مقالات سياسية

توجيهات وزير التربية والتعليم

بالأمس نقلت الصحف أن وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم فرح مصطفى خلال اجتماعه بإدارات التعليم (وجه) بمساءلة أي مدير مدرسة جمع نسبة أقل من 70% من الكتب المدرسية، ونقل المدراء والمعلمين الذين أحرزت مدارسهم نتائج متدنية في شهادة الأساس، و(دعا) لتقديم رؤية عن إمكانية دمج المدارس ذات العدد الأقل من (50) طالباً مع أقرب مدرسة، ثم عاد وقال العمل على دمجها، (ودعا) لفك الاكتظاظ والاختلاط على أن لا يتم قبول أكثر من 65 تلميذاً للصف الأول للعام الدراسي وأن يكون القبول حسب الموقع الجغرافي مع إيقاف تحويل التلاميذ إلى المدارس المكتظة والالتزام بأسس ومعايير اختيار مديري المدارس بالولاية، و(وجه) مديري الوحدات لمراجعة إحصاءات الكتاب المدرسي والإجلاس والاحتياج الفعلي لأعمال صيانة دورات المياه والمدارس التي تحتاج لدورات مياه جديدة، كاشفاً عن ترتيب لقاءات بمعتمدي المحليات السبع بولاية الخرطوم للوقوف على كل مشكلات التعليم الأساسي بالولاية و(العمل) على تعيين المتعاونين بالمدارس الطرفية الحاصلين على الشهادة السودانية.

أولاً يفترض أن تتم مثل هذه الاجتماعات قبل الإجازة، وأصلاً كل مدير يعرف تماماً مشاكل مدرسته فيضع لها الوزير الحلول والميزانية ليبدأ العمل مع بداية الإجازة وينتهي قبل نهايتها بوقت كاف ليتم تنظيف المدارس، هذه اللقاءات التي يحددها اليوم يجب أن تكون للتقييم والمتابعة.

ما وجه ودعا له وزير التربية الولائي ليس حلاً، فالمدارس زمن كانت (بتهز وترز) لا يستطيع مدراؤها جمع 70% من الكتب لأسباب لسنا بصددها، وقبل أن يسألوا يجب أن تقوم الحكومة بدورها كاملاً ليقوموا هم بدورهم ويحاسبوا على فشلهم، فمديرو المدارس والمعلمون غير مسؤولين تماماً عن ضعف مستوى التلاميذ فهم يقومون بواجبهم رغم التهميش والإهانة والذلة التي يُواجهونها..

بالنسبة لاكتظاظ المدارس أعتقد أن 65 طالباً للصف الأول عدد كبير جداً ويكفي خمسون رغم انه أيضاً عدد كبير، ولا أدري ماذا يعني الوزير بتقديم رؤية لدمج المدارس التي عدد طلابها أقل من خمسين والعمل على دمجها، وهل هناك مدارس عدد طلابها أقل من 50 وبها ثمانية فصول؟، إلا إذا كان يقصد عدد طلاب كل فصل اقل من خمسين وهذه لا تحتاج إلى رؤية ولا يجب أن تدمج حتى ولو عدد الطلاب 10 بكل فصل، المطلوب أولاً الإجابة على لماذا قل عدد الطلاب في المدارس هل هو بسبب التسرب أم بسبب ذهاب التلاميذ إلى المدارس الخاصة؟ حتى يعالج الأمر في إطاره.

ثم السؤال الأهم، ماذا يقصد الوزير بتوجيهه بالالتزام بأسس ومعايير اختيار مديري المدارس بالولاية؟ أليس المدير يصل إلى هذا المكان وفقاً للوائح والقوانين وشروط الخدمة؟ أم هناك تعيينات تمت بتجاوزات؟ أم أنه يريد أن يأتي بأشخاص (من فوق)؟!.

توجيه الوزير بتعيين متعاونين للعمل بالمدارس الطرفية وحملة الشهادة السودانية هذا حل غير موفق، لأنه ليس هناك خريج مستعد ليتعاون كمعلم وهو (شايف) الحاصل للمعلمين والمدارس، أما حملة الشهادة السودانية فهؤلاء غير مؤهلين تماماً ليعملوا في التدريس، بل وخطر على التلاميذ، وحتى الخريجين غير مؤهلين ويحتاجون إلى فترة تدريب طويلة.

توجيهات السيد الوزير تثبت أن الوزارة ليست لديها سياسات ولا خطط ولا برامج وإنما شغالة بعشوائية ولذلك مشاكل تعليم الأساس لا تنتهي، وكل عام نسمع كلاماً ولا نرى نتيجة على المستوى الاتحادي والولائي.

التيار

تعليق واحد

  1. أكثر كلمة تستخدم مجانا وبدون تبعات إجرائية في السودان هي كلمة / وجه
    وجه الرئيس … وجه الوزير ,,, وجه حاكم الولاية …….
    وكأن ما يوجه به المسئول أمرا ممكنا أو مستطاعا في ظل التدهور المعيشى والغلاء الإقتصادى الذى تعيشه البلاد..
    المسئول الحكومى مهما كانت درجته الرفيعة يعلم قبل غيره أن التوجيه الذى يطلقه إنما هو بالون هواء فقط لتجميل صورته وإثارة العواطف للجماهير
    والأغرب العجيب أن هذه الجماهير تصفق وتهتف وفى ثنايا دواخلها تعرف وتعى بإن الأمر مجرد توجيه ليس إلأ … تنقصه الحكمة قبل الإمكانيات ..

  2. أكثر كلمة تستخدم مجانا وبدون تبعات إجرائية في السودان هي كلمة / وجه
    وجه الرئيس … وجه الوزير ,,, وجه حاكم الولاية …….
    وكأن ما يوجه به المسئول أمرا ممكنا أو مستطاعا في ظل التدهور المعيشى والغلاء الإقتصادى الذى تعيشه البلاد..
    المسئول الحكومى مهما كانت درجته الرفيعة يعلم قبل غيره أن التوجيه الذى يطلقه إنما هو بالون هواء فقط لتجميل صورته وإثارة العواطف للجماهير
    والأغرب العجيب أن هذه الجماهير تصفق وتهتف وفى ثنايا دواخلها تعرف وتعى بإن الأمر مجرد توجيه ليس إلأ … تنقصه الحكمة قبل الإمكانيات ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..