أين أنتم أيها المثقفون من ما يجري بالبلاد الأن؟

بسم الله الرحمن الرحيم

تمر البلاد بأزمة لم تراها او تعيشها من قبل. عايشنا كل الحكومات منذ نهايات عهد الاستعمار حتى تاريخه. لم نرى مثل ما نحن فيه الآن من( محن واحن) وانهيار تام في كل الاتجاهات. لقد فشلت الحكومات المتتالية لفترة امتدت لثلاثة عقود، كل يوم فيها كان أسوأ من سابقه مع تبريره بنظريات المؤامرة والابتلاءات..الخ. تناوب المسؤولين على المقاعد دون أن تكون لأي منهم (برامج) واضحة ومحددة، اضافة الى أنهم لم يكونوا أهل لها. أغلبهم جاء للجاه والاستفادة الشخصية، وحماية النظام الهزيل المتهالك منذ يومه الأول. صبرنا ثلاثة عقود لعل وعسى، فلم نجد لعل ولا عسى، بل أصبحنا نبحث كالقطط عن ما نسد به رمقنا ورمق من نعول من مكبات النفايات (الكوشة). الهموم أصبحت جزءا أساسيا من حياتنا . والذهول سمة من سماتنا كسودانيين. فالي متى نصبر على الفشل الذي لا ينكره الا مكابر ونحن من نحن. فنحن من قوم عمروا الأرض أين ما قطنوا. انظروا الى دول الخليج. من ساهم بقوة في تعميرها؟ الإجابة هي العمالة السودانية و المتعلم والمثقف السوداني. انظروا الى غالبية الدول الافريقية التي نالت استقلالها بعدنا بسنوات، اين هي ، وأين نحن؟ فهي مجتمعة لا تملك خيرات مثل ما نملك. لا تملك خبرات مثل التي لدينا. لا تملك عمالة مدربة كما نملك. تاريخها لا يقارن بتاريخنا. أخلاقياتنا كان يضرب بها المثل. تنوعنا العرقي والثقافي تحسدنا فيه العرب والأفارقة. علماؤنا فاكهة المؤتمرات العلمية، جامعاتنا كانت في قمة تصنيف الجامعات العربية والافريقية.
الأن أخاطب المثقف السوداني والمتعلم والأكاديمي والباحث والمفكر.
اولا: كلكم ترون وتتعايشون يوميا مع ما نحن عليه من دمار، ولا توجد لديكم اجابة واضحة وقاطعة عن (ما سيحدث) لهذا الوطن في مستقبله القريب والبعيد، ان كان له مستقبل. وينطبق ذات الشيء على المواطن (الفضل).
ثانيا: هل ما يحدث لا يهمكم في شيء؟
ثالثا: هل لا يعني لكم هذا والوطن والمواطن السوداني شيء؟
رابعا: هل أنتم راضون عن أحوالكم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ونظرة بقية دول وشعوب العالم لكم؟
خامسا: هل أنتم عاجزون (فكريا) عن التقدم بحلول تنقذ هذا الوطن حتى وان كان ذلك بتقديمها لمن يحكموننا الأن رغما عن كل عيوبهم وسواءتهم، من أجل الوطن والمواطن المسحوق الذي ضحى بقوته حتى تصلوا الى ما أنتم عليه الأن من مراتب عالية؟
المطلوب منكم الأتي:
1) وضع برنامج واقعي علمي وعملي لإخراج السودان والمواطن السوداني مما هو عليه الأن من مشاكل وضياع (برنامج تصحيحي).
2) وضع خطة متكاملة للارتقاء بالوطن والمواطن الى مصاف الدول الكبرى في فترة لا تتعدي 10 سنوات (علمية ، زراعية، صناعية، صحية، سياسية، اجتماعية، ثقافية، اعلامية، رياضية..الخ).
3) ربط المواطن بالوطن وتقوية الروح الوطنية ،التربية الوطنية الحقة، للأجيال القادمة حفاظا على ما تبقى من الوطن للأجيال القادمة حتى لا يلعنوننا ويتهمونا بالفشل في كل شيء (هذه حقيقة).
الرؤيا: السودان وطن يستحق من كل منا أن يؤدي أقصى ما يستطيع لحمايته و لرفعته والارتقاء به وبمواطنه تسليمه في أبهى صوره للأجيال القادمة.
الرسالة: للأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق
الشعار: أنا سوداني، وأبدا ما هنت يا سودان يوما علينا.
