منقو قل لا عاش من يفصلنا ..

لكنه عاش .. بل وعاش مترف العيش ؛ يتمرق في الملذات، ويتفنن في الفتك، بنا وكل يوم يأتينا بأكذوبة أنتن من سابقتها ، يمجد نفسه كألهة ويبرر أفعاله بإسم الدين زوراً ، ملئوا كروشهم بالدَسم ؛ وجوع الجوع وروضوه كي لا يعضَهم هم ثم أطلقوه علينا لينهشنا . حوّلوا عاصمة الثقافة الي مربض للجهل بعد عمليات التغيب الممنهج ، وحوّلوا عاصمة الخصرة والجمال الي مستنقع نتن يتصاعد منه الدخان وأرواح الأبرياء . فصلنا وعاش بل وأضحي يقتلني أنا بالجوع والجهل والرصاص في جوبا ، ويقتلك انت قهراً وجهويتاً وتغيباً وجوعاً في الخرطوم ، ويمحونا من الوجود معاً في دارفور ؛ لكن هيهات له أن يمحي نور الشمس..
منقو أنت لست صديقي ؛ أنت أخي منذ الأزل ، فالصداقة نوجدها نحن بعد اللقاء أما الأخوة فولدت معنا حين خرجنا سوياً من رحم هذه الأرض الرحيمة ، والصداقة لك الخيار في الفكاك منها أما الأخوة فليس بيدك الفكاك منها ، الصداقة رابطة وجدانية أما الأخوة فهي رابطة دموية ووجدانية يكون فيها الأصل واحد .
منقو قل لا عاش من يفصلنا..
أتُراك يا منقو كنت لا تنطق “لا” حين نردد “لا عاش من يفصلنا ” وتقول “عاش من يفصلنا” ، أعرف أنك لو قلتها فإنك حتماً لم تقصد ؛ أعذرك فأنا أعلم حالك والعربية. لست غاضباً منك منقو ؛ فإذا غضبت منك ستغضب أمي الأرض مني وأنت تعلم كم أنا أحبها ولا أستطيع جرحها ، فإين الملاذ إذا لفظتني أمي! .
أنت لم تختر الفصال ؛ هم الذين فعلوا فتباً للساسة وتباً لرجال يعتقدون أنهم يفهمون الدين ، هم لايريدوننا سوياً كي لا نصرعهم ..كي لا نفضحهم.. لكي يواصلوا العيش كما يحلوا لهم فهم يتغذون علي ضعفنا ، وإجتماعنا قوة ؛ وفي قوتنا هلاكهم.
منقو هم قتلوننا ولم يفصلوننا ؛ فكيف يقطعون جسداً به قلب واحد وروح واحدة ويريدون منه ألا يموت. لكن أتعلم روحنا لم تصعد الي السماء ؛ بل ظلت رابضة علي الأرض بجانب جسدنا تلطم وجهها وتتحسر علي جسد طاهر ترغم علي فراقه بإسم الزيف ولأطماع الساسة. فأعلم سلمت يداك أن الروح لا تجزأ ؛ لذا فلن تعيش بدوني ولن أكون بلاك. أتذكر برلين الشرقية والغربية ، وكيف إلتأم شملها بعد ما يقارب ثلاثة عقود ، وكيف كانت عزيمة الأخوة الألمان أقوي من زيف الساسة ؛ فيوماً ما سنكون برلين أخري تعلم العالم معني الصمود تخيف زكرانا أعتي عروش الدكتاتورية ، ويهب نضالنا الأمل للأحرار في أقاصي المعمورة. يوماً ما ستفرح روحنا وتدخل جسدنا المسجي لتدب فيه الحياة بعد موت لن يطول.. يوماً ما سنكون كما كان منذ الأزل.. وكما نحب أن نكون الي الأبد .. يوماً ما …

تعليق واحد

  1. الاخ الغالي / مهند– لكم التحية– لا تبك علي اللبن المسكوب ولكن اقول صه يا كنار وضع يمينك في يدي لنعيد اللحم الممزق في طرغي السودان كما عادت برلين الي بون — صرختك تجد مني كل التعضيد ولا بد من السودان الموحد وان تجبر سلفا وطغي البشير

  2. الاخ الغالي / مهند– لكم التحية– لا تبك علي اللبن المسكوب ولكن اقول صه يا كنار وضع يمينك في يدي لنعيد اللحم الممزق في طرغي السودان كما عادت برلين الي بون — صرختك تجد مني كل التعضيد ولا بد من السودان الموحد وان تجبر سلفا وطغي البشير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..