غازي : وهل تصلح الاراء ما افسد الفعل ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
اعتصم غازي صلاح الدين في تصريحاته بعيد قرار الانشقاق باراء ومقالات له اوضح فيها موقفه ورؤيته في جملة القضايا المرتبطة بالعمل الحزبي والوطني . وطفق يحيل الناس اليها في المقابلة الصحفية التي اجريت معه للدلالة علي مواقفه ظانا او جازما بانها كفيلة بتقبل الناس له وجماعته مغفورين لهم من الشعب السوداني مكتسين بحلل البراءة من خطايا حزبهم الذي سلخهم او انسلخوا منه ولا فرق . ولا يحتاج المرء الي الذهاب بعيدا لتبين خطل هذا المعتقد. ففي لقائه مع صحيفة الاهرام اليوم اوضح ان منافحته عن حزبه ابان المفاصلة الاولي كانت موقفا مبدئيا مؤسسا علي وثائق الحزب التي كانت بحوزته بوصفه مقررا لمجلس الشوري . ما يوضح انه التزم بخط الحزب ..وعليه.. فلا فكاك.. وان الفولة التي انقسمت الي نصفين في المفاصلة الاولي قد تحولت الي خلية قابلة للانقسام باستمرار في المفاصلة الثانية . والاسوأ في استشهاداته في ذات اللقاء انه لا يحيل القارئ الي ادبيات قديمة للاصلاحيين ولكن الي ارائه التي قال بها او كتب عنها . وهكذا صار هو منظر المجموعة ورئيسها كما وشيخهم الاكبر !! ما يفضح السمة الدامغة للجماعة الاسلاموية عموما..
ويظل السؤال الملح يطرح نفسه: لماذا تاخر تبرؤه من حزبه رغم انه احيل به من ملفات مهمة كانت بحوزته ؟ الم تكن كافية تلك لذكي فؤاد ان يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ؟ ولماذا ظل رئيسا للكتلة البرلمانية لحزبه حتي ازيح عنها مؤخرا؟ تكمن الاجابة ببساطة في طبيعة حركة الاخوان المسلمين وتاريخهم واحتياجاتها عندما وجدت نفسها في سدة الحكم . فطبيعتها الصفوبة المنغلقةوالمتعالية تجعلها تبحث عن تحالفات عريضة لا خطر فكري لغيرها فيها .. ويتضح ذلك من احياء الجهويات والقبلية والتقرب الي مشايخ الطرق الصوفية غير الطائفتين الكبريتين ولا باس ان وجدوا من الاخيرتين كذلك ( وقد ظفروا بمرشدواضح واماممتذبذب بابنائهم ) .وكان للمال المجلوب بالسلطة وبريق السلطة اثرهما في ذلك .وغازي بوضعة لا تسنده قبيلة ذات خطر مهما تعاظمت مساهمات اسرته الوطنية ولا مال يتحكم فيه.. لذلك كان من السهل للحزب الحاكم ان يلفظه قائلا ( وما انت علينا بعزيز )
لذلك فان حظه متفاصلا وجماعته لن يكون باوفر من حظ شيخه وجماعتهه مع تطابق ادعاءاتهما بان القواعد معهما . اما موقف الشعب السوداني من اجمعهم .. فلن يكون وليد اليوم

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..