مقترح خطة العمل Action Plan
1) تكوين مجلس أعلى طوعي من العلماء والخبراء يتكون من القطاعات المتنوعة (اقتصادى، هندسي، زراعي، صناعي، صحي، تعليمي..الخ) على أن يمثل كل قطاع رئيس واثنين من المستشارين للرئيس.
2) يقوم كل فطاع بالاستعانة بمن يراه من الأكاديميين والباحثين داخليا وخارجيا، سودانيين وأجانب، للقيام بالآتي:
أ‌) دراسة الموقف الراهن.
ب‌) تشريح المشاكل التي واجهت القطاع.
ت‌) وضع الحلول المناسبة التصحيحية في شكل سيناريوهات لكل مشكلة مع التبرير وتوفير دراسات جدوى واطار زمني للتنفيذ ومن وكيف وميزانية كل منها.
ث‌) وضع خطة لما بعد التصحيح أيضا من عدة سيناريوهات
ج‌) الدعوة لمؤتمر قطاعي لمناقشة كل ما جاء أعلاه
ح‌) رفع تقرير متكامل للمجلس الأعلى.
3) الدعوة لمؤتمر شامل لكل القطاعات يقوم فيه كل قطاع بتقديم تقريره ويفتح للنقاش بواسطة الحضور من كل القطاعات والخبراء بغرض الحذف والاضافة والتنسيق بين القطاعات. يراعى أن يكون الزمن غير محدد حتى ينتهي عمل اللجنة دون أي ضغوط بسبب محدودية الزمن، مع الالتزام بأداب وشروط الحوار.
4) يعرض التقرير النهائي لجميع الأحزاب، ويناقش بالتفصيل حتى يتم الوصول للحد الادنى من الاتفاق.
5) يعرض ما جاء أعلاه في استفتاء للجماهير بعد اعطاء اللجنة العليا الفرصة لعرضه بالولايات والاعلام.
6) ما تم الاتفاق عليه يرفع لرئاسة الجمهورية لتقوم بتشكيل حكومة من الذين سترشحهم اللجنة العليا لتنفيذ ما جاء بالرامج والفترة التي يحتاجها البرنامج للخروج من الأزمات مع تأجيل انتخابات 2020م.
7) قد يرى البعض أن يستمر الرئيس الحالي، او أن يتكون مجلس رئاسي يشرف على البرنامج ويتابعه متابعة دقيقة. كما قد يرى البعض حل المجلس الوطني والمجالس الولائية وتكوين برلمان من الخبراء والأكاديميين لمتابعة آداء الحكومة.
تكوين المجلس الأعلى:
? نقترح أن يتكون من القطاعات كما جاء أعلاه، وأن يكون رئيس القطاع أقدمهم في المجال the most senior بشرط أن تكون سيرته الذاتية مؤهلة لذلك ومعه اثنان من المستشارين الأكاديميين أو الباحثين في ذات المجال وبسير ذاتية تؤهلهم لذلك.
? تستعين لجنة القطاع بمن ترى.
? العمل في كل هذه اللجان طوعي من أجل السودان (يد سلفت ودين مستحق) .
? كل لجنة تضع لوائح تسيير عملها
? يفضل أن لا يمثل أي حزب باللجان أو القطاعات.
? حيث أن الأمور في غاية السوء، نرى أن ينتهي العمل في ظرف 6 أشهر كحد أقصى.
كيف يتم كل ما جاء أعلاه؟
يتم ذلك عبر مبادرة يقودها المثقفون من داخل الجامعات، وافضل أن يكونوا من جامعة الخرطوم حيث أنها كموقع جغرافي افضل مكان للتجمعات الفكرية، واغلبية العلماء وأساتذة الجامعات الأخرى والباحثين والمفكرين من خريجيها، اضافة الى توفر القاعات و سهولة المواصلات والاتصالات بالمركز. على كل الجامعات الأخرى، حكومية وخاصة المساهمة في الأفكار و الأراء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حيث أن التخصصات قد تتوفر بجامعات ولا تتوفر في أخرى.
قد يتكون مجلس أعلى انتقالي من المبادرين بالفكرة والمؤمنين بها، وبعد الاجتماع الأول يتم اختيار مجلس أعلى أخر لإكمال العمل.
لكن السؤال هو: هل هنالك من يبادر بتبني ما جاء أعلاه ؟ وهل سيجد الاستجابة من الأخرين؟ هل سيقبلون بأن يكون عملهم طوعي من أجل انقاذ حقيقي للوطن؟ أللهم نسألك اللطف (أمين).

نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا بروف يا نبيل..مهما كان “تبَرفُرُسُرك” لا يمتّ الى اللغة العربية بصلة رحم وقربى او نسب.. منطق استخدامك اللغة العربية لن يسمح لك ان تخرمج كدا كقولك:
    *ايها المثقفون”!! * وبعدين يا اخى اما وصل الى مسامعك ان “من ما” قد تم دمجهما فى كلمة واحدة هى “مِمّا”..
    * تكونش ما سمعت ان كلمتى”وجْها” و “لِوَجْه” تم دمجهما من قبل الانتفاضه فى كلمة واحدة هى “وجْهالُوجَه”! بقرار جمهورى من الرئيس القائد (عليه الرحمه).
    * وان حرف الحسم “لَم” لسّ يحسم وكمان يجزم فعل المضارع معلول الآخر او الوسط زى “تَرَى وتعيش” بحذف حروف العِلّه فيقول الخليل بن احمدالفراهيدى “لم ترها” او “تعِشْها” فقد كان عليك ان تجضّم الفعلين من “ألألِف” و”الياء”!..
    على كل حال موش حأواصل قراءة المقال خشية الآ اجد مساحة كافيه لتصحيح الباقى من الاخطاء رغم اننا كلنا خطّأون!
    * “لآكييين” باختصار غايتو اقول ليك “بااالغت”! خليها دارجيه عشان نمشّيها ويلللا.

  2. الفكرة جيدة..ولكن العقبة فى من يقنع النظام… وتجربة الحوار وثلاث سنين من المجهودماثلة..مع تقديرى لكل من يساهم فى ايجاد هخرج لوطن مازوم…

  3. شكرا البروف نبيل..اضيف إلى ما كتبته ان يدريس منهج يسمي نهضة السودان في جميع المراحل الدراسية وتكون محاوره الرئيسية(صدق امانه عدل كفاءة إتقان العمل) وبهذا ينشأ جيل ينهض بالسودان، الاعتماد على تجاربنا لايفيد لابد من اختيار نموزج دوله متقدمه ونبدأ من حيث انتهت كما فعل محمد مهاتير فاختار نموزج اليابان ونهض بماليزيا، هذا مشروع كبير محتاج توعية ودعايه ومشاركه الآباء والمساجد والجمعيات.

  4. مقال جميل وتحفيزى ولكن .. كل ما سردت يمكن تحقيقه لو إنك كنت رئيس الدوله أو كان رئيس الدوله وزمرته ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ولكن هيهات . سوف ننتظر ونرجع قرن للوراء حتى يشرق صباحنا والدروس والتجارب بتعلم حتى يأتى الله بقوم لا يكونوا أمثالهم وحتما لن يكونوا . لأنه أصلا زمن التخلف والرجعيه الفكريه قد ولى فالآن ربما طفل في الإبتدائيه يفهم أحسن من وزير عندنا عجوز كهل . كل ما هنالك ان هذه الرجعيه مستحكمه الآن فلا تقلق السودانيين أبناء االحارة نفترش البروش ونشرب من الزير ونركب البقال حتى حين طالما تعلمنا ان هناك كرٌ وفر ويوم لك ويوم عليك .

  5. نحنا مالنا و مال البلاوى . انتو ذاتكم زيهم . عندما أسمع لقب دكتور أو بروفيسور اتحسس مسدسي فورا”. 60 سنة ما عملتو حاجة في أي مجال من المجالات . خزلتوناااااااااااااا.

  6. بروفيسور نبيل حامد حسن بشير
    لك الود و الإحترام ، إن الطرح العلمي الذي ذكرته في مقالك هذا يدل عن نُبل الفكر الراقي للتعامل مع أزمة السودان في زمن الكيزان . و دون قطع شك هو الحل الأمثل ولكن دعنا نتفق علي الآتي
    أولاً لا يمكن تنفيذ أي بند في هذه الورقة في ظل الوضع السياسي الراهن الذي يتشبث بالإنفراد بالرأي وحده و لذلك يجب التغير الفوري حتي يتثني العمل علي الإصلاح . و بناء علي ما سبق فإن تكوين حكومة بموافقة كل الأحزاب علي أن يكون مقرها خارج السودان قد يساعد في تغير مصير السودان .

