجزاهم الله عني كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الاستقالة
قال تعالي (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)
صدق الله العظيم
سعادة الأخ وزير العدل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : اســـــــــتقالة
أتقدم لكم بأجزل آيات الشكر والتقدير على ثقتكم في شخصي وتكليفي بالقيام بأعباء المسجل لتنظيمات أصحاب مهن الإنتاج الزراعي والحيواني في الثالث من يناير 2012 .
لقد قمت خلال هذه الفترة بإكمال الجانب التشريعي الخاص بأسس وضوابط تسجيل تلك التنظيمات بالإضافة للجانب الإعلامي الذي يتمثل في عقد عدة لقاءات تنويرية لعدد من المزارعين والرعاة بالإضافة لعدد من الحلقات تمت بالإذاعة خاصة بالتنوير بالقانون واللوائح .
سعادتكم فوجئت في اجتماعي معكم يوم الاثنين 19/3/2012 بنيتكم بتعين مسجلاً لهذه التنظيمات على أن أكون أنا نائباً للمسجل وذلك نسبة لإعاقتي والتي وفقاً لرؤيتكم إنها لا تساعدني في التحرك للولايات ورغم حديثي معكم بخصوص الاعاقة ثم حديثي مع الاخ وزير الدولة وتاكيدي له انني ساقدم استقالتي اذا تم التعامل معي بسبب الاعاقة , لكن رغم ذلك صدر القرار بتعين المسجل رغم انني عايشت هذا القانون لاكثر من عامين, نعم انني اعلم انه سلطتكم ولكم ان تعينوا ما تشاءون ولكني أود أن أوضح لكم الآتي :ـ
1/ كنت ضابطاً بالقوات المسلحة وقد أصبت في أحد العمليات الحربية بجنوب السودان آنذاك في عام 1971 برصاصة سببت لي شللاً نصفياً لكن لم تقعدني تلك الإصابة عن مواصلة حياتي بصورة طبيعية فقد واصلت عملي بصورة عادية , فدرست في جامعة القاهرة وحصلت على ليسانس الحقوق ثم شهادة مهنة القانون و شهادة المحاماة . التحقت بعد ذلك بوزارة العدل في عام 1978 , بعد ذلك انتدبت للعمل والعلاج بسفارتنا بموسكو ثم عدت للعمل بوزارة العدل رغم إنه أتيحت لي الفرصة للنقل بصورة نهائية لوزارة الخارجية لكنى رفضت وفضلت العودة لعملي بوزارة العدل . حصلت في عام 1997 على درجة الماجستير وبعد ذلك ذهبت في إجازة بدون مرتب مرافقاً لزوجتي للسعودية واستطعت أن أحصل على درجة الدكتوراه في عام 2002 ثم عملت بالمركز الإسلامي لأبحاث الإعاقة بالرياض وقد استطعت أن أقيم مع هذا المركز مؤتمراً عالمياً للإعاقة بالسودان في عام 2001 افتتحه في ذلك الوقت النائب الأول لرئيس الجمهورية ثم عدت بعد ذلك لمواصلة عملي بالوزارة حتى الآن والحمد لله انني فعلت كل ذلك وانا معاق .
2/ من ناحية الإعاقة والحركة لقد زرت أغلب دول العالم التي شملت أغلب دول أوروبا وعدد من الدول الأسيوية والعربية والأفريقية وأمريكا وكندا في أثناء فترتي بالإتحاد السوفيتي والسعودية .
3/ في الجانب الاجتماعي أنشأت جمعية المعاقين حركياً وأدخلت رياضة المعاقين في السودان وتوليت عددا من المناصب القيادية في عدد من الجمعيات والمنظمات والمجالس العاملة في مجال الإعاقة محليا واقليميا وحالياً رئيس الشبكة السودانية للمنظمات العاملة في مجال الإعاقة وأمين عام الاتحاد الرياضي للمعاقين( اللجنة البارلمية السودانية لرياضة المعاقين ).
4/ الإعاقة لم تكن يوماً سبباً في الحد من حركتي أو عملي بل إنني لعبت دوراً كبيراً في تعديل القوانين الخاصة بالمعاقين والحصول على حقوقهم وألا تكون الإعاقة سبباً في حرمانهم من العمل أو تولى المناصب القيادية فكيف أكون داعياً لتلك الحقوق وأحرم أنا من ذلك بسبب الاعاقة .
