مقالات سياسية

التجفيف على حبال إستهداف الجزيرة ..!

الجزيرة كجغرافيا وكإنسان ومشروع ..كانت عصية على من كان يحاول لي ذراعها للتسليم أو أي غاشم يتوهم إمكانية ثني ركبتيها للركوع لغير الله .
وكانت أكتافها هي التي حملت السودان عقوداً من الزمان ..دون أن تلن لها عزيمة أو تؤذي بالمنن.. ولم تكن قنوات المياه فيها ممرات للمياه فحسب بل كانت منابعا لبؤر الوعي الذي تفجر اشعاعا وخضرةً في كل زوايا الوطن وتعداه الى ابعد من ذلك ..فتداعى اليها الناس من شتى الأطراف ليشكلوا كيانا إنسانيا تلاشت فيها ملامح القبلية وذابت فيه خطوط الجهوية..حتى بات الناس في عاصمتها يتندرون فخرا بانتمائهم لإسمها وكأنهم قد سقطوا من رحم واحد أو كان والدهم هو ودمدني السني دون غيره وقس على ذلك في بقية مدنها وقراها ودساكرها وأقسامها ومكاتب التفتيش والقناطر فيها .
وهي لا زالت وستظل عصية على مساعي استهداف وعيها لتجفيفه على حبال الغرض الذي يغض الخائضون في مستنقعه الطرف عن ترهل دواوين الحكم والمجالس التشريعية ومكاتب المحليات بجيوش العطالى من الدستورين ولكنهم يتقصدون منابر العلم ومصادر قبس العقول ..دون تفويض من عقلائها الذين هم أحقُ بالمشورة من كل دستوريها المعينين و تشريعيها الذين ينقض غزل إنتخابهم قلم القرار المزاجي محاباة لفردٍ بعينه و تحدياً لإرادة من زعموا أنهم قدانتخبوهم !
فالمبررات التي يروج لها الوالي المعين بخصوصية التدليل من عدم جدوى انتشار المدارس إما لقلة عددالطلاب أوارتفاع تكلفة رواتب المعلمين أو ضعف نسبة النجاح ..فهي مسوغات مردودعليها بأن العلة في نظام التعليم كله الذي جعلت منه حكومة الإنفاق البذخي على مهرجانات التسوق و الترويح السياحي في أدنى سلم إهتماماتها مع إهمال صحة الإنسان الذي لن تتطورمقدراته الإستيعابية وجسده معتل .
فلم يعدمجتمع اليوم في الجزيرة ذلك الذي يستوعب فيه بيوت الأخيار أعدادا من طلاب وطالبات القرى البعيدة ..ومن كان السبب في تدني حالة الناس المعيشية هو ذات الذي ضرب انسان الجزيرةفي مقتل مشروعه الذي لطالما أشبع البطون ..وهوذاته الذي جفف جداول الداخليات ليشتت جموع الوعى فتتناثر خيوط إضاءاته بعيداً عن زوايا الظلام التي أرادها الظالمون على مختلف عهود الحقد الممنهج لتسود العتمة في العيون التي كانت ترى الشجر الذي يتحرك من على البعد ..فتطلق صرخةالتحذير في مسامع العاصمة لتنتفض على من يظن أنه توهط على ظهر الوطن الى مالا نهاية لمشوار الإذلال .
فالجزيرة الآن ستتحدث بلسان واحد وستهتف بحنجرة واحدة وترفع سواعد الرفض متضامنة ضد القرارات الفوقية لتجفيف المدارس دون دراسة متأنية يشارك فيها أهل العقدوالحل من رواد النهضة التعليمية الأوائل ..وستقف سدا منيعاً ضد كل الحيل المكشوفة التي تحاول تهميش إنسانها و تغييب وعيه وسط نبرةالتسلط التي تتخذ من توهم قوة مركزها عصىٌ للترهيب .!
فتجفيف التعليم يعنى إعتصار شرايين مستقبلها من الدماء الجديدة التي ستعيدها الى سيرتها تلك..عندما كانت عطسة مزارعيها من أنوف قياداتهم التاريخية تثير غباراً يحمل على بساط العجلة قيادات الحكم في الخرطوم سعيا الى بركات لإسترضائهم إذا ما قرروا الإضراب عن زراعة القطن ..فتستجيب الدولة لمطالبهم واضعة قبلات التأسف على خدود كبرياء انسان الجزيرة الذي لم ولن يتغير وإن إختلفت الظروف وتبدلت الرؤوس القائدة وكانت شامخة ..بأخرى منكسة بالتدجين !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا اخ يا برقاوى .. لك من التحايااعطرها..ومن الشكر اجزله على احاديثك فى شتى المجالات.. لست بخارج الى “تكسير ثلوج”( كما قد يتبادر الى بعض الاذهان)
    فأنى واثق مثلك انك لست فى حاجة اليه.. *صدقت كل كلمة جاءت عنك وصدع كل حرف منها بالحق ..اعدت الى اهل الجزبرة الفيحاء عامه والى ابناء عاصنتها خصوصا ذكريات احاسيس ومشاعر امتدت وتبقى بأذن واحد احد فى جينات ابنائهم وبناتهم واحفادهم واسباطهم.. يغمرهم احساس بسعادة انتمائهم اليها وكانما جميعم من صلب الشيخ قاضى العدالة.. محمد بن مدنى السنى.. رحم الله من احفاده ممن سعدنا بلقائهم منذ بدايات اربعينات القرن العشرين.. كانت ايام بكل المقاييس وافرة الاشراق.. بس لا يزال السؤال يطرح نفسه” ايه اللى بيحصل دا وليه يحصل كدا وبالشكل دا؟ هل هو من رأس ايلا براهو؟ وليه؟ اهل ودمدنى على مر الدهور كانوا راشدين..وجعلوا كل من قدم من خارجها للعمل وللعيش بينهم رشيدا وراشدا .. .. حتى آثر الكثيرون من اولئك الوافدين البقاء قيها اسيطانا دائما بين اهلها الغر الميامين اللى كان الكثيرون منهم لا يطيقون المبيت فى خارجها .. خلينا نتفاءل نردد مع المجدوب والكابلى “ايكون الخير فى الشر انطوى؟”

