الاسلام السوداني؟!

د. عمر القراي
(انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا)
صدق الله العظيم
عندما قام الاخوان المسلمون بإنقلابهم المشؤوم، في يونيو 1989م، كانت تركبهم موجة من الهوس الديني الفظيع، لا يشعرون من غلوائها، بما كانوا يفعلون .. ولقد ظنوا لجهلهم، وقصر نظرهم، أنهم سيقيمون الدولة الإسلامية، بمجرد وصولهم السلطة !! فأخذوا يسمون الشوارع، والمدارس، بأسماء الشخصيات الإسلامية التاريخية البارزة. كما أن المحال التجارية، والمؤسسات العامة، كانت ذات أسماء لها صبغة دينية .. فرأينا مطعم ” الصحابة”، وكافتيريا ” المؤمنين”، ومدرسة ” ابوبكر الصديق” ، و ” موبايلات” بدر الكبرى، و”حلاق المجاهدين” وغيرها.. وكانوا في مطلع التسعينيات، لا يمنحون اصحاب المحال التجارية الرخصة، إلا إذا كان إسم المحل إسلامياً. والذين لديهم أسماء ليست إسلامية، كانوا يجبرون بالقوة على تغييرها.. ومن ذلك مثلاً صاحب مطعم في الثورة -شارع الوادي كان أسمه مطعم ” أبو صليب”، فخرجت عليه مجموعة مهووسة، من الملتحين، وحطمت الكراسي، والترابيز، وأشعلت في المحل النار، تحت سمع وبصر الشرطة.. وحين إشتكى صاحب المحل طلب منه المسؤولون تغيير إسم المحل، فعدله في نفس اليافطة وجعله ” أبو صهيب” !! في تلك الأيام كانت حكومة الاخوان المسلمين، تطلق على كل شئ كلمة “الإسلام”.. فسمعنا بالمصارف الإسلامية ، والشركات الإسلامية، والصيدلية الإسلامية، والبصات الإسلامية، والرياضة الاسلامية، ولم يبق لهم شئ في السودان لم يسموه باسم الإسلام.
والآن !! بعد أن حكموا بالقهر، والظلم، والبطش، والفساد، سبعة وعشرين عاماً، إكتملت دائرة فشلهم، وتساقط مشروعهم الحضاري، أمام أعينهم، وفشلت وثبة حوارهم، ولم يعد يسعفهم أن يخادعوا الناس ويسموا الأشياء باسم الإسلام، وهم متهمون بجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، ورعاية الإرهاب، فلم يجدوا خدعة جديدة، يضللون بها المجتمع الدولي، والبسطاء من أبناء شعبهم، غير أن يسموا الإسلام نفسه ” السوداني” !!
فقد جاء (تبنى حزب المؤتمر الوطني برنامجاً أطلق عليه “الاسلام السوداني” ووصفه بالتجربة السودانية الخالصة التي لا تشبه برامج ومشروعات الأنظمة الاسلامية في الدول العربية كما دعا مفكري ومثقفي الحزب الى إبرازه وتقديمه للعالم وقال حسبو محمد عبد الرحمن رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني نائب رئيس الجمهورية ” ان حزبه يطرح برنامج الاسلام السوداني باعتباره تجربة سودانية محضة تقوم على الاسلام الوسطي في كل مناحي الحياة ولا تؤمن فكرته بالارهاب والغلو والتطرف والتكفير ولا تشبه تجارب الآخرين” وطالب حسبو. خلال حديثه أمس “الجمعة” في فاتحة أعمال المؤتمر العام الرابع لقطاع الفكر والثقافة وشؤون المجتمع بالمركز العام بتوثيق وتأصيل التجربة وطرحها على المجتمعات منوها الى أنهم كثيراً ما يواجهون أسئلة عن تجربة الإنقاذ في الحكم وحول رأيها في المرأة والزكاة ووصفها بالتجارب المشرقة التي حتى تحتاج لإبراز حتى يعرفها الجميع. وشدد رئيس القطاع السياسي على سودنة تجربة الاسلام السياسي واقامة أنشطة فكرية تتبنى النهضة المعنوية والمادية. وعد ذهاب الصف الأول من الإسلاميين تاكيداً على أن الحزب يقوم على الفكرة وليس الأشخاص وارجع صمود الإنقاذ كل هذه الفترة لإيمانها ببرنامجها ودعا الى إقامة بناء يقوم على قيم الشورى والشفافية وتبني وثيقة “الاصلاح الشامل”. من جانبه قال فرح مصطفي رئيس قطاع الفكر إن حزبه يتبنى سياسات كلية على كل المستويات لحماية المجتمع من الإستلاب. مشيراً الى تجربة حزبه في البناء الديمقراطي والشورى)(اليوم التالي 10 اكتوبر 2014م) هذا ما انتهت إليه تجربة الاخوان المسلمين من الغش والخداع، فبدلاً من تحويل السودان الى كيان إسلامي، يريدون أن يحولوا الإسلام إلى كيان سوداني !!
والأغرب من هذا، هو أن هذه الفكرة، فكرة “الإسلام السوداني”، لم تأت من عقل جماعة الاخوان المسلمين، وإنما هم قد تعلموها من الأمريكان، فقد صاروا الآن أصدقاء لهم، وتلاميذ يتبعون أفكارهم، بعد أن كانوا، أثناء موجة الهوس، يملأون الشوارع صراخاً (أمريكا قد دنا عذابها علي إن لاقيتها ضرابها) !! فقد جاء:
(ولا ننسى ان بالسودان ثلاثين مليون نسمة يمثلون فرصة طيبة لتسويق التكنولوجيا الامريكية كما ان ” الاسلام السوداني” يمكن ان يمثل جسراً بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي من الناحية الثقافية.
ماذا تقصد بعبارة الاسلام السوداني ؟
ربما هي عبارة خاصة بي، وجدت في السودان اسلاماً مختلفاً، هنا في السودان، لاحظت شخصية مسلمة مسالمة، ومن خلال لقاءاتي مع الافراد العاديين، وزعماء الطرق الصوفية، واساتذتها، لا حظت صفة المسالمة)(التيار 11 مايو 2016م- حوار مع القائم بالاعمال في السفارة الامريكية بالخرطوم)
ونحن لا نتوقع من مساعد السفير الأمريكي، أن يفهم الإسلام بعمق، وهو معذور تماماً، إذا وجد السودانيين كرماء ومسالمين، بخلاف المسلمين في بلاد كثيرة، ربما يكون قد زارها، بحكم عمله، فقام في باله أن هذا المستوى من الإسلام إسلام خاص بالسودانيين، ومتأثر بثقافتهم، وحياتهم، ولهذا سماه “الإسلام السوداني” .. ولكن ما عذر الاخوان المسلمين في مجاراته، وهم يفترض أن يكونوا على معرفة بالإسلام الذي يتاجرون به، ويضللون باسمه البسطاء الطيبين؟!