5/ لقد نص دستور السودان الانتقالي لسنة 2005 وقانون المعاقين لسنة 2009 علي ان لا يحرم أي شخص من العمل او تولي المناصب بسبب الاعاقة , اما الاتفاقية الدولية للاشخاص ذوي الاعاقة التي صادق عليها السودان سنة 2009 , قد نصت في المادة (2 ) على عدم التمييز بسبب الاعاقة وتكافؤ الفرص والمادة (27) تناولت مساواة المعاقين في العمل والتوظيف والتعيين و ألا يحرم أي شخص من العمل أو تولى مراكز اتخاذ القرار بسبب الإعاقة ومن المفترض أن تتولي وزارة العدل تنفيذ تلك النصوص لا أن تعطلها.
6/ لقد أصبت في ميدان من أشرف الميادين الدفاع عن تراب الوطن ولم يلن ذلك من قوة عزيمتي بل تحديت كل العقبات حتى وصلت لما أنا فيه الآن و كنت أتمنى أن أكرم لذلك ولتلك الجهود التي بذلتها في مختلف المجالات لكن ما حدث هو العكس .
7/ من ناحية عملي وكفاءتي لقد أشاد بها سيادتكم وكل من عملت معهم هل هذا جزاء من يعمل بإخلاص وتفانِ .
8/ كنت أتمنى أن تكرم وزارة العدل منسوبيها وتقدمهم للأمام لا أن تحرمهم من تولى المناصب العليا ومواقع اتخاذ القرار إلا إذا كان وضعي هذا بالاعاقة لا يشرف وزارة العدل علما انه بسببي هناك ثمان معاقون مستشارون وموظفون بالوزارة ومشهود لهم بالكفاءة .
9/ بالنسبة للسفر للولايات والتي ذكرتم انني لا استطيع السفر اليها علماً بأنه بموجب القانون هناك نائباً ومساعدين للمسجل بالولايات وبمقدوري السفر للولايات , وعلي سبيل المثال في شهر ديسمبر الماضي زرت مع بعض الأخوة المعاقين ست ولايات للمناصرة قابلنا فيها الولاة والوزراء المختصين وشرحنا خلالها قوانين المعاقين وقمنا بتكوين مجالس المعاقين الولائية في تلك الولايات ولا ادري من قرر انني لا اقدر علي السفر ام هو فقط سبب لابعادي .
10/ إذا عين المسجل لمساعدتي في الحركة لماذا لا يكون نائباً لي .فهو كما ذكر لمساعدتي في الحركة فهل المساعد يكون أعلى درجة من المعان .
11/ المعاقون في السودان والعالم احتلوا أعظم المواقع مثل الرئيس الأمريكي روزفلت الذي حكم أمريكا من كرسي متحرك ثلاث دورات متتالية لأول مرة في أمريكا في أصعب فترة مر بها العالم وهى فترة الحرب العالمية الثانية , ثم طه حسين الكفيف الذي وصل منصب وزير التعليم , ومن فلسطين المجاهد أحمد ياسين وهو معاق في كرسي متحرك و بشلل رباعي وهو مؤسس ورئيس حركة حماس التي هزت اسرائيل وامريكا واوروبا أما خير الأمثلة فهو الصحابي الجليل عبد الله بن مكتوم الاعمي والذي نزلت فيه سورة “عبس ” قرآن يتلى إلي يوم القيامة وفى السودان عبد الله حامد الأمين في كرسي متحرك وبشلل رباعي كان نائب رئيس اتحاد أدباء آسيا وأفريقيا ثم الشاعر حسن أبو العلا والأمثلة كثيرة .
12 كنت أتمني أن يكون الاعتراض علي تعييني مسجلاً من طرف المزارعين والرعاة لا أن يطالب المزارعون والرعاة بتعييني مسجلاً لهم وترفض الوزارة بسبب إعاقتي.
سعادتكم لقد ظلمت من الناحية النفسية والعملية وحرمت من منصب بسبب لا يمت للحقيقة أو الواقع بصلة بل انه تمييز واضح بين المعاقين وغير المعاقين وأضف إلى ذلك أنه إذا كان بسبب الإعاقة لا استحق منصب المسجل فإنني لنفس السبب لا أستحق أن أكون نائباً للمسجل الجديد.
وبناء على ما تقدم فأنني أتقدم لسعادتكم باستقالتي من منصب نائب المسجل لان المسألة ليست مسألة منصب أو مرتب أو معاش وانما المسألة مسألة مبدأ فلا يمكن أن أنادي بحقوق و مبادئ للمعاقين وأعمل بخلافها فالمبادي لا تقدر بثمن .
ولسيادتكم جزيل الشكر والتقدير ،، ، ،،
دكتور
الطيب السمانى الشيخ إبراهيم
صورة الى :
وزير الدولة