  2. اخونا برقاوى نحن الحنتوبيون لنا معزة خاصة وامتنان وعرفان للجزيرة وانسان الجزيرة . فقد تعلمنا في حنتوب تعليما نوعيا على حساب محمد احمد عندما كان مشروع الجزيرةهو عصب الاقتصاد السودانى وكان كل شيء اخضر منتج الى الحد المعقول . لم تكن الجزيرة المصدر الاقتصادى الأول فقط بل كانت منارة للوعى يمتد اشعاعها ليبدد ظلام الجهل في اركان السودان . يكفى الجزيرة فخرا انها انجبت رجال في قامة شيخ الأمين ويوسف احمد المصطفى وبروقاوى وغيرهم . مشروع الجزيره قبل ان يدمره هولاء الابالسة كان مصدر فخر واعجاب واعجاز وكانت طريقة الرى الانسيابى في مشروع الجزيرة تدرس في ارقى الجامعات . كان الزمن مبتسم والليالى جميلة حالمة قبل ان يحول هولاء الابالسة حياتنا الى ظلام دامس ويجففوا كل شرايين الفرح في حياتنا . لك التحية والود. الغد للحرية والجمال وأطفال اصحاء

  3. يا اخ يا برقاوى .. لك من التحايااعطرها..ومن الشكر اجزله على احاديثك فى شتى المجالات.. لست بخارج الى “تكسير ثلوج”( كما قد يتبادر الى بعض الاذهان)
    فأنى واثق مثلك انك لست فى حاجة اليه.. *صدقت كل كلمة جاءت عنك وصدع كل حرف منها بالحق ..اعدت الى اهل الجزبرة الفيحاء عامه والى ابناء عاصنتها خصوصا ذكريات احاسيس ومشاعر امتدت وتبقى بأذن واحد احد فى جينات ابنائهم وبناتهم واحفادهم واسباطهم.. يغمرهم احساس بسعادة انتمائهم اليها وكانما جميعم من صلب الشيخ قاضى العدالة.. محمد بن مدنى السنى.. رحم الله من احفاده ممن سعدنا بلقائهم منذ بدايات اربعينات القرن العشرين.. كانت ايام بكل المقاييس وافرة الاشراق.. بس لا يزال السؤال يطرح نفسه” ايه اللى بيحصل دا وليه يحصل كدا وبالشكل دا؟ هل هو من رأس ايلا براهو؟ وليه؟ اهل ودمدنى على مر الدهور كانوا راشدين..وجعلوا كل من قدم من خارجها للعمل وللعيش بينهم رشيدا وراشدا .. .. حتى آثر الكثيرون من اولئك الوافدين البقاء قيها اسيطانا دائما بين اهلها الغر الميامين اللى كان الكثيرون منهم لا يطيقون المبيت فى خارجها .. خلينا نتفاءل نردد مع المجدوب والكابلى “ايكون الخير فى الشر انطوى؟”

  4. اخونا برقاوى نحن الحنتوبيون لنا معزة خاصة وامتنان وعرفان للجزيرة وانسان الجزيرة . فقد تعلمنا في حنتوب تعليما نوعيا على حساب محمد احمد عندما كان مشروع الجزيرةهو عصب الاقتصاد السودانى وكان كل شيء اخضر منتج الى الحد المعقول . لم تكن الجزيرة المصدر الاقتصادى الأول فقط بل كانت منارة للوعى يمتد اشعاعها ليبدد ظلام الجهل في اركان السودان . يكفى الجزيرة فخرا انها انجبت رجال في قامة شيخ الأمين ويوسف احمد المصطفى وبروقاوى وغيرهم . مشروع الجزيره قبل ان يدمره هولاء الابالسة كان مصدر فخر واعجاب واعجاز وكانت طريقة الرى الانسيابى في مشروع الجزيرة تدرس في ارقى الجامعات . كان الزمن مبتسم والليالى جميلة حالمة قبل ان يحول هولاء الابالسة حياتنا الى ظلام دامس ويجففوا كل شرايين الفرح في حياتنا . لك التحية والود. الغد للحرية والجمال وأطفال اصحاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..