والحقيقة أنه ليس هناك إسلام سوداني، وآخر نيجيري، وثالث أفغاني، ولكن هناك مستويين من الإسلام جاء بهما القرآن الكريم: أما المستوى الأرفع، فإنه نزل في القرآن الأصل، أولاً في مكة، وهو المستوى الذي يقوم على المسالمة، والإعتدال، وعدم التطرف، وعدم العنف .. والدعوة فيه تقوم على الحسنى، قال تعالى ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). وفي هذا المستوى، الناس أحرار في قبول الإسلام أو رفضه، وهم لو إختاروا الكفر لابأس عليهم، ويذهبوا موفورين !! قال تعالى (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) ومهمة النبي صلى الله عليه وسلم، حسب هذا المستوى، محصورة في أن يبلغ الدعوة فقط، حتى ولو كذبه الناس، ليس له إلا البلاغ الواضح .. قال تعالى (وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)، أو يقول (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ). والسبب في حصر مهمة الرسول في البلاغ، هو أنه لا يملك هداية الناس .. قال تعالى (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) ومهمته أن ينذرهم، قال تعالى (إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) .. ومع أن القرشيين قد قابلوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بشتى أنواع الإساءة والتعذيب، إلا أنه أمر بالصبر على أذاهم، فقال تعالى من قائل (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) وكان إذا إشتد عليه أذى قومه، ذكره بأن يحتمل، مثل من سبقه من الرسل، فقال (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ).. وكان صلى الله عليه وسلم يضيق صدره مما يقوله المشركون عنه وعن أصحابه، فكان ربه يواسيه، ويحثه على المزيد من العبادة، ومن ذلك قوله تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ* وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) .. ولقد أضطر المسلمون الأوائل، أن يهاجروا للحبشة فراراً من بطش المشركين، وخوفاً من أن يفتنوهم عن دينهم، بعد أن مات منهم من مات، تحت التعذيب، ومع ذلك لم يأمر النبي وأصحابه بالقتال، ولو من باب الدفاع عن أنفسهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يمر بياسر، وعمار، وسمية، وهم يعذبون في بطحاء مكة، فيقول (صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة) !! ولقد استمر هذا المستوى الرفيع من الإسماح، والسلام، ومقابلة الشر بالخير، ثلاثة عشر عاماً، حتى إذا قامت الحجة على القرشيين، بأنهم دون هذا المستوى، ودلوا على ذلك بتآمرهم على النبي، ليقتلوه في ليلة الهجرة، لم تكن الهجرة إلى المدينة مجرد إنتقال من مكان إلى آخر، وإنما كانت في الحقيقة، إنتقال من مستوى من الإسلام إلى مستوى آخر، دونه ببعيد، ولكنه أكثر مناسبة لذلك الوقت.
الإسلام الثاني، الذي نزل في المدينة، بدأ بالإذن للمسلمين بالقتال، بعد أن لم يكن مأذوناً لهم به في مكة .. فقال تعالى (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ). ولكنه حين أذن لهم بالقتال، حصره في البداية، في مجرد الدفاع عن النفس، فقال (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)، ثم بعد ذلك، صار التدرج الى غايته حين أمرهم بالقتال للقضاء على فتنة الشرك، فجاء ذلك في آية، عرفت عند المفسرين، بآية السيف، قيل أنها نسخت كل آيات الإسماح، والمهادنة، والصبر على الكافرين، وهي قوله تعالى (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) وأخذاً من هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وأمرهم الى الله) وبناء على هذه الآية، ومثيلاتها، وهذا الحديث الشريف، قام الجهاد لإعلاء كلمة الله في الأرض، وقتل المشركين حيثما وجدوا .. وخرجت جيوش المسلمين من المدينة، وسارت حتى الهند والسند والصين شرقاً، وحتى الأندلس غرباً، وكانوا يقتلون الوثنيين، ولا يقبلون منهم غير الإسلام، ويقتلون أهل الكتاب من المسيحيين واليهود، ويمكن أن يقبلوا منهم الإذعان لسلطان الدولة الإسلامية، إذا دفعو الجزية .. وذلك لقوله تعالى (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) .. وحتى تتم هذه الغزوات، على أكمل وجوهها، كان لابد للمسلمين أن يتخلوا عن اللطف، والمسالمة،والتعامل بالحسنى، ويكونوا غلاظاً، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) .. كما كان عليهم أن يكونوا إرهابيين، يخيفون هؤلاء الأعداء، حتى يتغلبوا عليهم، قال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ). وهم حين يقتلون غير المسلمين، ينتصرون للإسلام، ولكنهم في نفس الوقت، ينفسون عن كراهيتهم، وغيظهم المكبوت في صدورهم، والذي يجعلهم عنيفين بخصومهم، قال تعالى (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ* وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
وفي تلك الحروب، يجوز للمسلمين أخذ أموال الكفار، وممتلكاتهم غنائم، وهي حلال لهم، قال تعالى (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). كما يجوز لهم أخذ الأسرى، وإتخاذهم عبيداً لهم، يستخدمونهم بغير أجر، ويمكن ان يبيعونهم، أو يعتقوا منهم من شاءوا، تكفيراً عن بعض ذنوبهم .. قال تعالى ( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا). أما نساء المشركين ونساء أهل الكتاب، فيجوز للمقاتلين المسلمين أن يسبوهن، ويعاشروهن دون زواج، باعتبارهن من ما ملكت أيمانهم، قال تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ). كما يجوز لهم بيعهن كجواري، ويجوز لمن أشتراهم، أن يستمتع بهن، مثل من كسبهن في الحرب. ولقد كان في الدولة الإسلامية في الماضي سوق للعبيد، وسوق للجواري. وهذا المستوى، هو ما تقوم به “داعش” اليوم، ويستنكره غيرهم من المسلمين، بما فيهم الاخوان المسلمين، ويتهربون منه، ويدعون الإعتدال وعدم التطرف.
وما كان لهذا الإسلام، الذي يقوم على فروع القرآن، التي جاءت في سائر القرآن المدني، أن يحكم وتقوم عليه الدولة الإسلامية الأولى في المدينة، لولا أن فروع القرآن قد نسخت أصوله، التي نزلت في مكة، وقامت على المسالمة، والإعتدال، والدعوة بالتي هي أحسن. قال تعالى في أمر النسخ (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) قوله “نأت بخير منها”، يعني مناسبة للوقت، فإن قرآن الفروع، قد كانت خير للناس في القرن السابع الميلادي، من قرآن الأصول، الذي كان أكبر من طاقتهم، وعجزوا عن قبوله .. ولكن اليوم، في وقتنا الحاضر، فإن ما هو خير لنا، وأنسب لطاقة وحاجة مجتمعنا، هو قرآن الأصول، ولهذا يجب ان نفهم أن النسخ إرجاء، وليس إلغاء .. وأن الآيات المنسوخة، لابد ان تبعث، وتطبق، حتى يعود الإسلام الى حياة المسلمين مرة أخرى. وبعث الآيات المنسوخة، يعني بالضرورة نسخ الآيات المحكمة، فإذا أنت جعلت الحكم لقوله تعالى (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، فلا يمكن أن تحكم في نفس الوقت (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) .. والإنتقال من فروع القرآن إلى أصوله، هو ما أسماه الأستاذ محمود محمد طه، تطوير التشريع الإسلامي، وهو السبيل الوحيد إلى إخراج المسلمين عامة، والاخوان المسلمين بالذات، من ما هم عليه من تخبط.
فالإسلام المعتدل، ليس الإسلام السوداني، ولكنه أصول الإسلام .. والصوفية الذين أشار لهم مساعد السفير الأمريكي، عاشوا كأفراد قيم الأصول، ولكنهم كجماعة، لم يدعوا إلى الأصول، التي تحقق ما يصبون إليه، من سلام، ومحبة، لجميع الناس، بل جميع الخلائق. فلماذا لايكف الاخوان المسلمين عن الخداع، ويسموا الأشياء بأسمائها ؟!
[email protected]
لماذا لا يقوم الناس بتحييد كل هذا الوضع والمساجلات المستمرة لتعرية افكار الاخوان الاخونجية … ويدعون لدولة تقوم علي العدل فقط . مع العدالة ستكون هنالك حلولا للحاضر والمستقبل معا وتعالج الماضي بصورة مرضية فقط ادعو للعدل ، انها ليست ددعوة مثالية انها مطلب مهم جدا للمرحلة طبقه علي نفسك ثم محيطك الصغير مكان العمل في الشارع وسترون النتيجة …
تسلم دكتور عمر على المقال الرصين والذي يبين للناس حقيقة واساس الارهاب الذي يعاني منه العالم اجمع الان
يا ربي (الاسلام السوداني) دة اخو البمبو السوداني ولا الفول السوداني ^-^
الفركرة جيدة ولكنه أضاعها بالمهارتة التي بدأ بها المقال، مثلا حديثه:
“وكانوا في مطلع التسعينيات، لا يمنحون اصحاب المحال التجارية الرخصة، إلا إذا كان إسم المحل إسلامياً”
دي مشكلتنا إذا كان هذا حال مثقفينا، يأتوننا بهذه الترهات، مش معقول هذا الحديث الذي لم يحدث أبداً
شكرا دكتور
عمق المقال ورصانة الفكر والترتيب .. يجعلان القارىء مندمجا بكلياته معه ..