  7. يا بروف يا نبيل..مهما كان “تبَرفُرُسُرك” لا يمتّ الى اللغة العربية بصلة رحم وقربى او نسب.. منطق استخدامك اللغة العربية لن يسمح لك ان تخرمج كدا كقولك:
    *ايها المثقفون”!! * وبعدين يا اخى اما وصل الى مسامعك ان “من ما” قد تم دمجهما فى كلمة واحدة هى “مِمّا”..
    * تكونش ما سمعت ان كلمتى”وجْها” و “لِوَجْه” تم دمجهما من قبل الانتفاضه فى كلمة واحدة هى “وجْهالُوجَه”! بقرار جمهورى من الرئيس القائد (عليه الرحمه).
    * وان حرف الحسم “لَم” لسّ يحسم وكمان يجزم فعل المضارع معلول الآخر او الوسط زى “تَرَى وتعيش” بحذف حروف العِلّه فيقول الخليل بن احمدالفراهيدى “لم ترها” او “تعِشْها” فقد كان عليك ان تجضّم الفعلين من “ألألِف” و”الياء”!..
    على كل حال موش حأواصل قراءة المقال خشية الآ اجد مساحة كافيه لتصحيح الباقى من الاخطاء رغم اننا كلنا خطّأون!
    * “لآكييين” باختصار غايتو اقول ليك “بااالغت”! خليها دارجيه عشان نمشّيها ويلللا.

  8. الفكرة جيدة..ولكن العقبة فى من يقنع النظام… وتجربة الحوار وثلاث سنين من المجهودماثلة..مع تقديرى لكل من يساهم فى ايجاد هخرج لوطن مازوم…

  9. شكرا البروف نبيل..اضيف إلى ما كتبته ان يدريس منهج يسمي نهضة السودان في جميع المراحل الدراسية وتكون محاوره الرئيسية(صدق امانه عدل كفاءة إتقان العمل) وبهذا ينشأ جيل ينهض بالسودان، الاعتماد على تجاربنا لايفيد لابد من اختيار نموزج دوله متقدمه ونبدأ من حيث انتهت كما فعل محمد مهاتير فاختار نموزج اليابان ونهض بماليزيا، هذا مشروع كبير محتاج توعية ودعايه ومشاركه الآباء والمساجد والجمعيات.

  10. مقال جميل وتحفيزى ولكن .. كل ما سردت يمكن تحقيقه لو إنك كنت رئيس الدوله أو كان رئيس الدوله وزمرته ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ولكن هيهات . سوف ننتظر ونرجع قرن للوراء حتى يشرق صباحنا والدروس والتجارب بتعلم حتى يأتى الله بقوم لا يكونوا أمثالهم وحتما لن يكونوا . لأنه أصلا زمن التخلف والرجعيه الفكريه قد ولى فالآن ربما طفل في الإبتدائيه يفهم أحسن من وزير عندنا عجوز كهل . كل ما هنالك ان هذه الرجعيه مستحكمه الآن فلا تقلق السودانيين أبناء االحارة نفترش البروش ونشرب من الزير ونركب البقال حتى حين طالما تعلمنا ان هناك كرٌ وفر ويوم لك ويوم عليك .

  11. نحنا مالنا و مال البلاوى . انتو ذاتكم زيهم . عندما أسمع لقب دكتور أو بروفيسور اتحسس مسدسي فورا”. 60 سنة ما عملتو حاجة في أي مجال من المجالات . خزلتوناااااااااااااا.

  12. بروفيسور نبيل حامد حسن بشير
    لك الود و الإحترام ، إن الطرح العلمي الذي ذكرته في مقالك هذا يدل عن نُبل الفكر الراقي للتعامل مع أزمة السودان في زمن الكيزان . و دون قطع شك هو الحل الأمثل ولكن دعنا نتفق علي الآتي
    أولاً لا يمكن تنفيذ أي بند في هذه الورقة في ظل الوضع السياسي الراهن الذي يتشبث بالإنفراد بالرأي وحده و لذلك يجب التغير الفوري حتي يتثني العمل علي الإصلاح . و بناء علي ما سبق فإن تكوين حكومة بموافقة كل الأحزاب علي أن يكون مقرها خارج السودان قد يساعد في تغير مصير السودان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..