تعليق واحد

  1. لي ملاحظة واحدة وهي أن الدكتور الطيب السماني كان ضابطا في القوات المسلحة عام 1971 وهذا يعني أنه كان في عمر 20 سنة علي الأقل ويعني ذلك أنه يبلغ الآن 62 عاما علي الأقل مما يعني أنه قد تجاوز سن المعاش بعامين. ( مجرد ملاحظة ).

  2. سيرة ذاتية وخبرة وكفاءة وارادة وتصميم تستحق عليها منصب الوزير فليذهب المنصب غير مأسوفا عليه فالخاسر هو الوزارة والوطن حفظك الله ومتعك بالصحة والعافية

  3. الذي يقرأ الموضوع يحس أن الدكتور الطيب – إسم على مسمى ولكل إمرىء من إسمه نصبب ,وانه شخص عصامي ورائع جزاه الله خيراًولكن هذا حالنانحسد بعضناعلى التقوق والتقدم ……. ثم هنالك ملاحظة على ملاحظة شمشون أن الدكاترة يسمح لهم بمواصلة العطاء بعد الستين لأنهم علماء.

  4. على السيد وزير العدل لو هو فعلا عادل ان يقدم استقالته قبل قبول استقالة الدكتور الطيب السمانى فانا اعرفه شخصيا وهو من العصاميين واستطاع ان ينال درجات علمية وكان من حظه ان اصاب بشظية ليتم فصله من القوات المسلحة فكان سببا لحصوله على الدرجات العلمية ولو لا الاعاقة لكان هو الذى يكون وزيرا للعدل لبلد ضاع فيه العدل . واذا تجاوز دكتور الطيب سن المعاش فاقول لك ان وزير الاستثمار دفعتى بدنقلا الثانوية وجلسنا سويا فى امتحان الشهادة السودانية عام 1973 ووزير الدفاع عندما كنت فى رابعة اولية هو كان فى رابعة ثانوية بدنقلا الثانويةوكذلك على عثمان اضف الى ذلك البشير ووووووووووو … اين العدل يا سادة الكرام الذين لا يؤمنون بالعدل !!! فلله درك يا دكتور الطيب السمانى ويكمن بجهدك قد اوصلت صوتك اما المساكين فهم كثر

  5. هذا زمن الكيزان والمناصب حصريه عليهم ليست بالكفاءة وانما بالولاء وامثالك كثيرون فى وطننا الحبيب الذين ظلمو من هولاء الكيزان ولكن ليس انت الخاسر بل الخاسر وطن كامل ونحن كلنا ثقة انك سوف تنجح فى اى مكان واى منصب تشغلة فلا يجزل العطاء الا اهل العطاء لله درك ياوالدى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..