مازق الاخوان المسلمين كبير .. لانه قائم علي الفكرة الخطأ .. والتنصل لا يفيد ابدا ..وكل كلمة موثقة ..
تجربة الإسلام السوداني .. وطرحها على المجتمعات ..
هي فعلاً بضاعتهم .. ويا لها من بضاعة!! ..
شكرا د. القراي
الحقيقة ان الاسلام السوداني هو اسلام الشريعة المدغمسة و اجتهادات الجهلاء فيما لا يعلمون و تدجيل علماء السلطان و تفصيل بدرية الترزية …اسلام هوى اصحاب السلطة المفصل على قدر مصالحهم و الذي لا يابه لاي وسيلة من اجل السلطة و المصالح مهما كان انحطاطها …. اسلام مثل مسيحية الكنيسة ايام القرون الوسطى
نستغفر الله ان نطلق على دعوة الشيطان و اتباعه هذه اسلام
* “الاسلام السودانى” يعنى زى “الدستور السودانى”, كل يوم هو فى شأن!
* او زى “الهلال العاصمى”, لأنه هنك هلال الأبيض, و هلال الفاشر, و هلال السعوديه…
* اعتقد ان إطلاق “الأسماء الإسلاميه” على المدارس و المطاعم و البقالات و المستشفيات و خلافه, هى أخف الأضرار التى ألحقها “هؤلاء” بالدين!..مشكلتهم الكبرى, أن حتى “مساجد الله” أخلوها من الهدى و مقاصد الدين, و حولوها لخدمة مصالحهم السلطويه, فأصبحت خاويه من الهدى و “الإيمان”,
* و فى هذا و ذاك, يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: “سيأتى على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلآ رسمه و من الإسلام إلآ إسمه, يسمون به و هم أبعد الناس عنه, مساجدهم عامره و هى خراب من الهدى, فقهاء ذاك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء, منهم خرجت الفتنه و إليهم تعود”..ألا ترون أن هذا ما يحدث الآن فى السودان بالضبط!.. هذه مساجدهم و شيوخ الدين و أئمة المساجد و علماء “المسلمين” فى السودان!
* و بداهة, فالشخص الذى لا يحكم شرع الله فى نفسه, و فى أسرته و فى “إخوانه” وأقربائه و أهله, لا يتوقع منه ان يحكم شرع الله بين الناس ابدا!..و لا يحق له التحدث بإسم دين الله!
* لكن الحقيقه, ان “هؤلاء القوم الظالمين” لا “عقيدة” لهم فى الأصل, من ناحيه, و من ناحيه أخرى, ليست لهم قيم إنسانيه و لا إخلاق!..و لذلك فقد باءوا بالفشل,,
(((“نأت بخير منها”، يعني مناسبة للوقت، فإن قرآن الفروع، قد كانت خير للناس في القرن السابع الميلادي، من قرآن الأصول، الذي كان أكبر من طاقتهم، وعجزوا عن قبوله .. ولكن اليوم، في وقتنا الحاضر، فإن ما هو خير لنا، وأنسب لطاقة وحاجة مجتمعنا، هو قرآن الأصول، ولهذا يجب ان نفهم أن النسخ إرجاء، وليس إلغاء .. )))
انطلاقاً من الفكرة الجمهورية يا أخ القراي كان سردك مدعوماً بالنصوص التي إذا سلمنا بتفسيركم لها إلا أن تفسيركم لعبارة “نأت بخير منها” بمعنى مناسبة الوقت وأن آيات الفروع كانت أنسب لوقتها فنسخت آيات الأصول التي كانت أكبر من طاقة أهل ذلك الزمان، ليس من السهل ابتلاعه لأنه إذا كان النسخ قد حدث وأن الناسخ هو صاحب التنزيل في حياة رسوله الكريم فمن الذي ينسخ الفروع ليعيدنا مرة أخرى لآيات الأصول؟ أي ما الدليل من القرءان على انتهاء مفعول آيات الفروع حتى تصبح منسوخة بعد أن كانت ناسخة، ومن الذي يقدر مناسبة الوقت لذلك؟ فالسلفيون لا يزالون متمسكين بآيات الفروع في فكرهم بينما الدواعش قد تمكنوا من استعادة تطبيقها واقعاً معاشاً، وفي هذه الأحوال لابد من تفسير مدعوم بالنصوص لإقناع أولئك وهؤلاء بعودة تحكيم آيات الأصول ومجرد القول بعدم مناسبة الوقت تقدير وتقييم يختلف فيه الناس حتى لو قلنا بأن النسخ هو إرجاء وليس إلغاء.
والجنيه السوداني..سموه الدينار…جاهو فشل كلوي ومات…
يا استاذ القراى اسرائيل وامريكا او الغرب واعداء الامة الاسلامية لا يريدون استقرار وتطور الدول الاسلامية لان شعوبها مسلمة بالفطرة وما عندها اى مشكلة فى امور الدين لوجود العلماء والفقهاء فقط مفروض تتبع النظام الديمقراطى وتهتم بالعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد الخ الخ الخ ومنظمات المجتمع المدنى والعلماء والفقهاء يحفظوا الدين والمجتمع من امراض الغرب الاجتماعية الخ الخ الخ ولهذا اوجدوا الاسلام السياسى الذى مزق اوطان المسلمين وشغل الناس بالكلام الفاضى عن التوجه الاسلامى الخ الخ الخ وهو لا اسلام لا يحزنون وانما تمكن من السلطة والثروة وتمزيق وتخريب اوطان المسلمين وتشويه الاسلام وهم يقومون بهذا الدور اما عن عمالة او غباء شديد واصلا لا يستقيم الاسلام واوطان المسلمين الا بالقضاء على هذا العهر والدعارة السياسية باسم الاسلام الدين الحنيف!!!
كسرة:الف مليون تفووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على الحركة الاسلاموية وعلى الاسسوها فى مصر والسودان بل فى كل العالم التى مزقت اوطان المسلمين وشوهت الاسلام وابشرى اسرائيل بطول سلامة بوجود هذه الحركات الاسلاموية العاهرة الداعرة العميلة او الغبية الجاهلة والتى يصل عددها بالعشرات وما عندها شغلة غير مقاتلة بعضها البعض وقتل ابناء الامة الاسلامية وتشويه صورة الاسلام!!!!!
كسرة تاتية:ولا انا غلتان وان الحركة الاسلاموية فى السودان بعد 27 سنة وحدت السودان وعملت استقرار و تطور علمى واقتصادى الخ الخ وهى الآن محاصرة القدس وسواحل كاليفورنيا وفلوريدا؟؟؟؟؟اخ تفوووووووووووووووووووووو على العهر والدعارة السياسية بتاعة الحركة السلامةية سودانية او عربية او عالمية اخ تفووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو!!!!وان العلمايين اشرف واطهر من اى اسلاموى سياسى والله الله الله على ما اقول شهيد!!!!
بل وذهبوا الى ما هو أبعد مما جاء في مقدمة مقال الدكتور القراي .. فتدخلوا لمنع مخاطبة لعيبة الكرة والفنانين بالقابهم التي عرفهم بها الجمهور … مثل تنقا والثعلب وسميرة دنيا و عمر احساس على سبيل المثال لا الحصر!!!
الخطأ الفادح انه يثبت ان حزبه هو السودان ولن يفهم ان التعددية تلك الضرورة الملحة تتعارض بالتأكيد مع مركزة الذات ونفي الاخرين.
بالتأكيد ليس هناك اسلام واحد.
المراة التي تؤم الناس في مسجد واشنطن هذا هو اسلامها. وقس على ذلك اسلام الجمهورييين ,الشيعة , السلفييين, المتصوفة, وهكذا.
اما لو اردت الإبقاء على المبدأ البغيض في كلام حسبو فهو ان تدعي ان الفكرة الجمهورية وحدها الصحيح وما عداها لابد ان يزال او ان يرشد ليغير فهمه. واقدر لكم انكم أصلا اهل حوار و لا تفرضون شئيا عنوة.
من اين يأتي التنوع؟
من ظروف معاش الناس وتاريخهم الخاص. فظروف معاش الناس ليست امرا عرضيا يمكن تنحيته جانبا للزج بافكار معلقة فى الهواء.لنصحح فكرة.
قال نقد ينقسم الإسلام سبعين فرقة ولم يقل (كلها في النار عدا واحدة.).
ولكن قال:
وكلها في الجنة.
في مطلع الثمانيات كان لدي صديق من الأمريكان الأفارقة ، مسلم ، يسكن مع عائلته الثورة الحارة العاشرة ، ربما هناك الكثيريين قد سمعوا به أو قابلوه ، و هو قد أسلم في المغرب و توفر له عمل بالسعودية ، لكنه آثر أن تعيش في السودان لأنه من أحسن المجتمعات الدينية (حسب رأيه) ، و كان يتعيش من التدريس في المركز الثقافي الأمريكي ، و رغم أن لديه شهادة دكتوارة في القانون الدولي لم يتمكن من الحصول على وظيفة ملائمة ، و رفض الإنضمام للجماعات.
أسلم الكثير من الأمريكان على يده داخل السودان ، و كان يقول بأن المجتمع السوداني ، يعكس الإسلام الحقيقي ، و هذه وجهات نظر شخصية ، لا غبار عليها.
أما بخصوص القائم بالأعمال الأمريكي ، فهو بالتأكيد لديه مرجعية صلبة يقف عليها ، لكن هذا لا يمنع أن يكون لديه إنطباع شخصي بحكم ، معاشرته للمجتمع ، و تلمسه للفرق الشاسع بين المجتمع (الفطري) ، و أبالسة النظام ، فأي غنماية تستشعر الفرق ، ناهيك عن دبلوماسي رفيع لدولة كبرى.
معظم الكتيبات التي تصدرها الخارجية الأمريكية لدبلوماسيها عن الإرهاب و التطرف ، قامت بإعدادها المخابرات الأمريكية CIA ، و لا أعتقد إنه يخفى عليك ، بأنها كلها مستقاة من أفكار سيد قطب عندما كان بأمريكا.
الأمريكي اليهودي من أصل بريطاني ، برنارد لويس الشهير ، يعتبر أحد منظري المحافظون الجدد و كان مقرباً من مستشار الأمن القومي في عهد كارتر (زبيغنيو بريجنسكي) ، و برنارد من أكثر الدارسين للإسلام و الشرق الأوسط ، و يوجد مثله المئات في الإدارات الأمريكية و جميعهم لديهم إسهامات في الإستراتيجيات التي يتبناها الكونجرس.
الأديب الراحل الطيب صالح ، كتب ستة مقالات بمجلة المجلة ، عن الشيخ محي الدين بن عربي ، و كتب عنه بصدق و حب و إخلاص ، و ذكر في مقالاته ولع و إنبهار الأوربيون و الأمريكان بالشيخ الأكبر محي الدين بن عربي ، و كيف إنهم (أغلبهم غير مسلم) لديهم جمعيات تضم المعجبين بأعمال الشيخ و يستمعون لقصائده ، و قد إعترف الطيب صالح إنه وجد صعوبة في قراءة نصوص بن عربي!
بيت القصيد أن الأمريكان يعرفون عن بن عربي المتصوف أكثر من المسلمين ، فالمسلمين ، عن جهل و تسرع و ترديد الكلام كالببغاءات ، يرمون الشيخ بالكفر كذباً و بهتاناً ، و يتهمونه بإنه يقول بالإتحاد و الحلول ، و هذا كله كلام باطل و الأمريكان يعرفون ذلك. [يقول بن عربي: من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد].
و ذهب البعض أن الأمريكان يميلون للتصوف ، لا التصوف فيه زهد عن الدنيا و بالتالي السياسة ، و هذا قول فطير ، فالأمريكان درسوا التاريخ الإسلامي و الحروب ، و يعرفون أن الإنتصارات الإسلامية بعد عهد الخلافة (صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين و سيف الدين قطز ضد التتار) كان لعلماء و شيوخ التصوف فضل و مساهمة كبيرة فيها.
التصوف و عقيدة الأخوان المسلمين لا يلتقيان أبداً و ما خطه الكاذب الكبير حسن البنا في رسائله كله كذب و نفاق ، و العالم أجمع يعرف ذلك ، و الأمريكان عاصروا و درسوا و لاحقاً تعاونوا فكر الأخوان المسلمين منذ نشأته ، و لا يغرنك نفاقهم و حملهم المسابح ، فكيري (وزير الخارجية الأمريكي) و عضو جمعية (الجمجمة و العظام) يحملها أيضاً ، لكنه بالطبع لا مأرب له في خداع أحد إنما إعجاب شخصي منه للمسبحة و ما تمثله.
تطبق وزارة الخارجية الأمريكية نظرية مواجهة الفكر بالفكر التى وضعها سيد قطب ، عندما كان بأمريكا ، دون انتقاص حتى يومنا هذا ، بل إن اسم سيد قطب مطبوع على كتيبات التعليمات الدبلوماسية الأمريكية السرية دون أن يلتفت إليه مستخدموها.
وضع عالم النفس الاجتماعى «بى جيه بيركويتز» عام 1972 دراسة أضيفت للملف الأخوان المسلمين بال CIA ، بحث بيركويتز فيها ردود الأفعال المتوقعة من جماعة الإخوان المسلمين المصرية على مجريات الصراع العربى – الإسرائيلى وموقف الجماعة فى حالة نشوب الحرب.
وأطلقت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية cia على الدراسة اسم تقرير «السمات الست» رصد خلاله بيركويتز مظاهر علمية للمرض النفسى الجماعى لدى جماعة الإخوان المسلمين المصرية.
وحدد بيركويتز ستة مظاهر لمرض الجماعة بينها جنون العظمة – فصام الجنون المكانى – تخلف شريط الحدود العقلى – اليأس المجتمعى – السلبية العدوانية المستترة – اضطرابات الانفصال عن الواقع. وكلها أدت إلى تطمين الإدارة الأمريكية من جانب رد فعل جماعة الإخوان إذا قامت الحرب بين مصر وإسرائيل.
ومن دراسة بيركويتز ولدت أهم الدراسات النفسية الاستراتيجية بملف «شذوذ الجماعة» وضعها البروفسور «بومان ميلر» بالتعاون مع البروفسور «تشارلز راسل» عام 1977.
وسجل العالمان ميلر وراسل الذين عملا لحساب cia صراحة عام 1977 تحليلا خاصا لشخصية سيد قطب ذكرا فيه صراحة أن أفكاره كانت إرهابية بامتياز.
و بالتأكيد لم يقصدا الإرهاب الذي عنيته في مقالك
[كما كان عليهم أن يكونوا إرهابيين] ، إنتهى الإقتباس ، فالأية عنت تخويف المشركين ، و ليس إرهاب (بالتعريف الحديث) الذي يرهب المسلمين و البشر الآمنيين و يخالف شرع الله ، و سياقك للنصوص و تجريدها من ظرفها التاريخي يخل بالمعنى و يعكسه ، و لا أظنك ترمي إلى هذا ، لكن إيرادك ل [وهذا المستوى، هو ما تقوم به “داعش” اليوم] ، إنتهى الأقتباس ، يعزز المعنى المغلوط الذي أولت به الأية (ترهبون) ، فداعش و الأخوان المسلمين ، و جميع من سار على نهجهم ، صناعة غربية بإمتياز ، و الأمريكان لم يتعظوا من تجربة الإمبراطورية البريطانية في اللعب بنيران التطرف الذي يدفعون ثمنه الآن.
أباليس النظام يعلمون إن ترويجهم لموضوع الإسلام السياسي لن يخيل في عقلية السياسة الأمريكية ، لكنهم لديهم لوثة ترديد الكذب ، التي أقتبسها ديك شني و بوش الإبن سابقاً لتسويق الحرب على صدام حسين ، حيث أجدت في وقتها لكنها في يومنا الحالي أصبحت أضحوكة و مجال تندر ، و لن تفيد أباليسنا ، لكنهم يعطون مساحة للعب لبعض الجهات في دهاليز الإدارة الأمريكية ، و للأستفادة من بعض مستشاري أوباما ذوي الميول الأخوانية ، قبل إنتهاء ولايته.
فطرة المجتمع السوداني و سماحته ، رغم أن الأبالسة إستغلوها أسوأ إستغلال منذ تحضيراتهم للإنقلاب (منتصف السبعينات) ، إلا إنها تظل عقدة العقد لفكر المتأسلمين ، و هي التي تشعرهم بالعزلة من المجتمع (و البشرية) ، لذلك (حتوا) أوراق شجرة زقومهم ، و ارتدوا هذا القميص الجديد لعل و عسى ، لكنها (فرفرة مذبوح).
من باب الأمانة مع الرأي العام ، طرح المواضيع العامة التي تهمه ، فالعدو واحد ، لكن طرح الأيدولجيات و الأفكار الخاصة يخل بالغرض ، و يشتت الهمم التي نحن في أوج الحاجة لشحذها و توحيدها على قلب رجل واحد ، و لكن طرحك لمثل هذه العبارة دون أسنايد (لا وجود لها أصلاً) ، يمس العقيدة و الإيمان:
[ولكن هناك مستويين من الإسلام جاء بهما القرآن الكريم: أما المستوى الأرفع، فإنه نزل في القرآن الأصل، أولاً في مكة] ، إنتهى الإقتباس ، فلا سلطة لبشر بعد النبي عليه الصلاة و السلام ، ليقسم الإسلام حسب هواه لمستويين ، ناهيك عن توصيف (الأرفع) و كذلك:
[وفي هذا المستوى، الناس أحرار في قبول الإسلام أو رفضه، وهم لو إختاروا الكفر لابأس عليهم، ويذهبوا موفورين] , إنتهى الإقتباس. كيف لمن يختار الكفر يذهب موفوراً ، و كيف يتسق هذا مع أية: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [56 – الزاريات] و كيف للأية (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) ، [60 – الزاريات].
فائدة الإيمان تعود على المؤمن، كما قال تعالى: (مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا..) [46 – فصلت]
حاشية:
و لتبيان عدم صحة ما ذهبت إليه ، أدناه مزيد من الشرح لفائدة القراء و إحتراماً لعقلهم و إيمانهم:
حاول خصوم الإسلام من قريش إيقاف الدعوة ، فذهب وفد منهم للنبي صلى الله عليه وسلَّم ، و عرضوا عليه المال و السيادة و الملك ، و لما فشلوا ذهبوا إلى عمه أبي طالب، فلما كلَّمه عمه قال قولته المشهورة: (والله، يا عَمِّ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أتركَ هذا الأمر ما تركته، حتى يُظِهره الله، أو أَهْلِك دونه).
و جاؤه من ناحية ثالثة ، فقالوا: ننتهي إلى أمر هو وسط بيننا وبينك: دَعْكَ من هؤلاء الفقراء، واصْرِف وجهك عنهم، ولا تربط نفسك بهم، ووجِّه وجهك إلينا، فأنزل الله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [28 – الكهف]
[منقول من تفسير الشعراوي]
ثم بيَّن الحق سبحانه وتعالى أن الإسلام أو الدين الذي أًَنزله الله لا يأخذ أحكامه من القوم الذين أُنزِل عليهم؛ لأن رسول الله إنما أُرسِلَ ليضع لهم موازين الحق، ويدعو قومه إليها، فكيف يضعون هم هذه الموازين، فيأمرون رسول الله بأنْ يصرف وجهه عن الفقراء ويتوجّه إليهم؟
لذلك قال: {وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ..} [الكهف: 29] لأنه بعثني بالحق رسولاً إليكم، وما جئت إلا لهدايتكم، فإنْ كنتم تريدون توجيهي حسْب أهوائكم فقد انقلبتْ المسألة، ودعوتكم لي أن أنصرف عن هؤلاء الذين يدعُون ربهم بالغداة والعشيّ وأتوجه إليكم، فهذا دليل على عدم صِدْق إيمانكم، وأنكم لستم جادِّين في اتباعي؛ لذلك فلا حاجة بي إليكم.
ثم يقول تعالى: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف: 29] أي: ادخلوا على هذا الأساس: أن كل حَقٍّ ينزل من الله، لا أن آخذ الحق منكم، ثم أردّه إليكم، بل الحق الذي أرسلني الله به إليكم، وعلى هذا مَنْ شاء فليؤمن ومَنْ شاء فليكفر.
والأمر في هذه الآية سبق أنْ أوضحناه فقلنا: إذا وجدنا أمراً بغير مطلوب فلنفهم أن الأمر استُعمِل في غير موضعه، كما يقول الوالد لولده المهمل: العب كما تريد، فهو لا يقصد أمر ولده باللعب بالطبع، بل يريد تهديده وتأنيبه.
وهكذا في: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف: 29] وإلا لو أخذتَ الآية على إطلاقها لَكانَ مَنْ آمن مطيعاً للأمر: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن..} [الكهف: 29] والعاصي أيضاً مطيع للأمر: {وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف: 29] فكلاهما إذن مطيع، فكيف تُعذِّب واحداً دون الآخر؟
فالأمر هنا ليس على حقيقته، وإنما هو للتسوية والتهديد، أي: سواء عليكم آمنتم أم لم تؤمنوا، فأنتم أحرار في هذه المسألة؛ لأن الإيمان حصيلته عائدة إليكم، فالله سبحانه غنيّ عنكم وعن إيمانكم، وكذلك خَلْق الله الذين آمنوا بمحمد هم أيضاً أغنياء عنكم، فاستغناء الله عنكم مَسْحوب على استغناء الرسول، وسوف ينتصر محمد وينتشر دين الله دونكم.
وقد أراد الحق سبحانه أن يصيح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة في مكة ويجهر بها في أُذن صناديد الكفر وعُتَاة الجزيرة العربية الذين لا يخرج أحد عن رأيهم وأمرهم؛ لأن لهم مكانةً وسيادة بين قبائل العرب.
ولحكمة أرادها الحق سبحانه لم يأْتِ نصر الإسلام على يد هؤلاء، ولو جاء النصر على أيديهم لقيل: إنهم أَلِفُوا النصر وألفوا السيادة على العرب، وقد تعصَّبوا لواحد منهم ليسُودوا به الدنيا كلها، فالعصبية لمحمد لم تخلق الإيمان بمحمد، ولكن الإيمان بمحمد خلق العصبية لمحمد.
بعد أن جاء الأمر الإلهي في قوله تعالى: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف: 29] أراد سبحانه أنْ يُبيّن حكم كُلٍّ من الاختيارين: الإيمان، والكفر على طريقة اللَّفِّ والنشر، وهو أسلوب معروف في العربية، وهو أن تذكر عدة أشياء، ثم تُورِد أحكامها حَسْب ترتيبها الأول، أو تذكرها مُشوَّشة دون ترتيب.
ومن النوع الأول الذي يأتي فيه اللَّفُّ والنشْر على الترتيب قوله تعالى: {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الليل والنهار لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ..} [القصص: 73].
أي: لتسكنوا في الليل، وتبتغوا من فضل الله في النهار.
فالترتيب إذا كان الحكم الأول للمحكوم عليه الأول، والحكم الثاني للمحكوم عليه الثاني وهكذا، ومن ذلك قول الشاعر:
قَلْبِي وَجَفْنِي وَاللسان وخالقي ***
هذه أربع مُخْبر عنها، فما قصتها وبماذا أخبرنا عنها؟ يقول:
قَلْبِي وَجَفْنِي وَاللسَانُ وخالِقِي *** رَاضٍ وباكٍ شَاكِرٌ وغَفُورُ
فتكون على الترتيب: قلبي راضٍ، وجفني باكٍ، ولساني شاكر، وخالقي غفور.
ومرة يأتي اللف والنشر على التشويش ودون ترتيب ثقةً بأن نباهةَ السامع ستردُّ كل شيء إلى أصله كما في الآية التي نحن بصددها، فتلاحظ أن الحق سبحانه بعد أن قال: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف: 29] فبدأ باختيار الإيمان ثم ذكر الكفر، أما في الحكم على كل منهما فقد ذكر حكم الكفر أولاً: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً..} [الكهف: 29] ثم ذكر بعده حكم المؤمنين: {إِنَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} [الكهف: 30].
وليكُنْ في الاعتبار أن المتكلم رَبٌّ حكيم، ما من حرف من كلامه إلا وله مغزى، ووراءه حكمة، ذلك أنه تعالى لما تكلّم عن الإيمان جعله اختياراً خاضعاً لمشيئة العبد، لكنه تعالى رجّح أن يكونَ الإيمانُ أولاً وأنْ يسبق الكفر. أما حينما يتكلم عن حكم كل منهما، فقد بدأ بحكم الكفر من باب أنْ (دَرْءَ المفسدة مُقدَّم على جَلْب المنفعة).
ثم يقول الحق سبحانه: {إِنَّ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات…}.
أخرج الدارمي في مسنده والنحاس عن حذيفة قال: إنما يفتي الناس أحد ثلاثة: رجل يعلم ناسخ القرآن من منسوخه وذلك عمر، ورجل قاض لا يجد من القضاء بداً، ورجل أحمق متكلف، فلست بالرجلين الماضيين، فأكره أن أكون الثالث.
والجنيه السوداني..سموه الدينار…جاهو فشل كلوي ومات…
يا استاذ القراى اسرائيل وامريكا او الغرب واعداء الامة الاسلامية لا يريدون استقرار وتطور الدول الاسلامية لان شعوبها مسلمة بالفطرة وما عندها اى مشكلة فى امور الدين لوجود العلماء والفقهاء فقط مفروض تتبع النظام الديمقراطى وتهتم بالعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد الخ الخ الخ ومنظمات المجتمع المدنى والعلماء والفقهاء يحفظوا الدين والمجتمع من امراض الغرب الاجتماعية الخ الخ الخ ولهذا اوجدوا الاسلام السياسى الذى مزق اوطان المسلمين وشغل الناس بالكلام الفاضى عن التوجه الاسلامى الخ الخ الخ وهو لا اسلام لا يحزنون وانما تمكن من السلطة والثروة وتمزيق وتخريب اوطان المسلمين وتشويه الاسلام وهم يقومون بهذا الدور اما عن عمالة او غباء شديد واصلا لا يستقيم الاسلام واوطان المسلمين الا بالقضاء على هذا العهر والدعارة السياسية باسم الاسلام الدين الحنيف!!!
كسرة:الف مليون تفووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على الحركة الاسلاموية وعلى الاسسوها فى مصر والسودان بل فى كل العالم التى مزقت اوطان المسلمين وشوهت الاسلام وابشرى اسرائيل بطول سلامة بوجود هذه الحركات الاسلاموية العاهرة الداعرة العميلة او الغبية الجاهلة والتى يصل عددها بالعشرات وما عندها شغلة غير مقاتلة بعضها البعض وقتل ابناء الامة الاسلامية وتشويه صورة الاسلام!!!!!
كسرة تاتية:ولا انا غلتان وان الحركة الاسلاموية فى السودان بعد 27 سنة وحدت السودان وعملت استقرار و تطور علمى واقتصادى الخ الخ وهى الآن محاصرة القدس وسواحل كاليفورنيا وفلوريدا؟؟؟؟؟اخ تفوووووووووووووووووووووو على العهر والدعارة السياسية بتاعة الحركة السلامةية سودانية او عربية او عالمية اخ تفووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو!!!!وان العلمايين اشرف واطهر من اى اسلاموى سياسى والله الله الله على ما اقول شهيد!!!!
بل وذهبوا الى ما هو أبعد مما جاء في مقدمة مقال الدكتور القراي .. فتدخلوا لمنع مخاطبة لعيبة الكرة والفنانين بالقابهم التي عرفهم بها الجمهور … مثل تنقا والثعلب وسميرة دنيا و عمر احساس على سبيل المثال لا الحصر!!!
الخطأ الفادح انه يثبت ان حزبه هو السودان ولن يفهم ان التعددية تلك الضرورة الملحة تتعارض بالتأكيد مع مركزة الذات ونفي الاخرين.
بالتأكيد ليس هناك اسلام واحد.
المراة التي تؤم الناس في مسجد واشنطن هذا هو اسلامها. وقس على ذلك اسلام الجمهورييين ,الشيعة , السلفييين, المتصوفة, وهكذا.
اما لو اردت الإبقاء على المبدأ البغيض في كلام حسبو فهو ان تدعي ان الفكرة الجمهورية وحدها الصحيح وما عداها لابد ان يزال او ان يرشد ليغير فهمه. واقدر لكم انكم أصلا اهل حوار و لا تفرضون شئيا عنوة.
من اين يأتي التنوع؟
من ظروف معاش الناس وتاريخهم الخاص. فظروف معاش الناس ليست امرا عرضيا يمكن تنحيته جانبا للزج بافكار معلقة فى الهواء.لنصحح فكرة.
قال نقد ينقسم الإسلام سبعين فرقة ولم يقل (كلها في النار عدا واحدة.).
ولكن قال:
وكلها في الجنة.
في مطلع الثمانيات كان لدي صديق من الأمريكان الأفارقة ، مسلم ، يسكن مع عائلته الثورة الحارة العاشرة ، ربما هناك الكثيريين قد سمعوا به أو قابلوه ، و هو قد أسلم في المغرب و توفر له عمل بالسعودية ، لكنه آثر أن تعيش في السودان لأنه من أحسن المجتمعات الدينية (حسب رأيه) ، و كان يتعيش من التدريس في المركز الثقافي الأمريكي ، و رغم أن لديه شهادة دكتوارة في القانون الدولي لم يتمكن من الحصول على وظيفة ملائمة ، و رفض الإنضمام للجماعات.
أسلم الكثير من الأمريكان على يده داخل السودان ، و كان يقول بأن المجتمع السوداني ، يعكس الإسلام الحقيقي ، و هذه وجهات نظر شخصية ، لا غبار عليها.
أما بخصوص القائم بالأعمال الأمريكي ، فهو بالتأكيد لديه مرجعية صلبة يقف عليها ، لكن هذا لا يمنع أن يكون لديه إنطباع شخصي بحكم ، معاشرته للمجتمع ، و تلمسه للفرق الشاسع بين المجتمع (الفطري) ، و أبالسة النظام ، فأي غنماية تستشعر الفرق ، ناهيك عن دبلوماسي رفيع لدولة كبرى.
معظم الكتيبات التي تصدرها الخارجية الأمريكية لدبلوماسيها عن الإرهاب و التطرف ، قامت بإعدادها المخابرات الأمريكية CIA ، و لا أعتقد إنه يخفى عليك ، بأنها كلها مستقاة من أفكار سيد قطب عندما كان بأمريكا.
الأمريكي اليهودي من أصل بريطاني ، برنارد لويس الشهير ، يعتبر أحد منظري المحافظون الجدد و كان مقرباً من مستشار الأمن القومي في عهد كارتر (زبيغنيو بريجنسكي) ، و برنارد من أكثر الدارسين للإسلام و الشرق الأوسط ، و يوجد مثله المئات في الإدارات الأمريكية و جميعهم لديهم إسهامات في الإستراتيجيات التي يتبناها الكونجرس.
الأديب الراحل الطيب صالح ، كتب ستة مقالات بمجلة المجلة ، عن الشيخ محي الدين بن عربي ، و كتب عنه بصدق و حب و إخلاص ، و ذكر في مقالاته ولع و إنبهار الأوربيون و الأمريكان بالشيخ الأكبر محي الدين بن عربي ، و كيف إنهم (أغلبهم غير مسلم) لديهم جمعيات تضم المعجبين بأعمال الشيخ و يستمعون لقصائده ، و قد إعترف الطيب صالح إنه وجد صعوبة في قراءة نصوص بن عربي!
بيت القصيد أن الأمريكان يعرفون عن بن عربي المتصوف أكثر من المسلمين ، فالمسلمين ، عن جهل و تسرع و ترديد الكلام كالببغاءات ، يرمون الشيخ بالكفر كذباً و بهتاناً ، و يتهمونه بإنه يقول بالإتحاد و الحلول ، و هذا كله كلام باطل و الأمريكان يعرفون ذلك. [يقول بن عربي: من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد].
و ذهب البعض أن الأمريكان يميلون للتصوف ، لا التصوف فيه زهد عن الدنيا و بالتالي السياسة ، و هذا قول فطير ، فالأمريكان درسوا التاريخ الإسلامي و الحروب ، و يعرفون أن الإنتصارات الإسلامية بعد عهد الخلافة (صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين و سيف الدين قطز ضد التتار) كان لعلماء و شيوخ التصوف فضل و مساهمة كبيرة فيها.
التصوف و عقيدة الأخوان المسلمين لا يلتقيان أبداً و ما خطه الكاذب الكبير حسن البنا في رسائله كله كذب و نفاق ، و العالم أجمع يعرف ذلك ، و الأمريكان عاصروا و درسوا و لاحقاً تعاونوا فكر الأخوان المسلمين منذ نشأته ، و لا يغرنك نفاقهم و حملهم المسابح ، فكيري (وزير الخارجية الأمريكي) و عضو جمعية (الجمجمة و العظام) يحملها أيضاً ، لكنه بالطبع لا مأرب له في خداع أحد إنما إعجاب شخصي منه للمسبحة و ما تمثله.
تطبق وزارة الخارجية الأمريكية نظرية مواجهة الفكر بالفكر التى وضعها سيد قطب ، عندما كان بأمريكا ، دون انتقاص حتى يومنا هذا ، بل إن اسم سيد قطب مطبوع على كتيبات التعليمات الدبلوماسية الأمريكية السرية دون أن يلتفت إليه مستخدموها.
وضع عالم النفس الاجتماعى «بى جيه بيركويتز» عام 1972 دراسة أضيفت للملف الأخوان المسلمين بال CIA ، بحث بيركويتز فيها ردود الأفعال المتوقعة من جماعة الإخوان المسلمين المصرية على مجريات الصراع العربى – الإسرائيلى وموقف الجماعة فى حالة نشوب الحرب.
وأطلقت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية cia على الدراسة اسم تقرير «السمات الست» رصد خلاله بيركويتز مظاهر علمية للمرض النفسى الجماعى لدى جماعة الإخوان المسلمين المصرية.
وحدد بيركويتز ستة مظاهر لمرض الجماعة بينها جنون العظمة – فصام الجنون المكانى – تخلف شريط الحدود العقلى – اليأس المجتمعى – السلبية العدوانية المستترة – اضطرابات الانفصال عن الواقع. وكلها أدت إلى تطمين الإدارة الأمريكية من جانب رد فعل جماعة الإخوان إذا قامت الحرب بين مصر وإسرائيل.
ومن دراسة بيركويتز ولدت أهم الدراسات النفسية الاستراتيجية بملف «شذوذ الجماعة» وضعها البروفسور «بومان ميلر» بالتعاون مع البروفسور «تشارلز راسل» عام 1977.
وسجل العالمان ميلر وراسل الذين عملا لحساب cia صراحة عام 1977 تحليلا خاصا لشخصية سيد قطب ذكرا فيه صراحة أن أفكاره كانت إرهابية بامتياز.
و بالتأكيد لم يقصدا الإرهاب الذي عنيته في مقالك
[كما كان عليهم أن يكونوا إرهابيين] ، إنتهى الإقتباس ، فالأية عنت تخويف المشركين ، و ليس إرهاب (بالتعريف الحديث) الذي يرهب المسلمين و البشر الآمنيين و يخالف شرع الله ، و سياقك للنصوص و تجريدها من ظرفها التاريخي يخل بالمعنى و يعكسه ، و لا أظنك ترمي إلى هذا ، لكن إيرادك ل [وهذا المستوى، هو ما تقوم به “داعش” اليوم] ، إنتهى الأقتباس ، يعزز المعنى المغلوط الذي أولت به الأية (ترهبون) ، فداعش و الأخوان المسلمين ، و جميع من سار على نهجهم ، صناعة غربية بإمتياز ، و الأمريكان لم يتعظوا من تجربة الإمبراطورية البريطانية في اللعب بنيران التطرف الذي يدفعون ثمنه الآن.
أباليس النظام يعلمون إن ترويجهم لموضوع الإسلام السياسي لن يخيل في عقلية السياسة الأمريكية ، لكنهم لديهم لوثة ترديد الكذب ، التي أقتبسها ديك شني و بوش الإبن سابقاً لتسويق الحرب على صدام حسين ، حيث أجدت في وقتها لكنها في يومنا الحالي أصبحت أضحوكة و مجال تندر ، و لن تفيد أباليسنا ، لكنهم يعطون مساحة للعب لبعض الجهات في دهاليز الإدارة الأمريكية ، و للأستفادة من بعض مستشاري أوباما ذوي الميول الأخوانية ، قبل إنتهاء ولايته.
فطرة المجتمع السوداني و سماحته ، رغم أن الأبالسة إستغلوها أسوأ إستغلال منذ تحضيراتهم للإنقلاب (منتصف السبعينات) ، إلا إنها تظل عقدة العقد لفكر المتأسلمين ، و هي التي تشعرهم بالعزلة من المجتمع (و البشرية) ، لذلك (حتوا) أوراق شجرة زقومهم ، و ارتدوا هذا القميص الجديد لعل و عسى ، لكنها (فرفرة مذبوح).
من باب الأمانة مع الرأي العام ، طرح المواضيع العامة التي تهمه ، فالعدو واحد ، لكن طرح الأيدولجيات و الأفكار الخاصة يخل بالغرض ، و يشتت الهمم التي نحن في أوج الحاجة لشحذها و توحيدها على قلب رجل واحد ، و لكن طرحك لمثل هذه العبارة دون أسنايد (لا وجود لها أصلاً) ، يمس العقيدة و الإيمان:
[ولكن هناك مستويين من الإسلام جاء بهما القرآن الكريم: أما المستوى الأرفع، فإنه نزل في القرآن الأصل، أولاً في مكة] ، إنتهى الإقتباس ، فلا سلطة لبشر بعد النبي عليه الصلاة و السلام ، ليقسم الإسلام حسب هواه لمستويين ، ناهيك عن توصيف (الأرفع) و كذلك:
[وفي هذا المستوى، الناس أحرار في قبول الإسلام أو رفضه، وهم لو إختاروا الكفر لابأس عليهم، ويذهبوا موفورين] , إنتهى الإقتباس. كيف لمن يختار الكفر يذهب موفوراً ، و كيف يتسق هذا مع أية: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [56 – الزاريات] و كيف للأية (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) ، [60 – الزاريات].
فائدة الإيمان تعود على المؤمن، كما قال تعالى: (مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا..) [46 – فصلت]
حاشية:
و لتبيان عدم صحة ما ذهبت إليه ، أدناه مزيد من الشرح لفائدة القراء و إحتراماً لعقلهم و إيمانهم:
حاول خصوم الإسلام من قريش إيقاف الدعوة ، فذهب وفد منهم للنبي صلى الله عليه وسلَّم ، و عرضوا عليه المال و السيادة و الملك ، و لما فشلوا ذهبوا إلى عمه أبي طالب، فلما كلَّمه عمه قال قولته المشهورة: (والله، يا عَمِّ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أتركَ هذا الأمر ما تركته، حتى يُظِهره الله، أو أَهْلِك دونه).
و جاؤه من ناحية ثالثة ، فقالوا: ننتهي إلى أمر هو وسط بيننا وبينك: دَعْكَ من هؤلاء الفقراء، واصْرِف وجهك عنهم، ولا تربط نفسك بهم، ووجِّه وجهك إلينا، فأنزل الله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [28 – الكهف]
[منقول من تفسير الشعراوي]
ثم بيَّن الحق سبحانه وتعالى أن الإسلام أو الدين الذي أًَنزله الله لا يأخذ أحكامه من القوم الذين أُنزِل عليهم؛ لأن رسول الله إنما أُرسِلَ ليضع لهم موازين الحق، ويدعو قومه إليها، فكيف يضعون هم هذه الموازين، فيأمرون رسول الله بأنْ يصرف وجهه عن الفقراء ويتوجّه إليهم؟
لذلك قال: {وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ..} [الكهف: 29] لأنه بعثني بالحق رسولاً إليكم، وما جئت إلا لهدايتكم، فإنْ كنتم تريدون توجيهي حسْب أهوائكم فقد انقلبتْ المسألة، ودعوتكم لي أن أنصرف عن هؤلاء الذين يدعُون ربهم بالغداة والعشيّ وأتوجه إليكم، فهذا دليل على عدم صِدْق إيمانكم، وأنكم لستم جادِّين في اتباعي؛ لذلك فلا حاجة بي إليكم.
ثم يقول تعالى: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف: 29] أي: ادخلوا على هذا الأساس: أن كل حَقٍّ ينزل من الله، لا أن آخذ الحق منكم، ثم أردّه إليكم، بل الحق الذي أرسلني الله به إليكم، وعلى هذا مَنْ شاء فليؤمن ومَنْ شاء فليكفر.
والأمر في هذه الآية سبق أنْ أوضحناه فقلنا: إذا وجدنا أمراً بغير مطلوب فلنفهم أن الأمر استُعمِل في غير موضعه، كما يقول الوالد لولده المهمل: العب كما تريد، فهو لا يقصد أمر ولده باللعب بالطبع، بل يريد تهديده وتأنيبه.
وهكذا في: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف: 29] وإلا لو أخذتَ الآية على إطلاقها لَكانَ مَنْ آمن مطيعاً للأمر: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن..} [الكهف: 29] والعاصي أيضاً مطيع للأمر: {وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف: 29] فكلاهما إذن مطيع، فكيف تُعذِّب واحداً دون الآخر؟
فالأمر هنا ليس على حقيقته، وإنما هو للتسوية والتهديد، أي: سواء عليكم آمنتم أم لم تؤمنوا، فأنتم أحرار في هذه المسألة؛ لأن الإيمان حصيلته عائدة إليكم، فالله سبحانه غنيّ عنكم وعن إيمانكم، وكذلك خَلْق الله الذين آمنوا بمحمد هم أيضاً أغنياء عنكم، فاستغناء الله عنكم مَسْحوب على استغناء الرسول، وسوف ينتصر محمد وينتشر دين الله دونكم.
وقد أراد الحق سبحانه أن يصيح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة في مكة ويجهر بها في أُذن صناديد الكفر وعُتَاة الجزيرة العربية الذين لا يخرج أحد عن رأيهم وأمرهم؛ لأن لهم مكانةً وسيادة بين قبائل العرب.
ولحكمة أرادها الحق سبحانه لم يأْتِ نصر الإسلام على يد هؤلاء، ولو جاء النصر على أيديهم لقيل: إنهم أَلِفُوا النصر وألفوا السيادة على العرب، وقد تعصَّبوا لواحد منهم ليسُودوا به الدنيا كلها، فالعصبية لمحمد لم تخلق الإيمان بمحمد، ولكن الإيمان بمحمد خلق العصبية لمحمد.
بعد أن جاء الأمر الإلهي في قوله تعالى: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف: 29] أراد سبحانه أنْ يُبيّن حكم كُلٍّ من الاختيارين: الإيمان، والكفر على طريقة اللَّفِّ والنشر، وهو أسلوب معروف في العربية، وهو أن تذكر عدة أشياء، ثم تُورِد أحكامها حَسْب ترتيبها الأول، أو تذكرها مُشوَّشة دون ترتيب.
ومن النوع الأول الذي يأتي فيه اللَّفُّ والنشْر على الترتيب قوله تعالى: {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الليل والنهار لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ..} [القصص: 73].
أي: لتسكنوا في الليل، وتبتغوا من فضل الله في النهار.
فالترتيب إذا كان الحكم الأول للمحكوم عليه الأول، والحكم الثاني للمحكوم عليه الثاني وهكذا، ومن ذلك قول الشاعر:
قَلْبِي وَجَفْنِي وَاللسان وخالقي ***
هذه أربع مُخْبر عنها، فما قصتها وبماذا أخبرنا عنها؟ يقول:
قَلْبِي وَجَفْنِي وَاللسَانُ وخالِقِي *** رَاضٍ وباكٍ شَاكِرٌ وغَفُورُ
فتكون على الترتيب: قلبي راضٍ، وجفني باكٍ، ولساني شاكر، وخالقي غفور.
ومرة يأتي اللف والنشر على التشويش ودون ترتيب ثقةً بأن نباهةَ السامع ستردُّ كل شيء إلى أصله كما في الآية التي نحن بصددها، فتلاحظ أن الحق سبحانه بعد أن قال: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ..} [الكهف: 29] فبدأ باختيار الإيمان ثم ذكر الكفر، أما في الحكم على كل منهما فقد ذكر حكم الكفر أولاً: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً..} [الكهف: 29] ثم ذكر بعده حكم المؤمنين: {إِنَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} [الكهف: 30].
وليكُنْ في الاعتبار أن المتكلم رَبٌّ حكيم، ما من حرف من كلامه إلا وله مغزى، ووراءه حكمة، ذلك أنه تعالى لما تكلّم عن الإيمان جعله اختياراً خاضعاً لمشيئة العبد، لكنه تعالى رجّح أن يكونَ الإيمانُ أولاً وأنْ يسبق الكفر. أما حينما يتكلم عن حكم كل منهما، فقد بدأ بحكم الكفر من باب أنْ (دَرْءَ المفسدة مُقدَّم على جَلْب المنفعة).
ثم يقول الحق سبحانه: {إِنَّ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات…}.
أخرج الدارمي في مسنده والنحاس عن حذيفة قال: إنما يفتي الناس أحد ثلاثة: رجل يعلم ناسخ القرآن من منسوخه وذلك عمر، ورجل قاض لا يجد من القضاء بداً، ورجل أحمق متكلف، فلست بالرجلين الماضيين، فأكره أن أكون الثالث.